رقم المشاركة :10 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الآية الرابعة . البقرة ( 183)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) يخاطب الله تعالى عباده المؤمنين الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه فيبين لهم ما فرض عليهم حيث قال تعالى " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ " أي فرضتُ عليكم الصيام فما هو الصوم؟ الصوم شرعاً : هو الإمساك عن المفطرات مع إقتران النية به من طلوع الشمس إلى غروبها بنية خالصة لله ، واجتناب المحظورات وإجتناب المحرمات قال صلى الله عليه وسلم " مَنْ لَمْ يَدَع قَوْل الزُّور وَالْعَمَل بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَة فِي أَنْ يَدَع طَعَامه وَشَرَابه " أخرجه البخاري في الجامع الصحيح ولما كان للصوم من فضل عظيم لأنه يمنع من ملاذ النفس وشهواتها مالا تمنع به العبادات الأخرى ولأنه عبادة سرية بين العبد وربه للنفوس زكاة وطهارة وتنقية من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة قال صلى الله عليه وسلم " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي به ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " أخرجه البخاري في الجامع الصحيح وقال " من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ." أخرجه البخاري في الجامع الصحيح قال الشيخ العثيمين رحمه الله فى قوله " كما كتب على الذين من قبلكم " فيه ثلاث فوائد :- 1 - أن الله يحب الصوم لذلك فرضه على جميع الأمم 2 - أن الله لم يترك خيرا إلـَّا دل الأمة عليه فالصيام خير وفرضه على السابقين فدلنا على هذا الخير 3 - الصيام فيه مشقة فهو لم يفرضه علينا وحدنا للمشقة وإنما اشترك فيه الذين من قبلنا "كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ "أي إسوة حسنة بمن كان قبلكم من الأمم السابقة - على احتمال أن يكون المقصود هم اليهود والنصارى فقط - وعلى سبيل التمثيل أخرج البخاري في الجامع الصحيح " لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، واليهود تصوم عاشوراء ، فسألهم فقالوا : هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نحن أولى بموسى منهم ، فصوموه ) . " " حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه ، قالوا : يا رسول الله ! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإذا كان العام المقبل إن شاء الله ، صمنا اليوم التاسع . قال : فلم يأت العام المقبل ، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . " أخرجه مسلم في المسند الصحيح وأيضاً صيام داوود عليه السلام أخرج البخاري في الجامع الصحيح " أن عبد الله بن عمرو قال : أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول : والله لأصومن النهار ، ولأقومن الليل ما عشت . فقلت له : قد قلته بأبي أنت وأمي ، قال : فإنك لا تستطيع ذلك ، فصم وأفطر ، وقم ونم ، وصم من الشهر ثلاثة أيام ، فإن الحسنة بعشر أمثالها ، وذلك مثل صيام الدهر . قلت : إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : فصم يوما وأفطر يومين قلت إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : فصم يوما وأفطر يوما فذلك صيام داود عليه السلام ، وهو أفضل الصيام . فقلت : إني أطيق أفضل من ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا أفضل من ذلك . " " لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" قال القرطبي " " لَعَلَّ " تَرَجٍّ فِي حَقّهمْ , كَمَا تَقَدَّمَ . و " تَتَّقُونَ " قِيلَ : مَعْنَاهُ هُنَا تَضْعُفُونَ , فَإِنَّهُ كُلَّمَا قَلَّ الْأَكْل ضَعُفَتْ الشَّهْوَة , وَكُلَّمَا ضَعُفَتْ الشَّهْوَة قَلَّتْ الْمَعَاصِي وَهَذَا وَجْه مَجَازِيّ حَسَن . وَقِيلَ : لِتَتَّقُوا الْمَعَاصِي , وَقِيلَ : هُوَ عَلَى الْعُمُوم , لِأَنَّ الصِّيَام كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام : ( الصِّيَام جُنَّة وَوِجَاء ) وَسَبَب تَقْوَى ; لِأَنَّهُ يُمِيت الشَّهَوَات ." |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
آمَنُوا, أَيُّهَا, الَّذِينَ |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|