|
|
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
|
نواصل على بركة الله تعالى الدافع الحادي عشر ولقد كان الدافع الحادي عشر الذي حمل المسلمين على العناية بالقرآن على النحو الذي مضى : التشجيع المستمر على كافة المستويات : الرسمية ، والشعبية ، الفردية ، والجماعية . إذ جاءت الروايات أن النبي – صلي الله عليه وسلم – كان إذا بعث بعثا أمر عليه أميرا ، وكان يختار هذا الأمير على أساس حفظه من القرآن حفظا ، وفقها ، وعملا . روي الترمذي والنسائي ، وابن ماجه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه– أنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم – بعثا ، وهو ذوو عدد، فاستقرأهم ، فاستقرأ كل واحد منهم ما معه من القرآن ، فأتي على رجل من أحدثهم سنا ، فقال : " ما معك يا فلان ؟ " " : قال معي كذا وكذا ، وسورة البقرة ، فقال : " أمعك سورة البقرة ؟ " قال نعم ، قال : " اذهب فأنت أميرهم" . وعند جمع القرآن في عهد أبي بكر ، وعثمان – رضي الله عنهما – كانت إمارة اللجنة المكلفة بتنفيذ ذلك الجمع في يد زيد بن ثابت ، لأنه كان من كتاب الوحي المعدودين على عهده – صلى الله عليه وسلم – فضلا عما كان يتمتع به من أنه شاب جلد قوي يتقن أكثر من لسان ويعرف أكثر من لغة . ثم كان التشجيع المستمر في عهود الدولة الإسلامية المختلفة من عصر الخلفاء الراشدين إلى يومنا هذا . وأعظم ما يدل على ذلك الوقف بكل أشكاله وصوره ، والذي تمثل في المدارس الإسلامية المنتشرة في كل حواضر العالم الإسلامي من مكة والمدينة ، والكوفة ، والبصرة ، وبغداد ، ودمشق ، والقاهرة ، والقيروان ، وسبتة ، وطليطلة ، وقرطبة ونحوها ، ومنها مدارس للقرآن وللحديث ، وللفقه بمذاهبه الأربعة المشهورة ، وللعربية بكل فروعها ، وغير ذلك من الفنون ، وكتاب : " الدارس في تاريخ المدارس " لعبد القادر ابن محمد النعيمي ت 978هـ ، وكذلك كتاب : " منادمة الأطلال ، ومسامرة الخيال " للشيخ عبد القادر بن بدران ت 1350هـ ، وكتاب : " الحياة العقلية والأدبية في مصر والشام أيام الحروب الصليبية " للدكتور أحمد بدوى ، وغيرها من الكتب تتضمن إحصاء دقيقا لهذه المدارس ، بل توفير المقرئين ، والمؤدبين ، وتيسير سبيل أخذ القرآن ، مع بسط العيش الرخى لكل من الطلاب والأساتذة والعاملين ، مما شجع على العناية بالقرآن في أشكال وأساليب لا حصر لها ، وكتاب " معرفة القراء الكبار " للذهبي ت 748هـ و " طبقات القراء " للجزري شاهداً صدق بذلك . وبعد التوسع في دور القرآن ، وما تحتاج من مدرسين ، ونفقات ، وكذلك عقد المسابقات ، وبذل المكافآت المجزية ، وإقامة المؤتمرات ، والتشاور حول أنجح وأفعل أساليب العناية بالقرآن ، وتحويل ما ينتهي إليه هذا التشاور إلى واقع عملي يتحرك في دنيا الناس . يعد ذلك كله من التشجيع المستمر الذي دفع بالمسلمين إلى العناية بالقرآن الكريم . الخاتمة وبعد فقد كشفت لنا هذه الدراسة عن عدة نتائج : الأولى : أن القرآن الكريم لقي من المسلمين على مدار التاريخ الإسلامي كل عناية واهتمام : حفظا وتلاوة ، وفهما وتدبرا ، وتنفيذا ، وتطبيقا ، وإبلاغا ، وحماية من كيد الكائدين ، وعبث العابثين ، متحدين بذلك كل محاولات الأعداء