الرد على الإلحاد و الأديان الوثنية قسم مخصص للرد على الملحدين و اللادينيين و أتباع الأديان الوثنية

آخر 20 مشاركات
سورةالزُمَر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة غافر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يهوه ينادي بالحج ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إشهار إسلام الأخت مارتينا ممدوح (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مصيبة عيد القيامة في الكنائس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأضحية هي قربان لله أم للأوثان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          زاهي حواس ينفي وجود ذكر للأنبياء في الآثار (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ضربة لمعبود الكنيسة تعادل في نتائجها الآثار المرعبة لهجوم نووي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سؤال حيّر الأنبا رفائيل وجعله يهدم المسيحية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة عذبة من سورة القلم : الشيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورة الطور : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إنهم يعبدون مريم ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          نص طوبيا 12: 9 يُبطل خرافة التجسد ، الصلب و الفداء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورة الإسراء : الشيخ القارئ أحمد عبدالكريم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          آمنتُ بالمسيح ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة الرحمن : الشّيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 28.09.2014, 07:30

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي الرد على شبهة اقتباس (الملائكة) فى اليهودية من الزرادشتية


بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله

أثار أحد اللادينين شبهة يقول فيها أن اليهود اقتبسوا فكرة وجود كائنات تدعى ( الملائكة ) من الديانة الزرادشتية التى كان يدين بها بعض الفرس أثناء السبي البابلى
ثم انتقلت فكرة الملائكة من اليهودية إلى المسيحية و الإسلام

و المقال لا يعدو كونه مجرد حشو و معلومات كثيرة و تفاصيل دقيقة عن الملائكة فى الزرادشتية
و ها هو المقال لمن يسمح وقته بالاطلاع عليه :
أما من لا يسمح وقته فلا توجد مشكلة ففكرة المقال كلها تدور على أن اليهود نقلوا فكرة ( الملائكة ) من الزرادشتيين و من اليهودية انتقل الإيمان بالملائكة للمسيحية و الإسلام

الرد شبهة اقتباس (الملائكة) اليهودية الزرادشتية اقتباس الرد شبهة اقتباس (الملائكة) اليهودية الزرادشتية
الرد شبهة اقتباس (الملائكة) اليهودية الزرادشتية
لا يمكن أن ننكر أننا خضعنا، في زمن البدايات البحثيّة، ، بنوع من التقديس الأعمى، لتأثير فرويد؛ بل كنّا نتعب من أجل الحصول على مقالاته التي لم تنشر في كتب منفردة أو مقالاته في بداياته. ومن ذلك، آراؤه المتعلّقة بنشأة الديانة اليهوديّة والميول الجنسيّة. لكن، والحقّ يقال، كانت صدمتنا الأولى في نظريات فرويد اليهوديّة مع كتاب، “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، للباحث اللبناني كمال صليبي. هذا الكتاب، نسف فيما نسفه، أية علاقة بين مصر الحاليّة وإسرائيل القديمة. ثم جاء كتاب يسرائيل فنكلستاين، “التوراة منبوشة”، ليؤكّد لنا صحة توقّعاتنا بأنّ الإطار التاريخيّ - الجغرافيّ للتوراة، كما يقدّم اليوم في الدوائر الأكاديميّة اليهوديّة - المسيحيّة التقليديّة، لا علاقة له بالواقع. وجاء الاكتشاف الأخير لـ DNA توت عنخ أمون ليوثّق علميّاً حقيقة أنّ ما قاله فرويد في “موسى والتوحيد”، كان نوعاً من التأمّل الباعث على الرضا الذاتيّ، لا أكثر ولا أقلّ.
لكنّ التوراة “لم” تأت من جزيرة العرب. فالعرب لم يكونوا أكثر من عصائب بدو رحّل لا علاقة لها بالحضارة. وهذه الميثولوجيا المعقّدة التي تصادفنا في التاناخ لا يمكن أن تكون جاءت من العرب. وكانت الاستدارة إلى الشرق: التوراة جاءت من الشرق. العلاقة بالجنوب أو الغرب أحد أشكال التصوّرات التي تفتقد التوثيق. في هذه المقالة التي تتناول أصل الملائكة عند العبرانيين – أخذها عنهم المسيحيون والمسلمون – سنحاول أن نثبت أنّ الزرادشتيّة كانت النبع الذي نهل منه يهود السبي أفكارهم ومفاهيمهم وتصوّراتهم. لكن من أين أخذ الزرادشتيّون، بدورهم، أفكارهم ومفاهيمهم وتصوّراتهم؟
في هذا البحث الذي عملنا على القسم اليهوديّ منه وعلاقته بالزرادشتيّ سنوات، لا نبحث على الإطلاق أن نغني معرفيّاً القارئ المسلم التقليديّ – ما بالك بالمغلق أو المتزمّت؟! المسلمون، دوناً عن بقيّة الشعوب – هل هو خلل جينيّ؟ - يتمتّعون بميزة عزّ نظيرها في هذا العالم. فرغم أننا لا نعترض على جهلهم المطبق وتعاملهم بقداسة معادية للعقل مع نصوصهم التي يعتقدون أنّ كائنات سماوية كانت خلفها، إلا أنهم بالمقابل يعترضون على محاولاتنا البحثيّة التي تعمل العقل في النقل وترفض أن تأخذ المفاهيم الموروثة على محمل الجدّ دون دليل علميّ لا لبس فيه. وأيّ مسلم يتعامل بحياديّة مع ما نقدّم له على طبق من “راحة” أفكارنا التي استغرق العمل فيها عمراً غير قصير، لا يمكن أن يبقى مسلماً.
في أحد كتبي الممنوعة قلت إنّ الإنسان حين يدافع بشراسة عن فكرة واهية، فهو إنما يدافع عن أمانه النفسيّ الذي بناه أصلاً على هذه الفكرة الواهية. “وكلما ازدادت الفكر هشاشة، ازداد إرهاب أصحابها في الدفاع عنها”.
لم نأخذ مفهوم الملائكة في الإسلام بعين الاعتبار – وكذا في المسيحيّة. فالديانتان على حدّ سواء أخذتا هذا المفهوم عن الرحم الأمّ – اليهوديّة، رغم الاختلاف المتعاظم في مسلكي الديانتين، واحدة زراعية – المسيحيّة، وأخرى رعويّة – الإسلام؛ هذا المفهوم، الملائكة، الذي هو في نهاية الأمر ليس غير تعبير عن تسامي الآلهة وترفّعها عن الاتصال المباشر بالبشر.
لم يأخذ محمّد عن اليهود مفهوم الملائكة فحسب، بل أخذ عنهم أيضاً أسماء الملائكة العلم التي فقدت كلّ معنى لها حين أقحمت في السياق العربي – الإسلامي دون ترجمة مناسبة للأصل العبرانيّ؛ مثل أسماء علم كثيرة أخرى أخذها عن اليهود. فعلى سبيل المثال، للملاك جبرا-إيل أو م- ك- إيل معنيان لا تخطؤهما العين في العبريّة والآراميّة؛ لكنهما فقدا هذه المعاني حين أقحمهما محمد في نصوصه المقدّسة دون ترجمة مناسبة.

تاريخ الملائكة: ما قبل الزرادشتيّة!
إن تخيّل وجود رسل سماويين له جذوره أيضاً في الديانات التي تعتبر وثنيّة في منطقة الشرق الأدنى. “فكلّ إله من بلاد ما بين النهرين أو من الحثيين له رسوله الخاضع ( سوكّالّو) وحامل عرشه (غوزالو)؛ وهذا ما نراه في القصيدة الميثولوجيّة الكنعانيّة من رأس شمرا-أوغاريت (القرن الرابع عشر قبل الميلاد) حيث أن أعضاء بارزين في البانثيون مثل إيل، الربّ المطلق؛ بعل، المتحكّم بالأمطار؛ وموت، الروح المختصّة بالموت والجفاف، يتواصل كل مع الآخر عبر رسل إلهيين (ملكم)، أمّا الإلهة عنات فلها لخدمتها رسول وتابع”. وكما سنلاحظ عند مناقشة موضوع الملائكة عند العبرانيين، فإن فعل لاك الذي اشتق منه المفهوم “ملاك”، أوغاريتي الأصل، ويعني “يرسل”.
تظهر لنا التوراة أن الاعتقاد بالملائكة، أو بالأرواح الوسيطة بين الله والإنسان، هو سمة مميزة للشعب السامي. لذلك من المهم تتبع أثر هذا الاعتقاد عند ساميي بابل. فبحسب سايس ( The Religions of Ancient Egypt and Babylonia، Gifford Lectures، 1901)، )، تجلّى تطعيم ديانة بابل السومريّة الأقدم بالاعتقادات الساميّة عبر إدخال الملائكة أو السوكالين في ثيوصوفيتهم. وهكذا يمكن أن نجد موازياً ملفتاً “لملائكة الربّ” في نيبو، “رسول مردوخ” (النص السابق، 355). وهو يسمّى أيضاً “الملاك” أو مفسّر الإرادة لمردوخ (النص السابق، 456)، ويقبل سايس بعبارة هومّل التي تفيد أنه يمكن إظهار من النقوش المعنيّة أن الديانة الساميّة البدئيّة كانت تتكوّن من عبادة القمر والنجم، إله- القمر أثتار وإله “ملاك” يقفان على رأس البانثيون (النص السابق، 315). أما الموازي للصراع التوراتي بين مملكتي الخير والشر فيمكن أن نجده في “أرواح السماء” أو الإيجيجي – الذين كانوا يشكلون “الجيش” الذي كان نينيب بطله (والذي تلقّى منه اللقب “رئيس الملائكة”) و“أرواح الأرض”، أو أنّونا-كي، الذين كانوا يقيمون في هاديس (مثوى الأموات أو الجحيم) (المرجع السابق، 355). كانت السوكالّي البابليّة تتماثل مع الرسل الروحانيين في التوراة؛ فهم كانوا يعلنون إرادة ربّهم وينفّذون وصاياه (السابق، 361). يظهر بعضهم وكأنه أكثر من رسول؛ إنهم مفسّرو الإله الأعلى ونوّابه؛ وهكذا فنيبو “نبيّ بورسيبا”. بل إنّ هذه الملائكة تدعى “أبناء” الإله الذين هم نوّابه؛ وهكذا فنينيب، الذي كان مرة رسول إن- ليل، يُحوّل إلى ابنه تماماً كما يصبح مرودخ ابن إيا (السابق، 496). إن الروايات التوراتية المتعلّقة بالخليقة والطوفان لا تتعارض كثيراً مع الروايات البابليّة، والشيء ذاته يمكن قوله عن الهرميّات الخلطيّة للآلهة والملائكة التي كشف عنها البحث الحديث. وربما لدينا مبرراتنا حين نرى في كافّة أشكال الدين آثاراً من عبادة طبيعة بدئيّة نجحت في كثير من الأحيان في الحطّ من قيمة الوحي الأكثر نقاء، والتي أدّت، حيث ذلك الوحي البدئي لم يتلقّ مقادير متعاقبة كما بين العبرانيين، إلى محصول فائض من الأعشاب الضارّة.
وهكذا فالكتاب المقدّس العبرانيّ يقرّ حتماً بفكرة أنّ ملائكة بعينهم يتولّون مهمّة مناطق خاصّة (قارن: دانيال 10). ويستمرّ هذا الاعتقاد في صيغة متدنيّة عبر فكرة الجنّ عند العرب، والذين يتردّدون على بقع محددة. قد يكون مرجع هذا ما نجده في سفر التكوين 32: 2-3: “ومضى يعقوب في طريقه فواجهته ملائكة الله، فقال يعقوب لمّا رآهم: هذا معسكر الله. وسمّى ذلك المكان محنائيم”، أي، الكامبان. والكشوفات الحديثة في المنطقة العربيّة حول البتراء تظهر أنّ مناطق بعينها معلّمة بالحجارة كمناطق لإقامة الملائكة، والقبائل البدويّة تتردّد إليها من أجل الصلاة وتقديم القرابين. هذه الأماكن تحمل اسماً يتطابق بدقّة مع “محنائيم” في نص التكوين آنف الذكر؛ ( قارن: cf. Lagrange، Religions Semitques، 184، and Robertson Smith، Religion of the Semites، 445).
يمكن أن نصنف رؤيا يعقوب في بيت إيل (تك 12:28) (ننصح هنا بقراءة السفر الأبوكريفي “سلّم يعقوب”، الذي يبدو أنه ترك أثراً أيضاً على أسطورة الإسراء والمعراج الإسلاميّة) على أنها من الشريحة ذاتها. يكفينا القول إنه ليس كل شيء في الكتاب المقدّس يعتبر وحياً، وأنّ هدف الكتابات الموحاة ليس فقط إخبار حقائق جديدة بل أيضاً توضيح حقائق معيّنة علمّتنا إياها الطبيعة. الرأي المعاصر، الذي يميل إلى اعتبار أن كلّ شيء بابليّ هو بدئي بالمطلق والذي يبدو أنه يعتقد - لأن النقّاد يضفون على الكتابات التوراتيّة تاريخاً أكثر حداثة- أنّ الدين المتضمّن فيها لا بدّ أن يكون أيضاً من تاريخ أكثر حداثة، وهذا ما قاله هاغ ( “Theologie Biblique” (339) ). وهاغ يرى في الملائكة التوراتيين آلهة بدئيّة تدنّى مستواها إلى أشباه آلهة مع تقدّم انتصار التوحيد.
نحن لا نمتلك دليلاً مباشراً حول العلاقة بين المفهوم “ملائكة” في ديانات بلاد ما بين النهرين، والمفهوم ذاته في الزرادشتيّة. مع ذلك، يبدو أن الزرادشتيّة كانت ديانة توفيقية إلى حد كبير؛ فقد أخذت الكثير من بلاد شرق إيران، أي الحضارة الهندية- الهندوسيّة العظيمة، ومن حضارة بلاد ما بين النهرين، إضافة إلى عناصر محليّة فارسيّة ضاع كثيرها وبقي القليل في النصوص الزرادشتيّة المقدّسة.

