رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
لا تخدعنك المظاهر
لا تخدعنك المظاهر في كتابه ( أعط الصباح فرصة ) يحكي الأستاذ عبد الوهاب مطاوع ـ رحمه الله ـ قصة طريفة كان شاهدا على أحداثها ، وخبرها أن أحد أصدقاءه ذهب لإجراء جراحة مؤلمة ، وكان الأستاذ مطاوع حاضرا معه ، وكانت تلك الجراحة ـ في ذاك الوقت ـ تصيب المرء بآلام فظيعة ، يصرخ منها أشد الرجال قوة واحتمالا كالأطفال الصغار ، فقام الصديق بإجراء الجراحة وتبعه مريض آخر لديه نفس الداء ، يقول الأستاذ مطاوع ( وكان مع المريض الآخر أخاه ، فما أن استيقظ هذا المريض واستعاد الشعور إلا وداهمته الآلام المبرحة ، فأخذ يصرخ بشدة طالبا النجدة ، فانزعج الأخ بشدة وذهب إلى الطبيب فطمئنه إلى أن هذه الأعراض طبيعية ، وسيظل هكذا حتى الليل وسيأتي لإعطائه حقنة مورفين ، فذهب الأخ لطمأنة أخاه فوجد صراخه قد علا واشتد ، فعاد أدراجه إلى الطبيب يستجديه أن هناك خلل ما في العملية ،ولم يتركه إلا وقد أحضره معه ، فقام بتوقيع الكشف عليه وأخبره ثانية إلى أن هذه الأعراض طبيعية وسيصرخ هكذا حتى حلول المساء ! . وذهب الطبيب ولم يتوقف صراخ وتوسل الأخ المريض ، وعندما بلغت الحيرة مداها عند الأخ المرافق ، تذكر صديقي ، فحدثته نفسه أن يذهب إليه في الغرفة المجاورة ليرى هل يتألم مثل أخاه فيطمئن إلى أن هذا الألم طبيعي ، أم أن هناك مشكلة يحاول الطبيب إخفائها ! . وجاء إلى صديقي المريض ولم أكن وقتها في الغرفة ، فاستأذن فوجد صديقي يرقد ساكنا ويطالعه بهدوء ، فسلم عليه فرد عليه السلام ، وقال له : كيف حالك يا أستاذ فلان ؟ فأجابه صديقي في هدوء : الحمد لله ! . فقال له ، كأنما يتأكد من مخاوفه : هل أنت بخير ؟ فأجابه صديقي في وقار : نعم والحمد لله ! . فعاد يسأله من باب المجاملة والتعاطف ، خاصة وقد وجده وحيدا في غرفته : هل تريد شيئا قبل أن أنصرف؟ فأجابه صديقي بنفس الوقار والهدوء : نعم .. أريد أن أموت ! فلم يستطع الرجل من أن يمنع نفسه من الانفجار في هستريا من الضحك ، وقال لصديقي : يبقى خير ! . ثم ربت على رأسه مشجعا ، وهو في قمة الابتهاج بعدما تبددت مخاوفه . وفي الممر التقينا وروى لي ما حدث وضحكنا معا ، وسألني أين كنت فرويت له أنني كنت في مكتب الطبيب المقيم للمرة العاشرة منذ الصباح أرجوه أن يأتي معي ليطمئن صديقي إلى أن كل شيء على ما يرام ، بعد أن ظل يصرخ بلا توقف ويستغيث بلا انقطاع ، فإذا كنت قد وجدته حين زرته ساكنا لا يصرخ فليس معناه أنه لا يتألم ، بل يتألم إلى حد العجز عن الصراخ والعويل ، وما هي إلا لحظات ويعاود الصراخ مرة أخرى ! .) وفي هذا الموقف درس غاية في الأهمية وهو ألا ننخدع بالمظاهر ، فُرب ضاحك والألم يعتصر كبده اعتصارا ، وآخر هادئ الجنان لكن السعادة والحبور تحمله على جناحيها وتطير به في عوالمها . وكم انخدعنا في أشخاص كنا نظن أنهم سعداء منبهرين بابتسامة مرسومة على شفاههم ، وأناقة بادية عليهم .. لكننا عندما سبرنا أغوارهم وجلسنا واستمعنا إليهم وجدنا حياتهم أتعس بكثير مما نظن ،وأنهم مساكين حقا فلا يخدعنك يا صديقي ضحكة ضاحك ، ولا مظاهر كاذبة . وعش في الحياة ناظرا دائما للجوهر لا للمظهر . ولا تحكم على أحد قبل أن تسبر أغواره جيدا . إشراقه : لا تنخدع بضحكهم فإنهم لا يضحون ابتهاجا وإنما .. تفاديا للانتحار !!!(فولتير) منقول للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
لا تخدعنك المظاهر
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
pharmacist
المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
المظاهر, تخدعنك |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|