|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() قال تعالى:{ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد } قال: أبو الحسن الماوردي في كتابه النكت والعيون وهذه البشرى من عيسى تتضمن أمرين : أحدهما : تبليغ ذلك إلى قومه ليؤمنوا به عند مجيئه ، وذلك لا يكون منه بعد إعلام الله له بذلك إلا عن أمر بتبليغ ذلك إلى أمته . الثاني : ليكون ذلك من معجزات عيسى(1) عند ظهور محمد صلى الله عليه وسلم،وهذا يجوز أن يقتصر عيسى فيه على إعلام الله له بذلك دون أمره بالبلاغ . وفي تسمية الله له بأحمد وجهان : أحدهما : لأنه من أسمائه فكان يسمى أحمد ومحمداً (2)قال حسان : صلى الإله ومن يحف بعرشه ... والطيبون على المبارك أحمد الثاني : أنه مشتق من اسمه محمود ، فصار الاشتقاق اسماً ، كما قال حسان : وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد(3) ــــــــــــــــــــــ (الهامش) (1) ... فظهور نبوته تصديق لنبواتهم وشهادة لها بالصدق فإرساله من آيات الأنبياء قبله وقد أشار سبحانه إلى هذا المعنى بعينه في قوله (جاء بالحق وصدق المرسلين ) فإن المرسلين بشروا به واخبروا بمجيئه، فمجيئه هو نفس صدق خبرهم، فكأن مجيئه تصديقا لهم إذ هو تأويل ما اخبروا به ولا تنافي بين هذا وبين القول الآخر أن تصديقه المرسلين شهادته بصدقهم وإيمانه بهم فانه صدقهم بقوله ومجيئه فشهد بصدقهم بنفس مجيئه وشهد بصدقهم بقوله ومثل هذا قول المسيح (ومصدقا لما بين يديه من التوراة وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد) فان التوراة لما بشرت به وبنبوته كان نفس ظهوره تصديقا لها ثم بشر برسول يأتي من بعده فكان ظهور الرسول المبشر به تصديقا له كما كان ظهوره تصديقا للتوراة فعادة الله في رسله ان السابق يبشر باللاحق واللاحق يصدق السابق فلو لم يظهر محمد بن عبد الله ولم يبعث لبطلت نبوة الأنبياء قبله والله سبحانه لا يخلف وعده ولا يكذب خبره ... وانظر [هداية الحيارى لابن قيم الجوزية ] (2)لأنّ صفاته، عليه الصلاة السلام، تستجلب الحمد في أقوى صوره، وأجلاها، وأفضلها. فهو إذن يُحمدُ أكثر من غيره، لأن صفاته تجعله يُحمد من الناس أكثر. أمّا ( محمّد) فدال على كثرة حمد الحامدين إيّاه. وعليه فإذا قصدنا بالاسم الصفة الذاتيّة، التي تدفع الناس إلى حمده، عليه السلام، فهو (أحمد)، أمّا إذا نظرنا إلى ردّة فعل الناس عندما يصفونه، عليه السلام، بما يليق بصفاته، فإنّه يكون عندها محمداً. فهو، عليه السلام، أحمد في ذاته، ومحمّد ومحمودُ من قبل الناس. ... وذلك لما يتجلى فيها من صفات حميدة، هي شخصية الرسول، عليه السلام، فهو أحمد من غيره على مدى التاريخ البشري وإلى يومنا هذا. فتبشير عيسى، عليه السلام، كان برسول يأتي من بعده، صفته أنّه أحمد من غيره. ... انظر قوله تعالى :" اسمه المسيح عيسى ابن مريم ". ثم انظر قوله تعالى:" إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميّا " وانظر قوله تعالى:" فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحق يعقوب ". ويعقوب، عليه السلام، هو أيضاً في القرآن الكريم إسرائيل، كما أنّ يونس، عليه السلام، هو أيضاً ذو النون، وإدريس، عليه السلام، فيما يرجحه بعض المفسرين هو إلياس، ومحمد، عليه السلام، هو أحمد. وانظركتاب من أسرار الأسماء (3)وهنا يلزمنا الرد على إشكال أثاره كثير من جهلة المستشرقين فاسم الرسول صلى الله عليه وسلم محمد، والآية تقول: { وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد } ، فكيف يدفع الإشكال بين هذا وذاك؟ وأمثل ما قيل في هذا لدفع الإشكال: هو ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر، وأنا العاقب )، فقد ذكر الله سبحانه نبينا محمداً عليه الصلاة والسلام في كتابه العزيز باسم محمد وباسم أحمد، { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ } [الفتح:29]. وأحمد: من الحمد، أي: أحمد الناس لربهم، وأكثرهم حمداً لربهم هو عليه الصلاة والسلام محمد. ومحمد بمعنى: محمود يحمده غيره، فتحمده الملائكة في الملأ الأعلى، ويحمده من آمن به عليه الصلاة والسلام، فالمادة واحدة، فأحمد من: أحمد الناس لربهم سبحانه، ومحمد من: المحمود، وهو المحمود ممن آمن به، ومحمود من ملائكة الله عليهم السلام. فلا إشكال؛ فأحمد هو محمد كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، وكما