آخر 20 مشاركات
سورةالزُمَر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة غافر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يهوه ينادي بالحج ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إشهار إسلام الأخت مارتينا ممدوح (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مصيبة عيد القيامة في الكنائس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأضحية هي قربان لله أم للأوثان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          زاهي حواس ينفي وجود ذكر للأنبياء في الآثار (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ضربة لمعبود الكنيسة تعادل في نتائجها الآثار المرعبة لهجوم نووي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سؤال حيّر الأنبا رفائيل وجعله يهدم المسيحية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة عذبة من سورة القلم : الشيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورة الطور : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إنهم يعبدون مريم ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          نص طوبيا 12: 9 يُبطل خرافة التجسد ، الصلب و الفداء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورة الإسراء : الشيخ القارئ أحمد عبدالكريم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          آمنتُ بالمسيح ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة الرحمن : الشّيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

خمسة أشهر..

أقسام اللغة العربية و فنون الأدب


 
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 29.03.2011, 20:41

البتول

مشرفة قسم الصوتيات والمرئيات

______________

البتول غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 12.08.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.074  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.08.2021 (14:56)
تم شكره 362 مرة في 265 مشاركة
افتراضي خمسة أشهر..


خمسة أشهر..
يعجب المرء دائما _ لقصور فهمه_ من تقدير الله لعباده .. ومن أفعاله الدقيقة في الكون كله.. رغم تنوعه وإتساعه .. كل فرد له عناية وكأنه لا يوجد مخلوق سواه ..
كثير من الأمور التي تحدث في حياتنا .. لا نلقي لها بالا .. فتحدث أمور تؤكد لنا أن كل ما نراه ولا نراه.. وما ندركه ومالا ندركه ..إنما هو بعناية الله وحده... وبتدبيره وحده ..
ولا يملك المرء حينها سوى أن يقول :

خمسة أشهر..

هذا هو المعنى الذي بدا فى واضحا في القصة التي عشتها عام 2002 م ..
تبدأ القصة في جدة .. حيث قرر صديق والدي أن يأتي بوالديه زيارة من رمضان إلى الحج... إستطاع بفضل الله أن يخرج لهما التأشيرة ..ولكن.. لم يستطع الوالد حينها القيام بتلك الرحلة.. فهو لم يزل حديث عهد بعمليه في شرايين القلب.. نؤجلها عاما آخر .. لا بأس
مشهد يكاد يكون طبيعيا..


في رمضان 2002م .. قدم الوالدان برا من سوريا الحبيبة لتطأ أقدامهما ولأول مرة تلك البقاع الطاهرة... بفضل الله .. أديا العمرة في رمضان .. قمنا بزيارة إلى الوالدة بمرافقة والدتي..
أحببناها لأول وهلة ..إمرأة ستينية .. هادئة النفس .. مبتسمة المحيا .. قابلتنا بترحاب .. يا ميت أهلا وسهلا.. وجدنا في أول الأمر صعوبة في فهم بعض الكلمات التى تبدو جديدة على مسامعنا.. ولكن يشاء الله أن تستمر الأحداث لنتقن هذه اللهجة فيما بعد...


في ليلة الجمعة .. الخميس مساءا الساعة التاسعة والنصف .. إتصل صديق والدي به ليخطره أنه سيذهب بوالديه زيارة إلى الحرم المكي .. ويحب أن يرافقهما والدي ذلك اليوم.. ما هي إلا ساعة إلا ربع حتى وصلوا سالمين إلى بيت الله الحرام ..

إقترح والدي على صديقه أن يبيت هو ووالديه في فندق ..لأن المكث في الحرم طوال الليل قد يكون شاقا عليهما.. وأخبره أنه سيقيم هو في الحرم تلك الليلة.. خرجت الأسرة للعشاء وعلى باب الحرم سأل الوالد عن أبي .. فأخبره إبنه أنه سيقيم في الحرم ليلته.. فقال الوالد: سبحان الله نترك السعة ونذهب إلى الضيق!
توسد والدي وصديقه سجاد الحرم بعد أن صليا ما كتب الله لهما ..أما الوالد فقد بات بين يدي الله قائما طول الليل..
وقبيل الفجر ذهب الوالد إلى زوجته حيث مكان النساء ..فأشارت إليه أن إبتعد عن مكان النساء..فألح أن تأتى .. وأخبرها أنه يريد تقبيل الحجر في تلك الساعة الهادئة .. ولله الحمد والمنة تمكن الزوجان من الوصول إلى الحجر وتقبيله...
وبعد الحجر بخطوات .. يبدأ القلب في التحرك على غير عادته.. يتقطع النفس .. يعلو الصدر ويهبط ... لتعلن تلك الحالة عن نزول الملك من السماء بأمر إلهي "إقبض روح فلان"

نعم هنا وفي هذا المكان وفي تلك الساعة .. تكون ساعة ..التنفيذ لتنتقل الروح إلى باريها ... وهاهي خمس وستون عاما تطوى في لحظة ..لتكون بداية ونهاية .. نهاية عهد وبداية عهد جديد..
.

