القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الخطبة الثانية إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمداً عبد ورسوله اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله، وأصحابه، وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد أيها الأحبة الكرام. الحق الثانى: أن لا يحمل الأخ لأخيه غلاً ولا حسداً ولا حقداً. أحبتى فى الله: المؤمن سليم الصدر، طاهر النفس، نقى، تقى القلب، رقيق المشاعر رقراق العواطف، فالمؤمن ينام على فراشه آخر الليل - يشهد الله فى عليائه - أنه لا يحمل ذرة حقد، أوغل، أو حسد لمسلم على وجه الأرض البتـة ، والنبى ![]() ![]() إن الحقد والحسد من أخطـر أمراض القلوب والعياذ بالله، فيرى الأخ أخاه فى نعمة، فيحقد عليه ويحسده، ونسي هذا الجاهل ابتداءً أنه لم يرض عن الله الذى قسم الأرزاق، فليتق الله وليعد إلى الله سبحانه وتعالى، وليسأل الله الذى وهب وأعطـى أن يهبه ويعطيه من فضله، وعظيم عطائه، ويردد مع هؤلاء الصادقين: ![]() ![]() وردد مع هؤلاء بصفاء، وصدق، وعمل، فقد قال الله فيهم: ![]() ![]() ففى مسند أحمد بسند جيد من حديث أنس قال كنا جلوساً عند النبى ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() إن سلامة الصدر من الغل والحسد بلغت بهذا الرجل أن يشهد له رسول الله ![]() الحق الثالث: طهارة القلب والنفس. إن من حقوق الأخـوة فى الله أنك إن لم تستطع أن تنفع أخاك بمالك فلتكف عنه لسانك، وهذا أضعف الإيمـان، فإن تركنا الألسنة تُلقى التهم جزافاً دون بينة أو دليل، وتركنا المجال فسيحاً لكل إنسان أن يقول ما شاء فى أى وقت شاء، فإنما ينتشر بذلك الفساد والحسد، والبغضاء، فإن اللسان من أخطر جوارح هذا الجسم، قال الله جل وعلا : ![]() ![]() وقال تعالى: ![]() ![]() وقال جـل فى علاه: ![]() ![]() ![]() ![]() تورع عن إخوانك، أمسك عليك لسانك، واتق الله، فوالله ما من كلمة إلا وهى مسطرة عليك فى كتاب عند الله لا يضل ربي ولا ينسى. ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة ![]() ![]() وفى الصحيحين من حديث أبى موسى قال:قلت: ((يا رسـول الله أى المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده))([4]). وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة واللفظ للبخـارى أنه ![]() وفى حديث ابن عمر أن النبى ![]() وأختم هذه الطائفـة النبوية الكريمة بهذا الحديث الذى يكاد يخلع القلب والحديث رواه الإمام أحمد فى مسنده ،وأبو داود فى سننه من حديث يحيى بن راشد قال ![]() والله لو نحمل فى قلوبنـا ذرة إيمان ونسمع حديث من هذه الأحاديث للجم الإنسان لسانه بألف لجام قبل أن يتكلم كلمة، ولكن لا أقـول ضعف إيمان، بل إنا لله وإنا إليه راجعون. الحق الرابع: الإعانة على قضاء حوائج الدنيا على قدر استطاعتك. واسمع إلى هذا الحديث الذى تتلألأ منه أنوار النبوة: عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: أن رجلاً جاء إلى النـبى ![]() ![]() فمن حق المسلم على المسلم إن استطاع أن يعينه في أمر من أمور الدنيا أن لا يبخل عليه، فأنت يا مسلم لئن مشيت فى حاجة أخيك المسلم أفضل عند الله تعالـى من أن تعتكف فى المسجد شهراً وثبت الله قدمك يوم تزل الأقدام. وفى صحيح مسلم من حديث أبى هـريرة يقول المصطفى ![]() فيا أخى المسلم، يا منْ منَّ الله عليك بمنصبٍ أو جاه. إن استطعت أن تنفع إخوانك فافعل ولا تبخل، وبالمقابل يجب على المسلمـين، أن لا يكلفوا إخوانهم بما لا يطيقون، وإن كلفوهم فعجزوا فليعذروهم قال تعالى: ![]() ![]() وما أجمل أن يقول الأخ لأخـيه: أسأل الله أن يجعلك مفتـاح خير، وهذه حاجتى إليك، فإن قضيتها حمدت الله ،ثم شكرتك، وإن لم تقضها لى حمدت الله ثم عذرتك، هذه هى الأخوة. الحق الخامس: بذل النصيحة بصدق وأمانة. ففى صحيح مسلم من حديث تميم الدارى t أن رسول الله ![]() لكن أتمنى من الله أن يعي إخوانى الضوابط الشرعية للنصيحة. قال