رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
المقصود من الصيام حقيقة
قال الشَّيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-: والمقصود مِنَ الصِّيام حقيقةً؛ هو: تقوى الله -عزَّ وجلَّ-، بدلالة الكتاب والسُّنَّة؛ قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183] لم يقل: لعلكم تجوعون، أو لعلكم تتمرنون على تحمُّلِ الجوع والعطش، وكفِّ النَّفسِ عن الشَّهواتِ؛ قال: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. والتَّقوى: فعل أوامر الله، وترك نواهيه. وقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ اَلزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ, وَالْجَهْلَ, فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ بِأَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))[1]. هذا هو المقصود حقيقةً بالصَّوم؛ لكنَّه -الآن- في مفهوم كثير من المسلمين هو الإمساك عن المفطِّرات؛ ولذلك تجد بعضهم لا يهمُّه في نهار رمضان إلا أن يقطع أوقاته في النَّوم تارة، وباللهو تارة أخرى، ولا تجد عليه علامات الصَّوم، وليس يوم صومه مخالفًا ليوم فطره؛ بل هما سواء عند كثير من النَّاس! وهذا هو الذي أفقد الأمَّة الإسلاميَّة روح عباداتها وشعائرها؛ حتى أصبح المسلمون الآن في كثيرٍ مِن الأحيان وفي كثير من شعوبهم وأفرادهم يأتون هذه العبادات وكأنَّها شعارٌ قوميٌّ، لا كأنَّها عبادة دينيَّة! كأنَّها عادة مشوا عليها، وكان عليها آباؤهم وأجدادهم! ولذلك فُقِدَت المعاني العظيمة التي تترتب على هذه العبادات الجليلة. فمثلاً: الصَّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أكثر النَّاس ينصرف من صلاته ولم يتأثر إطلاقًا، لم يتأثر بكراهة الفحشاء والمنكر، مع أنَّ صلاته لو كانت على الحقِّ وعلى ما ينبغي؛ لوجد مِن نفسه أنَّه إذا خرج منها كان كارهًا للفحشاء والمنكر؛ لأنها تنهاه عن الفحشاء والمنكر. كذلك الصِّيام، النَّاس يصومون الآن شهرًا كاملاً، لو كانوا كما أراد الله منهم أنْ يتقوا الله ويدعو قول الزُّور والعمل به، والجهل؛ لكان الشهر كامل -يعني: نصف سدس السَّنَة- لا يمكن أن يخرج؛ إلا وقد تربُّوا تربية تامَّة على طاعة الله، وتقوى الله. لكن مَن مِنا إذا خرج رمضان، وجد مِن نفسه استقامة وحسن عمل أكثر مما كان في شعبان؟! أكثر النَّاس إذا انتهى رمضان فرحوا فرح شهوة بانتهاء الصَّوم؛ فكأنَّهم فرِحوا بخروجه ولم يفرحوا من خروجهم من ذنوبهم! ولذلك يجب علينا أنْ نعرف الحكمة العظيمة من الصَّوم، وأن نصوم كما أراد الله مِنَّا، وكما بيَّن لنا رسولنا صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم، نصوم عن معاصي الله، إلى طاعة الله -عزَّ وجلَّ-. المصدر: لقاء الباب المفتوح (الشريط: 147 الوجه: أ). ----------------------------------------------- [1]أخْرجهُ البخارى (5/2251 ، رقم 5710). الانتقاء من درر فتاوى العلماء للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
المقصود من الصيام حقيقة
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
بن الإسلام
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاءك الله خيرا اخى الفاضل المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
المقصود, الصيام, حقيقة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
فهرسة فتاوى الصيام في شبكة مشكاة - مع ملف فتاوى في الصيام | نور عمر | رمضان و عيد الفطر | 1 | 02.08.2011 22:18 |
مسيحية بتسأل (سؤالى لكم من هو الشخص المقصود في حديث الرسول هذا ؟؟) | الاشبيلي | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 13 | 07.12.2010 18:54 |
المقصود بالثقافة | Just asking | قسم الحوار العام | 1 | 17.11.2010 14:03 |
وكان الله على كل شيء قديرا، في صيغة الماضي فما المعنى المقصود ؟ | asd_el_islam_2 | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 2 | 27.02.2010 13:15 |