|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() العاصفة! فلينجُ كلّ مخلوقٍ بنفسه!... بعد أقلَّ من أسبوعين في وظيفته الجديدة ارتكبَ زيدٌ خطأً جسيماً أدّى إلى انهيار حاسوب الشركة! على الفور توجَّه زيدٌ إلى مديرته ليزفّ إليها خبر الكارثة "لقد ارتكبت مصيبةً كبيرة!..." المديرة: "لم أعرف بعدُ ماذا حدث و لكنني أتوقع أن يكونَ الأمر أصغر ممّا تظنّ..." زيد: " لا يا سيدتي! إنها مصيبة حقيقية..." و بينما مضى زيدٌ يشرح التفاصيل و يبيّنُ افتقاده لنسخةٍ احتياطية من البيانات كانت عيناها تتسعان و تمتلآن بالدهشة و المرارة و كان دماغها يدور كمحركٍ جبار بحثاً عن حلٍ للمشكلة... و في منتصف النقاش و البحث عن الحل دخل رئيس المديرة! يبدو أن ذلك الرئيس كان واقعاً تحت سيطرة الجزء الأدنى من الدماغ البشري، ذلك الجزء المختص بردود الأفعال القائمة على المشاعر و الحواس البدائية وليس على التفكير الإنساني العميق الراقي! و هكذا انطلق كالمدفع الرشاش و أمطرَ المديرة بزخةٍ مطوّلة من التأنيب المرير واللوم الذي لا طائل من وراءه غير تجريح المشاعر و تحطيم المعنويات و تشتيت الأفكار... طوال تلك الدقائق التي بدت كأنها أعوام كان زيد يفكِّر في أنه مفصولٌ من العمل لا محالة! وانصرف كلُّ تفكيره نحو ضرورة طيّ تجربة العمل هذه من طلبات توظيفه القادمة! ولكن مهلاً! ما الذي يحدث؟ العاصفة توشك على الانتهاء و لم يُذكر اسم زيد! إنّها تتصدّى للهجوم و كأنها هي التي ارتكبت الخطأ... العاصفة! لا تخافوا تمسّكوا بمركب القائد!: ألم يكن من السهل جداً عليها أن تحوِّل الهجوم نحوي بإشارةٍ بسيطة من سبابتها وتقول هذا هو الفاعل! إنّه حديث التجربة و ضعيف الكفاءة... فلتوقعوا عليه القصاص أو فلتطردوه ؟ بعد أن أفرغ الرئيس معظمَ غضبه انتهى إلى القول " ما حدث لم يكن ينبغي أن يحدث أبدا ً" وكان جواب المديرة: " أجل، ولكنه وقع بالفعل. وأنا أتحمل المسؤولية عن كلِّ ما يقع في قسمي. والمهم في الأمر الآن هو أنَّ كلَّ دقيقةٍ إضافية نمضيها هنا تعني أننا نزدادُ تأخّراً في استعادة النظام إلى العمل " وهكذا غادر الرئيس المكان وترك زيداً و مديرته وحيدين. لم تنظر المديرة إلى زيد وإنما بقيت تحملق في الباب ثم أغمضت عينيها وأخذت تتأمل و تتنفس بعمق... ثم فتحت عينيها و توجهت إليه مبتسمةً: " انتبه ولا تقع في هذه الغلطة ثانيةً! " انطلق زيدٌ في الاعتذار وهو لا يكاد يعرف كيف يتوقف ولكنها أوقفته فوراً وقالت: "المهمُ الآن هو أنك عرفت القيمة الحقيقية للمحافظة على النسخ الاحتياطية لعمل النظام، وإذا تكرَّر هذا الأمر في المستقبل - و لا أظنه سيتكرر- فربما لن ينتهي الأمر هذه النهاية الحسنة. والمهمُّ أيضاً يا عزيزي هو أنك شجاعٌ أمينٌ تشيرُ إلى الأخطاء دون أن تكلفني عناء البحث عنها، و يسرُّني أن يكون أمثالك في فريق عملي... أعطني الآن كلَّ اهتمامك و مقدرتك و دعنا ننطلق في استرجاع النظام! " انتهى زيدٌ من سرد قصته ثمَّ أخرج بطاقة عمله من جيبه و قال انظر! ... - إنني لا أرى شيئاً! - أجل لا ترى لأنني أكتبُ بحبرِ الاحترام السريّ الذي لا يكتب بالكلمات و إنما بالأفعال: زيد الخادم المطيع لمديرةٍ تستحق التضحية لتنفيذ كلَّ أوامرها! القيادة الناجحة... السهل الممتنع! إنَّ القيادة الناجحة هي أقلُّ تعقيداً مما تصوِّرها الخطابات و النظريات (والبساطة لا تعني السهولة بالتأكيد!) وفي هذا المجال يبيّن لنا مدرب كرة القدم المتميز بير بريانت مشاركته للمديرة المذكور آنفاً في طريقتها العظيمة للعيش والعمل الناجح مع الناس. يقول بريانت: " لقد كنتُ مجرّد عاملٍ زراعي بسيط في حقول آركانسو، ولكن ذلك لم يحل بيني وبين أن أتعلم كيف أجمع الناس في فريقٍ واحد... لم يمنعني من أن أتعلَّم كيف أحمّسُ بعض الناس و كيفَ أهدّئ آخرين إلى أن ينتظم إيقاع الجميع كنبض قلبٍ واحد. خلال السنين الطويلة لعملي التزمتُ ثلاثَ كلمات و حسب!: عندما تصلُ المسيرةُ إلى الإخفاق: " أنا فعلتها! " و عندما ننجحُ نجاحاً مقبولاً " أجل! فعلنا ذلك جميعاً" و عندما ننجح نجاحاً باهراً " أجل! فلانٌ و فلانٌ فعلوا ذلك! " كانت تلك الكلمات هي كلُّ ما يلزم للوصول باللاعبين إلى الفوز في المباريات تحت قيادتك! و هي حقاً كلماتٌ جديرة بتحقيق النجاح في قيادة أي فريقٍ كان. منقول للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
يا مسلم ... إقرأ ... واعتبر ...
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
pharmacist
المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
مسلم, مقره, واعتبر |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 2 ( 0من الأعضاء 2 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
كيف ولماذا يتنصر مسلم ... و لماذا مسلم عرضة للتنصير أكثر من آخر | د/مسلمة | كشف أكاذيب المنصرين و المواقع التنصيرية | 6 | 29.05.2017 14:24 |
مسرحية يوميات مسلم | راجية الاجابة من القيوم | أقسام اللغة العربية و فنون الأدب | 17 | 20.08.2010 23:21 |
كيف أسلم هؤلاء؟ | hanooda | ركن المسلمين الجدد | 1 | 16.07.2010 20:37 |
لقاء مع مسلم جديد | نور اليقين | ركن المسلمين الجدد | 2 | 01.06.2010 09:03 |
مذكرة اعتقال لقس حوّل مقره لـ"سجن للمتعة" للإغتصاب الأطفال | Ahmed_Negm | غرائب و ثمار النصرانية | 0 | 22.05.2010 23:02 |