دور النبي محمد – صلى الله عليه وسلم - في تحضر العرب

[لا تسئلني من أنا]

من أعظم الآثام أن نتنكر لدور النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -:

يؤكد ذلك م. ج. دُرّاني[10] بقوله: .. وأخيراً أخذت أدرس حياة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم - فأيقنت أن من أعظم الآثام أن نتنكر لذلك الرجل الرباني الذي أقام مملكة لله بين أقوام كانوا من قبل متحاربين لا يحكمهم قانون، يعبدون الوثن، ويقترفون كل الأفعال المشينة، فغير طرق تفكيرهم، لا بل بدل عاداتهم وأخلاقهم، وجمعهم تحت راية واحدة، وقانون واحد، ودين واحد، وثقافة واحدة، وحضارة واحدة، وحكومة واحدة..

وأصبحت تلك الأمة التي لم تنجب رجلاً عظيماً واحداً يستحق الذكر منذ عدة قرون، أصبحت تحت تأثيره وهديه تنجب ألوفاً من النفوس الكريمة التي انطلقت إلى أقصى أرجاء المعمورة ، تدعو إلى مبادئ الإسلام وأخلاقه ، ونظام الحياة الإسلامية ، وتعلم الناس أمور الدين الجديد[11].


وتقول الشاعرة الإنكليزية اللايدي إيفلين كوبرلد في كتابها: الأخلاق:

لعمري لقد استطاع محمد– صلى الله عليه وسلم - القيام بالمعجزات والعجائب، لما تمكن من حمل هذه الأمة العربية الشديدة العنيدة على نبذ الأصنام، وقبول الوحدانية الإلهية، ولقد كان محمد– صلى الله عليه وسلم - شاكراً حامداً ، إذ وفق إلى خلق العرب خلقاً جديداً، ونقلهم من الظلمات إلى النور، ومع ذلك كان محمد - صلى الله عليه وسلم - سيد جزيرة العرب، وزعيم قبائلهم، فإنه لم يفكر في هذه، ولا راح يعمل لاستثمارها، بل ظل على حاله، مكتفياً بأنه رسول الله، وأنه خادم المسلمين، ينظف بيته بنفسه، ويصلح حذاءه بيده، كريماً باراً كأنه الريح السارية، لا يقصده فقير أو بائس إلا تفضل عليه بما لديه، وكان يعمل في سبيل الله والإنسانية
[12].

المزيد من مواضيعي

كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟؟

غُصـُــوُنُ من ذُهـُـبُ

أمثال كمبيوترية

التعامل التربوي مع الطفل العصبي

كبدة بالفرن

فضفضة مع الليث الضاري -صاحب القلم المميز في حوار النصارى-

أصناف الناس

سكر مــلون بألوانات جميلة