رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ليكن لك كهف
ليكن لك كهف كلنا يحزن ، ويألم ، وتضيق عليه الدنيا بما رحبت . إما بفعل كبوة شديدة ، أو تجربة أليمة ، أو حتى بسبب زلة أو خطأ وقعنا فيه. حينها يحتاج المرء منا لمساحة من الهدوء والسكينة يراجع فيها نفسه ، عله يجد مخرجا أو فرجة تخفف عنه ألم أيامه وشدة ما يجد من الحزن و الهم . هناك لحظة يا صديقي تحتاج فيها إلى أن تدخل كهف وجدانك لتعتكف فيه وقتا تراجع فيه حساباتك ، وتُقيم خطواتك ، وتقرر ما يجب عليك فعله . تحتاج أن تعتزل الحياة الهادرة للحظات ، تكاشف فيها نفسك وتكشفها ، تُطمئن فيها روحك ، وتتابع فيها منحنى طموحاتك وأحلامك وأمانيك ، تبكي فيها على خطئك وزلتك ، وتعد فيها القرابين والأعمال الصالحة التي ستقدمها بين يدي خالقك كي يعفوا عنك . يخبرنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن : خذوا بحظكم من العزلة . والعزلة نوعان ، نوع إيجابي والتي تكون بين وقت وآخر ، نشد فيها الأزر ونستمد منها الهمة ، وعزلة سلبية نسقط فيها بغير إرادتنا ونبكي خلالها بكاء عديمي الحيلة ، ونجتر فيها أحزان الماضي وآلامه . العزلة الأولى واجبة ومهمة ولا يجب أن نستهتر بها أو ننظر إليها بغير اكتراث ، والعزلة الثانية بغيضة يجب أن تهرب منها وتسد الأبواب أمام هتافها الخادع المزيف . أصحاب الكهف يا صاحبي اعتزلوا العالم وآووا إلى الكهف يشدون فيه من أزر بعضهم البعض ، ويأخذون على أنفسهم المواثيق والعهود بألا يرضخوا تحت ضغط قومهم في النكوص عن الدين الحق ، حينها نشر عليهم ربهم من رحمته ، وأعطاهم من لدنه مخرجا مما هم فيه . أيضا الحبيب عليه الصلاة والسلام ، عندما أتعب قلبه ظلام الكفر والفسوق اتخذ لنفسه كهفاً ـ غار حراء ـ خلا فيه إلى نفسه يتأمل بعمق اضطراب الحياة وضلال بني البشر ، فكانت فترة العزلة هذه أهم الفترات في حياته عليه الصلاة والسلام ، وفيها نزل عليه الأمر بالتكليف ، وبدأت مرحلة النبوة . والله عز وجل ينتظر منا أن ندخل كهف نفوسنا ، يريدنا أن نسير بين أزقة الروح ودروب النفس لنكشف ونصارح ونقرر ما يجب علينا فعله . فالجأ إلى كهفك كما فعل أولوا العزم والرسل وأصحاب الرسالات العظيمة ، لينشر لك ربك من رحمته ، ويجعل لك من لدنه مخرجا . إشراقه : العِزُّ في العزلةِ لكنهُ ... لا بُدَّ للناسِ من الناسِ منقول للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
ليكن لك كهف
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
pharmacist
المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا pharmacist على المشاركة : | ||
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
ليكن |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
بالفيديو: زكريا بطرس وشفاعة يسوع في الإسلام ... فضيحة بجلاجل (إدخل و أحكم بنفسك) | د. نيو | كشف أكاذيب المنصرين و المواقع التنصيرية | 20 | 24.04.2023 05:44 |
تحدى مفتوح ليكم يا مسلمين: من يجرؤ على مواجهة بلاغة الكتاب المقدس الجنسية ؟!؟!؟! | د. نيو | مصداقية الكتاب المقدس | 23 | 12.08.2016 19:20 |
لا تسمح لأحد بأن يخدعك: قارن .. .أحكم بنفسك ..: الحقيقة vs الخرافة | د. نيو | القسم النصراني العام | 7 | 03.11.2012 19:49 |
ليكن لك خِبء من عمل صالح | د/مسلمة | القسم الإسلامي العام | 9 | 21.01.2011 13:37 |