الزرادشتيّة:
دون أدنى شك، قبل مئات السنوات على ما يفترض أنه موت المسيح، قام في إيران نبيّ تركت حياته وتعاليمه انطباعاً لا يمكن محوه على ما جاء بعده من ثقافات وأديان، وإن كان اليوم متجاهلاً، عمدا أو دون عمد. كان اليونان ينظرون إليه على أنّه فيلسوف، عالم رياضيات، عالم فلك، وساحر؛ في حين اعتبره اليهود والمسيحيّون نبيّاً مهرطقاً وساحراً. كان هذا النبيّ يعرف في اليونان باسم زورواستر، وهو نوع من اليوننة لاسم زاراثوسترا الإيرانيّ: وبالعربيّة، زرادشت. لقد أثار مفهوم زرادشت لله اهتمام كثير من العلماء الكتابيين المعاصرين بسبب التشابه بين تعاليمه والتعاليم المسيحيّة واليهوديّة. بعض المرجعيات تنكر المزاعم التي تقول إن الفكر اليوناني والروماني واليهودي تأثّر بالأفكار الزرادشتيّة، لكنهم مخطئون في ذلك تماماً - لا يمكن إهمال هذه المزاعم من قبل كل من يهتم بالتاريخ الحقيقي وذلك بوصفه مقابلاً للانغلاقيّة المتعجرفة لكل من هو معاصر من زرادشتيين ويهود ومسيحيين.
ديانة فارس القديمة كما أسّسها زرادشت؛ واحدة من أعظم ديانات العالم، وهي الأقرب إلى اليهوديّة والمسيحيّة. ووفقاً لحديث في الأسفار البارسيّة (بارسي = زرادشتي)، ولد زرادشت عام 660 ق.م.، ومات عام 583 ق.م.؛ لكن كثيراً من الباحثين يزعمون أنه ظهر في وقت أبكر من ذلك بكثير. ويتفق المتقصّون في أن تعاليم زرادشت كانت متفشيّة عموماً في كافة أرجاء إيران قبل السبي اليهودي، ولهذا أهميته البالغة كما سنرى في القسم المتعلّق بالملائكة في اليهوديّة. يُعتقد اليوم أن الموطن الأصلي للنبيّ كان ميديا، في غرب إيران، وهنالك مبررات للزعم القائل إن مولده كان في إقليم أتروباتينه، في أذربيجان الحاليّة؛ لكن كثيراً من رسالته، بل ربما أن معظم مسيرته النبويّة، تركّز في شرق إيران، خاصة في إقليم باكتريا، حيث كسب نصيراً قويّاً لديانته. وهذا المناصر للدين كان ملكاً اسمه ويشتاسبا أو كشتاسب، اسم متطابق مع اسم والد داريوس، المدعو هيستاسبيس، مع أنه يجب عدم الخلط بين الشخصيتين، كما يحدث أحياناً.
كان زرادشت في الأصل كاهناً مجوسيّاً، لكن يبدو أنه أصلح أو نقّى عقائد المجوس. ويمكن أن نجد تعاليمه الدينيّة محفوظة في الأفستا. لكن شخصيّة الديانة الزرادشتيّة قبل زمن زرادشت غير معروفة، مع ذلك فمقارنة بينها وبين ديانة الهند تظهر أنها لا بدّ أنّ لديها أشياء كثيرة مشتركة مع ديانة الهندوس القديمة. ويمكن الافتراض أنها كانت عبادة - طبيعة معدّلة، إضافة إلى سمات من التعددية الإلهيّة وبعض آثار من العقائد الشيطانيّة. يقول هيرودوتس ( (“Hist.” i. 131 et ، إن الفرس منذ الأزمنة الغابرة كانوا يعبدون الشمس، القمر، النجوم، الأرض، الماء والريح، ويلمّح بكلمات دقيقة إلى أنهم أخذوا عناصر دينيّة بعينها من الآشوريين. إن ممارسة خرافيّة أو اثنتين من التي يصفها، مثل استعطاف قوى الشرّ، تظهر استمرارية طقوس شيطانيّة، والتي هاجمها زرادشت بقوة؛ والوصف الذي يقدّمه للطقوس المجوسيّة يتناسب تماماً مع الزرادشتيّة.
إذا ما أردنا التوقف بسرعة عند الأثر الهندي في الزرادشتيّة، كان فارونا، ميترا وإندرا الآلهة الأعلى في الفيدات. كان على الآلهة الإيرانيّة دعم أرتا، مبدأ الحقيقة، العدل، الخير والنظام، لكن إندرا كان مغامراً بلا أخلاق، وكان يسبغ السمات الاعتباطيّة، لا الثوابات، على أرتا. وأرتا موجود في أسماء الميديين على النقوشات الآشوريّة في القرن التاسع قبل الميلاد. ولاحقاً، تم إحلال إله أوحد اسمه أهورا مزدا مكان الآلهة العليا الأصليّة. ولا بدّ أن الإله الذي يدعى أسّارا مازاس، في الألواح الآشوريّة من القرن الثامن، هو أهورا مزدا بالذات. أما فارونا فقد اختفى ما لم يعاود الظهور ككائن اسمه باغا، وهي التسمية التي تطلق على فارونا في الفيدات. من جهته، فقد أضحى إندرا رئيس الديفات (الشياطين لاحقاً)، وهو الإله سيّئ الأخلاق الذي طالما كرهه زرادشت. بالنسبة إلى ميثراس (راجع مقالتي عنه، الإله المهزوم) فهو إما استعاد وضعه السابق، أو أن أهورا مزدا في إيران كان على الدوام جزءاً من الإله الثنائي ميترا- فارونا في الفيدات. وهكذا، كان ميترا دائماً في أهورا مزدا. وكجزء من الإله العليّ، لم يحظ بتسمية منفردة في النقوشات الفارسيّة حتى أرتاحرشش الثاني.
الملائكة في الزرادشتيّة:
بنوع من التعميم الشديد، يمكن تقسيم الملائكة في الزرادشتيّة إلى ثلاثة أقسام، بحسب أهميتها وموقعها في الهرم الديني:
1 - مجموعة الأمشا سبنتا:
الأمشا سبنتا:
هو مصطلح مستمد من اللغة الأفستيّة يطلق على مجموعة من الآلهة-المفاهيم الإلهيّة في الزرادشتيّة، وتعني حرفيّاً، “الخالدون الأخيار”. في الفارسيّة الوسيطة طرأت على المصطلح تحريفات فصار لدينا تسميات أخرى مثل، الأمه شاسبند، المهراسبند والأمهراسبند.
في التقليد الزرادشتي، ثمة انبثاقات (هل يمكن أن نتذكّر هنا مفهوم الانبثاق في قانون الإيمان المسيحي؟) ستة أولى من الإله غير المخلوق، والذين أُكمل عبرهم ما تلا من خلق. وهذا المذهب الأصولي يُلمّح إليه فقط في الأفستا، لكنه يوصف على نحو منتظم في النصوص الفارسيّة من نهاية الحقبة الوسطى، خاصة في البونداهشن ( 3.12 )، وهو عمل من القرن الحادي عشر أو الثاني عشر للميلاد يفصّل الرأي الزرادشتي المتعلق بالخلق. التعبير “أمشا سبنتا” لا يرد في الغاثات، لكن من المحتمل أن زرادشت صاغه بنفسه. وسبنتا كلمة خاصّة بالوحي الذي نزل عليه، وهي تعني: “تقوية، خيّر، مقدّس”.
“الشرارات الإلهيّة” العظيمة:
استخدام المصطلح من أجل الإشارة إلى “الشرارت العظيمة” الست لأهورا مزدا هو أكثر عموميّة من المعنى غير المحدد للأمشا سبنتا. إن أقدم استخدام يمكن البرهان عليه للمصطلح هو في الياسنا 3.39، والتي هي جزء من الياسنا هابتانغايتي التي يرد فيها عنصران من الاسم في منظومة معكوسة، أي، سبنتا أمشا. ومثل كلّ الآيات من الياسنا هابتانغايتي، نجد الياسنا 3.39 في الأفستا الغاثيّة وربما تكون بقدم التراتيل التي تعزى إلى زرادشت بالذات.
“الشرارات الإلهيّة” التي تظهر في الياسنا الغاثيّة 1.47؛ هي:
[ فوهو ] ماناه : يعني تقريباً الهدف (الخيّر)؛
أشا (فاهيشتا): الحقيقة\الخير (الأفضل)؛
كشاثرا (فايريا): " السيطرة (المرغوب بها)؛ (تختلف تسمية هذا الأمشا بحسب المرجع)؛
(سبنتا) أرمايتي: “التقى (القدسي)”؛
هاورفاتات: “الكمال”؛
أمه ره تات: “الخلود” (وجدنا أنها أفضل ترجمة لكلمة ameretat).
إن الصفات فوهو (خيّر)، فاهيشتا (فضلى)، فايريا (مرغوب)، وسبنتا (مقدّس)، لا ترد على الدوام في النصوص الأقدم. وحين تظهر بأية حال، فهي لا تظهر بالضرورة مرافقة للاسم مباشرة. لكن في التقاليد اللاحقة، هذه الصفات جزء من الأسماء بالذات.
في حين نجد أن فوهو ماناه، أشا فاهيشتا، وكشاثرا فايريا من جنس محايد في النحو والصرف الأفستي، في التقاليد تكون مذكّرة. أما أرمايتي، هاورفاتات، وأمه ره تات فهي دائماً مؤنّثة.
في الغاثات، كل أمشا سبنتا يمثّل صفة أخلاقيّة خيّرة على البشر أن يجاهدوا لتمثلها. وهكذا، فمذهب الستة العظام يقول إنه عبر ما هو خيّر من أفكار وأفعال وكلمات، على كل فرد تمثّل سمات أحد الأمشا سبنتا في داخله.
كل واحد من هؤلاء الستة له نقيضه، وأربعة من الستة موجودة في الغاثات.
أشا نقيض لدروج؛ فوهو ماناه نقيض لأكاماناه؛ كشاثرا لدوشاه- كشاثرا، وأرمايتي لتاراه مايتي. لا يظهر في الغاثات نقيض هاورفاتات (الكمال)، تارشنا (العطش)، أو أمه ره تات ( الحياة)، شود (الجوع)، بل نجدها في الأفستا الأولى (مثلاً: يشت 96.19 ). هذه التحديدات اللاحقة تعكس تطابق هاورفاتات مع الماء وأمه ره تات مع النباتات.
في الغاثات، أشا\أرتا هو الأوضح بين الستة، ودائما تقريباً يرتبط بالحكمة ( مزدا ). في 238 آية من هذه التراتيل، أشا\أرتا يظهر 157 مرة. من المفاهيم الأخرى، وحده فوهو ماناه يظهر تقريباً بعدد مرات ظهور السابق (136 مرة). وإذا ما أجرينا مقارنة، تظهر الأربعة الباقين 121 مرة مع بعضها: كشاثرا 56؛ أرمايتي 40؛ أمه ره تات: 14؛ هاورفاتات: 11.
في سياق الرأي الزرادشتي حول الخلق، يتمّ توسيع الأمشا سبنتا بحيث تتضمّن أهورا مزدا، إضافة إلى سبنتا مانيو ( أو ممثلاً به ).
مع ذلك، في معظم النصوص السكولاستيّة، عادة ما تفهم الإشارة غير النوعيّة إلى الأمشا سبنتا على أنها لا تتضمن غير الستة العظام. في الياسنا 7.44، 3.31
و7.51، سبنتا مانيو الذي لأهورا مزدا هو وسيلة أو مبدأ فاعل في فعل الخلق. كذلك فعبر “القوة الخيّرة”، “الانبثاق الخلاّق”، أو “الروح القدس” أهورا مزدا موجود في كل إنسان ( ياسنا 6.33 )، وعبره يفعل الخالق في العالم ( ياسنا 6.43 ).
للأمشا سبنتا أيضاً بعد مادي، وفيه كل واحد من مجموعة السبعة مرتبط بأحد الخلائق السبعة، التي كانت أساس الكون في الفلسفات القديمة. في الغاثات ليس سوى التلميح إلى هذه التداعيات الماديّة، ومن ثم مسألة ضياعها من الترجمات كان مسألة خبث شديد.
لا تظهر التداعيات المتناسقة إلا في النصوص باللغة الفارسيّة الوسيطة المتأخرة، حيث يرد كل من السبعة في قائمة مع “مجاله”:
أهورا مزدا ــــــــ في الفارسيّة الوسيطة، أوهرموزد (مع سبنتا مانيو أو ممثلاً به) هو حارس الجنس البشري.
فوهو ماناه ــــ فارسيّة وسيطة: فاهمان أو باهمان؛ حارس الماشية (وكل الخليقة من الحيوانات ).
أشا فاهيستا ـــــ فارسيّة وسيطة: أردواهيشت، حارس النار (وكل الكواكب المنيرة الأخرى ).
كشاثرا فايريا ـــــ فارسيّة وسيطة: شاهره فار، حارس المعادن ( والفلزات ).
سبنتا أرمايتي ـــــ فارسيّة وسيطة: سبندأرماد، حارسة الأرض.
هاورفاتات ــــ هورداد أو خورداد، حارسة الماء.
أمه ره تات ـــــ أمورداد، حارسة النباتات.
مجموعة الأمشا سبنتا، أو الخالدون المقدّسون، تأخذ اللاهوت الإيراني إلى عالم الميثات، لأنها آلهة دون أن تكون آلهة، مخلوقة دون أن تكون خلائق، وتشرف على سمات الطبيعة دون أن تتماثل معها. في الزرادشتيّة، مذهب الأمشا سبنتا السبعة والخلائق السبعة كان سيوجد في الإنسان إحساساً عميقاً بالمسئوليّة حيال العالم المحيط به. كل سبنتا هو رئيس لخليقته، لكنه مرتبط بالستة الآخرين في إحساس تشاركي بالغرض، والذي هو، بالنسبة لكل السبنتات، مجاهدة من أجل هدف مشترك، كي يعرف الإنسان بوعي وغير الإنسان بشكل طبيعي، أنهم وجدوا كي يهزموا الشر في نهاية الأمر.
لا بدّ أن نلاحظ هنا، كي لا نسبب الارتباك، أنهم يعتقدون أن أهورا مزدا ليس الأول في المنزلة وهو خارج مجموعة الستة، لكنه في الوقت ذاته اعتبر أوّل السبعة، وهو ما يمكن البرهنة عليه بحقيقة أن معادله “الدنيوي” هو الإنسان “الكامل”، والذي يشرف عليه هذا الإله بوصفه المجال الخاص به، في حين أن المثيل لفوهو ماناه هو الثور( الثور أو البقرة اللذان يقدّمان البول أو الحليب اللذين سيمزجان مع هوما (عصير مقدّس من شجرة مقدّسة) القربان ).
في الاستعمال غير النوعي:
في الاستعمال غير النوعي، يشير المصطلح أمشا سبنتا إلى الآلهة التي تعزّز الخليقة وتقوّيها وكل ذلك خيّر ومقدّس. وهي لا تتضمّن فقط الأهورات ( مصطلح يستخدم أيضاً في الغاثات بصيغة الجمع لكنا لا نجد غير أهورا مزدا بالاسم وحده )، لكن أيضاً كل الآلهة الأخرى الملمّح إليها في هذه النصوص. وفي هذا المعنى غير النوعي للمصطلح، الأمشا سبنتا معادل للمصطلح يازاتا.
الاستخدام غير النوعي هو أقل شيوعاً بكثير من الاستخدام النوعي للمصطلح الذي يعني “الشرارات الإلهيّة”. الاستخدام غير النوعي واضح بشكل خاص في نصوص التقليد الزرادشتي من القرون 9 إلى 14 للميلاد، لكن ثمة أمثلة مناسبة أيضاً في الأفستا حيث يستخدم بهذه الطريقة. في الياسنا 2.1 على سبيل المثال، يعلن اليازاتا أتار أنه “الأكثر فعاليّة بين كل مجموعة الأمشا سبنتا”. وحتى في زرادشتيّة هذا اليوم، كثيراً ما يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى ثلاثة وثلاثين إلهاً والتي إما أنه مكرّس لها يوم يحمل اسمها في التقويم الزرادشتي، أو أن هنالك يشت مكرّسة لها، أو الإثنين معاً.
