فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة

[نوران]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلمت يداك حبيبتي الغالية

قرأت قصة رواها طبيب أمراض نساء أقام بالكويت في زمن الغوص

القصة عن فتاة وحيدة والديها اتفق أبوها مع عمها أن تتزوج إبن عمها

سافر الأب والعم للغوص وموسم الغوص طويل ومرير

عاد الأب بعد شهور وهو يمني النفس بأسعد أيامه يوم زواج وحيدته التي يرجو أن يحمل أبناءها بين يديه

مر اليوم الأول في سعادة باجتماع شمل الأسرة واستقبال المهنئين بسلامة العودة

لكن في اليوم التالي أتى ضيف جلس مع الأب قليلا ثم خرج وإذ بالأب يصرخ على زوجته أن جهزي بنتك وودعيها فلن تريها ثانية

فزعت الأم وسألت عن السبب فأخبرها أنها أم مهملة ومتهاونة وأن أبنتها لا دين ولا أمانة لها وأنها جلبت العار لعائلتها كلها ولم تحافظ على شرفها

كانت البنت تسمع ما يقال في رعب

بكت وصرخت وهي تقسم أنها طاهرة عفيفة لم يمسسها بشر

فنظر الأب إلى بطنها وأقترب ليضربها عليها ضربة موجعة سقطت منها الفتاة على الأرض وكان يصرخ ما هذا ؟

من وسط النحيب والدموع أتى صوت الفتاة راجية أباها وهي تقول والله يا أبي انتفخت ولا أدري السبب

أبي أتوسل إليك أنا تربيتك ووحيدتك ولم أخذلك أو أعصي أمرك مرة واحدة

وأنت تعلم تنافس الشباب علي خطبتي -- لطيب سمعتي وحسن تربيتك لي -- ولم أرض إلا بمن أخترته أنت لي

هل تسمح أقولك على حل يرضيك ويحفظ على العائلة سمعتها الطيبة وشرفها ومجدها التليد

كان الأب يتمنى أن يجد حلا لذا هز رأسه بالموافقة

قالت البنت سوف أرتدي ثيابي وآتيك بالشفرة التي ستذبحني بها وأخرج معك لكن لي طلب واحد فقط قبل أن تقتلني

أن تمر المستشفي وتعرضني على الطبيبة لتخبرك هل أنا حامل أم لا ؟

فورا وافق الأب وفعلا اصطحب أبنته للمستشفى

وأتى الفحص البنت بكر لم يمسسها بشر

وبالطبع ليست حامل

ولكنها تعاني من ورم استدعى إجراء جراحة لها لإزالته


وبعد تمام الشفاء احتفلت العائلة بزواج الفتاة الطاهرة العفيفة التي كانت ستقتل بسبب وشاية

منأين أتى الواشي بوشايته من زوجته جارة العائلة كانت تأتي إليهم في غياب أبيهم

فلاحظت في الأيام الأخيرة قبل عودة الأب أن بطن البنت منتفخة

فوسوس لها الشيطان أن الفتاة حامل

وألقت بظنِّها إلى زوجها الذي صبه في أذن الزوج على أنه يقين

وأن سمعو بنته والعائلة والقبيلة صارت بالوحل جراء حمل ابنته قبل الزواج

ولولا لطف الله ودفع الفتاة لأبيها ليتثبت لقتلت فتاة كانت حديث كل بيت لأدبها وعلمها وفضل عائلتها وحلم كل شاب أن يفوز بها

هذه القصة التي كانت حديث الكويت في الخمسينات سجلها الدكتور حسان حتوت - طبيب النساء والولادة - في دفتر ذكرياته لكن بإسلوب أدبي رشيق لا يمكن لمثلي محاكاته


بارك الله فيك حبيبتي في الله وجزاك خيرا على هذا الموضوع الهام

للمزيد من مواضيعي