الرد الثانى على مدونة إنسان جديد فى المسيح (لما لم يهدى الله العاصين والمجرمين)

[muslim-878]

الرد الثانى على مدونة إنسان جديد فى المسيح (لما لم يهدى الله العاصين والمجرمين)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد المنزه عن الصاحبة والولد وعن المثيل والشبه وأصلى وأسلم على من بعثه ربه رحمة للعالمين ليقيم الملة العوجاء ويكسر الأصنام ويخرج الناس من عبادة العباد والأحجار والأصنام إلى عبادة الواحد القهار وعلى آله وصحبه أجمعين : أما بعد,

فهذا الرد الثانى على الضال صاحب مدونة إنسان جديد فى المسيح

يقول فى مدونته :

اقتباس ومرة أخرى يظهر الإعلان القرآني بالنسبة لعدم محبة الله للخطاة فهو ينحاز نحو هداية بعض الناس دون الاخر (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) ( الانعام 88) (وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ)( الحج 16) (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)( الزمر 23) أخي الكريم انظر إلى تشكيل الآيات ففعل المشيئة هنا يعود على الله وليس على الإنسان، فإذا كان الأمر كذلك، بحسب الإعلان القرآني، وأن الله يهدي أو لايهدي من يشاء، فلماذا لا يحب الكافرين والفاسقين والكاذبين والخطاة لكي يهديهم ؟ من الذي يحتاج الهداية هل هو الانسان المهتدي ام الانسان غير المتهدي ؟ وهو الذي يلهم الناس بالفجور : (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا *فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) (الشمس 7و8) (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) (الاسراء 16) الامر مثل الطبيب، الذي يرفض ان يعطي الدواء للمريض لانه مريض ويطلب منه ان يذهب اولا يستشفي بنفسه ويصبح صحيحا لكي يعطيه الدواء !!!

الرد

قبل الرد يجب أن نوضح بعض صفات الله عز وجل لكى يكون الرد مبنياً على أدلة شرعية وتذكير المسلمين بها وعرضها للنصارى لأنهم دائما يأخذون من الأنبياء والمسحاء الكذبة (القساوسة والآباء) بدون فكر أو وعى أو حتى يقرأون فى كتابهم المقدس .

صفة العلم

أولا فى الاسلام:

نؤمن نحن أهل الإسلام بأن الله مستوى على عرشه بائن من خلقه وعلم الله فى كل مكان وأن الله

( يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون)

جاءت كلمة عليم بالقرآن الكريم تقريبا 161 مرة نأخذ منها قوله تعالى:

(قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }البقرة32

وهذ تفسيرها من كتاب التفسير الميسر

قالت الملائكة: ننزِّهك يا ربَّنا, ليس لنا علم إلا ما علَّمتنا إياه. إنك أنت وحدك العليم بشئون خلقك, الحكيم في تدبيرك

وهذه آيات أخرى تبين أن الله عليم بنفوس البشر وهو يعلم من يستحق الهداية ومن لا يستحقها.

(كَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ )الأنعام53

(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القلم7

(وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ }الزمر70

(قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }القصص85

(إنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56

تفسير هذه الآية

(إنك -أيها الرسول- لا تهدي هداية توفيق مَن أحببت هدايته, ولكن ذلك بيد الله يهدي مَن يشاء أن يهديه للإيمان, ويوفقه إليه, وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه)

صفة العلم فى النصرانية

) 1Sa 2:3 لا تكثروا الكلام العالي المستعلي, ولتبرح وقاحة من أفواهكم. لأن الرب إله عليم, وبه توزن الأعمال)

) Luk 12:30 فإن هذه كلها تطلبها أمم العالم. وأما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه.)

وتفسيرها فى كتاب التفسير التطبيقى للكتاب المقدس

لو 12 : 22-34 (( (يأمرنا الرب يسوع ألا نقلق. لكن كيف نتجنب ذلك؟ الإيمان وحده يقدر أن يحررنا من القلق الناشيء عن الطمع والجشع. جيد أن نعمل وأن نخطط، ولكن من الخطأ أن نعتمد على طرقنا التي قد تفشل. إن القلق حماقة لأنه لا يقدر أن يسد احتياجاتنا، لأن خالق الكون كله يحبنا ويعلم ما نريد وما نحتاج إليه).