لهذا المعنى العام، غير النوعي للأمشا سبنتا مكافئ أيضاً في السنسكريتيّة الفيديّة هو فيشفه أمرتاس، والذي هو التسمية التي تطلق عموماً على كل الكائنات مافوق الطبيعيّة (حرفيّاً: “كل الأزليين”).
المذهب:
إن مذهب “الشرارات الإلهيّة”، عبر ارتباطهم بالخليقة، يوحدّون المفاهيم الأثيريّة والروحانيّة مع تلك الماديّة لتظهر الأشياء “بطريقة زرادشتيّة فريدة”. إنها ليست فقط “سمات” مجرّدة لأهورا مزدا، بل إنها تستحق الإجلال بحد ذواتها، وهي مشخّصة أو ممثّلة في كلّ الأمور الماديّة.
إن العلاقة بين أهورا مزدا والأمشا سبنتا دقيقة بالمطلق. ففي الياسنا 11.31 من الغاثات، يقال إن أهورا مزدا خلق الكون “بفكره”. في مقاطع أخرى مثل الياسنا 4. 45، يوصف أهورا مزدا بالأب “المجازي” للأمشا سبنتا كأفراد، وهو ما يمكن أن يوحي، وإن مجازيّاً، بنوع من القرابة العائليّة. إن العلاقة بين أهورا مزدا والأمشا سبنتا بشكل خاص معقّدة ومتعددة الأوجه، وهي صعبة التعريف كصعوبة تعريف “يهوه والروح القدس في اليهوديّة والمسيحيّة”.
إن تبجيل “الشرارات الإلهيّة” عبر العالم الحي ما يزال حاضراً في التقاليد الزرادشتيّة الحديثة بل هو واضح في كل احتفال ديني حيث كلّ أمشا سبنتا ممثّل على نحو مرئي عبر الأشياء التي هي حرّاسها. إضافة إلى ذلك، فالأيام السبعة الأولى من الشهر في التقويم الزرادشتي مكرّسة للسبعة العظام، وللخليقة، وبالتالي الاعتراف بتفوق الأمشا سبنتا، وتأكيد طبع مذهبهم في الذهن.
إن الثنويّة الأخلاقيّة والأنطولوجيّة في الكائن ذاته “تفسّر المصاعب التي سببتها بعض سمات المذهب للباحثين الغربيين”. فقد تمت مهاجمة إجلال الأمشا اسبنتا باعتباره وثنيّة واقعيّاً، ليس فقط في زمننا المعاصر، بل أيضاً في الحقبة الساسانيّة. وفي حين أن “عبادة العناصر” كانت تهمة متكررة في القرنين الرابع والخامس للميلاد، فقد كانت حلوليّة الأمشا سبنتا على وجه الخصوص هدف هجوم المبشرين المسيحيين في الهند في القرن التاسع عشر (مثل جون ويلسون)، وذلك باعتبارها مؤشراً برأيهم على التقليد الوثني الزرادشتي.
من أكثر أهداف النقد تكراراً كان قانون الإيمان الزرادشتي الذي يقول فيه المعتقد: “أعترف بأني عابد لأهورا مزدا، تابع لتعاليم زرادشت... الذي يبجّل ويسبح بحمد الأمشا سبنتا” (الفرافارانه، ياسنا 1.12). لكن الحقيقة أن مسألة تعريف من يوقّر الأمشا سبنتا بأنه مشرك هو أمر خاضع للنقاش. فالزرادشتيون أنفسهم يعتبرون أن الروح الأثيرية والإظهار المادي غير قابلين للفصل، وإن توقير أي من خليقة أهورا مزدا في نهاية الأمر عبادة للخالق ذاته.
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، قدّم مارتن هاوغ نظريّة تقول إن زرادشت ذاته اعتبر الأمشا سبنتا تجريدات فلسفيّة، وأن تشخيص هؤلاء السبعة كان تحريفاً جاء من زمن متأخر. وقد قبل بارسيي [زرادشتيو الهند] بومباي بكل ممنونيّة بفرضيّة هاوغ كوسيلة للدفاع ضد المبشّرين المسيحيين، وبالتالي نشروا الفكرة باعتبارها تفسيراً بارسيّاً، وهكذا بحيث يدعمون نظريّة هاوغ. ومن ثم أضحى مبدأ “التوحيد المتواصل” في نهاية الأمر شعبيّاً إلى درجة أنه مقبول اليوم من الجميع تقريباً كمذهب ديني.
الأمشا سبنتا الأول: فوهو ماناه
باللغة الأفستيّة، اسم لمفهوم زرادشتي، غالباً ما يترجم على أنه “الهدف الخيّر” أو “العقل الخيّر”، لكن إذا ما أردنا أن نترجم بحرفيّة أكثر، فهو الحالة الأخلاقيّة الخيّرة للعقل التي تمكّن المرء من القيام بواجباته. معادله في اللغة الفارسيّة الوسيطة، كما نرى في نصوص التقليد الزرادشتي المكتوب بالخط البهلوي، هو واهمان، المستعار من تعبير في اللغة الأفستيّة وله المعنى ذاته، كما نجده في الفارسيّة الجديدة تحت اسم بهمان وتنويعات أخرى عليه. تنويعة باللغة البهلويّة، هي فوهومان، أو الروح الخيّرة؛ وهو يؤمّن روح الله في أنفس العادلين، ويقودهم إلى الجنّة. إنه ربّ الخليقة الخامسة، البقرة أو الحيوان. مشتق من الكلمة السنسكريتيّة ماناه التي تعني الذهن-العقل، الأمر الذي يظهر أصلها الفيدي.
في الغاثات، لا يستخدم مصطلح فوهو ماناه كاسم علم دون لبس، وغالباً ما يرد دون السابقة فوهو (خيّر). في النصوص ما بعد الغاثيّة التي تفسّر مبادئ علم نشوء الكون عندالزرادشتيين، فوهو ماناه هو أمشا سبنتا، أحد “الشرارات الإلهيّة”لأهورا مزدا التي تمثّل أحد أوجه الخليقة. في حالة فوهو ماناه، كل الخليقة الحيوانيّة مع التركيز على المواشي. فوهو ماناه في القواعد الأفستيّة هو من جنس محايد، لكنه يعتبر مذكراً في التقليد الزرادشتي.
بحسب زرادشت، فوهو ماناه هو الكائن المنير الذي رآه، في رؤياه، على ضفّة النهر، وقاده إلى أهورا مزدا.
في التقويم الزرادشتي، يكرّس اليوم الثاني من كل شهر والشهر الحادي عشر من السنة لفوهو ماناه. في التقويم المدني الإيراني، يكرّس الشهر الحادي عشر من السنة لباهمان.
الأمشا سبنتا الثاني: أشا فاهيشتا
سنتوقف طويلاً عند هذا الأمشا سبنتا بسبب أهميته وعلاقته بالنار، أحد أقس الرموز عند الزرادشتيين.
أشا أو أرتا هو اسم في اللغة الأفستيّة لمفهوم ذي أهميّة كبيرة في اللاهوت والمذهب الزرادشتيين. في الحقل الأخلاقي، يمثّل أشا\أرتا ما دعي “المفهوم الإيماني الحاسم في الزرادشتيّة”. نقيض أشا هو دروج، الكذب.
أهميّة المصطلح معقّدة، رغم أن له مروحة كبيرة من المعاني. مع ذلك، تختصر هذه المعاني بالتناسق مع مضامين سياقاتها، وهي بالتالي، “الحقيقة”، “الصح”، “النظام”، “والعمل الصحيح”.
المعادل للمصطلح في اللغة الفارسيّة القديمة هو أرتا، وفي اللغات الوسيطيّة الإيرانيّة، أرد. والكلمة هي أيضاً اسم العلم للإلهة أشا، الأمشا سبنتا الذي هو أقنوم أو أصل “الحقيقة” أو “الصح”. في الأفستا الأولى، يشار إلى هذا الشخص باسم أشا فاهيشتا عموماً، “الحق الأفضل”. في الغاثات، نادراً ما يمكن التمييز بين المبدأ الإلهي والإله. النصوص اللاحقة تستخدم اللقب “أفضل” حين تتحدّث عن الأمشا سبنتا، فقط مرّة واحدة نجد اللقب “أفضل” في الغاثات كصفة لآشا.
المعنى:
لا يمكن ترجمة أشا بكلمة مفردة، لكن يمكن اختصار معانيها كما يلي:
قبل كل شيء، فهي تعني “القول الحق”. وهذا “القول الحق”، لأنه حق، يتطابق مع العالم الموضوعي، المادي. هذا الواقع يشمل كل الوجود. وفيه ندرك مبدأ كونيّاً عظيماً لأن كل الأمور تحدث وفقاً له. “هذه القوة الكونيّة منصهرة بالأخلاق أيضاً، كحقيقة لفظيّة، وبالصح، كفعل متماثل مع المنظومة الأخلاقيّة”. والتطابق بين “حقيقة”، واقع، ومبدأ كوني شامل لكل شيء ليس بعيداً عن مفهوم هيراقليطس للوغوس.
المقارنة مع استعمالها في الفيدا:
تبدو العلاقة بين أشا\أرتا في اللغة الإيرانيّة القديمة ورتا في الفيدا واضحة للعيان في عبارات وتعابير قياسيّة تظهر في كل من الأفستا والريغ فيدا على حد سواء.
الصفة التي تناسب أشا\أرتا ( حق ) الأفستيّة هي haiθiia ( حقيقي )؛ على نحو مشابه، الصفة التي تناسب رتا ( حقيقة ) الفيديّة هي ساتيا ( حقيقي ). أما نقيض أشا\أرتا وهايثيا فهو دروج، أي، كذب أو زيف. بالمقابل، نقيض رتا وساتيا في الفيدات هو أنترا، وتعني أيضاً كذب أو زيف.
أشا فاهيشتا (الحق الأفضل)، هو الكائن الثاني الذي كان يدعى أصلاً أرتا. إنه حامي النار، سابع الخلائق، التي تكشف مباشرة عن طبيعته. وكضامن للمنظومة الماديّة والأخلاقيّة في العالم، فإن عدوه الرئيس هو العالم الشيطاني.
إن مجال عمل أشا فاهيشتا كحام للنار يصبح أكثر أهمية إذا ما أدركنا أهميّة النار في الثقافة الإيرانية القديمة. النار هي العنصر الأساسي الذي تقسم الأيامين به [ نلاحظ هنا عادة استعمال النار في المسائل المختلف عليها بين بدو بلاد الشام في عرف “البشعة”]؛ وقد اعتقد أنها حامية فاعلة في وجه الشياطين. فالنار كانت عبادة دينيّة فائقة والتي أدّت إلى تسمية الفرس من قبل الأغراب “بعابدي النار”. وقد شُعر أن هذه السمة الفريدة حفظت المزدكيّة ولم تتركها عرضة للغزو من قبل دين تجريدي.
العلاقة وطيدة للغاية بين أشا فاهيشتا وفوهو ماناه، مع أن مرتبة الأخير أعلى، وأشا فاهيشتا يهتم بمنظومة الأكوان أكثر منه بالمنظومة البشريّة.
عيد أشا فاهيشتا، “اليوم الجديد”، هو عيد الخليقة السابعة، النار، وقد وضع وحده؛ لأنه الحافظ لقوة حياتهم. وعلى ما يظهر فإن زرادشت هو من دشن هذا العيد مع الانقلاب الربيعي، معيداً تكريس ما كان ربما احتفالاً قديماً بالربيع لأشا فاهيشتا والنار.
النار كعنصر الحقيقة:
النار هي الخليقة الماديّة التي هي مجال عمل أشا والتي تحلّ فيها أمشا سبنتا “الحق الأفضل” (أشا فاهيشتا). النار متخيّلة على نحو كبير كقوّة تعلّم كل [الأمشا سبنتا] الأخرى، فتعطيهم الحرارة وشرارة الحياة ".
تقدّم لنا أقدم النصوص، أي الغاثات والياسنا هابتنغاتي، نوعاً من الموازاة بين الحقيقة التي تحرق وتقصّي الحقيقة عبر النار. في الياسنا 43-44، ينشر أهورا مزدا العدل عبر إشعاع ناره وقوة أشا. النار تتقصّى “الخطأة” عبر “الإمساك باليد” (ياسنا 4.34). إن كل من يعبر امتحان النار يحصل على قوة روحانيّة، حكمة، حقيقة، حب وسكينة ( ياسنا 7.30 ). وهنالك ما يقارب ثلاثون امتحان نار في الزرادشتيّة. وبحسب الدادستان إي ده نيغ، سيغطي نهر من معدن مصهور الأرض. الأخيار، حين يعبرون النهر، سيتخيلون المعدن المصهور كحمام من حليب دافئ. أما الأشرار فيعاقبون به.
النار أكثر من مساعد لمعرفة للحقيقة، وليست فقط، كما في حالة المحنة، وسيلة مساعدة للعدل والحقيقة في آن. في الياسنا 19.31، “الرجل الذي يفكّر بآشا، [ ... ] الذي يستخدم لسانه كي يتحدّث بدقّة، [ يفعل ذلك ] بمساعدة النار المتلألئة”. في الياسنا 34-44، الأتقياء “يرغبون بتوق في نار [ مزدا ] العظيمة، عبر أشا”. الياسنا 43-44، سيأتي أهورا مزدا “إلى زرادشت عبر روعة نار [ مزدا ]، ممتلكاً القوة عبر أشا والعقل الخيّر [ فوهو ماناه ]”. في الياسنا 4.43، يكرّر القول “إن النار تمتلك القوة عبر آشا”. وفي الياسنا 1.37، تأخذ آشا مكان النار، في قائمة المخلوقات الماديّة.
في الأخرويّات واللاهوت الخلاصي:
إضافة إلى دور النار كعنصر للحقيقة، هي أيضاً “نار المحنة القضائيّة، الأنموذج البدئي لعذاب النار يوم القيامة، حين سيتلقى الجميع ما يستحقون عبر النار وعبر آشا”.
في الأفستا، “الأقسام المشعة” من آشا هي “الوجود الأفضل”، أي، الجنّة، والتي لا يدخلها إلا أولئك الذين “يمتلكون الحقيقة”. وحل لغز هذا المعتقد هو الياسنا 7.16: “نحن نعبد الأقسام المنيرة من آشا التي تقيم فيها أنفس الموتى”.
وفقاً لمقطع أفستي مفقود لكنه محفوظ في نص بهلوي من القرن التاسع للميلاد، مع اقتراب نهاية الزمان والإحياء الأخير، يأتي آشا وأيريامان (المخلص = سوشيانت ) إلى الأرض ويحاربان أز، شيطان الجشع.
اليشت الثالثة، التي يتوجه فيها إلى آشا فاهيشتا، مكرّسة في واقع الأمر لمدح أيريامان إيشيا، رابع أكبر الصلوات الغاثيّة. عند الزرادشتيين اليوم، تكرّس لآشا ثاني أكبر الصلوات الغاثيّة. في التقليد الزرادشتي، المعادن هي مجال عمل خشاثرا [فايريا]، أمشا سبنتا “السيطرة [ المرغوب بها ]”، والذي غالباً ما يتماثل معه آشا. السيطرة هي أكثر من “شكل للحقيقة وتنتج عن الحقيقة”.
في أحد النصوص الدينيّة ( أوغه ماداه شا 41 – 47 )، يصادفنا أنموذج بدئي للموت كرحلة لا بد من التحضّر لها جيداً: كما يتطلب من البشر الحصول على بضاعة ماديّة أثناء حياتهم، عليهم أيضاً التزود بمخزونات روحانيّة من الصلاح. سوف يزودن بمئونة جيدة حين يبدؤون رحلة لا رجوع فيها.
دور آشا ليس محدداً بالدينونة: إنه يتمنع الشياطين من إيقاع عذاب كبير بالأنفس التي حكم عليها أن تستقر في الجحيم.

