آخر 20 مشاركات
الرد على شبهة ( بول الإبل ) (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          The Indian Act : وصمة عار على جبين الكنيسة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          فضح الكنيسة ببلاد العم سام و ممارساتها ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفئدة تهوي وقلوب تنوي لبيك رحمة وغفرانا شاكرون ولربهم حامدون (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          دليل الحاج و المعتمر (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ما السرّ وراء إستهداف الأطفال و النّساء ؟؟!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الرد على الزعم أن تقديس المسلمون للكعبة و الحجر الأسود عبادة وثنية (الكاتـب : الشهاب الثاقب - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          معجزات كنيسة مغارة الحليب في بيت لحم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          شبهة حول شهادة الحجر الأسود لمن قبّله أو إستلمه (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          بابا الفاتيكان يبرئ الإسلام من تهمة الإرهاب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كاهن مسيحي و شهادة مُنصفة في حق الإسلام العظيم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يعظم المسلمون الكعبة المشرفة ؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          رد شبهات حول الحج - الكعبة - الحجر الأسود (الكاتـب : د/مسلمة - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          رد على كهنة المنتديات : العبرة من رمي الجمرات (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كاتب كندي : أريد أن يحكمنا المسلمون ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل يشمل العهد الإبراهيمي إسماعيل و نسله ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل الإسلام يدعو إلى الميز على أساس العرق او اللون ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الشيخ القارئ عبد الله الجهني : تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الشيخ القارئ عبد الله الجهني : تلاوة من سورتي الصف و التكوير (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :81  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:51
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


يومَ لا ينفع النَّدم !



مرَّة أخرى , أردتُ يا ابنتي الكريمة ألاَّ نفترق حتّى أعرض عليك مَشاهد أخرى مِن يوم القيامة , كما وصفها القرآنُ الكريم بأسلوبه الفريد .
يقول اللَّه تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 27 بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ 28 وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ 29 وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ 30 قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ 31 وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ 32 } (6- الأنعام 27-32) .
انتبهي يا ابنتي الفاضلة ! إنَّ هذا الموقف سيَقِفُه أُناسٌ مثْلي ومثْلك , غير أنَّهم , إمَّا انشَغلُوا بالحياة الدُّنيا فخرجُوا منها دون أن يُكَلِّفُوا أنفُسَهم عَناء البحث عن الدِّين الحقِّ , وإمَّا أنَّهم جادلُوا وعانَدُوا وجحدُوا وتكبَّرُوا , وماتُوا على غير الإسلام .

ويقول تعالى : { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ 99 لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 100 فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ 101 فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 102 وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ 103 تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ 104 أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ 105 قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ 106 رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ 107 قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ 108 إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ 109 فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ 110 إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ 111 } (23- المؤمنون 99-111) .
ويقول تعالى : { إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا 40 } (78- النّبأ 40) .

آياتٌ تهزُّ المشاعر والقلُوب , وبلاغةٌ تشهدُ لِوَحْدها بأنَّ القرآن كلامُ ربِّ العالَمين .







توقيع كلمة سواء


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :82  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:51
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


وبعد , أيُّها القارئ الكريم !



أما زلتَ في شكٍّ من أنَّ اللَّه تعالى هو الذي خلقك ؟!
واللَّهِ إنَّ كلَّ عُضْوٍ في جسمكَ يشهد بوجود هذا الخالق وعظمته ! يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ 20 وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ 21 } (51- الذّاريات 20-21) .
ويقول تعالى : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ 53 } (41- فصّلت 53) .
ولو تأمَّلتَ مثلاً في كيفيَّة عمَل دماغك , لَتبيَّنَ لكَ في الحال أنَّه لا يُمكنُ أن يكون إلاَّ من صُنع إلهٍ واحد لا حدود لِقُدرته ولِعلْمه .
فالدِّماغ يستقبل كلَّ لحظة , بواسطة الأعصاب , مليارات المعلومات القادمة من مختلف أعضاء الجسم , فيُحلِّلها بسُرعة خياليَّة , ثمَّ يُصدرُ أوامره بالتَّحرُّك . وبهذا يستطيع الإنسان أن يُميِّز بين آلاف الأصوات , وأن يُشاهد الصُّور , ويتذوَّق الطَّعام , ويُفكِّر , ويمشي , ويضحك . والأغرب من هذا , أنَّ الدِّماغ لا يتوقَّف لحظة واحدة عن العمل , فتنامُ أنت على فراشك وأنت مطمئنٌّ أنَّ قلبكَ لن يتوقَّف عن النَّبض , وأنَّ جهازك التَّنفُّسي سيبقى يعمل .
هذا صُنعُ اللَّه , فماذا صنعَ إنسانُ العصر الحديث ؟
إنَّه لم يستطع أن يصنع سوى إنسان آليّ , هو عبارة عن كُتلة من المعادن محدودة الحركة , لا تُحسُّ ولا تُفكِّر ولا تأكل ولا تشرب ! والمدهشُ فعلاً أنَّ الكثير من الباحثين , عِوَض أن يَصلُوا ببحوثهم إلى معرفة اللَّه والشَّهادة له بالقُدرة والعظمة , يَركبُهم , على العكس , الغُرور , فلا تراهم يتحدَّثون إلاَّ عن عبقريَّتهم وإبداعاتهم ! ولو أراد اللَّه أن يَسلبهم مثلاً نعمةَ التَّفكير , لَما استطاعُوا أن يكتشفُوا أيَّ شيء ! ولو لَم يُوفِّر لهم العناصر اللاَّزمة لِصُنع الأجهزة المختلفة ولِنقل الأصوات والصُّور والمعلومات , لَما استطاعُوا التَّخاطبَ بالهاتف , أو مُشاهدة التّلفاز , أو استخدام الإنترنت .
نعم , لقد أعمى الغرورُ إنسانَ العصر الحديث , فجعله ينتفخ كلَّما توصَّل إلى اكتشاف جديد , بينما كان الأولى به أن يزداد إيمانًا بوجُود خالق واحد عظيم القُدرة , وأنَّ هذا الخالق لم يقذف به هكذا على الأرض , وإنَّما وفَّر له كلَّ ما يحتاج إليه .. وأكثر ! يقول اللَّه تعالى : { وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ 34 } (14- إبراهيم 34) .


-----------------------------------
مُلتقانا في الجزء الثَّالث بإذن اللَّه تعالى , لِنَتحدَّث عن الإسلام بالتَّفصيل .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :83  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:54
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


الشَّهادتان , مفتاح الدُّخول في الإسلام


بعد أن تعرَّفْنا في الجزء السَّابق على اللَّه سبحانه وتعالى وعلى النَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , سنتعرَّف الآن سيِّدتي الفاضلة على الإسلام , وسنبدأ بالحديث عن كيفيَّة الدُّخول فيه .
أوَّلُ ما يجبُ أن يفعلَه أيُّ فَرْدٍ لكي يدخُلَ في الإسلام , هو أن يغتسل ويُطهِّر ثيابه , ثمَّ يَنْطِق بالشَّهادتين بصوت مَسموع , ويكون ذلِكَ عادةً أمَامَ إمَامٍ مُسْلِم وبحضُور بعض المسلِمين . لكنّه يستطيع أن يفعل ذلك وحده أو أمام صديق مسلم . المهمّ أن لا يؤخِّر هذا الأمر عندما يعزم عليه , لأنّ لا أحد يضمن لنفسه العيش إلى الغد ! والشَّهادتان هما :
أَشْهَدُ أن لا إلَهَ إلاَّ اللَّه وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّه .

طبعًا , هذا الإقرار الظَّاهري باللِّسان يجب أن يُصاحبه في أعماق النَّفس :
- إيمانٌ ثابتٌ بأنَّ اللَّه واحدٌ لا شريك له , وأنَّه وحده خالقُ كلِّ شيء في هذا الوجود , وهو وحده المتصرِّفُ فيه كما يشاء , وأنَّه حيٌّ لا يموتُ أبدًا , وأنَّه لَم يُولَد وليس له زوجة ولا أولاد , وأنَّه ليس كمِثْلِه شيء , وأنَّه مختلفٌ عن كلِّ صورة يمكن أن نتخيَّلها عنه , سبحانه وتعالى .
- إيمانٌ ثابتٌ بأنَّ محمَّدًا رسول اللَّه , وأنَّه خاتم الأنبياء والمرسلين , فلاَ نبيَّ بعدهُ إلى قِيَام السَّاعة .
- إيمانٌ ثابتٌ بأنَّ المسيح عيسى عبدُ اللّه ورسوله .
- إيمانٌ بجميع الأنبياء والمرسلين الذين سَبقُوا محمَّدًا , عليهم الصَّلاة والسَّلام , وبجميع الكُتُب المقدَّسة التي أُنزلَتْ عليهم .
- إيمانٌ بوجود الملائكة والجِنّ .
- إيمانٌ بالقضاء والقَدَر , خَيْره وشرِّه , وأنَّ أفعال كلّ فَرْد مُقدَّرة ومكتوبة في عِلْم اللَّه منذ الأَزَل .
- إيمانٌ ثابتٌ بأنَّنا سنُبعثُ من جديد بعد موتنَا , وأنَّ اللَّه تعالى سيُحاسِبُنا على كلِّ ما فعلْنَاه في الدُّنيا , وأنَّ هناك جنَّة ونارًا .
هذا على مُستوى العقيدة .

