![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الوصية السابعة : (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون) لقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين، الذين يدخلون الجنَّة خالدين فيها، فذَكَر من صفاتهم الاستغفارَ وقت الأسحار، قال تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 17]، الغفور والغفار وغافر الذنب من أسماء الله تعالى وقد ورد ذكرها في كتاب الله قال الله تعالى ذكره: (إن الله غفور رحيم) وقال سبحانه: (ألا هو العزيز الغفار) وقال عز من قائل : (غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب) وكلها تدور حول حروف الغين والفاء والراء (غ ف ر) وهي كما قال ابن فارس في مقاييسه تدور حول معنى ( السِّتر ) فالغفر: هو الستر ومنه المغفر (ما يقي الرأس في الحروب) (الخوذة) ويؤخذ منها معنى أن الله تعالى يستر عباده ويقيهم شر الذنوب كما أن المغفر يقي الرأس شر ضربات السيوف. والغفر: الإصلاح فغفران الذنوب إصلاحها ومعنى اللهم اغفر لي أي : يا الله أصلح لي ذنبي. ومنه الغفارة : وهو نبات تداوى به الجروح . ومن ثم فإن مغفرة الله لعباده ما وهبهم من أسف على ما فعلوه من المعاصي حتى يذهب ما في نفوسهم من أثر ألم المعاصي التي تجرح الروح المؤمنة. وسِتر الله على عباده يكون بـ: · بالعفو عنهم فاسم (العَفًو) من أسماء الله تعالى فهو المشعر بمحو الظلمة وقد قرن الله تعالى بين عفوه ومغفرته في قوله جل شأنه (إن الله لعفو غفور) · و بتغطية القبيح من صفاتهم حتى يأذن سبحانه بتوبته عليهم. وعليه فأسماء الله تعالى وصفاته كالغفور والغفار والتواب وغافر الذنب تتضمن الصبر والحلم وكرم الذات والصفات والاستغفار: التوبة من التقصير في شكر النعمة. فالغفور والغفار : فعول وفعَّال من المبالغة في المغفرة فهو سبحانه السِّتير على عباده المتجاوز عن خطاياهم ، المبالغ في الستر والإمهال غير مستعجل بعقوبتهم بل يمهلهم ويسترهم ، فهو يسترهم في الحال والمآل فلا يشهر في الدنيا ولا في الآخرة، وانظر معي وتدبر هذا الحديث العظيم الذي ثبت عند البخاري ومسلم عن ابن عمر – رضي الله عنهما - (قال: سمعت رسول الله ( يقول في النجوى: "يدنى المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه - أي يستره من الخلائق - فيقرره بذنوبه, فيقول هل تعرف؟ فيقول: رب أعرف, قال فيقول: إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم, قال: فيعطى صحيفة حسناته, وأما الكفار والمنافقون, فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على الله" أخرجه البخاري، وقال في آخره: (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين( [هود: 18]. فانظر إلى قوله: (فيضع عليه كنفه) ذلك حتى لا يتبين للناس حينما يذكّر بذنوبه تغير الوجه، فإنه يتغير وجهه عندما يرى أنه قد هلك حتى يبشره ربه جل وعلا بمغفرته وستره له. وما جعل الله لهذا مثل هذه الكرامة الأخروية إلا استغفاره وتوبته ، فكم من آية في كتاب الله مدح الله فيها المستغفرين وأثنى عليهم خير الثناء قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) وكم من حديث ثابت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو سيد المستغفرين من غير ذنب ولكنه لما علم أن الاستغفار عبادة يحبها الله من عباده أكثر منها تقربا إلى الله تعالى. بل وقد علمنا أعظم كلام نستغفر به الله فعن شَدَّادِ بْنِ أَوسٍ - رضي الله عنه - ، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إلهَ إلاَّ أنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وأبُوءُ بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ . مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي ، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ ، وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ ، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ )) . للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الوصايا العشر بين يدي رمضان جمع وترتيب (أبو أنس – أمين بن عباس)
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
ابن عباس
المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
(أبو, لأجل, وتربية, الوصايا, العصر, رمضان, عباس) |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
اغتنم العشر الأواخر من رمضان ؟؟ | أم جهاد | رمضان و عيد الفطر | 4 | 02.05.2021 00:31 |
جمع القران .. في مراحله التاريخية من العصر النبوي إلى العصر الحديث | نور اليقين | القرآن الكـريــم و علـومـه | 4 | 07.10.2010 21:35 |
ندوة (¯`بين يدي رمضان´¯) د/ محمد إسماعيل المقدم ، د/ سعيد عبد العظيم | queshta | قسم الصوتيات والمرئيات | 5 | 27.07.2010 09:18 |
بطاقات العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر | هِداية | رمضان و عيد الفطر | 1 | 07.09.2009 10:23 |
بين يدي رمضان | خادم المسلمين | رمضان و عيد الفطر | 5 | 22.08.2009 00:40 |