العلاقة مع باقي الأمشا سبنتا:
في علمي الكون ونشوء الكون الزرادشتيين، اللذين لا يوصفان على نحو مبرمج إلا في التقاليد الزرادشتيّة ( مع أنه يلمّح إليهما في الغاثات )، آشا هو ثاني المخلوقات البدئيّة الستة التي أوجدها أهورا مزدا بفكره. وعبر هذا الأمشا سبنتا، تم إكمال الخليقة التالية.
مع أن فوهو ماناه يقف أوّلاً في قائمة الأمشا سبنتا، يبدو آشا فاهيشتا الأكثر وضوحاً في الغاثات بين الستة، وكذلك الأكثر ارتباطاً بالحكمة ( مزدا ).
ومع أن الهرميّة النظاميّة غير واضحة في الغاثات، “تقسم طبيعيّاً مجموعة الستة إلى ثلاثة أزواج”. وبناء على هذا الترتيب، فوهو ماناه هو شريك آشا في الزوج الخاص بهما. وهذا ينعكس في كثرة ظهور الإثنين معاً في الغاثات وفي التقاليد الزرادشتيّة أيضاً. في البونداهشن 8.26، يقف فوهو ماناه على يسار الله، وآشا على يمينه.
في التقويم الزرادشتي:
في التقويم الزرادشتي، اليوم الثالث من الشهر والشهر الثاني من السنة مكرّسان لأشا وأشا فاهيشتا ويحملان اسميهما (في الفارسيّة الحديثة يدعى أرديبهشت إن في التقويم الإيراني أو التقويم اليزدجردي ).
طقس خاص بآشا يحتفل به حين يلتقي اليوم الذي يحمل اسمه بالشهر الذي يحمل اسمه؛ وهذا يقع في الثاني والعشرين من نيسان- أبريل، ويسمّى جاشان أرديبهشت.
رابيثوين، أو إحدى فترات اليوم الخمس، تقع تحت حماية آشا. هذا يتضمّن أن كلّ الصلوات التي تتلى بين الظهر والساعة الثالثة تتضرع لآشا. وتعتبر الظهيرة زمناً “كاملاً”، ففيها خلق العالم وفيها سيتوقف الزمان يوم الإحياء الأخير للعالم.
في أشهر الشتاء، الزمن الشيطاني في السنة، تعرف رابيثوين بالهافان الثانية (الهافان الأولى تكون من الفجر إلى الظهيرة)، ومع أول يوم من الربيع، أي 21 آذار – مارس، تعود الرابيثوين رمزيّاً. وهذا اليوم، هو عيد الناوروز.
ناوروز، أقدس أعياد الزرادشتيّة، مكرّس لأشا. وهو يأتي مباشرة بعد باته تي، يوم الاستبطان، وهو الموازي الزرادشتي لعيد الموتى. الناوروز، عيد رأس السنة الزرادشتيّة، يحتفل فيه مع أول يوم في الربيع، ويُفهم بذلك تقليدياً أنه يوم الولادة الجديدة، وترجمته الحرفيّة تعني “يوم جديد”. الشهر الأول في التقويم الزرادشتي هو فارفادين، وهو مكرّس للفرافاشيتات ويحمل اسمها، وهي كما سنرى الأرواح التي تحرس الأموات.
إن الفكرة الأساس التي يقوم عليها تكريس الشهر الثاني من السنة لآشا فاهيشتا ربما تكون إحياء الأرض بعد موت الشتاء.