أمَّا على مُستوى الأفعال , فيجبُ أن يُصاحبَ النُّطقَ بالشَّهادتين : عزمٌ على القيام بما افترضَه اللَّهُ على المسلم , بَدْءًا بالأركان التي وردَتْ في الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن (عبد اللَّه) بن عمر رضي اللَّه عنه , أنَّ النَّبيَّ محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : بُنِيَ الإسلام على خَمْس : شهادة أن لا إله إلاَّ اللَّه وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّه , وإقام الصَّلاة , وإيتاء الزَّكاة , والحجّ (وفي رواية لِمُسلم : وحجُّ البيت) , وصوم رمضان . (الجامع الصّحيح المختصر – الجزء 1 – ص 12 – رقم الحديث 8) .

طبعًا , هذه الفرائض الخمْس لا تُمثِّلُ كلَّ الإسلام , وإنَّما هي الأعْمِدة التي يرتكزُ عليها هذا الدِّين , بحيثُ إذا اختلَّ منها عمودٌ اختلَّ البِناء . وإذا كانت الشَّهادتان هما الحَدّ الفاصِل بين الكُفر والإسلام , فمَن لم ينطق بهما لم يدخُل في هذا الدِّين , فإنَّ الأركان الأربعة الأخرى إذا فَرَّط المسلمُ في القيام بواحد منها دون عُذْر شَرعيٍّ مَقْبول , فإنَّه يَرتكبُ ذنبًا عظيمًا , قد يُخرجُه في بعض الحالات من الإسلام ! وسنحاول التَّعرُّف على هذه الأركان في الصَّفحات القادمة بعون اللَّه .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :84  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:54
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


الصَّلاة , موعدٌ يومي مع اللَّه !


إنَّ من رحمة اللَّه تعالى بنَا أنَّه لم يفرضْ علينا شيئًا إلاَّ وكان فيه فائدة عظيمة لنا . نعم , فاللَّه سُبحانه الذي خلَقَنا , هو وحده الذي يعرفُ بالضَّبط ما تحتاجه أبداننا وأنفسنا في كلِّ الحالات . وإذا كان بعضُ المسلمين يتكاسلُون مثلاً عن أداء الصَّلاة في أوقاتها بدعْوَى أنَّها تُرهِقُ أبدانهم أو تُعيقهم عن العمل أو الدِّراسة , فإنَّ العِلْم الحديث بيَّن , بالعكس , أنَّها أفضلُ طريقة للوقاية , وأيضًا للعلاج , من العديد من الأمراض البدنيَّة والنَّفسيَّة , وأنَّها خَيْرُ مُعين على العمل والدِّراسة !

لِنَبدأ بتعريف كَيْفيَّة الصَّلاة , وأوقاتها :
هناك خمسُ صلَوات مفروضة على المسلم كلّ يوم , في خَمْسة أوقات مختلفة , وهي :
1- الصُّبح : ركْعتان , مسبُوقًا مباشرةً بسُنَّة الفجر : ركْعتان , وذلك عند طلوع الفجر .
2- الظُّهر : أربع ركعات , وذلك عند زوال الشَّمس , أي عند انحرافها عن وسط السَّماء .
3- العصر : أربع ركعات , وذلك عند العصر , أي عندما يصلُ ظِلُّ كلّ شيء مثله ويبدأ في الزِّيادة .
4- المغرب : ثلاث ركعات , وذلك عندما يغيب قُرْصُ الشَّمس كاملاً .
5- العشاء : أربع ركعات , متبُوعًا بسُنَّتَي الشَّفع : ركعتان , والوتر : ركعة , وذلك عند مغيب الشَّفق الأحمر .

وكيفيَّة الصَّلاة هي : أن يقف المصلِّي مُعتدلاً , متَّجها بوَجْهه إلى القبلة (أي متَّجها في اتّجاه الكعبة الشَّريفة بمكَّة) , ثمَّ يرفعُ يديه قائلاً : اللَّه أكبر , مُعلِنًا دخُولَه في الصَّلاة . ومِنْ هنا تبدأ الرّكعة , فيقرأ المصلِّي سورة الفاتحة متبوعةً , فقط في الرّكعتين الأولتين من كلِّ صلاة , بسورة أخرى كاملة أو بضع آيات منها , ثمَّ يركعُ بحيثُ يَثْني نصفَه الأعلى حتَّى يُصبح مُتوَازيًا مع الأرض , ويضعُ يَديْه على رُكْبتَيْه , ثمَّ يقفُ من الرُّكوع , ثمَّ يَسجُد بحيثُ يضعُ جَبْهَتَه وأنفَه ويديْه ورُكبتَيْه على الأرض , ثمَّ يَجْلس , ثمَّ يَسجُد مرَّة ثانية , ثمَّ يقفُ معتدلاً , وتنتهي بذلك الرّكْعة الأولى , وتبدأ الرّكْعة الثَّانية . وتُختَم الصَّلاةُ بقراءة التَّشهُّد جالسًا , ثمَّ السَّلام .
هذه إجْمالاً كيفيَّة الصَّلاة , وتُصلَّى تقريبًا في كلِّ مكان من الأرض ليس فيه نجاسة . ويَبدأُ تعليمُها للصِّغار منذ سنِّ السَّابعة . وهي تُصلَّى فرْدًا أو جماعةً بنفس الكيفيَّة وفي أيِّ مكان طاهر , إلاَّ أنَّها في حالة الجماعة يختارُ المصَلُّون واحدًا منهم , يُسَمَّى في هذه الصَّلاة إمامًا , يقفُ أمامَهم ويُصلِّي بهم , وهم يَقتدُون به في الحركات , مِن ركوع وسجود . وهي أكثر أجْرًا من الصَّلاة الفرديَّة .
والصَّلاة في المسجد تُصلَّى مثل صلاة الجماعة , ويكونُ الإمام فيها : إمام المسجد , وهي أكثر أجرًا من الصَّلاة في البيت . وهي واجبةٌ على الرَّجُل , إلاَّ إذا كان له عُذرٌ مقبُول , فإنَّه يُصلِّيها في بيته أو في مكان عمَله . أمَّا المرأة , فالأفضل لها أن تُصلِّيها في بيتها .
ويوم الجمعة , تُفرضُ صلاةُ الجمُعة على الرَّجُل , وليست واجبة على المرأة , وتُصلَّى في المسجد عِوَضًا عن صلاة الظُّهر , وتَسبِقُها خُطْبتان فيهما وعظٌ وإرشادٌ .
ثمَّ هناك صلوات أخرى تُصلَّى في بعض المناسبات الدِّينيَّة , منها صلاة العيد , مرَّتان في السَّنة , في عيد الفطر وعيد الأضحى , وتُصلَّى جماعةً في المسجد , بعد طلوع الشَّمس بقليل . ومنها صلاة التَّراويح , وتُصلَّى عادةً جماعةً في المسجد , كلّ ليلة خلال شهر رمضان , مباشرة بعد صلاة العشاء .

قبل الصَّلاة , يجبُ على المسلم أن يَتوَضَّأ . والوضوء بإيجاز هو : غَسْل اليدين بماءٍ طاهر إلى الرُّسْغَيْن , ثمَّ غَسْل الفَم , وهو المضمضة , ثمَّ غَسْل الأنف , وهو الاستنْشاق والاستنْثار , ثمَّ غَسْل الوجه , ثمَّ غَسْل اليدين إلى المرفقَيْن , ثمَّ مَسْح الرَّأس, ثمَّ مَسْح الأذُنَيْن , ثمَّ مَسْح الرِّجلَيْن إلى الكعْبَين .
وإذا كان المسلمُ على جنابة , مِن احتلامٍ أو اتِّصالٍ جنسي مع زوجته , فيلزَمُهُ الغُسْلُ أو الوضوء الأكبر , وهو غَسل كامل البدَن بالماء قبل الصَّلاة .
وهنا , تَجْدُر الإشارة إلى أنَّه , إلى جانب الفوائد الصِّحِّيَّة الظَّاهرة للوضوء والغُسْل , فإنَّ فيهما أيضًا تعظيمًا لِحُرمة اللَّه واستعدادًا نفسيًّا وبدنيًّا للصَّلاة بين يديه





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :85  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:54
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي



الصَّلاة , أفضل وقاية من أمراض العصر !