هرعت الوالدة إلى صديقي ووالدي توقظهما .. وما هي إلا لحظات حتى يدرك الجميع حقيقة ما حدث..
ويردد الجميع :"إنا لله وإنا إليه راجعون"
جاء والدي فجر الجمعة يوقظنا لأداء الصلاة ويحثنا سريعا على النهوض مخبرا إيانا بما حدث..وأن الوالدة ستقيم عندنا تلك الأيام..
منعنا معشر الصغار من تلك المقابلة ..فالمجال والموقف لا يسمحان أبدا.. ما زلنا نكرر الذهاب والإياب من أمام الباب .. لم نسمع لا حس ولا خبر .. لا بكاء ولا عويل ..
خرجت والدتي من الغرفة سألناها عن الضيفة .. قالت : تردد الحمد لله ..إنا لله وإنا إليه راجعون..
ما هي إلا سويعات وزالت تلك الحواجز .. وها نحن جلوسا حول "نينا" هكذا نناديها.. نسمع منها وسط دموعها..وفي نبرة هادئة تفاصيل ما حدث..
لم أكن أعلم أنه سيربطني بنينا ..يومان وخمسة أشهر..


.. اليوم الأول يوم السبت .. السبت التالى لوفاة زوجها.. حيث أخبرني والدي أني سأرافق نينا إلى مكة المكرمة.. ليس لأداء العمرة تلك المرة .. ولكنها رحلة وداع .. حيث سيقوم الرجال بالمتطلبات التى تسبق الدفن .. ومن ثم نصلي عليه في الحرم ونعود..
هو يوم ثقيل .. يوم يدور فينا فيأخذ قريبا مرة ..وبعيدا أخرى.. ولكنه يظل واعظا لنا كلما نتذكره ..
يوم أذكر تفاصيله كلها ..لا أمل من أن أرويه .. يوم تجلى فيه أروع صبر شاهدته .. نعم..أروع صبر من زوجة فارقت زوجها بعد مرور ما يقرب الخمسين عاما من زواجهما... يوم ثقيل على المرافق فكيف بصاحب الحال.. ؟..
ولكن من يتصبر يصبره الله..
كثيرة هي المواقف التي تستدعي الدموع بسهولة .. ويكون القلب فيها حاضرا دون تكلف.. بداية من سرير الميت الذي رافقنا في عربة الاسعاف من جده.. مرورا بالوقوف أمام ثلاجة الموتى في مكة.. وغيرها من المواقف الكثير..
لم تسمع الا كلمات الحمد والرضا .. لا جزع لا تسخط لا ضجر.. كنت أحاول تخفيف المصاب .. ولكن كثيرا ماتتلعثم الكلمات قبل أن أنطقها .. فالموقف مهيب والخطب جلل .. فهو الموت الذي سماه الله مصيبة..
كانت هي من تحاول التخفيف عني بشتى الوسائل .. كوني لا أتحمل الموقف .. وهكذا أمضينا تلك اللحظات من بين مصبر ومتصبر..
أذن الظهر وحضر أهلي المتوفين من كل مكان وجلسوا بالقرب منا.. فهذا الباب كثيرا ما يدخل منه الجنازة.. تنهدت نينا: حالهم من حالنا.. صمت ..
قالت لي حاكيني .. تكلمت معها قليلا عن الله وبادرتني هي لتكمل الحديث عنه بلهجة ميسرة وبفطرة نقية..


أذن العصر ..وأمضينا ربع الساعة نتعلم سويا الأدعية التى تقال في الصلاة على الميت.. وكأني لأول مرة أقولها.. فمن يغسل بالماء والثلج والبرد هو زوجها.. الموقف صعب والانسان ضعيف.. لكن ما أجمل لطف الله بنا ..
قطعنا صوت الامام : الصلاة على الأموات يرحمكم الله.. ولا تعليق..
خرجنا مع الجنازة وإستقلينا سيارة الإسعاف إلى المقبرة .. وهنا.. في هذا المكان الموحش.. في هذا المكان المنفرد .. يرجع إثنان ويبقى واحد .. رأيت الجنازة .. فوجئت بنينا تمد يدها من داخل السيارة وتقول : أستودعك الله.. أستودعك الله.. رحمك الله وغفر لك ..وأخذت تدعو له وتثني عليه..
هنا يقشعر البدن ..ويذرف الدمع ..يا الله ..أهكذا تكون نهاية تلك الدنيا.. طوبى لمن آنسه عمله في ذلك الموطن الموحش.. وكما كان خاتم عمر.. كفى بالموت واعظا يا عمر..