الأمشا سبنتا الثالثة: خساثرا فايريا
خساثرا فايريا، السيطرة المرغوبة، أو كساثرا (السلطة)، هو الثالث في الهرم، ويظهر هناك وكأنه المهتم بالحروب كونه يحمي المعادن؛ لكن دوره بحسب البنداهشن هو الدفاع عن الفقراء. مرد هذا جزئيّاً التبدّل الجذري الذي اجتازه دور ميثولوجيا الحرب في فارس الزرادشتيّة؛ فقد اختزل دور المحارب إلى حام للثروات. وإذا كان خشاثرا قد اجتاز مثل هذا التبدّل، فإن دوره صار حماية الملَكيّة، والدفاع عن السلام ونشر الدين.
يقال أيضاً إن خشاثرا يمثّل السلطة التي يجب على كل شخص ممارستها من أجل الخير في الحياة الآنيّة، وكذلك سلطة ملكوت الله. إنه رب السماء الحجريّة القاسيّة، التي تتقوّس فوق الأرض حماية لها. وعيده، مايدهيوزاره مايا، الذي يقام على شرف السماء وخلقها، كان العيد الأوّل.
لقد خلق خشاثرا مشكلة للكهنة العلماء لأن رعايته تشمل كلاً من السماء الحجريّة والرجال كمحاربين. والمشكلة تكمن بالفعل في لقبه كحام للمعادن؛ فمع ظهور استخدام البرونز، لم يعد هذا يعني الحجر فقط بل الحديد أيضاً. وكان الحل العبقري للكهنة حين أسموا حجر السماء الصخر- الكريستال؛ وهي مادة أحسوا أن باستطاعتهم أن يسمّوها معدناً كونها خرجت من عرق الصخر. وهكذا، كي يرضوا أنفسهم، كان باستطاعتهم أن يحافظوا على توقيرهم لخشاثرا كرب للسماء الكريستاليّة وكحام للمعادن.
في الغاثات، لا تمتلك كشاثرا [فايريا] تداعياً مع خليقة بعينها، ولا تعتبر هذه الأمشا سبنتا حارسة للمعادن إلا في النصوص المتأخرة. يفسّر هذا الشذوذ في البحث المعاصر عبر الحقيقة القائلة إن السماء، في علم نشوء الكون في العصر الحجري، كانت تعتبر أولى الخلائق ( واعتقد أنها من الحجر )، لكن لم يكن للمعادن أي مكان بين الخلائق ( لم يكن العصران البرونزي والحديدي قد حلا بعد ). ولهذا انعكاسه في وحي زرادشت، حيث نجد السماء “من أقسى الحجارة” (ياسنا 5.30). لاحقاً، ومع ظهور الأدوات البرونزيّة والحديديّة، تطوّرت هذه السماء لتصبح من الكريستال، الذي اعتبر على أنه من الحجارة والمعادن على حد سواء (يشت 2.31). وفي وقت بعينه، حل ارتباط كشاثرا مع السماء المعدنية ومن ثم المعادن عموماً، محل الموقد الحجريّة.
الأمشا سبنتا الرابعة: أرمايتي
سبنتا أرمايتي هي أحد أصعب الأسماء ترجمة وتفسيراً. فكما أن اللفظ سبنتا صعب أن يترجم، كذلك فإن أرمايتي أكثر صعوبة في الترجمة. وعلماء الأفستا ترجموا الاسم على أنه “الحكمة الإلهيّة”، “الورع”، “التقوى”، “الخير”، “الكياسة- الودودة”، “السلام والمحبّة”، أو حتى “الخدمة”.
أحد أهم المترجمين للنصوص الزرادشتيّة المقدّسة، جعفري، يستخدم الكلمة الفارسيّة المتأخرة أراماتي ( سكينة ) كأنموذج له، فيترجم أرمايتي بأنها “هدوء”. وهكذا يصبح معنى السبنتا أرمايتي في ترجمته، “الهدوء المتقدّم”، وهو تعبير مبهم إلى حد ما. لكن فارهانغ مه ر ترجم التعبير بجملة أكثر دقة، “السلام الشامل الكريم”.
مع ذلك، سبنتا أرمايتي كانت هامة جداً لزرادشت في وحيه. فالغاثات تمتلئ بالإشارات إلى أرمايتي. فهي تمتلك هناك معان كثيرة. فالنبي يستخدم أرمايتي ككائن مستقل، أحياناً كفكرة مجرّدة، وأحياناً كصفة أو كوصف لفضيلة بشريّة. أحياناً نراها عنصراً فاعلاً، وأحياناً تكون فضيلة، سمة للخيّر.
أرمايتي شيء يجب اختياره كجزء من خيار الخيّر، هدف أو غرض مقدّس. وأرمايتي تشكّل غالباً زوجاً مع آشا، “الصحّة”، كرفيقة من الأمشا سبنتا. أما اللقب الذي يصادفنا غير مرّة الخاص بأرمايتي، فهو “الثمينة”. تعيش أرمايتي في النصوص ككائن مشخّص بالكامل.
سبنتا أرمايتي هي كائن مؤنّث. والزرادشتيّة منذ البداية اعترفت بالسمة الأنثويّة للإله. ورغم أن الثقافة الزرادشتيّة صارت في نهاية الأمر أبويّة مثل الثقافات الأخرى القديمة، فقد ظلّت روحانيتها تقرّ بما نسميه اليوم “الإلهة الأنثى”، إن في صيغ الأناث من مجموعة الأمشا سبنتا، أو في اليازاتات المؤنثة.
في الزرادشتيّة المتأخرة، تصبح سبنتا أرمايتي شفيعة للأرض، الأرض الخصبة، والفضاء المقدّس. ويتم التضرّع لها عند تكريس قطعة أرض أو بناء. في الطقوس المقدّسة، يرمز إلى سبنتا أرمايتي بصفحة بيضاء التي هي الأساس لكل الأغراض المقدّسة الأخرى، بما في ذلك وعاء النار.
إنّ غرض الروحانيّة الزرادشتيّة هو تفعيل مجموعة الأمشا سبنتا ضمن الذات، وتصبح بالتالي أكثر قرباً لله. هذا يعني تعلّم وممارسة فضائل كلّ أمشا سبنتا، سواء كان مذكراً أم مؤنثاً. وفي مزاوجة سبنتا أرمايتي واشا، هنالك توازن بين الصفات الذكورية من عدل وحقيقة وشرع العائدة لآشا، والصفات الأنثويّة من خدمة ولطف وتقوى وسكينة، العائدة لسبنتا أرمايتي. هذا التوازن بين الصفات والفضائل هو ما يجب أن يضعه نصب عينيه الباحث عن روحانيّة الزرادشتيّة.
أرمايتي، التقى المقدّس، التي تجسّد التقى باعتباره خيراً وعدلاً، هي حارسة الأرض، التي رمزها الأرض. وبسبب تعبّدهم الكبير لها، عادة ما يتمّ التضرّع إليها باسم سبنتا أرماتي. ليس فقط رمزها الأرض، بل اعتقد أنّها أمّ كل الأشياء، والحامية الطبيعيّة للنساء. وبحسب كلمات نص قديم: “هذه هي إذاً الأرض التي نعبد، هي التي تحملنا، مع النساء”. وكونها حارسة الأرض، اعتبرت أيضاً شفيعة الرعاة والمزارعين. وتبدو بعض المراجع شبه واثقة من أن الإلهة اليونانيّة ديميتر نشأت عن أرماريتي أو تأثرت بها للغاية.