قال ربنا سبحانه. وراجع سلسلة التفسير لشيخنا مصطفى العدوي ( شرائط ) والحاصل: أن محمداً وأحمد كلاهما اسم للنبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين عن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب". وقد جاء الإنجيل مبشراً برسول الله صلى الله عليه وسلم باسم محمد وباسم أحمد ،ففي إنجيل يوحنا الموجود حاليا ( يوحنا 14 : 16 : 15 : 26 و 16 : 7 ) تأتي كلمة " كومفورتر " ( Comforter ) في النسخة الإنجليزية ( والتي تترجم في التراجم العربية بـ " المعزى " ) عوضا عن الكلمة اليونانية " باراكليتوس " ( Paracletos ) التي تعني " المحامي " أو " المؤيد " أو " الشفيع " ( Advocate ) " الذي يُدعى لمساعدة أو معاونة ( إنسان ) آخر ، الصديق أو الولي الودود الحنون " . وهذه الترجمة مفضلة عن ترجمتها بـ " المعزى " . ويؤكد علماء(حاصلون على درجة الدكتوراة في الأدب والفلسفة ) أن كلمة " باراكليتوس " ( Paracletos ) تفسير خاص محرف أو قراءة محرفة لكلمة "بيريكليتوس " ( Periclytos ) . ومعناها المستوجب للحمد وأنه كان هناك في القول الأصلي لعيسى نبؤة خاصة بنبينا الكريم " أحمد " بالإسم . وحتى لو قرأناها " باراكليت " ( بارقليط أو فارقليط " ( Paraclete ) ، فإنها تشير إلى النبي الكريم ونجد في إنجيل ( يوحنا 15 : 26) : " ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معي من الابتداء ... فنجد في اللغة اليونانية أن كلمة " المعزي " المذكورة في إنجيل يوحنا هي باللغة اليونانية (بارقليط) ، وهذه الكلمة لها أربع معان هي : المعزي- المحمد- المحمود- الماحي .وقد تقدم الكلام عليها بفضل وحده. وينصر الله نبيه وتأمل معي :- لقد استعمل كتبة الأناجيل كلمة المعزي ، لماذا ؟ إنهم يمكرون ، { وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } . وليكن. لكنها تعني في الحقيقة : المواسي . إن من الواضح لكل الباحثين عن الحق بإخلاص أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو " الباركليت " الموعود ( The Promised Paraclete ) أو المعزى ( Comforter ) ، المسمى أيضا على سبيل التخيير بالمساعد أو المعين ( Helper ) والمحامي أو المؤيد أو الشفيع ( Advocate ) والناصح ( الأمين ) أو المشير ( Counsellor ) .. إلخ المذكور في نبؤات عيسى ( عليه السلام ) في إنجيل يوحنا . و قد ورد اسم الرسول " محمد " خمس عشرة مرة في إنجيل برنابا، ولم يرد اسمه " أحمد " مرة واحدة، ولو كان الكاتب مسلماً لعمد إلى كتابته - ولو مرة واحدة ليحقق التوافق الحرفي مع ما جاء في سورة الصف { ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } (الصف: 6). ثم لو كان كاتبه مسلماً لكتب معجزة كلام المسيح في المهد التي ذكرها القرآن وأغفلتها الأناجيل، وغير ذلك من المسائل التي تثور في وجه من يقول بانتحال مسلم لهذا الإنجيل. وانظر: هل العهد الجديد كلمة الله؟ نَبَحُوا عَلَيْكَ فَيَا سِقَامَ عُقُــولِهِمْ * بُرِّئْتَ مِــنْ عَيْبٍ وَمِنْ نُقْصَانِ مَا ضَرَّ نَجْمًا فِي السَّمَاءِ نُبَاحُ مَنْ * يَعْـوِي بِجَهْلٍ مِنْ صِغَارِ الشَّانِ للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
دعوة غير المسلمين والبشارة بالنبي الأمين
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
ابن عباس
المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
والبشارة, الأنين, المسلمين, بالنبي, دعوة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
البشارة بالنبى المختار ,وحقائق تؤكدها الأيام | أسد الجهاد | البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى | 8 | 17.10.2013 00:23 |
لكي يتم ما قيل بالنبي: « اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة » | بن الوليد | المخطوطات و الدراسات النقدية | 6 | 07.01.2013 23:20 |
هل كلمة محمديم في الكتاب المقدس بشارة بالنبي عليه الصلاة والسلام؟؟ | التائبة | البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى | 18 | 05.07.2010 17:44 |
هل فكرت يوما في دعوة المسلمين ؟ ادخل وشاركنا برأيك في هذا الموضوع البسيط | نور اليقين | قسم الدعوة والدورات والمشاريع الدعوية | 21 | 01.07.2010 22:11 |
الأنين | dr_Moslima | قسم الصوتيات والمرئيات | 2 | 02.09.2009 17:22 |