إقليم
أوجادين الصومالي رغم عروبته وإسلامه يرزح تحت الاحتلال الإثيوبي منذ عشرات السنين؛ حيث يمارس عليه كافة أشكال الضغط والإرهاب من أجل إخماد نار مقاومته، ووأد محاولات أبناءه للعودة مرة أخرى لأحضان الوطن والأمة الإسلامية، في حين تتفشى حالة من الصمت والتجاهل من قبل المسلمين الذين ربما تعددت مآسيهم وقضاياهم، فلم يعد يدرون أيها يتابعون أو يتضامنون، خاصة وقد زاد بلة طينهم سوء أحوالهم وتدهور أوضاعهم !
إقليم أوغادين ويعرف أيضاً بالصومال الغربي أو إقليم الصومال في إثيوبيا، يعتبر الجزء الغربي من الصومال الكبير . وتعرف جغرافياً بالهضبة الصومالية تقع أوغادين شرق إثيوبيا وغرب الصومال ويحدها من الشمال الشرقي جمهورية جيبوتي وتبلغ مساحتها نحو 650 ألف كم 2 وسكانه مسلمون من أصول صومالية.
سلمت بريطانيا إقليم أوغادين إلى إثيوبيا في عام 1954 . يعاني السكان في أوغادين من أحوال غير إنسانية وظروف معيشية متدنية للغاية هذا غير اضطهاد الإثيوبيون لهم وتعرضهم للقتل والتعذيب والسجن والاغتصاب. كذلك يقوم الجيش الإثيوبي بدوريات لمنع وكالات الأنباء والمنظمات الحقوقية من الاقتراب أو تصوير الأحوال الغير إنسانية في أوغادين
المناخ
المناخ معتدل رغم وقوعها بالنطاق المداري ، وذلك بسبب ارتفعها الشاهق.
السكان
الغالبية العظمى من سكان
أوجادين من العناصر الصومالية وخاصة قبيلة الأوجادين إحدى قبائل الدارود
قبائل
أوجادين تقطن الصومال وإقليم أوغادين وكينيا.
النشاط البشري
الإقليم غني بموارده الرعوية ، ففي المناطق الشرقية والجنوبية يعمل السكان بالرعي ، ويعشون حياة بدوية ،وتنتشر تربية الأبقار ،و الاغنام ، والماعز ، والإبل ، ويمارسون الزراعة الخفيفة.
الأوضاع الإنسانية
هناك تدهور في الأحوال المعيشية والاقتصادية يصل إلى حد المجاعة، ويؤدي لموت الأفراد والمواشي بشكل يومي، و تُتهم اللحكومة الإثيوبية بالقيام بعمليات إبادة جماعية وقتل وحرق القرى وهدم الآبار وعمليات الشنق والقتل، وغيرها من الجرائم البشعة؛ بالإضافة إلى إغلاق الحدود مع كينيا وجيبوتي والصومال لمحاصرة شعب أوغادين.
الصراع
بعد أن استولت إثيوبيا أراضي أوغادين بمساعدة الدول الأوروبية ما زالت تمارس كل صنوف الاضطهاد طوال أكثر من قرن ضد الأبرياء: من قتل وتعذيب، وتشريد وتهجير، وتجويع وتجهيل، وإبادة جماعية، وتصفية عنصرية، وتطهير عرقي. وكل هذه الأساليب الوحشية لا تزال مستمرة إلى اليوم. لذا يحاول شعب أوغادين أن يدافع نفسه أمام ممارسات الحكومات الإثيوبية الاستئصالية ضد هذا الشعب البائس.
ثمة أسباب قوية دفعت إثيوبيا إلى التشبث بالسيطرة على إقليم
أوجادين برغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها جراء المقاومة الشرسة من ثوار الإقليم، فحسبما أكدت تقارير منظمات إثيوبية رسمية؛ فإن الإقليم يعد من أهم المناطق المهمة في القرن الإفريقي، وذلك لموقعه الاستراتيجي ولكونه محل الصراع بين الكنيسة والمسجد عبر التاريخ، وكذلك باعتباره همزة الوصل بين دول القرن الإفريقي، وهي جيبوتي وإثيوبيا والصومال وكينيا، كما يمر فيه نهرا شبيلي وويب، فضلاً عن احتوائه على مخزون كبير من المعادن والغاز الطبيعي والنفط، إلا أنه لم يُستغل بعدُ في حين تعاني المنطقة برمتها من نقص حاد في هذه المواد .