أريد أن أنبِّه في البداية إلى أنَّ الهدف من ذكرنا لبعض فوائد الصَّلاة هنا , ثمّ لبعض فوائد تشريعات الإسلام في العناصر القادمة , هو فقط زيادة التّدليل على أنّ اللّه تعالى , بِمَا أنّه يتَّصفُ بكلِّ صفات الكمال , فإنّ كلَّ ما يأمرُنا به يَخدم بلا شَكّ مصلحتنا .
لكنّ المسلم لا ينتظر حتَّى يفهم الحكمة من تشريعٍ مَا لكي يُطبِّقه , وإنَّما يَقبلُه بكلِّ طواعية ورِضى , حتّى ولو لَم يَفهم الحكمة منه , مُمتثلاً لقول اللَّه تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا 36 } (33- الأحزاب 36) .

ننتقل الآن إلى فوائد الصّلاة :
أمَّا على مستوى البدن , فالصَّلاة تُوفِّر للمصلِّي على الأقلّ خَمْس فُرَص يوميَّة مُنتظمة لكي يقوم بتمارين رياضيَّة , لو عَلِم النَّاسُ ما فيها من فوائد عظيمة , لَمَا تأخَّروا عن القيام بها لحظة واحدة ! وهذا النِّظام الرِّياضي لا يمكنُ أن يتوفَّر إلاَّ لِلمُسلم !
نعم , فعمليَّةُ الرُّكوع ثمَّ الرَّفع منه , والسُّجود ثمَّ الرَّفع منه , والجلوس للتَّشهُّد , مرَّات متتالية في اليوم , تُقوِّي العمود الفقاري خاصَّة , وكلّ عضلات الجسم عامَّة , وتُنشِّط الدَّورة الدَّمويَّة في كامل البدن , بما في ذلك الأطراف . وقد زار مرَّةً طبيبٌ فرنسي القاهرة ورأى المسلمين يُصلُّون في المساجد , فعاد إلى بلده وأصبح يَنصحُ مرضاه الذين يُعانون من آلام في الظَّهر , بالقيام بنَفْس حركات الصَّلاة , عدَّة مرَّات في اليوم ! وقام طبيبٌ آخر مصري ببحثٍ أثبتَ فيه علميًّا أنَّ الصَّلاة تَقي صاحبها من مرض دَوالي السَّاقَيْن .
ثمَّ إنَّ وَضْعَ الوَجه على الأرض ورَفْعه , مرَّات متتالية في اليوم , يُنشِّط الدَّورة الدَّمويَّة في شرايين الدِّماغ , ويُوقظُ الذِّهن . وهذا ما لا يُتاح لغير المسلم الذي يبقَى رأسُه طول اليوم في الأعلَى ‍.
ومع ظهور وسائل النَّقل الحديثة , أصبح الإنسان قليل المشي والحركة , وبالتَّالي مُعرَّضًا أكثر للإصابة بِجَلْطَة قلبيَّة أو بانسدادٍ في شرايين القلب نتيجة رُسوب الشُّحوم بها . فتأتي الصَّلاة كَوقاية فِعْليَّة من هذه الأمراض , لأنَّها تنشِّط الدَّورة الدَّمويَّة , فتَطْرُد بذلك الفضلات والشُّحوم بشكل مُستمرّ .

ولكنَّ هذه الفوائد لا تتحقَّق إلاَّ إذا أُدِّيت الصَّلاةُ في وَقتها دون تأخير , عملاً بقول اللَّه تعالى : { إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا 103 } (4- النّساء 103) .
ويجبُ أيضًا أن تُؤَدَّى بتأنٍّ وطُمأنينة , على الصِّفَة التي جاءتْ في روايةٍ للإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي اللَّه عنه , أنَّ النَّبيَّ محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم دخلَ المسجد , فدخلَ رجلٌ فصلَّى , ثمَّ جاء فسلَّم على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . فرَدَّ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عليه السَّلامَ وقال : ارجعْ فصَلِّ فإنَّكَ لم تُصلِّ ! فرجعَ الرَّجلُ فصلَّى كما كان صلَّى , ثمَّ جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فسلَّم عليه . فقال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : وعليكَ السَّلام , ثمَّ قال : ارجعْ فصلِّ فإنَّكَ لم تُصلِّ , حتَّى فعلَ ذلكَ ثلاث مرَّات ! فقال الرَّجلُ : والذي بعثكَ بالحقِّ ما أُحسِنُ غير هذا , علِّمني . فقال (أي النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم) : إذا قُمتَ إلى الصَّلاة فكَبِّرْ , ثمَّ اقْرأ ما تيسَّر معك من القرآن , ثمَّ اركَعْ حتَّى تطمئنَّ راكعًا , ثمَّ ارفَعْ حتَّى تعتدلَ قائمًا , ثمَّ اسجُدْ حتَّى تطمئنَّ ساجدًا , ثمَّ ارفَعْ حتَّى تطمئنَّ جالسًا , ثمَّ افعلْ ذلك في صلاتك كلّها . (صحيح مسلم – الجزء 1 – ص 298 – رقم الحديث 397) .

وإذا كانت فوائدُ الصَّلاة على البَدن عظيمة , فإنَّ فوائدها على النَّفس لا تُقدَّر بثَمن ! فهي أوَّلاً تُتيح للمصلِّي فُرَصًا عديدة في اليوم لقراءة ما تَيَسَّر من القرآن الكريم الذي يَصِفُهُ اللَّهُ تعالى بقَوله : { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا 82 } (17- الإسراء 82) . وكلُّ مَن تَعوَّد أن يقرأ القرآن بتَدبُّر أو يستمع إليه بانتباه من قارئ آخر , يعرفُ جيِّدًا كَمْ له من تأثير حَسَن على النَّفس . بل إنَّه يَشفي فعْلاً من الأزمات النَّفسيَّة التي يمكن أن يتعرَّض لها المسلم في حياته اليوميَّة , عند مَوْت قريب أو فقدان عمل أو ضياع مال أو خوف شديد من شيء ما . يقول تعالى في آية أخرى : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ 44 } (41- فصّلت 44) .

ثمَّ إنَّ مِنْ بين أفعال الصَّلاة أنَّ المصلِّي , عندما يسجد واضعًا جبهته على الأرض , له أن يَدعُو اللَّهَ بما يشاء من حاجاته الدُّنيويَّة والأخرويَّة , له ولغيره , مباشرةً ودون أيّ واسطة !
نعم , يدعُو اللَّهَ أن يُوَفِّقه لإيجاد عمل جيِّد , أو يرزقَه مالاً طيِّبًا , أو يكتُبَه من أصحاب الجنَّة , أو يشفي والده من مرضه , أو يأخذ له حقَّه مِمَّن ظلَمه . وهو في دعائه هذا , يكُون على يقين تامٍّ أنَّ اللَّه ينظر إليه في ذلك الوقت ويسمعُ دعاءه , وأنَّه قادرٌ على أن يُعطيه ما طلب .
أيضًا , كلُّنا يَمرُّ في حياته بعدَّة أوقات يشعُر فيها بحاجة أكيدة إلى صديق أو حبيب يتحدَّث إليه ويُفرغ له ما في نفسه من هموم وأحزان , لأنَّ الكبتَ يُوَلِّد الانفجار وربَّما الانتحار . فتأتي الصَّلاةُ كوَسيلة جيِّدة لتخفيف الضّغط عن النَّفس , عبر التَّحدُّث إلى اللَّه سبحانه وتعالى الذي يملكُ كلَّ شيء , والقادر على كلِّ شيء , والمتصرِّف في كلِّ شيء . فيبثُّ المصلِّي شجونَه وأحزانه إلى اللَّه , ويبكي بحرارة , ولا ينتهي من صلاته إلاَّ وقد ارتاح نفسيًّا من الهمِّ الذي كان يشكُو منه !