في الطريق قص علينا إبنه كيف أن أباه كان بإمكانه أن يكون من أغنى الأغنياء ولكنه آثر أن يترك تلك الدنيا لإخوته دون أن يخسرهم .. وظل يكافح على التاكسي كي يوفر لأسرته حياة كريمة..
عادت الوالدة معنا إلى منزلنا في جدة لتقيم معنا أسبوعا آخر.. حزينة؟.. نعم .. تبكي ؟..أكيد.. ولكن لا تقول الا ما يرضي ربنا .. رغم ظروفها الا أنها كانت تساعد والدتي في أعمال المطبخ وغيره.. علمتنا بعض المأكولات الشامية .. كانت إقامتها عندنا إقامة طيبة.. ذات أثر طيب..
عادت إلى منزل إبنها القريب منا بعد ذلك..

وكنت في تلك الفتر ارتبطت بها جدا.. فكنت أذهب لها مرتين يوميا .. في الصباح والمساء.. كانت تلك فرصة لأتعلم منها الكثير .. وأشاهد الكثير..
رأيتها حريصة على جلسة الاشراق لا تتركها مهما كانت الظروف.. كانت تقول لي هذه الجلسة لم أتركها أنا وزوجي مذ تزوجنا..
رأيتها تقرأ من المصحف رغم أنها لا تعرف كتابة إسمها..
رأيتها دائمة الذكر لله لا يفتر لسانها من ذكره في كل وقت وفي كل الأوضاع...
كانت صاحبة حلم وطول بال.. تعرف جيدا كيف تفض النزاعات دون أن تخسر الأطراف..

حكت لي الكثير وحدثتنى عن الكثير .. كانت أما وأختا وجدة ..


وإقترب ميعاد اليوم الثاني وهو يوم الحج الأكبر.. هذا اليوم الذي تركت من أجله وطنها وأبنائها هي وزوجها .. يلبيان داعيا الله..
هذا اليوم الذي تهفو الأفئدة لذكراه .. وتشتاق النفوس لحضوره..
هذا اليوم الذي يغفر الله فيه لأهل الموقف كلهم .. ويفيض عليهم من رحمته..
نعم..هذا اليوم جمعنا أيضا .. لنجلس في عرفة سويا.. وكعادتها.. ذكر ودعاء .. قرآن وبكاء .. كانت تروح علي بمروحتها إذ الشمس كانت يومها في كبد السماء.. وكانت أيضا تقوم بالخدمة رغم أن الرفقة جميعا في أعمار أبنائها .. وهم يكفون ويزيدون...
وقبيل العصر أمسكت بكيس كبير وقامت تجمع الطعام المتساقط على الأرض في عبواته وتسلمها إلى المسؤلين ..
هكذا أمضينا يومنا ..
وقبيل الغروب .. حين تدنو الشمس من المغيب.. لتغرب بذنوبنا جميعا.. في هذه اللحظة إجتمعنا كلنا .. وطفقت إحدانا تدعو والآخرين يؤمنون على دعائها.. سالت الدموع.. وإرتفعت الأكف .. وعظم الرجاء.. وعلا اليقين..وغقشعرت الأبدان .. هي لحظات مهيبات..
عشناها أيضا سويا..
قضينا أيام الحج سويا .. لم تترك جلسة الإشراق .. رغم الحج ومشاقه..

وها نحن نعود إلى جدة ..لأمكث معها شهريين آخرين .. زادت محبتي لها.. جمعتنا الكثير من الأعمال المشتركة .. فها نحن نصلي جماعة ..وأقرأ معها القرآن حينا.. ونتعلم بعض الأذكار أخرى ..
ولكن كل يوم يمضي نقترب فيه من لحظة لا نحبها.. لحظة لابد فيها من أن يعود كل الى حاله.. لحظة لابد فيها أن نفترق.. يبدو الأمر صعبا .. ويصدق حديث الرسول .." أحبب من شئت فإنك مفارقه"

عين تسر إذا رأتك وأختها .... تبكي لطول تباعد وفراق
فاحفظ لواحدة دوام سرورها.... وعد التي أبكيتها بتلاق


نعم .. فاللقاء قادم .. سواء أكان هنا أم هناك ..
هي كانت محبة..أسأل الله أن تكون فيه وخالصة لوجهه..
وأسأله أن يجمعنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله..
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : خمسة أشهر..     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : البتول





المزيد من مواضيعي
رد باقتباس
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
أشهر.., خمسة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
أشهر قصص التنمية البشرية كلمة سواء قسم الحوار العام 21 22.03.2011 00:22
تواقيع لشهر رمضان المبارك أمــة الله رمضان و عيد الفطر 1 10.08.2010 12:04
الملف العلمي لشهر شعبان هِداية القسم الإسلامي العام 4 26.07.2009 15:28
يا miran dawod اقتراحك لشهر رمضان miran dawod رمضان و عيد الفطر 4 02.07.2009 21:00



لوّن صفحتك :