الأمشا سبنتا الخامسة: هاورفاتات
هي الكلمة في اللغة الأفستيّة التي تطلق على المفهوم الزرادشتي “للكمال” أو “التماميّة”. إن أقنوم هذا المفهوم هو الإلهة هاورفاتات، التي هي أمشا سبنتا المياه، الازدهار، والصحة.
إيتمولوجيّاً، الهاورفاتات مشتقة من جذر هندو- إيراني وهو على علاقة ألسنيّاً بالكلمة سَرفَتات السنسكريتّة الفيدية التي تعني “اللاممسوسيّة، الكمال”. في الفارسيّة الوسيطة تصبح الكلمة هورداد، أما في الحديثة فتكون خورداد. في التقويم المشار إليه آنفاً، خورداد هو اسم الشهر الثالث من السنة.
الاسم هاورفاتات في اللغة الأفستية هو مؤنث قواعديّاً، والإلهة هاورفاتات في النصوص المقدّسة كائن أنثوي. مع ذلك، خورداد في التقاليد يعتبر ذكراً؛ في إيزيس وأوزيريس، 46، يترجم بلوتراخ هاورفاتات باسم Πλοῦτος أو بلوتوس (الغنى، الثروة)، وهي تتماثل مع الإله بلوتوس، إله الثروة عند الإغريق.
هاورفاتات وأمه ره تات تذكران غالباً معاً كأختين.
الأمشا سبنتا السادسة: أرمه ره تات
في اللغة الأفستيّة، اسم لإله\مفهوم إلهي يعني “اللا موت”. وكأقنوم للخلود، أمه ره تات هي أمشا سبنتا العمر المديد على الأرض والاستمرارية في العالم الآخر.
الأمه ره تات هي ربّة الخليقة الرابعة، أي النباتات. فبعد أن دمّر أنغرا مانيو الخلقة، قامت بنثر البذور على الأرض من جديد من أجل استرداد النباتات وبالتالي يمكن لطقس الهوما الاستمرار.
الكلمة مشتقّة إيتمولوجيّاً من جذر هندو- إيراني وهي على علاقة ألسنيّاً مع أم رتاتفا السنسكريتيّة. في الفارسيّة الوسيطة، الكلمة أمورداد؛ وفي الفارسيّة الحديثة، مورداد أو أمورداد. والكلمة مؤنثة قواعديّاً، وهي كإلهة تعتبر كائناً أنثويّاً.
مثل الآخرين في مجموعة الأمشا سبنتا، الأمه ره تات موجدة في الغاثات. ومثل معظم المبادئ الأخرى، الأمه ره تات ليست كائناً دون غموض في تلك التراتيل. وبعكس الأربعة الآخرين من مجموعة الأمشا سبنتا، الأمه ره تات لا تمتلك لقباً دائماً والذي يصبح في نصوص الأفستا اللاحقة عنصراً في اسمها العلم.
في الغاثات، الأمه ره تات متحالفة بقوة مع هاورفاتات (ربة الخليقة الثانية، المياه)، وهي أمشا سبنتا “الكمال” والصحة. يقول النبي زرادشت، مخاطباً أهورا مزدا في الياسنا 11.34 إن “كلاً من الكمال والخلود مسئولان عن الإسناد” في ملكوت الله. في الآية نفسها، كما في الياسنا 10.45 و 7.51، نجد موازيات بين الأمه ره تات والهارفاتات من ناحية، وبين “التحمّل والقوة” من ناحية أخرى.
في الأفستا الأولى:
العلاقة بين الأمه ره تات والهاورفاتات موجودة في بدايات الأفستا. والنصوص الأفستيّة الأولى تلمّح إلى رعايتهما على الترتيب للحياة النباتيّة والمياه (بالمقارنة مع التلميح في الغاثات إلى التغذية)، لكن هذه التعيينات هي فقط أمور تطورت على نحو مناسب في التقليد اللاحق. هذه التداعيات تعكس أيضاً الأنموذج الزرادشتي الكوني الذي تتطابق فيه كل أمشا سبنتا مع أحد أوجه الخليقة.
إن نقيض الأمه ره تات هو الشيطان ( داه فا ) شود، “الجوع”، في حين أن نقيض هاورفاتات هو تارشنا، “العطش”. أمه ره تات وهاورفاتات هما الإثنتان الوحيدتان في مجموعة الأمشا سبنتا اللتان لا يعزا لهما نقيضان في الغاثات. وفي الإطار الأخروي لليشت 25.1، تمثّل أمه ره تات وهاورفاتات الثواب على الخير بعد الموت.
في التقاليد:
في البوندادهيشن، وهي رواية زرادشتيّة انتهت في القرن الثاني عشر للميلاد، يظهر أمه ره تات وهاورفاتات – مع سبنتا أرمايتي، الأنثى الثالثة في مجموعة الأمشا سبنتا – على اليد اليسرى لأهورا مزدا. وفي النصوص الزرادشتيّة المقدسّة والتقاليد، تتماثل هذه المبادئ الثلاثة على نحو شبه مستمر مع الخلائق التي تمثّلها: الحياة النباتيّة، المياه، والأرض على التوالي.
ووفقاً للأساطير التي تتحدّث عن نشوء الكون في البوندادهيشن، حين يذبل أنغرا مانيو (أهريمن بالفارسيّة الوسيطة) النبتة البدئيّة، تنتزع منها أمه ره تات اللب وتمزجه بالماء. عندها تأخذ تيشتريا الماء وتنثره على العالم كالمطر، الأمر الذي يؤدّي إلى نمو كثير من النباتات من جديد.
في النص من التقويم المكرّس لأمه ره تات ( سيروزا 7.1 )، يتم التضرّع إليها جنباً إلى جنب مع الغاوكاره نا (الهاوما البيضاء) في اليوم السابع من كل شهر. إن تلميح الأفستا الأولى إلى الخلود كان قد تطوّر على نحو مناسب في البوندادهيشن 2.27، حيث تعتبر الهاوما البيضاء “مبددة الموت رئيسة النباتات”. ومن هذه الهاوما البيضاء، يحضّر طعام الخلود عند التجديد النهائي للعالم. ومقاطع أخرى تجعل الرحيق الإلهي يخلق من الأمه ره تات بالذات.
وفقاً لإعادة تجميع النصوص الأفستيّة الضائعة في الدنكارد، كانت ذات زرادشت الماديّة محمية من أمه ره تات وهاورفاتات حتى الحبل بالنبي. سببت الآلهة هطول المطر من أجل تغذية العشب، والذي ستأكله ست بقرات بيض. وعند شربه الحليب من تلك الأبقار، امتصت أم زرادشت ذاته الماديّة ( تان- غوهر ).
عبر التداعي مع النباتات والمياه، تتماثل أمه ره تات وهاورفاتات مع الطعام والشراب على التوالي، وتقليدياً كان احترام هاتين من جماعة الأمشا سبنتا يفترض أن يتم تناول الطعام بصمت.
في الترتيب الهرمي لليازاتات، للأمه ره تات مساعدون هم راشنو، أرشتات، وزام. لراشنو وأرشتات دوراهما في الإسكاتولوجيا الزرادشتيّة، في حين أن زام هو إله الأرض ومغذّي النباتات.
في التقويم الزرادشتي، اليوم السابع من الشهر والشهر الخامس من السنة مكرّسان لأمه ره تات ( أمورداد\مورداد ) ويحملان اسمها وهما تحت حمايتها. والتقويم المدني الإيراني للعام 1925 يتبع في تسمياته الأنموذج الزرادشتي، ومن ثم فاسم الشهر الخامس فيه يحمل اسم مورداد.
نقول أخيراً، برأي جورج فايدا ( موسوعة الإسلام، 2،3، 236-237 )، فإن الملكان هاروت وماروت ( القرآن 96:2 ) مأخوذان عن الأمشا سبنتا.
ملحق تعريفي:
بسبب الملاحظات الكثيرة التي وردتنا في كتاباتنا في اللاهوت اليهودي، وجدنا أنه من الأفضل إضافة ملحق تعريفي مبسّط يشرح بعض المفردات الواردة في النص السابق:
الفيدات (جمع فه دا، وتعني: معرفة)؛ مجموعة من نصوص ضخمة نشأت في الهند القديمة. كتبت هذه النصوص بالسنسكريتيّة الفيدية، وتشكّل أقدم طبقات الأدب السنسكريتي، وأقدم النصوص المقدّسة عند الهندوس.
الأفستا: أقدم النصوص المقدّسة في الزرادشتيّة، كما أنها تحوي كثيراً من النصوص باللغة البهلويّة. في الأفستا نجد أيضاً معلومات حول اللغة الأفستيّة، إضافة إلى غيرها من تلك التي تفيد الراغبين بدراسة الزرادشتيّة.
ياسنا ( معناها: عبادة ): الاسم الذي يطلق على مجموعة النصوص الليتورجيّة من الأفستا إضافة إلى فعل العبادة الأساسي الزرادشتي الذي تتلى فيه هذه الآيات.الياسنا مكونة من 72 قسماً.
يشت (معناها: العبادة عبر التسبيح): مجموعة من 21
ترتيلة مكرّسة لإله معين أو لمفهوم إلهي.
الرد شبهة اقتباس (الملائكة) اليهودية الزرادشتية الرد شبهة اقتباس (الملائكة) اليهودية الزرادشتية

