رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ![]() الحمد لله كما امر واصلي واسلم على سيد الخلائق والبشر سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الشبهة يدعي الرجل ان الاسلام اباح الكذب وان بطرق ووسائل متعددة واستدل على كلامه بحديث المعاريض مندوحة من الكذب ليشرحه ويفسره على هواه دون الرجوع للمصادر الاسلامية الصحيحة في بيان حكم المعاريض الشرعي والفقهي . يقول :
القاري لشبهتك ليتبين جليا ماهو المقصود بالمعاريض الذي حسبته انت كذبا من جهلك في االالمام باحكام المعاريض ( التورية ) الشرعية . ولكي نرد على هذه الشبهة الواهية بحول الله وقوته علينا اولا ان نعرف ماهو المقصود بالمعاريض ؟ المعاريض : أن يقول القائل كلاماً يظهر منه معنى يفهمه السامع ولكن القائل يريد معنى آخر يحتمله الكلام ، كأن يقول له ليس معي درهم في جيبي فيُفهم منه أنّه ليس معه أي مال أبداً ، ويكون مراده أنه لا يملك درهماً لكن يملك ديناراً مثلاً ، ويسمى هذا الكلام تعريضاً أو تورية . ملاحظة: أن لا يكون فيها إبطال حق ولا إحقاق لباطل والتورية (المعاريض ) لاتكون الا لسبب شرعي وجيه كرفع ظلم مثلا او رد خوف او ضرر قد يصيب الانسان منه شي من ذلك اذا قيلت الحقيقة او احقاق حق او اصلاح بين الناس ، على الايكون ذلك ابطالا لحق من الحقوق او ظلم لانسان . يقول ابن حجر رحمه الله : وَمَشْرُوعِيَّة الْمَعَارِيض الْمُوهِمَة إِذَا دَعَتْ الضَّرُورَة إِلَيْهَا . وَشَرْط جَوَازهَا أَنْ لَا تُبْطِل حَقًّا لِمُسْلِمٍ . يقول الامام النووي رحمه الله : قال العلماء : فإن دعَت إلى ذلك مصلحة شرعيَّة راجحة على خداع المخاطب ، أو دعت إليه حاجة لا مندوحة عنها إلا بالكذب : فلا بأس بالتعريض ، فإن توصل به إلى أخذ باطل أو دفع حق فيصير حينئذ حراماً ، وهذا ضابط الباب . وكذا قال ابن تيمية رحمه الله إلى تحريم التعريض لغير حاجة أو مصلحة . وفي كتاب فيض القدير : فيه إرشاد إلى إخفاء القبيح والتورية بما هو أحسن ولا يدخل في الرياء بل هو من التجمل واستعمال الحياء وطلب السلامة من الناس ومشروعية الحيل التي يتوصل بها إلى مصالح ومنافع دينية بل قد يجب إن خيف وقوع محذور لولاه . وما جاء من الإباحة في هذا المراد به التورية , واستعمال المعاريض , لا صريح الكذب , مثل أن يعد زوجته أن يحسن إليها ويكسوها كذا , وينوي إن قدر الله ذلك . وحاصله أن يأتي بكلمات محتملة , يفهم المخاطب منها ما يطيب قلبه . وإذا سعى في الإصلاح نقل عن هؤلاء إلى هؤلاء كلاما جميلا , ومن هؤلاء إلى هؤلاء كذلك وورى وكذا في الحرب بأن يقول لعدوه : مات إمامكم الأعظم , وينوي إمامهم في الأزمان الماضية : أو غدا يأتينا مدد أي طعام ونحوه او لرفع ظلم عن احد او رد حق من الحقوق او احقاقه . هذا من المعاريض المباحة . وفي اغاثة اللهفان لابن القيم رحمه الله امثلة على المعاريض : (1) ذكر عن (حماد) -رحمه الله- أنه إذا أتاه من لا يريد الجلوس معه قال متوجعا: ضرسي، ضرسي، فيتركه الثقيل الذي ليس بصحبته خير. (2) وأحضر (سفيان الثوري) إلى مجلس الخليفة المهدي فاستحسنه، فأراد الخروج؛ فقال الخليفة: لا بد أن تجلس، فحلف الثوري على أنه يعود فخرج وترك نعله عند الباب، وبعد قليل عاد فأخذ نعله وانصرف فسأل عنه الخليفة فقيل له أنه حلف أن يعود فعاد وأخذ نعله. (3) وكان الإمام (أحمد) في داره ومعه بعض طلابه -منهم المروذي- فأتى سائل من خارج الدار يسأل عن المروذي، والإمام أحمد يكره خروجه؛ فقال الإمام أحمد: ليس المروذي هنا، وما يصنع المروذي ها هنا؟ وهو يضع إصبعه في كفه ويتحدث -لأن السائل لا يراه-. ومن أمثلة التورية أيضا: (1) لو سألك شخص: هل رأيت فلانا؟ وأنت تخشى لو أخبرته أن يبطش به: فتقول: ما رأيته، وأنت تقصد أنك لم تقطع رئته! وهذا صحيح في اللغة العربية. أو تنفي رؤيته وتقصد بقلبك زمانا أو مكانا معينا لم تره فيه. (2) وكذلك لو استحلفك أن لا تكلم فلانا: فقلت: والله لن أكلمه، وأنت تعني أي لا أجرحه؛ لأن الكلم يأتي في اللغة بمعنى الجرح. (3) وكذلك لو أرغم شخص على الكفر وقيل له: اكفر بالله: فيجوز أن يقول: كفرت باللاهي -يعني اللاعب-! «إغاثة اللهفان»/ (ابن القيم): (1/ 381 وما بعدها، 2/ 106-107)، انظر بحثا في "المعاريض" في «الآداب الشرعية»/ لابن مفلح: (1/ 14). فكيف يستقيم هذا الامر مع الكذب وحكمه معروف وطرقه مشهورة ؟ ثم لم نرى يوما ان الكذب احق حقا او رد مظلمة او رفع ظلما فكيف تشبهه بالكذب ؟ هذا والله من التضليل والبهتان . يتبع ... المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
إباحة, الإسلام, المعاريض, الرد, الكذب, شبهة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
الرد على شبهة الحية التي تسقط الولد وتذهب البصر ... شبهة أم إعجاز! | د/مسلمة | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 5 | 28.08.2010 11:21 |