الشافعى: من نصح أخـاه بين الناس فقد شانه، ومن نصح أخاه فيما بينه وبينه فقد ستره وزانه. والناصح الصـادق: رقيق القلب، نقى السريرة، مخلص النية، يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فإن رأى أخاه فى عيب دنا منه بحنان، وتمـنى أن لو ستره بجـوارحه لا بملابسه، ثم قال له حبيبى فى الله. ثم يبـين له النصيحة بأدب ورحمة ،وتواضع ،فلتُشْعِر أخاك وأنت تنصحه: بحبك له، وبتواضعك وخفض جناحك له، فقد سطر الله فى كتابه ![]() ![]() جلس رجل فى مجلس عبد الله بن المبارك فاغتاب أحد المسلمين، فقال له عبد الله بن المبارك: يا أخى هل غزوت الروم؟! قال: لا. قال: هل غزوت فارس؟! قال: لا. فقال عبدالله بن المبارك: سلم منك الروم وسلم منك فارس، ولم يسلم منك أخوك!! والذى بُذِلَ له النصيحة عليه أن يحسن الظن بأخيه الناصـح ولا تأخذه العزة بالإثم، وأن يتقبلها منه بلطف، وأدب، وتواضع، وحب، ويشكره عليها، ويدعو له بظاهر الغيب. ورحم الله من قال: رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي. الحق السادس: التناصر عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله ![]() ![]() انصر أخاك فى كل الأحوال، إن كان ظالماً خذ بيده عن الظلم، وإن كان مظلوماً وأنت تملك أن تنصره انصره، ولو بكلمة، وإن عجزت فبقلبك، وهذا أضعف الإيمان. الحق السابع: أن تستر عيب أخيك المسلم وتغفر له زلاته: وهذا من أعظم الحقوق: فالأخ ليس مَلَكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً، فإن زل الأخ فى هفوة فهو بشر، فاستر عليه. قال العلماء: الناس صنفان. صنف اشتهر بين الناس بالصلاح والبعد عن المعاصـى، فإن زل ووقع وسقط فى هفوة من الهفـوات على المسلمين أن يستروا عليه، ولا يتبعوا عوراته. ففى الحديث الصحيح الذى رواه أحمد وأبو داود من حديث أبى برزة الأسلمى ![]() ![]() نسأل الله أن يسترنا وإياكم بستره الجميل. والصنف الثانى من الناس: يبارز الله بالمعاصى ويجهر بها، ولا يستحى من الخالق، ولا من الخلق، فهذا فاجر، فاسق، لا غيبة له. وأخيراً: الطريق إلى الأخوة. وأنا أعتقد اعتقاداً جازماً أن الطريق قد وضع فى ثنايا المحاضرة، ولكننى أجمل هذا الطريق فى خطوتين اثنتين لا ثالثة لهما. أما الخطوة الأولى: العودة الصادقة إلى أخلاق هذا الدين. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا فلنعد إلى هذه الأخلاق السامية التى ينفرد بها الدين الإسلامى لتعود لنا الأخوة الصادقة فى الله، تعود الأخوة الحقيقة. لتلتئم الصفوف، وتضمد الجراح، وتلتقى الأمة على قلب رجل واحد. فوالله ثم والله لا ألفة، ولا عزة، ولا نصرة، ولا تمكـين، إلا بالعودة الصادقة إلى أخلاق هذا الدين، وإن شئت فقل العودة الصادقة إلى أخلاق سيد المرسلين، فلقد لخصت عائشة رضي الله عنها أخلاق النبى في كلمات قليلة ولكنها عظيمة فقالت: ((كان خلقه القـرآن))([13]) نعم والله إنه ![]() أيها الأحبة: قد يكون من اليسير جداً –كما أقرر دائماً – تقديم منهج نظري في التربية والأخلاق، بل إن المنهج هذا موجود بالفعل وسُطِّر في بطون الكتب والمجلات، ولكن هذا المنهج لا يساوى قيمة الحبر الذى كتب به، إن لم يتحول فى حياة الأمة مرة أخرى إلى واقع عملى وإلى منهج حياة فإن البون شاسع بين منهجنا المنير المضىء ووقعنا المر المرير الأليم. الخطوة الثانية: نتحرك لدعوة المسلمين إلى هذه الأخلاق بالحكمة والموعظة الحسنة. بعد أن نحوِّل هذه الأخلاق النظرية إلى واقع عملى منير مضىء فى حياتنا يجب علينا بعد ذلك أن نتحرك لدعوة المسلمين إلى هذه الأخـلاق بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة، والكلمة الرقيقة الرقراقة، والرفق والحلم، فهذا هو مقام دعوة الناس إلى الله فى كل زمان ومكان قال الله تعالى : ![]() ![]() وقال تعالى: ![]() ![]() أسأل الله أن يربط قلوبنا برباط وثيق رباط الحب فى الله، حتى نعود مرة أخرى إلى عزتنا وكرامتنا وسيادتنا وتتحقق السنن الربانية فينا بحوله