حين دفنت صديقي البارحة وكان يأمل أن يصوم معنا رمضان

[البتول]

خالد شافعي ..
___________
تذكرته الآن
كنا نصلي معاً في رمضان الماضي
كنت أقول كلمة التراويح وموعظة بعد صلاة الفجر
كان يستند أمامي للحائط بوجهه الذي غلب المرض تجاعيده لكنه لم يتمكن من هزيمة إبتسامته البريئة والطيبة
كنت أستغرب من استفساراته وأسئلته مع أنه كان يعلم أنه يقضي أيامه الأخيرة ، وأن صفحته توشك أن تطوى ، وقصته شارفت على النهاية
ربما كان الأمل في معجزة لا علاقة للطب ولا للأسباب بها
مضى رمضان ومضى خلفه هذا الطيب وصار أثراً بعد عين
نظرت أول أمس إلى الحائط الذي إعتاد أن يستند إليه بعد الصلاة
كان في رمضان الماضي معنا ، نكلمه ويكلمنا ، ونعاتبه ويعاتبنا ، يغضب ، ويفرح مثلي ومثلك
ربما كان يحب كوب الشاي بعد الإفطار مثل بعضنا ، وربما كان يحب أن يشربه مع قطعة من الحلوى مثلنا ، كان له أولاد يحبهم مثلنا ، كان له لون مفضل وطعام مفضل وفرشاة أسنان
كان يكره التراب والجو الحار والرطوبة العالية والأماكن المظلمة ومع ذلك إنتهى به الحال إلى حفرة
كلما تذكرت وجهه الطيب وابتسامته الحانية ومشاكساته اللطيفة ثم تذكرت أنه لن يكون معنا في رمضان الذي أرجو أن نبلغه ، كلما تذكرت ذلك تخنقني عبرة
لن يكون عنده فرصة ليعيش هذه الأجواء الإيمانية الرائعة ، لم يعد لديه فرصة ليتوب ولا ليتستغفر ولا ليقوم ولا ليتلو لم يعد لديه أي فرصة
لكن الملايين عندهم فرصة ليولدوا من جديد ولتبدل سيئاتهم حسنات ومع ذلك سيضيعونها حتى تأتي فرصة لا يكون بعدها فرصة

للمزيد من مواضيعي