إعداد للرد
للمزيد من مواضيعي

 








توقيع د/ عبد الرحمن

- ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن . تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك

الراوي:أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2615
خلاصة حكم المحدث:صحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)


رد باقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ د/ عبد الرحمن على المشاركة المفيدة:
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 28.09.2014, 11:03
صور * إسلامي عزّي * الرمزية

* إسلامي عزّي *

مدير المنتدى

______________

* إسلامي عزّي * غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.06.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 14.032  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
19.05.2024 (23:24)
تم شكره 2.948 مرة في 2.157 مشاركة
افتراضي


جزاكم الله خيرا أستاذنا ودكتورنا الحبيب .
المقال الذي انتشر انتشار النار في الهشيم بين مواقع المرجفين من اللادينيين و الملاحدة لا يعدو مجرد إسهال فكري !

متابع معكم .....







توقيع * إسلامي عزّي *



لوقا 3:8 ترجمة سميث وفاندايك

وَيُوَنَّا امْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ وَسُوسَنَّةُ وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ
مِنْ أَمْوَالِهِنَّ.


****
https://mp3quran.net/ar/balilah

سُبحان الذي يـُطعـِمُ ولا يُطعَم ،
منّ علينا وهدانا ، و أعطانا و آوانا ،
وكلّ بلاء حسن أبلانا ،
الحمدُ لله حمداً حمداً ،
الحمدُ لله حمداً يعدلُ حمدَ الملائكة المُسبّحين ، و الأنبياء و المُرسلين ،
الحمدُ لله حمدًا كثيراً طيّبا مُطيّبا مُباركاً فيه ، كما يُحبّ ربّنا و يرضى ،
اللهمّ لكَ الحمدُ في أرضك ، ولك الحمدُ فوق سماواتك ،
لكَ الحمدُ حتّى ترضى ، ولكَ الحمدُ إذا رضيتَ ، ولكَ الحمدُ بعد الرضى ،
اللهمّ لك الحمدُ حمداً كثيراً يملأ السماوات العلى ، يملأ الأرض و مابينهما ،
تباركتَ ربّنا وتعالَيتَ .







رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا * إسلامي عزّي * على المشاركة :
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 28.09.2014, 15:46

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


جزانا و إياكم أخى الحبيب
و بالفعل الموضوع لا يعدو مجرد إسهال فكرى و تفاصيل لا قيمة لها و لا تثبت فكرة الاقتباس





رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا د/ عبد الرحمن على المشاركة :
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 28.09.2014, 16:28

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


و للرد على هذه الادعاءات نقول
أنه لإثبات أن اليهود اقتبسوا فكرة وجود الملائكة من الزرادشتيين فعلى من يدعى هذا أنه يثبت بالدليل القاطع الجازم أن اليهود لم يعرفوا شيئا عن الملائكة حتى السبي البابلي
فهل يمكن لكاتب المقال أن يثبت هذا الكلام بالدليل القاطع ؟ أم أن كل ادعاءاته هى من باب الرجم بالغيب و الظن الذى لا يغنى من الحق شيئا ؟
فإن لدينا من القرائن ما يرجح عكس هذا
فقد ورد ذكر الملائكة من الأسفار الأولى للكتاب المقدس
و هذه الأسفار ربما أعيد تجميعها و كتابتها أثناء السبي البابلي
و لكن هى على الأرجح لها أصول قبل السبي البابلى
فإذا كانت هذه الأسفار تتحدث عن الملائكة فى العديد من نصوصها فإن هذا يرجح أن اليهود عرفوا الملائكة قبل السبي البابلي
فهل يستطيع كاتب المقال أن يثبت لنا بالدليل القاطع أن هذه النصوص التى تتحدث عن الملائكة أضيفت للكتاب المقدس فقط بعد السبي البابلى ؟

فمثلا ورد ذكر الملائكة مرات كثيرة فى الأسفار الخمسة الأولى التى تمثل التوراة الحالية عند اليهود
و من أمثلة هذه النصوص :

سفر التكوين :
تك 16: 9فقال لها ملاك الرب ارجعي الى مولاتك واخضعي تحت يديها.

تك 16: 10وقال لها ملاك الرب تكثيرا اكثر نسلك فلا يعد من الكثرة.

تك 16: 11وقال لها ملاك الرب ها انت حبلى فتلدين ابنا.وتدعين اسمه اسماعيل لان الرب قد سمع لمذلتك.

تك 19: 1فجاء الملاكان الى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم.فلما راهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه الى الارض.

تك 19: 15ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين قم خذ امراتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك باثم المدينة.

تك 21: 17فسمع الله صوت الغلام.ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر.لا تخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو.

تك 22: 11فناداه ملاك الرب من السماء وقال ابراهيم ابراهيم.فقال هانذا.


سفر الخروج
خر 3: 2وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة.فنظر واذ العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق.

خر 14: 19فانتقل ملاك الله السائر امام عسكر اسرائيل وسار وراءهم.وانتقل عمود السحاب من امامهم ووقف وراءهم.

خر 23: 20ها انا مرسل ملاكا امام وجهك ليحفظك في الطريق وليجيء بك الى المكان الذي اعددته.


سفر العدد
عد 20: 16فصرخنا الى الرب فسمع صوتنا وارسل ملاكا واخرجنا من مصر وها نحن في قادش مدينة في طرف تخومك.

عد 22: 22فحمي غضب الله لانه منطلق ووقف ملاك الرب في الطريق ليقاومه وهو راكب على اتانه وغلاماه معه.


و ورد أيضا ذكر الملائكة فى سفر المزامير
و صحيح أن العديد من المزامير كتابه غير معروفين لكن العديد منها ربما قد يكون كتبه بالفعل أنبياء الله داود و سليمان عليهما السلام قبل السبى البابلى بقرون


مز 8: 5وتنقصه قليلا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلله.

مز 78: 25اكل الانسان خبز الملائكة.ارسل عليهم زادا للشبع.



و هكذا فمن أين للصاحب الشبهة أن يدعى أن اليهود اقتبسوا فكرة وجود الملائكة من الزرادشتيين أثناء السبي البابلي؟ فهلا أثبت أولا أن اليهود لم يعرفوا الملائكة قبل السبي البابلي؟





رد باقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ د/ عبد الرحمن على المشاركة المفيدة:
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 28.09.2014, 16:55

عُبَيّدُ الّلهِ

عضو

______________

عُبَيّدُ الّلهِ غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 31.08.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
23.05.2016 (03:18)
تم شكره 121 مرة في 96 مشاركة
افتراضي


اقتباس
 اعرض المشاركة المشاركة الأصلية كتبها د/ عبد الرحمن
و للرد على هذه الادعاءات نقول
أنه لإثبات أن اليهود اقتبسوا فكرة وجود الملائكة من الزرادشتيين فعلى من يدعى هذا أنه يثبت بالدليل القاطع الجازم أن اليهود لم يعرفوا شيئا عن الملائكة حتى السبي البابلي
فهل يمكن لكاتب المقال أن يثبت هذا الكلام بالدليل القاطع ؟ أم أن كل ادعاءاته هى من باب الرجم بالغيب و الظن الذى لا يغنى من الحق شيئا ؟
فإن لدينا من القرائن ما يرجح عكس هذا
فقد ورد ذكر الملائكة من الأسفار الأولى للكتاب المقدس
و هذه الأسفار ربما أعيد تجميعها و كتابتها أثناء السبي البابلي
و لكن هى على الأرجح لها أصول قبل السبي البابلى
فإذا كانت هذه الأسفار تتحدث عن الملائكة فى العديد من نصوصها فإن هذا يرجح أن اليهود عرفوا الملائكة قبل السبي البابلي
فهل يستطيع كاتب المقال أن يثبت لنا بالدليل القاطع أن هذه النصوص التى تتحدث عن الملائكة أضيفت للكتاب المقدس فقط بعد السبي البابلى ؟

فمثلا ورد ذكر الملائكة مرات كثيرة فى الأسفار الخمسة الأولى التى تمثل التوراة الحالية عند اليهود
و من أمثلة هذه النصوص :

سفر التكوين :
تك 16: 9فقال لها ملاك الرب ارجعي الى مولاتك واخضعي تحت يديها.

تك 16: 10وقال لها ملاك الرب تكثيرا اكثر نسلك فلا يعد من الكثرة.

تك 16: 11وقال لها ملاك الرب ها انت حبلى فتلدين ابنا.وتدعين اسمه اسماعيل لان الرب قد سمع لمذلتك.

تك 19: 1فجاء الملاكان الى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم.فلما راهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه الى الارض.

تك 19: 15ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين قم خذ امراتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك باثم المدينة.

تك 21: 17فسمع الله صوت الغلام.ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر.لا تخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو.

تك 22: 11فناداه ملاك الرب من السماء وقال ابراهيم ابراهيم.فقال هانذا.


سفر الخروج
خر 3: 2وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة.فنظر واذ العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق.

خر 14: 19فانتقل ملاك الله السائر امام عسكر اسرائيل وسار وراءهم.وانتقل عمود السحاب من امامهم ووقف وراءهم.

خر 23: 20ها انا مرسل ملاكا امام وجهك ليحفظك في الطريق وليجيء بك الى المكان الذي اعددته.


سفر العدد
عد 20: 16فصرخنا الى الرب فسمع صوتنا وارسل ملاكا واخرجنا من مصر وها نحن في قادش مدينة في طرف تخومك.

عد 22: 22فحمي غضب الله لانه منطلق ووقف ملاك الرب في الطريق ليقاومه وهو راكب على اتانه وغلاماه معه.


و ورد أيضا ذكر الملائكة فى سفر المزامير
و صحيح أن العديد من المزامير كتابه غير معروفين لكن العديد منها ربما قد يكون كتبه بالفعل أنبياء الله داود و سليمان عليهما السلام قبل السبى البابلى بقرون


مز 8: 5وتنقصه قليلا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلله.

مز 78: 25اكل الانسان خبز الملائكة.ارسل عليهم زادا للشبع.



و هكذا فمن أين للصاحب الشبهة أن يدعى أن اليهود اقتبسوا فكرة وجود الملائكة من الزرادشتيين أثناء السبي البابلي؟ فهلا أثبت أولا أن اليهود لم يعرفوا الملائكة قبل السبي البابلي؟

بارك الله فيك يادكتور
أنا أعرف صاحب الشبهة الأصلى الذى نقل منه هذا هذه الشبهة،وهو ماركسى مصرى معروف
وهناك ما يدمر أوهامه هذه
لماذا نجد أصولا للملائكة عند الصابئة؟
لماذا نجد أصولا للملائكة فى الكونفوشسية؟
لماذا كان المصريون والبابليون والأغريق يربطون كل شئ بإله:فالموت له إله والزراعة لها إله والمطر له إله،مع العلم أن هذه الألهة من الدرجة الثانية(فهى الملائكة على الحقيقة)
لماذا نجد إيمانا بالأرواح فى كل الحضارات القديمة؟







توقيع عُبَيّدُ الّلهِ
عبد حقير جاهل يرجو جنتك يابديع السماوات والارض ومابينهما



آخر تعديل بواسطة عُبَيّدُ الّلهِ بتاريخ 28.09.2014 الساعة 16:56 .
رد باقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ عُبَيّدُ الّلهِ على المشاركة المفيدة:
   
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 28.09.2014, 17:00
صور * إسلامي عزّي * الرمزية

* إسلامي عزّي *

مدير المنتدى

______________

* إسلامي عزّي * غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.06.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 14.032  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
19.05.2024 (23:24)
تم شكره 2.948 مرة في 2.157 مشاركة
افتراضي


اقتباس
 اعرض المشاركة المشاركة الأصلية كتبها د/ عبد الرحمن
فقد ورد ذكر الملائكة من الأسفار الأولى للكتاب المقدس
و هذه الأسفار ربما أعيد تجميعها و كتابتها أثناء السبي البابلي
و لكن هى على الأرجح لها أصول قبل السبي البابلى
فإذا كانت هذه الأسفار تتحدث عن الملائكة فى العديد من نصوصها فإن هذا يرجح أن اليهود عرفوا الملائكة قبل السبي البابلي

بارك الله فيك و في قلمكَ أخي الحبيب ،،
ربما نسيَ المرجفون أنّ هناك شرائع سماوية كشريعة سيدنا نوح وشريعة سيدنا إبراهيم قد سبقت بزمن معتقد الزرادشيين الوثني البشري المصطنع .
الأكيد ان الشرائع السماوية السابقة الذّكر قد تضمنت ذكر الشيطان و الملائكة . مع تعاقب الأجيال تعرضت هذه العقيدة لإعادة إنتاج و تدوير - كما قام بذلك الزرادشتيون - مع بعض " المتبّلات " على سبيل التشويه و التحريف .
يعني بالمختصر المفيد الزرادشتيون هم من إقتبس من الشرائع السّماوية السابقة لا العكس !