Job 21:22 [أالله يعلم معرفة وهو يقضي على العالين؟

صفة الخلق

فى الإسلام:

(ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }الأنعام102

تفسيرها من كتاب التفسير الميسر:

ذلكم -أيها المشركون- هو ربكم جل وعلا لا معبود بحق سواه, خالق كل شيء فانقادوا واخضعوا له بالطاعة والعبادة. وهو سبحانه على كل شيء وكيل وحفيظ, يدبر أمور خلقه

(قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }الرعد16.

تفسيرها فى التفسير الميسر:

قل لهم -أيها الرسول-: الله تعالى خالق كل كائن من العدم, وهو المستحق للعبادة وحده, وهو الواحد القهار الذي يستحق الألوهية والعبادة, لا الأصنام والأوثان التي لا تضرُّ ولا تنفع .

فى الكتاب المقدس:

((مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ)) اشعيا 7:45

Isa 42:5 هكذا يقول الله الرب خالق السماوات وناشرها باسط الأرض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحا.

تفسيرها من كتاب التفسير التطبيقى للكتاب المقدس

إش 40 : 12-31 ( (((((يصف إشعياء قدرة الله على الخلق، وعلى سد كل عوز، وحضوره الدائم ليعين. فالله كلي القدرة، وكلي القوة، ومع ذلك فهو يعتني بكل واحد منا شخصيا، ولا يمكن أن يقارن شخص أو شيء بالله (40: 25). ونحن نصف الله بأفضل ما نستطيع بمعرفتنا المحدودة، ولغتنا القاصرة. ولكننا نستطيع أن نفهمه في حدود معرفتنا وندرك قوته عندما نقارنه بما نختبره على الأرض. فما هو مفهومك عن الله، وبخاصة كما هو معلن في ابنه الرب يسوع المسيح؟ فلا تحد عمله في حياتك بعدم تقديرك له تقديرا صحيحا.)

كتابة المقادير:

بما أن الله عليم بكل شيء وهو خالق كل شىء فكتب الله كل شيء فى اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض .

والأدلة على الكتابة:

*فى الإسلام:

(لاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59

تفسير الأية فى كتاب التفسير الميسر:

(فكل حبة في خفايا الأرض, وكل رطب ويابس, مثبت في كتاب واضح لا لَبْس فيه, وهو اللوح المحفوظ)

*الكتابة فى النصرانية:

يوحنا 28:19-30((بَعْدَ هَذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ: «أَنَا عَطْشَانُ». وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعاً مَمْلُوّاً خَلاًّ فَمَلَأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ. فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ))

صفة المشيئة:

فى الإسلام:

عقيدة أهل السنة والجماعة فى المشيئة أن العبد له مشيئة وهى موافقة لمشيئة الله تعالى ولايخرج الإنسان بعيدا عن مشيئة الله تعالى .

قال تعالى : (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }الإنسان30

تفسير الآية (وما تريدون أمرًا من الأمور إلا بتقدير الله ومشيئته. إن الله كان عليمًا بأحوال خلقه, حكيمًا في تدبيره وصنعه)

وتفصيلا : لإرادة الله عزوجل أن هناك إرادتين إرادة شرعية وإرادة كونية قدرية وتعريفهما كالأتى:

الإرادة الشرعية:هو كل ما أمر الله به و هو يرضاه سبحانه و يكلف به عباده كقوله تعالى ((قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) و قوله عز و جل ((وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً )) ...

الإرادة الكونية القدرية: و تتضمن ما قدر الله تعالى وقوعه ولا يقع إلا بإذنه فهى الإرادة الشاملة لجميع الموجودات التى يقال فيها: ماشاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن و هى تشمل ما يرضاه الله شرعاً و ما لا يرضاه سبحانه شرعاً كما لو وقع الزنى أو الكفر من بعض الناس فإنه لا يأمر به و لا يرضاه إذ هو لا يأمر بالفحشاء و لا يرضى لعباده الكفر ولولا مشيئته الكونية وقدره لما كان لها وجود لذا كان باطلاً الإحتجاج بالإرادة الكونية لتبرير الإصرار على الكفر أو المعصية ((سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ))

وبعد ذكر بعض صفات العلى الحكيم.