ولكنَّ المصَلِّي لا يُمكن له أن يَجْني هذه الفوائد النَّفسيَّة إلاَّ إذا كان خاشعًا في صلاته . يقول اللَّه تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ 2 } (23- المؤمنون 1-2) . والخشوعُ في الصَّلاة هو حضور الذِّهن فيها , وعدم التَّفكير في أيِّ شيء من أمور الدُّنيا . وهذه أيضًا فائدة أخرى عظيمة من فوائد الصَّلاة , فهي تُوَفِّر للمصلِّي على الأقلّ خَمْس فُرَص في اليوم لكي ينقطع تمامًا عن مشاغل وهموم الدُّنيا , فيخفُّ الضَّغطُ عن دماغه وترتاحُ أعصابه . وهذا الانقطاع عن العالَم الخارجي هو ما يُسمَّى اليوم عِلْميًّا بالاسترخاء , ويلجأ إليه العديد من النَّاس لإراحة أعصابهم .

وإذا كان للصَّلاة تأثير جيِّدٌ وكبيرٌ على النَّفس , فإنَّ تأثيرها يتعدَّى ذلك إلى السُّلوك ليُهذِّبَه . يقول تعالى : { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ 45 } (29- العنكبوت 45) .
فالمسلمُ الذي يؤدِّي صلاته في وقتها بطمأنينة وخشوع , يَستحي أن يُقابلَ ربَّه في الصَّلاة الموالية وقد غشَّ في عمله أو كذب على غيره ! وإذا غلَبتْه نفسُه وارتكبَ ذنبًا صغيرًا , فإنَّه يُسارع إلى التَّوبة منه قبل أن يَقف أمام خالقه من جديد . أمَّا الذُّنوب الكبيرة , فمن المستحيل تقريبًا أن يَقْربَها .

هل عرفْتِ الآن سيِّدتي لماذا تُعتبَرُ الصَّلاةُ عمودًا من الأعمدة الخمسة التي يرتكزُ عليها الإسلام ؟
للأسف , كثيرٌ من المسلمين اليوم يجهلُون قيمتها , فتراهُم يُؤَدُّونها متكاسلين وبعد فوات وقتها , بلا اطمئنان ولا خشوع ‍, فلا يَجنُون منها أيّة فائدة , ولا يدرون أنَّهم بهذا يُسيئون كثيرًا إلى أنفسهم .. وإلى دينهم !





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :86  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:55
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي



الزَّكاة , حقٌّ مضمونٌ للفقير !



الزَّكاةُ هي مالٌ أو غَنَمٌ أو محصولٌ زراعي أو ما شابَه ذلك , يُؤخذ من أغنياء المسلمين لِيُوزَّع على فُقرائهم . وإذا كان كلُّ مسلم بالِغ مُطالَب بأن يؤدِّي فريضة الصَّلاة خَمْس مرَّات في اليوم , فإنَّه لا يُطالَبُ بإخراج الزَّكاة إلاَّ مرَّةً في السَّنة , وفقط إذا كان يملكُ الأشياء التي تجبُ فيها الزَّكاة .
فالمسلمُ الذي يملكُ مثلاً أراضٍ زراعيَّة أو مواشي وأغنامًا أو تجارة , يُخرجُ مرَّة في السَّنة نِسبةً مُعيَّنة من المحصول الزِّراعي أو المرابيح التّجاريَّة للفقير . وإذا كان لا يملكُ شيئًا من كلِّ هذا , فإنَّه لا يُطالَبُ بالزَّكاة إلاَّ إذا ادَّخر مقدارًا من المال أو الذَّهب يساوي أو يزيد عن المقدار الذي تجب فيه الزَّكاة , ولم يستعملْهُ لِمُدَّة سنة قمَريَّة , فيُخرجُ منه نسبة 2.5 بالمائة للفقراء . وكما تُلاحظين يا ابنتي الفاضلة , فإنَّ هذه النِّسبة ضئيلة جدًّا ولا تُثقِلُ كاهلَ المسلم .
والزَّكاة هي وسيلة من وسائل التَّكافل الاجتماعي , لا تُرهق الغنيَّ ويَفرح بها الفقير . وهي إضافة لهذا , تُعَوِّدُ المسلمَ على عدم التَّعلُّق بالمال , فيسهلُ عليه بعد ذلك أن يتصدَّق ويُهدي ويُقرض , الأمر الذي يصعبُ على كثير من النَّاس . وبهذا تتآلفُ النُّفوس , وتُصبح العلاقة بين الغنيِّ والفقير ليست علاقة صراع وعداء كما في الأنظمة الأخرى , وإنَّما علاقة إخاء وتعاون ومحبَّة , الغنيُّ يُزكِّي ويتصدَّق , والفقير يَقنع ويَرضى , والجميع يقفون في الصَّلاة صفًّا واحدًا , يَدعون ربًّا واحدًا !

ونظرًا لأهميَّة الزَّكاة , فقد ذكَرها اللَّه تعالى في العديد من الآيات في القرآن الكريم مَقْرونة بالصَّلاة , مثل قوله تعالى : { وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ 43 } (2- البقرة 43) .
ولكن للأسف , هناك من المسلمين مَن تجبُ عليهم الزَّكاة فلا يُؤدُّونها , ناسِينَ أنَّهم بذلك يأكلون حقَّ الفقير , ويُعرِّضون أنفسهم لِعذاب شديد يوم القيامة . يقول اللَّه تعالى : { وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ 180 } (3- آل عمران 180) .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :87  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:55
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


الصِّيام , راحة للمعدة وتقوية للإيمان !



الصِّيام فريضةٌ على كلِّ مسلم بالِغ , كامل شهر رمضان من كلِّ سنة . ورمضانُ هو شهرٌ قمري , وعلى هذا فإنَّ الصِّيام يدور على مَرِّ السِّنين على كلِّ أشهر السَّنة الشَّمسيَّة , وبالتَّالي على كلِّ الفصول . فإذا بدأ شهر رمضان مثلاً في سنةٍ ما في 1 ديسمبر , فإنَّه يبدأ في السَّنة الموالية حوالي 20 نوفمبر , ثمَّ يبدأ في السَّنة التي بعدها حوالي 9 نوفمبر , وهكذا .
والصِّيام هو الانقطاع عن الأكل والشُّرب والجِماع وكُلِّ المفْطِرات , من طلوع الفجر إلى غروب الشَّمس . وعندما تكون المرأة حائضًا أو نفساء , فإنَّها لا تصوم حتَّى ينقطع عنها الدَّم , فتصوم عندئذ بقيَّة رمضان ثمَّ تقضي بعد ذلك الأيَّام التي أفطَرتْها . ويُرخَّص في بعض الحالات للمسافر أو للمريض أو للمرأة الحامل أو التي تُرضِع , أن تُفطر ثمَّ تقضي الأيَّام التي أفطَرتْها . أمَّا المريض الذي لا يُرجَى شفاءُه , فإنَّه يُعفَى من الصّيام , ويُعوِّض عن ذلك بإخراج طعامٍ عن كلِّ يَوم يُفطِره . يقول اللَّه تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 185 } (2- البقرة 185) .
وكما تلاحظ سيِّدي الفاضل , فإنَّ الصِّيام يُراعي حالة الجسم , وليس الغرض منه أبدًا تعذيب المسلم ! بالعكس , فقد أثبتت عدَّة دراسات طبِّيَّة أنَّ صيام شهرٍ محدَّد كلّ سنة , يُريح المعدة والكلْيَتَيْن والجهاز البولي بصفة دوريَّة . وهو كذلك يُخلِّص البدن من الشُّحوم والفضلات المتراكمة داخله , ويُنظِّم معدَّل السُّكَّر في الدَّم , ويُخفِّف من حدَّة الغريزة الجنسيَّة . هذا على مستوَى البدن .
أمَّا على مستوَى النَّفس , فإنَّ الصِّيام يُدرِّب على الصَّبر على الجوع , ويُوَفِّر للصَّائم فرصةً حقيقيَّة للإحساس بِمَا يُعاني منه الفقراء في كلِّ أنحاء العالَم , فتكون له حافزًا لِمَدِّ يَد المساعدة لهم .
ثمَّ إنَّ كلَّ الصَّائمين يشعرون في شهر رمضان بدافع داخليٍّ قويّ للإقبال على مَزيد من العبادة ومَزيد من الإحسان إلى الغير . فترى الذي كان يتكاسلُ عن الصَّلاة مثلاً , ينشطُ في رمضان , ويخرج إلى المسجد , ويقرأ القرآن , ويُمسكُ لسانَه عن الكذب والشَّتائم والكلام البذيء . لذلك يُوصَف هذا الشَّهر عند المسلمين بشهر العبادة والرَّوْحانيَّات .