وقد مارست سلطات الاحتلال الإثيوبي مختلف أشكال الاضطهاد والانتهاكات؛ لفرض هيمنتها على أبناء الإقليم كان على رأسها فرض التجنيد الإجباري على المدنيين بالإقليم للقتال كمليشيات ضد المقاومة، وليكون المسلمون الصوماليون ضد المسلمين الصوماليين في محاولة للتخفيف من العبء الثقيل الذي سبَّبته المقاومة الإسلامية في الإقليم، فضلاً عن التقليل من عدد القتلى في صفوف الجيش الإثيوبي نتيجة عمليات المقاومة .
في هذا الإطار أيضًا أجبرت سلطات الاحتلال شيوخ القبائل في الإقليم على تعبئة قبائلهم لمحاربة مقاتلي الجبهة، حتى تمكنت من إجبار المدنيين على الانخراط في الخدمة العسكرية، وإشراكهم في القتال بدون تدريب مسبق، فضمت إلى قواتها قسرًا عددًا كبيرًا من الأطباء والممرضين والمهندسين، وغيرهم من أبناء الإقليم الذين يعملون جاهدين على تقديم الخدمات للإقليم، الذي يعاني في الأساس من غياب مركزي للدولة الإثيوبية؛ مما أدى إلى تدهور الأوضاع وتفاقم مأساة الإقليم .
وبحسب شهادات العديد من أبناء
أوجادين ونشطاء المنظمات الإغاثية الدولية؛ فإن القوات الإثيوبية تقتحم المستشفيات لتجنيد الأطباء والممرضين والعاملين فيها، كما تجبر الموظفين المهنيين والحراس والسائقين في المصالح الحكومية بالإقليم فضلاً عن الموظفين بمشروعات مُمَوَّلة من قبل مانحين أوروبيين كالبنك الدولي على الذهاب إلى مناطق المواجهة في أوجادين، وهو ما دفع الآلاف من أبناء الإقليم إلى الفرار والنزوح إلى الدول المجاورة، مخافة التعرض لمصير المتخلفين عن الانضمام للقوات الإثيوبية من قتل أو تعذيب أو سجن مدى الحياة
ثم تأتي الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال الإثيوبي بحق سكان الإقليم؛ حيث رصدت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) العديد من جرائم الاغتصاب الجماعي والقتل والصلب والتخريب لترويع السكان المحليين، فضلاً عما تفرضه هذه القوات من حصار على المعونات الإنسانية والحركة التجارية في بعض مناطق أوجادين؛ بدعوى منع وصول الدعم اللوجيستي للمقاتلين الاستقلاليين، مما رفع من احتمال حدوث مجاعة، وهو ما ألجأ السكان إلى أكل الأعشاب والشرب من جذور النباتات إن وجدت .
لا يجد أبناء صومال أوغادين تعليما… ولا خدمة صحية… ولا وظائف…لا يسمح لهم التجارة بل يهرّبون بعض البضائع الضرورية من الصومال… ولا يستطيعون أن يزرعوا أرضهم بطريقة تنتج لهم شيئا معقولا؛ حيث لا يسمح بأي محاولة زراعية إلا بطرق تقليدية لا تسمن ولا تغني من جوع.
لا مؤسسات خيرية ،الجمعيات الخيرية الإثيوبية لا تعمل أبدا في الإقليم، والإسلامية العربية ممنوعة، والمحلية محدودة عددا (إن وجدت)، محصورة نشاطا، يُضغط عليها لكي لا تتحرك. والأجنبية يملى عليها وتُستغل منحتها سياسيا.
لا صحافة أو غيرها من وسائل الإعلام، وأقرب شاهد هو زيارة قناة الجزيرة للمنطقة وبثها صورا من المعانات، ومن بعدها قطع العدو فورا العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.
و التقارير تكشف عن مساهمات ومشاركات من قبل هيئات ومنظمات دولية في إغاثة ومكافحة المجاعة المنتشرة في
أوجادين منها هيئة رعاية الطفولة الأمريكية والصليب الأحمر وهيئات فرنسية ومنظمة S S M الإيطالية، ومنظمة اليونيسيف، وهيئة أطباء بلا حدود، في مقابل غياب شبه كامل للعمل الإغاثي العربي والإسلامي بالإقليم؛
ليكون أبناء أوجادين فريسة سهلة وسائغة للتنصير،
فهل نتركهم وحدهم يواجهون هذا المصير؟
ويكيبيديا – بعض المقالات المنوعة والمواقع الجغرافية