نورد الرد على أسئلة هذا المخبول لعله يعود إلى عقله وإلى دين المسيح الصحيح ويترك دين بولس المسمى باطلاً رسولاً.

يقول : من الذي يحتاج الهداية هل هو الانسان المهتدي أم الانسان غير المتهدي

نقول وبالله التوفيق :

إن الله يهدى من يشاء إلى الخير ويضل من يشاء وذلك لأن علم الله الأزلى السابق على الخلق

موجود به يستحق الهدى ومن يستحق الضلال فييسر كل من الطرفين حسب ما بداخله.

قال تعالى :(وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}الأنعام53

هذا رد من القرآن وأظنه كافى ولكن هذه أدلة من كتابك :

(جعل الله قلب فرعون قاسى وبالفعل كان قلبه قاسياً وهو اختيار فرعون ولم يجبره الله على الفعل ,فمثلا أنت عندما تعصى الله تفعل ذالك باختيارك ولم يجبرك الله على الفعل وهو كتبه عليك .

وهذا هو النص :

((وَلَكِنِّي أُقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ وَأُكَثِّرُ آيَاتِي وَعَجَائِبِي فِي أَرْضِ مِصْرَ)) خروج 3:7

((وَكَانَ مُوسَى وَهَارُونُ يَفْعَلاَنِ كُلَّ هَذِهِ الْعَجَائِبِ أَمَامَ فِرْعَوْنَ. وَلَكِنْ شَدَّدَ الرَّبُّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِه)) خروج 10:11

وسؤالى لك الآن أنت لا تؤمن بأن الله يعلم أى البشر أحق بالهداية فلماذا لا يجعل الرب إلهك موسى مكان فرعون وفرعون مكان موسى؟! ولما لم يجعل بنى إسرائيل هم العماليق والعماليق هم بنى إسرائيل؟!!!

والأهم لما لم يجعل الله عزوجل إبليس هو المخلص يسوع (حسب اعتقادك) ويجعل يسوع هو إبليس الشرير وعندما تقول فى صلاتك نجنا من الشرير لما لا تقول نجنا من يسوع الشرير

وهل يستطيع عبد أن يخرج من تحت إرادة الله ؟ أين العقل يانصارى؟!!!!!!!!!!!!!!!

الشبهة الثانية :

الجزء الأول منها يعترض على الأية الكريمة (وهو الذي يلهم الناس بالفجور )

والرد عليه من أسهل ما يكون:

قال عز وجل (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }الشمس8

تفسير الأية من كتاب التفسير الميسر

(فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير)

وأرى أن تفسير الأية لا يحتاج الى تعقيب.

الجزء الثانى منها يعترض على قوله تعالى:

(وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً }الإسراء16

وهذا تفسيرالأية :

(وإذا أردنا إهلاك أهل قرية لظلمهم أَمَرْنا مترفيهم بطاعة الله وتوحيده وتصديق رسله، وغيرهم تبع لهم، فعصَوا أمر ربهم وكذَّبوا رسله، فحقَّ عليهم القول بالعذاب الذي لا مردَّ له، فاستأصلناهم بالهلاك التام)

أمر الهلاك لا ياتى إلا بعد ظلم أهل القرى والآية التالية تبين هذا الكلام

(ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ }الأنعام131

وتفسير الأية :

(إنما أعذرنا إلى الثقلين بإرسال الرسل وإنزال الكتب, لئلا يؤاخَذَ أحد بظلمه, وهو لم تبلغه دعوة, ولكن أعذرنا إلى الأمم, وما عذَّبنا أحدًا إلا بعد إرسال الرسل إليهم)

وقال الله تعالى أيضا:

(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }هود11

تفسير الأية:

(وما كان ربك -أيها الرسول- ليهلك قرية من القرى وأهلها مصلحون في الأرض,

وقال تعالى :

(وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }القصص59

هذه الآيات السابقة تبين لكل ذى عقل أن الله لا يهلك الناس إلا بظلمهم وباختيارهم ولم يجبرهم على المعصية كذالك لا يجوز أن يقول العباد أن الله كتب علينا الزنى وأن الله كتبنا من أهل النار وذلك لأن العباد لم يطلعوا على علم الله السابق ولم يطلعوا على اللوح المحفوظ الذى كتبت فيه مقادير العباد

ولكن يجب أن نوضح شيئا أن اعتقادنا أن الله لا يعذب الناس لا قليلا ولا كثيرا حتى يبعث لهم رسولا.