ومن فضْل اللَّه تعالى على عباده أنَّه يُضاعِفُ أجر العمل الصَّالح في هذا الشَّهر أضعافًا عديدة , ويغفر فيه الذُّنوب , ويَعتقُ فيه الرِّقاب من النَّار . فقد جاء في صحيح ابن خزيمة عن سلمان الفارسي رضي اللَّه عنه , قال : خطَبَنا رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في آخر يوم من شعبان , فقال : أيُّها النَّاس , قد أظَلَّكُم شهرٌ عظيم , شهرٌ مُبَارَك , شهرٌ فيه ليلةٌ خير من ألف شهر . جعلَ اللَّهُ صيامَه فريضةً , وقِيَام لَيْلِه تَطوُّعًا . مَن تَقرَّب فيه بخصْلَة من الخير كان كمَنْ أدَّى فريضةً فيما سِوَاه , ومَنْ أدَّى فيه فريضةً كان كمَنْ أدَّى سَبْعين فريضةً فيما سِوَاه . وهو شهرُ الصَّبْر , والصَّبرُ ثوابُه الجنَّة , وشهرُ الموَاساة , وشهرٌ يزدادُ فيه رزقُ المؤمن . مَنْ فطَّر فيه صائمًا كان مغفرةً لِذُنوبه وعِتْقَ رقبته من النَّار , وكان له مثْل أجْره من غير أن ينتقص من أجْره شيءٌ .
قالُوا : ليس كلُّنا نَجد ما يفطر الصَّائم .
فقال : يُعطي اللَّهُ هذا الثَّوابَ مَنْ فطَّر صائمًا على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن (أي شربة لبن) . وهو شهرٌ أوَّلُه رَحْمة , وأوْسَطُه مغفرة , وآخرُه عِتْقٌ من النَّار . مَنْ خفَّفَ عن مملُوكه غفرَ اللَّهُ له وأعْتَقه من النَّار . واستكْثِرُوا فيه من أربع خِصال : خصلتَيْن تُرْضُون بهما ربَّكُم , وخصلتَيْن لا غِنى بكم عنهما . فأمَّا الخصْلتان اللَّتان تُرضُون بهما ربَّكُم : فشهادة أن لا إلَه إلاَّ اللَّه , وتَستغْفِرونه , وأمَّا اللَّتان لا غِنى بكم عنهما : فتسألون اللَّهَ الجنَّة وتعُوذُون به من النَّار . ومَنْ أشْبَعَ فيه صائمًا سَقاهُ اللَّهُ من حَوْضِي شربةً لا يظمأُ حتَّى يدخلَ الجنَّة . (صحيح ابن خزيمة – الجزء 3 – ص 191 – رقم الحديث 1887) .
وفي هذا الشَّهر الكريم بَدأ نزولُ القرآن على النَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بواسطة الملَك جبريل عليه السَّلام . وفيه ليلةٌ مُباركةٌ تُسمَّى ليلة القدر , هي خيْرٌ في الفضْل والأجْر من ألف شهر .
وعند انتهاء شهر رمضان ودخُول أوَّل يوم من شوَّال , يحتفلُ المسلمون بعيد الفطر , إعلانًا عن نهاية الصِّيام .

هذه إذًا بإجمال فريضةُ الصِّيام . فإذا كان محمَّدٌ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قد أتَى بها من عنده , فمَنْ أخبره بكلِّ فوائدها البدنيَّة والنَّفسيَّة والاجتماعيَّة , وقومُه لم يكونُوا يعرفون الصِّيام ولا يسمعون به ؟!





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :88  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:55
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


الحجُّ , تلبية لنداء الرَّحمن !




الحجُّ فريضةٌ على كلِّ مسلم بالِغ , مرَّةً واحدةً في العُمُر , عندما يكون قادرًا على ذلك بدنيًّا وماليًّا . يقول اللَّه تعالى : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ 96 فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ 97 } (3- آل عمران 96-97) .
ويدخُل وقتُ الحجِّ كلَّ سنة مع بداية شهر شوَّال , مباشرةً بعد انتهاء شهر الصِّيام . ولكنْ جَرَت العادةُ اليوم أن تبدأ وُفُودُ الحجَّاج في القُدوم إلى مكَّة أفواجًا أفواجًا من كلِّ بقاع الأرض , خلال شهر ذي القعدة الذي يَلي شوَّال . ومع دخول شهر ذي الحجَّة الذي يلي ذي القعدة , يكون آخر فوج قد وصل إليها . فيُؤدُّون جميعًا مناسك الحجِّ , وعند منتصف ذي الحجَّة يبدأون في أخذ طريق العودة إلى بلدانهم .
وبما أنَّ أشهر الحجِّ قمريَّة , فإنَّ موسم الحجِّ يدور على مَرِّ السِّنين على كلِّ أشهر السَّنة الشَّمسيَّة , وبالتَّالي على كلِّ الفصول , مثل رمضان .

أمَّا مناسكُ الحجّ , فهي عديدة ومفصَّلَة في كُتُب الفقه . ومِن بين المحطَّات الهامَّة للحاجِّ , هناك الإحرام , وهو نيَّة الدُّخول في أعمال الحجِّ . فيبدأ الحاجُّ عادةً بإزالة شعر الإبطين والعانة وتقليم الأظافر , ثمَّ يغتسل ويلبس ثياب الإحرام , وهي بالنِّسبة للرَّجل : منْشَفَتَان نَظِيفَتَان لَونُهما أبيض , واحدة يُغطِّي بها ما بين السُّرَّة إلى الرُّكبة , وواحدة لتغطية الظَّهر والصَّدر . أمَّا المرأة فتلبسُ ثيابها العاديَّة الشَّرعيَّة التي تستُر كلَّ بدنها ورأسها .
ثمَّ يبدأ الحاجُّ في ترديد التَّلبية , وهي : لبَّيْكَ اللَّهُمَّ لبَّيْك , لبَّيْكَ لا شريكَ لكَ لبَّيْك , إنَّ الحمْدَ والنِّعْمة لكَ والملْك , لا شريكَ لك . وبدايةً مِن تلك اللَّحظة وحتَّى نهاية المناسك , يَمتنعُ الحاجُّ عن عدّة أشياء , منها الجماع والخصام . يقول اللَّه تعالى : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ 197 } (2- البقرة 197) .
ومِن بين أعمال الحجِّ : الطَّواف بالكعبة سبع مرَّات . ومنها أيضًا : السَّعْي بين الصَّفا والمرْوَة , مثلما فعلَت السَّيِّدة هاجر زوجة النَّبيِّ إبراهيم عليه السَّلام , عندما كانت تبحثُ عن الماء لطفلها الرَّضيع إسماعيل , ففجَّر اللَّهُ تعالى لهما بئر زمزم التي يشرب منها الحجَّاجُ اليوم .
وفي اليوم التَّاسع من ذي الحِجَّة , يقفُ كلُّ الحجَّاج بمكانٍ يُسمَّى عَرَفَة , حيثُ يَدعُون اللَّهَ بما يشاءُون . وهو موقفٌ مَهيبٌ يُذَكِّر بوقُوف النَّاس في مكان واحد يوم القيامة , ينتظرُون أن يُعرَضُوا على العزيز الجبَّار ليُحاسِبَهم على أفعالهم في الدُّنيا .
وفي اليوم العاشر من ذي الحِجَّة , وهو عيد الأضحَى لكلِّ المسلمين , يَذبحُ الحجَّاج , ويذبحُ مَن له القُدرة من المسلمين , خروفًا أو غير ذلك , إحياءً لذكرى الفِداء , عندما أراد اللَّهُ تعالى امتحانَ نبيِّه إبراهيم عليه السَّلام , فأمَره بذَبْح ابنه الوحيد إسماعيل . فلمَّا استجابَ الاثنان لأمْر اللَّه , وفي اللَّحظة التي مَرَّرَ فيها إبراهيمُ السِّكِّينَ على رَقبة إسماعيل , تَدخَّلَت العِنَايةُ الإلهيَّة لإيقاف هذا العَمَل , ونزلَ جبريلُ عليه السَّلام بكَبْش عظيم , فذبحهُ إبراهيمُ عِوَضًا عن ابنه .
والغريبُ أنَّ بعضَ النَّاس مِن غير المسلمين يعتبرون ذبْحَ ملايين الخِرْفان بالسِّكِّين وفي وقت واحد : مجزرة فظيعة في حقِّ الحيوان !
سُبحان اللَّه ! ماذا إذًا عن ملايين الخرفان الأخرى وملايين البَقر التي تُذبحُ كلَّ يوم بطُرُق مُختلِفة في المسالِخ في كلِّ بقاع الأرض ؟! هل هذه أيضًا مجزرة في حَقِّها ؟! وماذا عن ملايين الأسماك التي تُصادُ كلَّ يوم بالشِِّباك ؟! وماذا عن بائعي اللُّحوم والأسماك وآكِليها , هل هم شُركاء في الجريمة ؟!
نعم , هكذا تختلطُ الأمور على بعض النَّاس , فلا يَدْرُون ما يقولُون ! ثمَّ لِيَعلمْ هؤلاء أنَّ كلَّ مسلم , مباشرة بعد أن يذبح أضحيَته , يُرسلُ بجزء منها صدقةً للفقير , وجزء آخر هديَّة لجاره . أليس هذا وجهٌ آخر من التَّكافل الاجتماعي في الإسلام , وطريقة أخرى لِنَشْر التَّحابُب بين النَّاس ؟!
وليَعْلَمُوا أيضًا أنَّ الإسلام يحثُّ بشدّة على الرِّفق بالحيوان , ويُحرِّمُ تعذيبه . فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن شداد بن أَوْس رضي اللَّه عنه , قال : ثِنْتان حَفظْتُهما عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , قال : إنَّ اللَّهَ كتبَ الإحسانَ على كلِّ شيء , فإذا قتَلْتُم فأحْسِنُوا القتْلَة , وإذا ذبحْتُم فأحْسِنُوا الذَّبْح , وليَحُدَّ أحدُكُم شفْرَتَه فلْيُرِحْ ذَبيحَتَه . (صحيح مسلم – الجزء 3 – ص 1548 – رقم الحديث 1955) .
وروى الإمام مسلم أيضًا في صحيحه عن عبد اللَّه (بن عمر) رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : عُذِّبَت امرأةٌ في هرَّة سجَنَتْها حتَّى ماتتْ , فدخلتْ فيها النَّار , لا هي أطْعَمتْها وسَقَتْها إذْ هي حَبَسَتْها , ولا هي تركَتْها تأكلُ من خشاش الأرض . (صحيح مسلم – الجزء 4 – ص 2022 – رقم الحديث 2242) .
وروى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هُرَيرة رضي اللَّه عنه , أنَّ النَّيَّ محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : بينما رجلٌ بطريقٍ اشتدَّ عليه العطش , فَوَجدَ بئرًا فنزلَ فيها فشَرب . ثمَّ خرجَ , فإذا كلبٌ يَلْهث , يأكلُ الثَّرَى من العطَش . فقالَ الرَّجُل : لقد بلغَ هذا الكلبُ من العطش مثل الذي كان بَلَغ منِّي . فنزلَ البئر , فملأ خُفَّه ماءً , فسقَى الكلْبَ , فشكَرَ اللَّهَ له , فغَفَر له .
قالُوا : يا رسولَ اللَّه , وإنَّ لنا في البهائم لأجرًا ؟!
فقال : في كلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَة أجْرٌ . (الجامع الصّحيح المختصر – الجزء 2 – ص 870 – رقم الحديث 2334) .

