الإسلام شرطٌ لدخول الجنَّة
نعم , وكم ستكون كبيرة خيبةُ أمل النَّصارى واليهود وكلّ مَن أشرك شيئًا آخر مع اللَّه أو عبدَ غيره , وكم ستكون حسرتُهم عظيمة يوم القيامة عندما يُذهبُ بهم إلى النَّار , وقد كانُوا يَظنُّون أنَّهم سيُقابَلُون بالحفاوة والتَّكريم والجنَّة ! يقول اللَّه تعالى : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ 39 } (24- النّور 39) .
ويقول تعالى : { مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ 18 } (14- إبراهيم 18) .
ويقول تعالى : { يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا 22 وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا 23 } (25- الفرقان 22-23) .
وهذا لا يتنافَى مع ما ذكرناهُ سابقًا من أنَّ الكُفَّار سيُجازَون على عملهم الصَّالح , إمَّا في الدُّنيا أو في الآخرة . لكنَّ هذه الآيات تُبيِّن أنّ عملَهم هذا لَن يَشفع لهم لدخُول الجنّة . وكم ستكونُ خيبةُ أملِهم كبيرة لأنَّهم كانُوا يَنتظرون أن يُستقبَلُوا بالحفاوة والتَّكريم والمدح , تقديرًا لِمَا فعلُوا في الدُّنيا من أعمال خيريَّة أو خدمات لصالح الوطن أو غير ذلك , فوَجدُوا عكس ذلك تمامًا , ثمَّ انتهى بهم المطاف إلى الخلود في النَّار !