فن التعامل النبوي مع غير المسلمين.. كتاب جديد للدكتور راغب السرجاني

[نوران]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قصة الإسلام

إن المهمة الجليلة التي يجب أن يضعها المسلمون نُصب أعينهم على الدوام هي إبراز مواطن العظمة والكمال في الدين الإسلامي، وفي حياة النبي محمد

.. إننا نحتاج أن نتحدث عن أنفسنا بأنفسنا، وأن نكتب عن أخلاقنا بأقلامنا، وأن نتحدث عن رسولنابألسنتنا؛

إذ إنَّ جُلَّ من يُحاربنا لا يعرفنا، وغالب من يكرهنا لم يَطَّلِع على حقيقة أمرنا.

وإن الناظر إلى ما تحتويه بعض المكتبات العملاقة في أوربا وأمريكا من الكتب التي تتحدث عن الإسلام أو عن رسولناباللغة الإنجليزية،

ليجد العشرات بل المئات، ولكن -يا للأسف- معظمها كُتبت بأيدٍ غير مسلمة!..

فقليل أنصف ودافع، وكثيرٌ ظَلَمَ وجَحَدَ وكَذَّبَ وافترى..

أين المسلمون؟!

أليس من ميادين الجهاد العظيمة أن يُكتب عن دين الإسلام

وعن رسوله ما يشرح الجمال والكمال والجلال لعباد الله أجمعين؟!

ألا يجب أن نغطي هذا المجال من كل جوانبه وبكل تفصيلاته؟!

ألا يجب أن نصل إلى الشعوب المسكينة التي أعماها الجهل، وغطَّى الرانُ على قلوبها،

فما رأت عظمة الإسلام وأخلاقه وتشريعاته؟!

ألا يجب أن تُترجم كل هذه الفضائل إلى كل لغات العالم المشهورة وغيرها؛

حتى نقيم حجة الله تعالى على خلقه؟

قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4].

ألا نشعر بالحرج ونحن نرى "عموم الناس" يعيشون في حياتهم ليأكلوا ويشربوا ويتمتعوا فقط،

وهم عن عبادة ربهم غافلون؟!

ألن يحاسبنا ربنا عن الملايين الذين زهدوا في الإسلام، وكرهوا رسولنا لأنهم :

لم يسمعوا عنه إلا من وسائل الإعلام اليهودية وما شابهها،

ولم يقرءوا عنه إلا بأقلام المغرضين والملحدين؟!

إن المهمة بعدُ ثقيلة، والتبعية جِدُّ عظيمة..

إن العالم يحتاج لكمال شريعتنا، ويفتقر إلى قيادة رسولنا، وليست مهمة البلاغ بالهينة؛ فالأعداء متربصون،

وإبليس لا يهدأ، والمعركة على أشدها، ومع ذلك فنُصْب أعيننا قول ربنا يُثَبِّتَ قلوبنا، ويرسخ أقدامنا:

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].


تابعوا معنا جزاكم الله خيرا

للمزيد من مواضيعي