رد باقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ * إسلامي عزّي * على المشاركة المفيدة:
   
  رقم المشاركة :7  (رابط المشاركة)
قديم 28.09.2014, 17:17

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


فضلا عن أن من ينظر إلى قصة حياة زرادشت مؤسس الديانة الزرادشتية
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%...AF%D8%B4%D8%AA

يرى تشابها كبيرا بينها و بين قصص الأنبياء
فمثلا تركه لزوجته و عزلته على جبل سابلان و تأملاته الفكرية التى بينت له أن الوثنية ضلال و ظهور كبير الملائكة (فاهو مانا) له و تكليفه بالنبوة للإله (أهورا مزدا) أى الإله الحكيم
هذا يذكرنى ببعثة النبي صلى الله عليه و سلم و غار حراء

ثم دعوته لأهله لمدة 10 سنوات و رفضهم للإيمان به و اضطهادهم له يذكرنى بالفترة المكية

ثم دخوله السجن و خروجه منه بعد أن تمكن من علاج حصان الملك و التمكين له فى الأرض يذكرنى بقصة يوسف عليه السلام

ثم دخوله فى حروب مع الشعوب المجاورة لنشر الدين الذى جاء به يذكرنى بالجهاد

و صحيح أن الرجل قتل فى نهاية الأمر على يد أعدائه إلا أن أتباعه تمكنوا من هزيمة أعدائه و انتشرت تعاليمه و دينه الذى يدعو إلى توحيد (أهورا مزدا)

و يرجح الكثيرون أن القول باعتقاد زرادشت بوجود إله للشر هو سوء فهم لتعاليمه و أن الرجل كان يدعو إلى التوحيد المطلق

فمن نظر فى حال هذا الرجل لربما ظن أنه أحد الأنبياء الذين لم يقصهم الله علينا فى القرآن الكريم لوجود تشابه عميق بين قصته و تعاليمه و قصص و تعاليم الأنبياء
أو لعله رجل كان يدعو الناس إلى التوحيد و عنده بصورة أو بأخرى علم من علم الأنبياء

و هذا قد يفسر وجود كلام كثير عن الملائكة فى دينه و يفسر أى تشابه بين دينه و اليهودية و المسيحية و الإسلام

و الله أعلى و أعلم





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :8  (رابط المشاركة)
قديم 30.09.2014, 01:42

جمال الباحث

عضو

______________

جمال الباحث غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.08.2014
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 7  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.02.2019 (23:26)
تم شكره 7 مرة في 4 مشاركة
افتراضي


جزاكم الله خيرا اخواني احسنتم و اجارتم بارك الله فيكم و في علمكم




رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا جمال الباحث على المشاركة :
   
  رقم المشاركة :9  (رابط المشاركة)
قديم 07.10.2014, 07:52

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


جزاكم الله خير جميعا
شكرا على مروركم و بارك الله فيكم





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :10  (رابط المشاركة)
قديم 31.03.2015, 21:45

عُبَيّدُ الّلهِ

عضو

______________

عُبَيّدُ الّلهِ غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 31.08.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
23.05.2016 (03:18)
تم شكره 121 مرة في 96 مشاركة
افتراضي


وجود الملائكة والدليل العقلى
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى اله وصحبه ومن تبعه وبعد،
فالعلمانيون اللادينيون هم العدو القادم خصوصا مع إنهيار فكرة الوجود بدون مسعر عليم،فهذه الفكرة أنهارت أمام حوائط الفطرة والعقل السليم والعلم الصحيح الساطع،والجيل الثانى من الملاحدة هم الربوبييون وهم الأقرب إلى تكرار كلام أرسطو عن العلة الأولى وهؤلاء ينكرون الغيبيات وأحد شبهاتهم هى عدم وجود دليل عقلى على وجود الملائكة وهو ما سنناقشه بإذن الله تعالى
يقول صاحب الشبهة مدمرا شبهته بيمينه:
اقتباس
إن تخيّل وجود رسل سماويين له جذوره أيضاً في الديانات التي تعتبر وثنيّة في منطقة الشرق الأدنى. “فكلّ إله من بلاد ما بين النهرين أو من الحثيين له رسوله الخاضع ( سوكّالّو) وحامل عرشه (غوزالو)؛ وهذا ما نراه في القصيدة الميثولوجيّة الكنعانيّة من رأس شمرا-أوغاريت (القرن الرابع عشر قبل الميلاد) حيث أن أعضاء بارزين في البانثيون مثل إيل، الربّ المطلق؛ بعل، المتحكّم بالأمطار؛ وموت، الروح المختصّة بالموت والجفاف، يتواصل كل مع الآخر عبر رسل إلهيين (ملكم)، أمّا الإلهة عنات فلها لخدمتها رسول وتابع”. وكما سنلاحظ عند مناقشة موضوع الملائكة عند العبرانيين، فإن فعل لاك الذي اشتق منه المفهوم “ملاك”، أوغاريتي الأصل، ويعني “يرسل”.

طبعا العلمانى هذا مُدلس أصيل فما يقوه لا يقتصر على كنعان وبابل وحيثا بل يمتد إلى مصر القديمة(الفرعونية) وصور ألهة الموت والحياة والبعث والخلود تملأ المعابد،وفكرة الإله ذى الدرجة الثانية موجودة عند الأغريق أيضا وعند العرب الوثنيين فى الجاهلية(كانوا يسمون الملائكة بنات الله)وأيضا الكونفوشوسية والصابئة وغيرهم فكل هؤلاء أجتمعوا على فكرة المدبرات أمرا وهو ما سماه الوحى الإسلامى بالملائكة،ونقتبس من كلام العلمانى ما يدمر به نفسه
اقتباس
والكشوفات الحديثة في المنطقة العربيّة حول البتراء تظهر أنّ مناطق بعينها معلّمة بالحجارة كمناطق لإقامة الملائكة، والقبائل البدويّة تتردّد إليها من أجل الصلاة وتقديم القرابين. هذه الأماكن تحمل اسماً يتطابق بدقّة مع “محنائيم” في نص التكوين آنف الذكر؛ ( قارن: cf. Lagrange، Religions Semitques، 184، and Robertson Smith، Religion of the Semites، 445).

أكتفى بهذا الجزء وأتابع الأسبوع القادم وقبل أن أتابع لى تعليق:
الأدلة على وجود الملائكة بالعقل هى:
أولا عظمة الخلق فالناظر فى الكون يشعر أنه طفل صغير لما فيه من العلوم المجهولة فالذى أبدع هذه الأكوان بهذه الأسرار لا ريب أن ما يخفى من أسرار ومخلوقات لا نعلمها أعظم مما يظهر،فكلما إزداد العلم تقدما كلما أكتشف تعقيدا وعظمة أكثر فى الخلق فلا تناقض عقلى فى إحتمال وجود الملائكة(هذا لمن لا يؤمن بشرع ولا نبوة).
ثانيا الحس:ففى غزوة بدر كان هناك أكثر من عشرة شهود من المؤمنين والكافرين نقلت كتب التراث شهاداتهم بأسانيدها على مشاركة جيش إضافى للمسلمين فى القتال،وفى غزوة حنين كيف أنتصر مائة مقاتل على جيش من الوف المقاتلين،ولماذا كان النبى عليه الصلاة والسلام منصورا بالرعب مسيرة شهر؟ما الذى كان يقذف الرعب فى قلوب أعداء المسلمين فى عصر النبوة وما بعدها ويثبت المسلمين وهم قلة فى كل الفتوحات الإسلامية والمعارك الكبرى؟
وحتى الإنسان العادى مؤمنا كن أو كافرا معه ملاكه القرين يحس به حينما يشعر بإلهام فكرة إيجابية أو تحذير داخلى من شر أو خطر.
ثالثا الإجماع الحضارى القديم،فالتجربة التاريخية علمتنا أن الحضارات القديمة لا تجتمع على ضلالة فمثلا قصة إنفصال الأرض عن الشمس موجودة فى معظم الأساطير الدينية القديمة من اليابان القديمة وحتى مصر الفرعونية،وجاء العلم الحديث ليؤكدها وهذه إشارة على وجود وحى ما وكذلك فكرة الملائكة فالجميع كانوا يؤمنون بأن السحاب والرعد والبحار كل واحد منها له مُدبر فهذا الإتفاق على المدبرات أمرا دليل على وجود أصل حقيقى
رابعا هذا العلمانى كذاب مجرم فالكنعانيون والجاهليون كانوا يعبلمون باالملائكة قبل اليهود وكان العرب فى زمن النبى محمد عليه الصلاة والسلام يقدمون القرابين إلى الملائكة معتبرين إياهم بنات الله كما دل القرأن الكريم فى مواضع عدة،فكيف يقول هذا الكذاب إن اليهود هم سبب نقلها للإسلام؟
وماذا عن دفاع الإسلام القوى عن جبريل عليه السلام ضد الهجوم اليهودى عليه؟
وأختم بالقول:ينبغى على كل مسلم ألا يسمع لكلام هؤلاء وأن يتقى الشبهات لأن الذى يتبع ما تشابه فى قلبه زي،فعلى كل مسلم ألا يُلقى بالا لهؤلاء المرضى النفسيين وأن يهتم بتعلم التوحيد وحقيقة ما جاء به النبى الأمين صلى الله عليه وسلم،نلتقى الأسبوع القدم بإذن الله تعالى.





رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا عُبَيّدُ الّلهِ على المشاركة :
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
(الملائكة), اليهودية, الرد, الزرادشتية, اقتباس, شبهة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
الرد على اقتباس القران من الهاجادا والتلمود Eng.Con إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم 21 26.08.2014 21:58
شبهة الرعد ملك من الملائكة فداء الرسول إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم 3 04.06.2013 14:38
الرد على شبهة ( دعوى اقتباس الإسلام علم الأجنة من الأمم السابقة ) شعشاعي الإعجاز فى القرآن و السنة 2 15.10.2012 01:49
الرد علي شبهة : هل إعتنق محمد اليهودية؟ المشتاقه لرضي ربها إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة 7 08.01.2012 14:48



لوّن صفحتك :