رقم المشاركة :11 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() مشكور أخى الفاضل وننتظر منك المزيد ![]() |
رقم المشاركة :12 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() مواقف الصديق بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم صورة أخرى: في يوم الإثنين من ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة وفي ضحى ذلك اليوم، فاضت أطهر روح في الدنيا من أشرف جسد، في ضحى ذلك اليوم خرج أكرم إنسان في هذا الوجود من الدنيا كما جاء إليها، لم يترك مالاً ولا متاعاً، وإنما ترك هداية وإيماناً وشريعة خالدة، ما تعاقب الليل والنهار، وترك أمة هي خير الأمم ما تمسكت بنهجه وطريقته، وشاع الخبر في المدينة كأفجع ما يكون الخبر، وأظلمت سماء المدينة ، وضجت بالبكاء، وأغلقت القلوب بحزنها، وذرفت العيون بدمعها، وليس لعين لم يفض ماؤها عذر، ضاقت على المسلمين أنفسهم، وتبدلت الأرض فما هي بالأرض التي يعرفون، يقول آنس : (ما رأيت يوماً كان أحسن من يوم دخل فيه علينا المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة ، لقد أضاء منها كل شيء، وما رأيت يوماً أظلم من يوم مات فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ). أما فاطمة رضي الله عنها، فكانت تقول: (أبتاه أجاب رباً دعاه، يا أبتاه إلى جنة الفردوس مأواه، ثم تقول بعد دفنه: يا آنس ! أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟! ) فلا والله ما تسمع بعدها إلا النشيج والنحيب، ولسان حال آنس ما طابت والله ولن تطيب، ولكنه امتثال لأمر الحبيب، والله ما دفن حتى أنكرنا أنفسنا. أما الفاروق فأذهله الخبر عن صوابه، فصار يتوعد وينذر ويشهر السيف ويقول: (ما مات لكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى وليرجعن، وليقطعن أيدي وأرجل رجال زعموا أنه مات ). ويأتي أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، فيدخل المسجد، فلم يكلم أحداً حتى دخل على عائشة، ميمماً وجهه نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مسجىً ببرد، فيكشف عن وجهه الشريف، ثم يكب عليه يقبله ويبكي ويقول: (بأبي أنت وأمي ما أطيبك حياً وما أطيبك ميتاً ). ثم خرج وعمر يكلم الناس، فقال: (اجلس ياعمر! فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس على أبي بكر، فقال أما بعد: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ [آل عمران:144] يقول ابن عباس : (والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس فلا أسمع بشراً إلا يتلوها ). أما عمر فيقول كما في صحيح البخاري: (والله ما أن سمعت أبا بكر يتلوها حتى هويت إلى الأرض ما تقلني قدماي، وعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات ) ذلك موقف ابي بكر رضي الله عنه وأرضاه مع نبيه وحبيبه، وذلك موقف الصحابة جميعهم، والله لولا الإيمان الذي رجح بإيمان الأمة ما كان لـابي بكر أن يقفه، معذورون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن الخطب جسيم والمصيبة عظيمة، قد كان صلى الله عليه وسلم كل شيء لهم في حياتهم، كان حاكمهم وحبيبهم وأباهم وأخاهم وقائدهم ومربيهم ومنقذهم وهاديهم، فقدوا ذلك كله في ساعة من نهار. فليهنأ الصديق إذ اختص بذلك الموقف، ومعه لم يكن يضعف وهو اللين الرقيق البكَّاء الحنون، إنه الإيمان الذي وقر في قلبه فصدقه حياً وميتاً، قال في حياته: ( إن كان قال فقد صدق ) وقال بعد موته بلسان حاله: إن كان مات فقد بلغ وصدق، ولا ننسى موقف الصحابة ووقوفهم عند كتاب الله، يوم سمعوا الآية من فم ابي بكر رضي الله عنه، صدقوا وآمنوا وثبتوا وأيقنوا، كيف لا وهم خير القرون، بل هم تربية محمد صلى الله عليه وسلم....... بعض وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم أحبتي في الله: إن مصاب الأمة بفقد النبي صلى الله عليه وسلم لا يعدله مصاب، فمن أصابته مصيبة فليتعزَّ بمصيبته في فقد النبي صلى الله عليه وسلم، ووالله ما لنا من عزاء إلا أن نمضي على نهجه وشرعته، فهي حية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا بد أن نتذكر عند ذكر موته وصاياه جميعها، ونخص منها وصاياه الثمينة الأخيرة، وأعظمها خشيته صلى الله عليه وسلم على أمته أن تنصرف عن عبادة الله إلى عبادته هو صلى الله عليه وسلم، أو إلى عبادة غيره، فيقول صلى الله عليه وسلم: (لا تتخذوا قبري وثناً يعبد ) يريد لنا سلامة العقيدة، وتخرج ثمرة هذه الوصية واقعاً مطبقاً في قول أبي بكر-ولما يدفن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد- : (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) فإلى دعاة الأموات من دون الله، وإلى رواد الأرض حيث يرجون منها كشف الكربات، وإلى المستغيثين حتى برسول الله صلى الله عليه وسلم نقول: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. ومن وصاياه صلى الله عليه وسلم: (الصلاة الصلاة ) فهلا وعينا هذه الوصايا من صاحبها القائل: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى )، كان شغله الشاغل صلى الله عليه وسلم سلامة الصف الذي لا يمكن أن يسلم إلا بسلامة العقيدة، فلا بد أن يبقى عند الدعاة إلى الله في الأرض هم هاتين القضيتين: سلامة العقيدة يتبعها بالتالي سلامة الصف، ولعل آخر نظرة ألقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في فجر يوم وفاته قد أثلجت صدره، وهو يرى أمته صفاً واحداً وراء ابي بكر يصلي بهم، فيتبسم صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى غبطته بوحدة أمته وراء ابي بكر رضي الله عنه. وتذهب اللحظات، وما يطلع فجر اليوم الثاني إلا والمسلمون قد جعلوا الصديق خليفة لهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليكون نموذجاً فريداً من خريجي مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، فيا له من نموذج! ويالها من لحظتين متضادتين! لحظة وداع مؤثرة تمزق الأكباد والقلوب، ولحظة أخرى هي لحظة تولي الصديق أمر الأمة، التي أثلج الله بها صدور المؤمنين يوم ولى عليها خيرها، فله الحمد والمنة أولاً وأخراً وظاهراً وباطناً، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر. المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
أخبارهم, وأهمية, الإسلام, الوقوف, رجاء |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
~!~ شواطىء .... لاتستحق الوقوف ~!~ | نضال 3 | قسم الحوار العام | 4 | 27.09.2010 23:03 |
رجال البابا لم يدرسوا | the truth | غرائب و ثمار النصرانية | 24 | 01.08.2010 17:31 |
طلب و رجاء | سماء و أرض | شكاوى و اقتراحات | 4 | 08.03.2010 17:09 |
أنواع الجدل وأهمية التمسك بالسنة ونبذ التعصب للرجال | نور عمر | ركن الفتاوي | 4 | 22.02.2010 19:43 |