لأن الرسول حجة على الناس والرسول يعلمهم بأمر الله .

قال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15

أما فى الكتاب المقدس:

فمن يعلم يُعذَب كثيرا ومن لا يعلم يُعذَب قليلا كما جاء فى إنجيلكم المسمى إنجيل لوقا وهذا

عكس ما جاء فى كتاب الحق (القرآن الكريم).

( Luk 12:47 وأما ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته فيضرب كثيرا.)

) Luke 12:48 ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلا. فكل من أعطي كثيرا يطلب منه كثير ومن يودعونه كثيرا يطالبونه بأكثر).

الشبهة الثالثة يقول المُضل :

اقتباس الامر مثل الطبيب، الذي يرفض ان يعطي الدواء للمريض لانه مريض ويطلب منه ان يذهب اولا يستشفي بنفسه ويصبح صحيحا لكي يعطيه الدواء !!!

الرد:

سوف أوافقك (جدلا) على هذا المثل وأقول لك لو قام الطبيب بإعطاء الدواء للمريض وأخذ المريض الدواء وسار عليه وأتبع تعليمات الطبيب فأنه يشفى وأما من يرفض أخذ الدواء الذى كتبه الطبيب لن يشفى .

(وعقيدتنا أن الطبيب لا يشفي إنما هو مجرد سبب للشفاء والله هو الشافى إنما دور الطبيب يتوقف على إعطاء الدواء فكثيرا ما يُخطىء فى تشخيص العلاج وكثيرا ما يزال الإنسان مريضا بعد أخذ الدواء . أما الله فأنه يهدى من يستحق الهداية ويضل من يستحق الضلال لانه يعلم حال الطرفين)

فلذلك أكرر سؤالى لصاحب المدونة وكل نصرانى : لماذا لم يكن المسيح هو إبليس والعكس ؟!

ولماذا لم يجعل الله موسى مكان فرعون والعكس؟!

وأتابع الرد على مَثلك:

فإن الله تعالى بين للبشر طريق الخير وطريق الشرفأما الصالحون فيتبعون طريق الهداية كأمثال إبراهيم وموسي وعيسى وكل الصالحين وأما العصاة فأتبعوا بكامل إرادتهم طريق الشيطان كما تفعلوا أنتم أيها النصارى الآن .

قال تعالى : (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ }البلد10

وتفسيرها من كتاب التفسير الميسر (وبينَّا له سبيلَي الخير والشر)

وقال تعالى داعيا الناس جميعا إلى عبادته وهى من الأمور الشرعية القدرية .

(يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة21

وتفسيرها من كتاب التفسير الميسر:

(نداء من الله للبشر جميعًا: أن اعبدوا الله الذي ربَّاكم بنعمه, وخافوه ولا تخالفوا دينه; فقد أوجدكم من العدم, وأوجد الذين من قبلكم; لتكونوا من المتقين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.)

وهذا كتابك أيها النصرانى يشهد بأن الله يوصى الناس بالخير ولا يريد لهم الشر.

Exo 32:8 زاغوا سريعا عن الطريق الذي اوصيتهم به. صنعوا لهم عجلا مسبوكا وسجدوا له وذبحوا له وقالوا: هذه الهتك يا اسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر».

وهذه رسالة لصاحب المدونة لماذا لاتقرأ كتابك وتتعلمه قبل أن تجعل نفسك حكما على كتاب الله

الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه فأتق الله يا تويبع بولس وشنودة انتهى.

تم الاستعانة بمناظرة قيمة للدكتور منقذ السقار حفظه الله

(أخيرا فما كان من توفيق فمن الله عزوجل وما كان غير ذلك فمنى ومن الشيطان والله ورسوله براء منه براء) براء وأعوذبالله أن أكون جسرا تمرون عليه للجنة ويلقى به فى النار
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

للمزيد من مواضيعي