نعود لفريضة الحجِّ , ماذا يجني المسلمُ من أدائه لها ؟
أوَّل هذه الفوائد وأعظمها , ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي اللَّه عنه , قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : مَنْ حَجَّ هذا البيْتَ فلَمْ يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ , رجعَ كيَوْم وَلَدَتْهُ أُمُّه . (الجامع الصّحيح المختصر – الجزء 2 – ص 645 – رقم الحديث 1723) . وفي رواية للإمام أحمد : خرجَ من ذُنُوبه كَيَوْم وَلَدَتْهُ أُمُّه . (مسند الإمام أحمد بن حنبل – الجزء 2 – ص 484 – رقم الحديث 10279) .
وأمَّا الفوائد الأخرى : فمنها تمتُّع الحاجِّ برؤية الكعبة الشَّريفة , والصَّلاة في المسجد الحرام بمكَّة , والصَّلاة في المسجد النَّبويِّ بالمدينة , وزيارة قبر النَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , والشُّرب من ماء زمزم المبارَك .
ومنها : تعرُّفه على مسلمين من مختلف البُلدان .
ومنها : شعوره بعد الحجِّ بأنَّه يجبُ أن يكون أكثر حرصًا على فعل الخيرات واجْتِنَاب المحرَّمات , بعد أن غفر له اللَّه ذنوبَه الماضية .

هذه إذًا بإيجاز فريضة الحجّ , الرُّكن الخامس من أركان الإسلام .
---------------------------------
التالي بإذن الله تعالى : اجتنبوا الخمر والميسر , ولا تقربوا الزِّنا !





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :89  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:56
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


اجتنبوا الخمر والميسر , ولا تقربوا الزِّنا !



بعد أن تحدَّثْنا عن الأعمدة الخمسة التي يرتكز عليها الإسلام , تعالَيْ معي سيِّدتي الفاضلة نتعرَّف على الطَّريقة العجيبة التي يسلُكها هذا الدِّين في التَّعامل مع الآفات الخطيرة التي يمكن أن تُدمِّر المجتمع .
يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 90 إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ 91 } (5- المائدة 90-91) .
ويقول تعالى بخصوص الزِّنا : { وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً 32 } (17- الإسراء 32) .
في هذه الآيات دليلٌ جديد على إعجاز القرآن ! فلَو طُلِبَ من بَشَر أن يُحذِّر النَّاس من شُرب الخمر أو لَعب القمار أو ممارسة الزِّنا , لَقال : لا تشربُوا الخمر , لا تلعبُوا القِمار , لا تَزْنُوا . لكنَّ اللَّه سبحانه وتعالى يعرفُ جيِّدًا طبيعةَ النَّفْس البشريَّة , لذلك سدَّ أمامها كُلَّ المسالك المؤدِّية لهذه الآفات , فجاء الأمرُ الإلهي : { فَاجْتَنِبُوهُ } , { وَلا تَقْرَبُوا } , بِمَعنى : لا تفعلُوا هذه الفواحش , وأيضًا : ابتعِدُوا عن كُلِّ ما يُمكنُ أن يُؤدِّي إلى الوقوع فيها .
وقد بَيَّنَ لنا النَّبيُّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كيفيَّة اجتناب الخمر , في أحاديثَ نختار منها ما رواه الحاكم في مُستدركه عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه , أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : لعنَ اللَّهُ الخمْرَ , ولعنَ ساقِيها , وشاربَها , وعاصرَها , ومُعْتصرَها , وحاملَها , والمحمُولَة إليه , وبائعَها , ومُبْتاعَها , وآكِلَ ثَمَنها . (المستدرك على الصّحيحين – الجزء 2 – ص 37 – رقم الحديث 2235) .
فهل يمكنُ لِمُسلمٍ صادِق أن يَقْرب الخمرَ بعد هذا التَّرهيب ؟!

وعن الميْسِر (أي لعب القمار) , روى الحسن بن موسى الأشيب عن مُجاهد وعطاء , اثنان من صحابة النَّبيِّ الثِّقات , رضي اللَّه عنهما , أنَّهما قالاَ : في كلِّ شيء فيه قمارٌ فهو من الميْسِر , حتَّى لَعِب الصِّبْيَان بالجَوْز والكعَاب . (كتاب : جزء أشيب , للحسن بن موسى الأشيب البغدادي – ص 74 – رقم الحديث 51) .
فهل يمكنُ لِمُسلمٍ صادِق بعد هذا التَّوضيح أن يَقربَ القِمار , ولو كان لعبًا بالورق يُغرَّمُ إثْرَه الخاسِرُ بدفْع ثمن قهوة للرَّابح ؟!

وأمَّا عن الزِّنَا : وهو الاتِّصال الجنسي بين رجل وامرأة أو شابّ وشابَّة لا تربطهما رابطة زواج بعقد شرعي , فقد روى ابنُ حِبَّان في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي اللَّه عنه , أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : العينان تَزْنِيَان , واللِّسانُ يَزْني , واليَدان تَزْنِيَان , والرِّجْلان تَزْنِيَان , ويُحَقِّقُ ذلكَ الفَرْجُ أو يُكَذِّبُه . (صحيح ابن حبّان – الجزء 10 – ص 267 – رقم الحديث 4419) .
فهل يمكنُ لِمُسلمٍ صادِق بعد هذا التَّحذير أن يَقربَ الزِّنَا , ولو كان نظرًا إلى صُوَر عارِيَة وأفلام هابطة , أو تقبيلاً أو لَمْسًا ؟!