من أجل صرفهم عن هذا القرآن الثانية : أنه كانت هناك دوافع كثيرة وراء هذه العناية ، وذلك الاهتمام ، ومنها : (1) الاستجابة لدعوة الله والرسول . (2) بلاغة القرآن وفصاحته . (3) تجاوب القرآن مع الفطرة السليمة ، والعقل الراشد . (4) شفاء القرآن لما في الصدور. (5) وفاء القرآن بكل حاجات ومطالب الإنسان. (6) دعوة القرآن إلى التفكير والتأمل . (7) رفع القرآن قدر الإنسان ومكانته . (8 ) سلامة القرآن من الاختلاف والتناقض ) (9) توقف الدخول في علم أو علوم أخرى على القرآن . (10) الحرب الضروس المعلنة من الأعداء على القرآن الكريم وأهله . (11) التشجيع المستمر على كافة المستويات. الثالثة : إن هذه العناية مازالت مستمرة حتى يومنا هذا ؛ إذ يقول الله تعالى { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ الحجر : 9 ] ولكنها بحاجة إلى من يزكيها ويقويها ، لتأخذ شكلا أعمق وأوسع مما هى عليه الآن . لاسيما والفتن والخطوب أحاطت بنا من كل جانب ، ولفتنا من كل ناحية ، هذا وإذا كان لنا من مقترحات ، وتوصيات في هذا المجال ، فإننا نجملها على هذا النحو : (1) الإكثار من المؤتمرات ، والندوات التحليلية التي يكون محورها القرآن الكريم : مرة حول ( أنجح أساليب الحفظ وإتقان التلاوة ) ومرة حول ( عموم وخصوص الخطاب القرآني ) ومرة حول ( مشكل القرآن ) ومرة حول ( خصائص القصص القرآني ) ومرة حول ( التشريع في القرآن ) وهكذا ؟ (2) تلخيص نتائج هذه المؤتمرات والندوات ، وطبعها مع مفكرة الجيب ، ومع التقويم السنوي ، ومع الأدعية ، والأذكار ، بل عمل بوسترات ضخمة في الميادين العامة ، وفي مدخل الشوارع ، والمؤسسات ونحوها ، بل تصميم لوحات ضخمة وبيعها بسعر رمزي لتعلق داخل البيوت ، والدواوين فتبقى مذكرا للناس بقيمة وفضل وعظمة القرآن الكريم . (3) التوسع في المسابقات القرآنية وبذل مكافآت مجزية للطلاب والأساتذة ، ووضع أسماء الفائزين في لوحات شرف تتصدر أحسن وأجمل الأماكن والميادين . ولعل أفضل هذه المكافآت رحلات الحج والعمرة . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . الباحث د/ السيد محمد نوح للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
لماذا نهتم بالقران ؟
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
نوران
المزيد من مواضيعي
|
|||||||||||||||||||||
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
|
بسم الله ما شاء الله
جزاك الله خيراً جعله الله فى ميزان حسناتك |
|||||||||||||||||||||
![]() |
| العلامات المرجعية |
| الكلمات الدلالية |
| لماذا, أنتم, القرآن |
| الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
| لماذا قتلت الكنيسة الكاثولوكية برونو؟! | Telmeeth_ALRAJI | القسم النصراني العام | 3 | 05.05.2015 13:31 |
| لماذا شرع الإسلام الطلاق ؟؟ | نور اليقين | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول الفقه و الشريعة | 3 | 06.01.2014 12:32 |
| كيف نربط اطفالنا بالقران؟؟؟؟؟ | 3asfoora | روضة الطفل المسلم | 1 | 05.08.2010 23:51 |
| لماذا الحرب فى دارفور | SHICO | كشف أكاذيب المنصرين و المواقع التنصيرية | 4 | 19.04.2009 15:26 |