ومدده إنه ولي ذلك والقادر عليه. ([1]) رواه البخارى رقم ( 6065 ) فى الأدب ، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر ، ومسلم ( 2563 ) في البر والصلة ، باب تحريم الظن والتحسس والتنافس ، و مالك فى الموطـأ ( 2/ 907 ، 908 ) في حسن الخلق وأبو داود ( 4882 ، 4917 ) في الأدب ، باب في الغيبة ، والترمذي ( 1928 ) في البر والصلة ، باب ما جاء في شفق المسلم على المسلم . ([2]) رواه أحمد في المسند ( 3/ 166 ) رقم ( 12633 ) وقال محققه إسناده صحيـح ، ووراه أيضاً الترمذي رقم ( 694 ) والطبراني فى الكبير ( 10/ 206 ) ، والحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي . ([3]) رواه البخاري رقم ( 6138 ) في الأدب ، باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه ، ومسلم رقم ( 48 ) في الإيمان ، باب الحث على إكرام الجار والضيف ولزوم الصمت إلا عن الخير وكون ذلك كله من الإيمان ، والموطأ ( 2/ 929 ) في صفة النبى ![]() ([4]) رواه البخاري رقم ( 11 ) في الإيمان ، باب من سلم المسلمون من لسانه ويده ، ومسلم رقم ( 42 ) في الإيمان ، باب بيان تفاضل الإسلام ، والترمـذي رقم ( 2506 ) في صفة القيامة ، والنسائي ( 8/ 106، 107 ) في الإيمان . ([5]) رواه البخارى رقم ( 6478 ) في الرقاق ، باب حفظ اللسان ، ومسلم رقم ( 2988 ) في الزهد ، باب التكلم بالكلمة يهـوى بها فى النار ، والموطـأ ( 2/ 985 ) في الكلام ، والترمذي فى الزهد ، باب فيمن تكلم بكلمة ليضحك بها الناس . ([6]) رواه الطبراني في الأوسط ( 1/ 143 ) وقال الألباني في الصحيحة ( 1871 ) : والحديث بمجموع طرقه صحيح ثابت ، وهو في صحيح الجامع ( 3537 ) . ([7]) أخرجه أحمد في المسند ( 2/ 70 ) وقال الشيخ شاكر : إسناده صحيح ، وأبو داود رقم ( 3597 ) في الأقضية ، باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها وصححه الألباني في الصحيحة ( 437 ) . ([8]) رواه ابن أبى الدنيـا في قضاء الحوائج ص 80 رقم 36 وحسنه الألبانـي في الصحيحة ( 906 ) وهو في صحيح الجامع ( 176 ) . ([9]) رواه مسلم رقم ( 2699 ) في الذكر والدعاء ، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر وأبو داود رقم ( 4946 ) في الأدب ، باب من المعونة للمسلم ، والترمذى ( 1425 ) في الحدود ، باب ما جاء في الستر على المسلم ، وهو في صحيح الجامع ( 6577 ) . ([10]) رواه مسلم رقم ( 55 ) في الإيمـان ، باب بيـان أن الدين النصيحة ، والترمـذي رقم ( 1927 ) في البر والصلة من حديث أبي هريرة ![]() ([11]) رواه البخاري رقم ( 2444 ) فى المظالم ، باب أعن أخاك ظالماً أو مظلوماً ، والترمـذي رقم ( 2256 ) في الفتن . ([12]) رواه أبو رقم ( 4880 ) في الأدب ، باب في الغيبة ، ورواه أيضاً أحمد في المسند ( 4/ 421 ) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود ( 4083 ) . ([13]) رواه مسلم رقم ( 746 ) في صلاة المسافرين ، باب جامع صلاة الليل ، ومن نام عنه أو مرض . المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
لمحمد, الله, تفريغ, حسان, خطبةالأخوة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
ادخل ابتسم نصرانى متاكد من دخوله الملكوت ومش لسه هيستنى ان الله يشاء | كلمة سواء | غرائب و ثمار النصرانية | 6 | 08.07.2010 12:43 |
تفريغ خطبة نزول عيسى عليه السلام في آخرالزمان للشيخ محمد حسان | لبيك إسلامنا | القسم الإسلامي العام | 2 | 05.07.2010 10:48 |
اليوم د. حسام أبو البخاري و م. فاضل سليمان مع الشيخ خالد عبد الله على قناة الناس | join_islam | القسم النصراني العام | 0 | 27.05.2010 08:10 |
برنامج تفريغ الصوتيات و الأشرطة | join_islam | منتدى الحاسوب و البرامج | 1 | 12.11.2009 06:19 |
يضل من يشاء ويهدي من يشاء - هل الله يجبر عبادة ام انه خلقهم مختارين؟ شبهة ورد | asd_el_islam_2 | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 1 | 18.05.2009 13:15 |