قد تتساءلينَ سيِّدتي : لكن لماذا حرَّم الإسلام الخَمْر والقِمَار والزِّنَا ؟
أقول : لأنَّها كلُّها مُضِرَّةٌ جدًّا بالفَرْد وبالمجتمع .
فشُرْبُ الخَمْر يُسَبِّبُ أمراضًا مُختلِفة في الجهاز الهضمي والجهاز البولي والجهاز العصبي , ويصلُ إلى حدِّ الإصابة بالسَّرطان . وعندما يكونُ الإنسانُ في حالة سُكْر , فإنَّه قد يتَفَوَّه بكلام أو يقومُ بأفعال تضُرُّ بنفسه وبغيره . وما حوادثُ السَّيَّارات والقتل والاغتصاب النَّاتجة عن شُرب الخَمْر , إلاَّ خير شاهد على ذلك .
ولَعِبُ القِمار مَضْيَعة للمال , ومصدرٌ لانتشار العَداوة والبَغْضاء بين اللاَّعبين , بالإضافة إلى أنَّه قد يُعرِّض الخاسِر لأزمات عصبيَّة حادَّة .
والزِّنَا يُعرِّضُ صاحِبَه للإصابة بأمراض خطيرة , مثل : الزُّهَري والسِّيدَا (أو الإيدز) . وهو بالإضافة إلى ذلك يُمثِّلُ أحد الأسباب الرَّئيسيَّة في تَفَكُّك الأُسرة بالنِّسبة للمتزوِّجين , والعُزوف عن الزَّواج بالنِّسبة للشَّباب .
ثمَّ إنَّ هذه الآفات الثَّلاث تشتركُ في أنَّ الذي يقوم بها يُصبح عُرْضة للإدمان عليها , وبالتَّالي لا يستطيع الخلاص من حِبالها ولو كلَّفه ذلكَ ضيَاع مالِه وأُسْرته !
نعم , حتَّى الأشخاص الذين يقولُون بأنَّهم مُعتدِلُون , يَخرجُون عن اعتدالهم هذا عند أوَّل مُصيبة تعترضُهم في حياتهم , فيغرقُون في شرب الخمر أو لعب القمار أو الزِّنَا ! أليس من الأفضل إذًا سَدّ كُلّ الطُّرق التي تُوصلُ إلى الوقوع في هذه الآفات ؟
نعم , هذا هو الحلُّ الأفضل , وهذا ما فعلَه الإسلام . فماذا فعلَت الأنظمة الأخرى ؟
لا شيء تقريبًا !
فهي عندما تفطَّنت إلى الآثار المدمِّرة للخمر , لم تستطع إلاَّ إضافة جُملة في أسفل إعلاناتها : الإسرافُ في شُرب الخَمْر مُضِرٌّ بالصِّحَّة !
فهل غَيَّر هذا مِن الوَضع شيئًا ؟
لا , لم يُغَيِّر أيَّ شيء !
تسألين لماذا ؟
الإجابة تَجدينها سيِّدتي في الحديث الذي رواه ابنُ ماجه في سُنَنه عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنه , قال : قال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : كُلُّ مُسْكِر حرامٌ , وما أسْكَر كَثِيرُه فقَلِيلُه حرام . (سنن ابن ماجة – الجزء 2 – ص 1124 – رقم الحديث 3392) .
نعم , حتَّى القليل من الخمر مُضِرّ ! وكذلك الحال بالنِّسبة للقليل من القمار والقليل من الزِّنا والقليل من الدُّخان والقليل من المخدِّرات ! كان إذًا على الحكومات والمنظَّمات الصِّحِّيَّة أن تُعدِّل جُملَتها الإعلانيَّة السَّابقة لِتُصبح : الخَمْرُ مُضِرٌّ بالصِّحَّة .
وهنا لا بُدَّ من الإشارة إلى أنَّ الإسلام هو الدِّين الوحيد الذي أتَى منذ حوالي 1400 سنة بتشريع واضح وصارم بِخصُوص الخمر , خالفَ به كلَّ العقائد والقوانين الموجودة على وجه الأرض .
بينما فعلَ النَّصارى عكس ذلك تَمامًا , حيثُ جعلُوا من الخمر جزءًا من شعائرهم الدِّينيَّة , يشربُونه مِن يَد القسِّ شخصيًّا , ويرمزون إليه بدَم المسيح , ويزعمُون أنَّ هذا الشَّراب يُطهِّرُهم ويُنَقِّيهم من الذُّنوب والخطايَا ! وواللَّهِ إنَّ المسيحَ عيسَى عليه السَّلام لَبريءٌ منهم ومن شعائرهم ومن عقيدتهم المحرَّفة ! وسينزلُ هذا الرَّسولُ الكريم في آخر الزَّمان على الأرض , فيُلغي كلَّ هذه الأباطيل , ولا يقبلُ غير الإسلام دينًا .
ولا بُدَّ من الإشارة أيضًا إلى أنَّ اللَّه تعالى أعدَّ لِعباده الصَّالحين في الجنَّة خَمْرًا , غير أنَّها تختلفُ تمامًا عن خَمْر الدُّنيا . يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم متحدِّثًا عن أصحاب الجنَّة : { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ 45 بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ 46 لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ 47 } (37- الصّافّات 45-47) . فهي إذًا خمرٌ لا تُذهِبُ العقلَ ولا تضُرُّ بالبدن .

ومن ناحية القِمار : لم تَرَ الحكوماتُ فيه أيّة خُطورة , فأصبح كلُّ النَّاس يَحلُمون بالثَّروة , وكلُّهم يَلعبُون القمار بأصنافه المختلفة , حتَّى ولو كان ذلك على حساب مصروف البيت والأطفال !

وأمَّا عن الزِّنَا : فاعْتَبرت الأنظمةُ هذا الأمرَ حضارةً وتمدُّنًا , فكانت النَّتيجة أن غرقت مجتمعاتُها في مشاكلَ لها أوَّل وليس لها آخِر , من كثرة حالات الطَّلاق والاغتصاب والقتل , وهروب الشَّباب من مسؤوليَّة الزَّواج , وظهور جمعيَّات للشَّاذِّين جنسيًّا , وأصبح الرَّجلُ يتزوَّجُ الرَّجلَ علَنًا وبعقْد قانوني , والمرأةُ تتزوَّجُ المرأة , ولا غرابة أن نسمع في المستقبل عن زواجٍ بين الأخ وأخته وبين الابن وأمِّه ! فإلى أين نحنُ ذاهبون ؟! إلى أين نحنُ ذاهبون ؟!





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :90  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:57
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


كلمة عن اللّواط



اللّواطُ هو ممارسةُ الرَّجُلِ الجنسَ مع رجُلٍ آخر . وهو شُذُوذٌ يشمئزُّ منه الذَّوقُ السَّليم , ويَتَنَافَى مع الرُّجولة والشَّهامة والشَّرف . لِذَلِكَ , فهو سُبَّةٌ عند جميع شعوب العالَم , يُنعتُ بها مَن كان يَتَّصِفُ بالدَّناءة وسوء الخُلُق .
لا غرابةَ إذًا أن يُحَرِّمَه الإسلامُ تحريمًا شديدًا , ويَتَوَعَّد مَنْ يَقوم به باستحقاق لَعْنَة اللَّه وغضبه وعذابه . فقد روى الإمام أحمد في مُسْنَده عن ابن عبَّاس رضي اللَّه عنه , أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذبحَ لِغَيْر اللَّه , ولَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّر تخُوم الأرض , ولَعَنَ اللَّهُ مَنْ كمه الأعمَى عن السَّبيل , ولَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ والِدَه (وفي رواية : والدَيْه) , ولَعَنَ اللَّهُ مَنْ تَوَلَّى غَيْر مَواليه , ولَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْم لُوط , ولَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْم لُوط , ولَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْم لُوط (ثلاث مرّات) . (مسند الإمام أحمد بن حنبل – الجزء 1 – ص 309 – رقم الحديث 2817) .
وتَعُود تَسْمِيَةُ اللّواط إلى قَوْم النَّبيِّ لُوط عليه السَّلام , الذين تَفَشَّى فيهم هذا الفعْل القبيح , فأخَذَهُم اللَّه بعذاب أليم في الدُّنيا قَبْلَ الآخرة . يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ 160 إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ 161 إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ 162 فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ 163 وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ 164 أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ 165 وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ 166 قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ 167 قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ 168 رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ 169 فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ 170 إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ 171 ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ 172 وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ 173 إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ 174 وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ 175 } (26- الشّعراء 160-175) .
ولا تغترَّ يا ابني الكريم بِمَا يَسُوقه الذين يُمارسُون اللّواط مِن مُبَرِّرات , مِن أنَّ الميَلان إلى نفس الجنس هو شيءٌ غريزي في الإنسان , وأنَّه يَتفاوتُ مِن شخص لآخر , وبالتَّالي فإنَّ مَيلان الرَّجُل إلى رجل آخر ورغبته في الزَّواج منه هو شيء طبيعي , تَمامًا مثلما يُحبُّ الرَّجُلُ امرأةً ثمَّ يتزوَّجها !
فحتَّى لو سَلَّمْنَا بأنَّ هذه الغريزة موجودةٌ فعلاً في الإنسان , فَهل يَعني هذا أن نَنْقاد لها ؟! وماذا إذًا عن الذي يجدُ في نفسه مَيْلاً شديدًا لِمُمارسة الجنس مع أخته أو أمِّه , أو لِتَذَوُّق المخدّرات ؟ هل نسمحُ له بالانقياد لِشَهواته ؟!
طبعًا لا نسمحُ له بذلك , لأنَّنا لو فعَلْنا لَما بَقيَ هناك أسرة ولا مجتمع ولا مبادئ ولا قِيَم , ولَأَصبح العالَمُ يعيشُ في فَوضَى لا حدود لها .
إنَّ الغرائز البَشريَّة هي حقيقةٌ لا يُمكنُ تَجَاهُلها , ولكن عِوَضَ الانقياد لها والوقوع في الشُّذُوذ , يجبُ على العكس تهذيبها والتَّحكُّم فيها من ناحية , والضَّرب على أيدي الشَّاذِّين من ناحية أخرى , حتَّى لا يغرقَ الجميع .
ويومَ اعترفَت المجتمعاتُ الغربيَّة بالشُّذوذ الجنسي , أنَّه حالةٌ طبيعيَّة في المجتمع , وسَمحتْ للشَّاذِّينَ بالدِّعاية لِشُذُوذهم في وسائل الإعلام , أصبحَ هؤلاء يُطالبُون بالزَّواج في الكنيسة , وبتَبَنِّي أطفالٍ لِتَربِيَتهم , وبالتَّمتُّع بكلِّ الحقوق الاجتماعيَّة التي يتمتَّع بها المتزوِّجون .
سُبحان اللَّه ! هل ترضَى سيِّدي أن تتزوَّج من امرأة وتُنجب لك أطفالاً , ثمَّ تُعطيهم لهؤلاء الشَّاذِّين لِتَربِيَتهم أو حتَّى لِمُجرَّد حراسَتهم لبضع ساعات في بيتك حتَّى تعود ؟! طبعًا لا ترضَى , لأنَّك لا تَأمَنُ أبدًا على أطفالكَ أن يعتدي عليهم هؤلاء .. جنسيًّا !

نعم , إنَّهم شاذُّون فعلاً عن الفطرة السَّليمة وعن الذَّوق السَّليم , وإنَّ الذي نراه اليوم من انتشارٍ كبير لِمَرض السِّيدا (أو الإيدز) ومن ظُهور لِأمراض أخرى جديدة لم تَظهرْ في الماضي , مثل جنون البقر , لَهُو عقابٌ من اللَّه تعالى لَنَا بسبب سماحنا بهذا الشُّذُوذ ! فَمَتَى سنَعْقِلْ ؟! مَتَى سنَعْتَبِرْ ؟!
روى ابنُ ماجه في سُنَنه عن عبد اللَّه بن عُمَر رضي اللَّه عنه , قال : أقبلَ علينا رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , فقال : يا مَعْشَر المهاجرين , خَمْسٌ إذا ابْتُلِيتُم بهنَّ , وأعوذُ باللَّه أن تُدْركُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَر الفاحشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حتَّى يُعْلِنُوا بها , إلاَّ فَشَا فيهم الطَّاعُون والأوجاعُ التي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ في أسْلافِهم الذين مَضَوْا , ولم ينْقصُوا المكْيَالَ والميزان إلاَّ أُخِذُوا بالسِّنين وشِدَّة المئُونَة وجُور السُّلْطان عليهم , ولَمْ يَمْنعُوا زكاةَ أموالهم إلاَّ مُنِعُوا القطْرَ (أي المطَر) من السَّماء , ولولاَ البَهائم لَمْ يُمطَرُوا , ولَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّه وعَهْدَ رسوله إلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عليهم عَدُوًّا من غَيْرهم فأخَذُوا بعضَ ما في أيْديهم , وما لَمْ تَحْكُم أئِمَّتُهم بكتاب اللَّه ويَتَخَيَّرُوا ممَّا أنزلَ اللَّه , إلاَّ جعلَ اللَّهُ بأسَهُم بينهُم . (سنن ابن ماجة – الجزء 2 – ص 1332- رقم الحديث 4019) .
واللَّهِ إنَّ هذا الحديث لَهُو مُعجزةٌ من المعجزات التي أيَّد اللَّهُ بها نبيَّه محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ! فقد شاعت الفاحشةُ فعْلاً في عصرنا الحالي , وأصبح النَّاسُ يُمارسُون الزِّنا واللّواط في كلِّ مكان وكأنَّه أمرٌ عادي , ويتبجَّحون بذلك عَلَنًا ! فكانت النَّتيجة أن ظهر مرض السِّيدَا (أو الإيدز) , وهو ما يُسمَّى بطاعُون العصر الذي لَمْ يَظْهَر في الأُمَم السَّابقة , وفَشَا فعْلاً في المجتمعات التي شاعت فيها الفاحشة .
والسِّيدَا هو مرضٌ يُصيبُ جهاز المَناعة لَدَى الإنسان , ويتسبَّبُ فيه فيروس (Vérus) يُهاجم كُرَيَّات الدَّم البَيْضاء التي مُهمَّتُها التَّصدِّي للجراثيم والميكروبات , فيُدَمِّرها واحدةً بعد الأخرى , ويَفقدُ الجسمُ بذلك أهمَّ وسائله الدِّفاعيَّة , فيُصبحُ بعد ذلك عاجزًا عن مقاومة الأمراض التي كان يستطيعُ التَّغلُّب عليها في الظُّروف العاديَّة , وتتدهور صحَّةُ المريض شيئًا فشيئًا حتَّى يموت .
وقد كان عدد المصابين بالسِّيدَا لا يتجاوز العشرات عند ظهوره سنة 1979 م , ثمَّ أصبح سنة 2000 م يُعَدُّ بعشرات الملايين ! فهو ينتشرُ بسُرعة مَهُولة , خاصَّة في صفوف الذين يُمارسُون اللّواط . وتنتقل العدوى من شخص مُصاب إلى شخص سليم إذا وقع بينهما اتِّصالٌ جنسيّ أو نقل دَم . ويُمكنُ أن تنتقل العدوى من الأمِّ المصابة إلى جنينها في فترة الحمل . لهذا نسمع اليوم بنساء وأطفال مُصابين بالسِّيدَا , بالإضافة إلى الرِّجال .
هذه إذًا نتائج الشُّذوذ الجنسي , وهذا جزاء مَنْ يُعلنُ الحرْبَ على اللَّه ! وطالَما لم يَفهم الإنسانُ أنَّ مرض السِّيدَا هو عقابٌ من عند اللَّه , فلنْ تنفعه بُحُوثُه ولا تظاهراته ولا احتجاجاته للتَّصدِّي لهذا المرض .
نعم , إنَّه عقابٌ إلهي , ولَنْ يرفع اللَّهُ عقابه إلاَّ إذا تحرَّكت المجتمعات لِمُحاربة اللّواط وكلّ أنواع الشُّذوذ الجنسي , وللتَّشنيع علَنًا بِالشَّاذِّين ! اللَّهُمَّ هل بَلَّغْت ؟! اللَّهُمَّ فاشْهَدْ .





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
الأنبياء؟!, الإسلام, تعتنق


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
أخت زوجة توني بلير تعتنق الإسلام Ahmed_Negm ركن المسلمين الجدد 9 19.12.2010 19:15
امرأة اسكتلندية تعتنق الإسلام تأثرا بصلاة القيام تلميذة السيف البتار ركن المسلمين الجدد 2 28.08.2010 18:30
فتاة يهودية تعتنق الإسلام ابو مصطفى ركن المسلمين الجدد 3 07.08.2010 10:47
ناشطة سلام يهودية تعتنق الإسلام أمــة الله ركن المسلمين الجدد 2 18.06.2010 11:14
أشهر فنانات فرنسا تعتنق الإسلام!! زهراء ركن المسلمين الجدد 3 11.01.2010 22:36



لوّن صفحتك :