|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() سلمان منا آل البيت الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد فمنذ أسلم سلمان الفارسي وهو ينهل من النبع الصافي ومن الحكمة البالغة بصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أنس فى حياته الإسلامية أنساً كان يفتقده فى رحلة بحثه عن الحقيقة حتى جزاه الله الجزاء الأوفى ، وعوضه بهذا الجو الإيماني الذي تطمئن فيه القلوب وتسعد النفوس عن أموال أبيه وثرائه الذي خلفه وراء ظهره ساعياً إلى عتق نفسه من ذل عبودية الدنيا وزينتها . وعاش سلمان بين الرسول وصحابته نفساً زكية نقية مجاهدة فى معارك الإسلام التي تنصر الحق وتدحض الباطل ، وهو صاحب المشورة بحفر الخندق حول المدينة فقد عرف فنون الحرب وأساليبها من موطنه الأصلي فى بلاد فارس ، ولم يكن للعرب معرفة ولا إلف بمثل ذلك فى حروبهم ، وفوجئ جيش المشركين الذي يضم أربعة وعشرين ألف مقاتل تحت قيادة أبى سفيان وعيينة بن حصن – بهذا الخندق الذي حال بينهم وبين ما يريدون من اقتحام المدينة والقضاء على دولة الإسلام فيها . ووقف هذا الجيش الزاحف عاجزاً عن اقتحام هذا الخندق الذي حفره الرسول وصحبه بمشورة سلمان الفارسي واستمرت قوات هذا الجيش جاثمة فى خيامها شهراً لا تقدر فيه على شيء حتى أرسل الله عليهم ريحاً عاتية اقتلعت خيامهم وبددت شملهم وألقت الرعب فى قلوبهم ، ونادى أبو سفيان فى جنوده آمراً بالرحيل إلى حيث جاءوا فلولاً يائسة منهوكة مقهورة (( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً ، وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً )) . ويوم الخندق وقف الأنصار يقولون : سلمان منّا ، ووقف المهاجرون يقولون : سلمان منّا ، وناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً : ( سلمان منّا آل البيت ) أيّ شرف هذا الذي حظي به سلمان الفارسي الأصل أن يصبح بإسلامه وإيمانه وجهاده واحداً من آل بيت النبوة ، وإنّه لوسام شريف تتضاءل دونه كل أوسمة التكريم والتقدير . وكان سلمان حقيقاً بمثل هذا التكريم فقد ملأه الإسلام علماً وحكمة وزهداً وهمة عالية – فمن علمه أنه اعترض على صديقه أبي الدرداء حين وجده يقوم الليل ويصوم النهار ويجهد نفسه فى العبادة إلى درجة الإعياء . قال له سلمان : يا أبا الدرداء : إنّ لعينيك عليك حقاً ، وإنّ لأهلك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه ، صم وأفطر وقم ونم . وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( لقداُشبع سلمان علماً ) . ومن حكمته التي عرفت عنه فى مواقف كثيرة : كان الإمام على كرّم الله وجهه يلقبه بـ ( لقمان الحكيم ) ويقول عنه : ( ذاك امرؤ منّا وإلينا أهل البيت .. من لكم بمثل لقمان الحكيم ، أوتي العلم الأول ، والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحراً لا ينزف ) . ومن زهده أنّه كان عطاؤه من بيت المال وفيراً ، كان بين أربعة آلاف وستة آلاف درهم فى العام ، فلم يكن يأخذ لنفسه منه شيئاً ، ويوزعه جميعه ويكسب رزقه من عمل يده فى صناعة الخوص التي كان يعيش منها كفافاً وهو راض عن ذلك كل الرضا . رحم الله سلمان الفارسي . مثلاً تفخر به أجيال المسلمين من بعده وتراه قمة شامخة فى العالمين . للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
مواقف اسلامية د. عبد الرحمن العدوى
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
بن الإسلام
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ------------- جعفر بن أبي طالب يخاطب النجاشيّ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد فإنّ المسلمين الأوائل لاقوا من المشركين اضطهاداً وعذاباً شديداً فأشار الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة ، فكانت لهم إليها هجرتان ، الأولى وقوامها اثنا عشر رجلاً وأربع نسوة ، رئيسهم عثمان بن عفان ومعه زوجه السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . والهجرة الثانية وكان قوامها ثلاثة وثمانين رجلاً وثماني عشرة امرأة ، وقد لقي المسلمون فى رحاب النجاشي ملك الحبشة راحة وأمناً وحسن جوار فإنّه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ملك لا يُظلم عنده أحد ) . وعزّ على المشركين أن يجد المسلمون مأمناً لأنفسهم ودينهم ، فاختاروا رجلين جلدين لبيبين وهما عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبى ربيعة – قبل أن يسلما – وأرسلوا معهما الهدايا للنجاشي وبطارقته . ولما قابلا النجاشي قالا : أيها الملك إنه قد أوى إلى بلدك غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا فى دينك .. ثم طالبا بردهم إلى قومهم . ورأى النجاشي بثاقب فكره أن يستوثق مما قيل ، ويستوضح الحقيقة فأرسل إلى المسلمين ودعاهم إليه فحضروا وقد أجمعوا على الصدق ، وكان المتكلم جعفر بن أبى طالب قال : أيها الملك كنّا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونسيء الجوار فبعث الله إلينا رسولاً منّا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله نوحده ونعبده وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم ، ثم ذكر بعض محامد الإسلام ومكارمه فاستراح النجاشي لقوله ورد السفيرين خائبين بعدما سمع آيات من القرآن من سورة مريم . ولكنّ عمرو بن العاص – وهو الداهية – لم ييأس ودبّر مقالة يوقع بها بين النجاشي والمسلمين ، فأتى النجاشي من الغد وقال : أيها الملك . إنهم يقولون فى عيسى بن مريم قولاً عظيماً . فأرسل إليهم النجاشي وسألهم عن قولهم فى المسيح ففزعوا . ولكنّهم أجمعوا على الصدق مهما حدث . قال جعفر : نقول فيه كما قال نبينا : هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول فأخذ النجاشي عوداً من الأرض ثم قال : والله ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود فتناخرت بطارقته فقال : وإن نخرتم والله . وأمّن النجاشي المسلمين فى أرضه وانتهى الأمر إلى دخوله فى دين الإسلام فقد أضاءت كلمات الله بصيرته الصافية .. (( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام )) . المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() أبو دُجانة وسيف الرسول الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد فإن أبطال الإسلام فى سلمهم وفى حربهم لا ينسون تعاليم الإسلام ومثله العليا التي تأمرهم بمكارم الأخلاق وتنهاهم عن الدنايا والوقوع فى الأخطاء ، حتى فى أبلغ المواقف حرجاً وشدة ، ففي مواقف الحروب حين يحتدم القتال وتتلاقى الصفوف وتغلي الدماء فى الرؤوس ينسى المقاتلون مبادئهم وسجاياهم الكريمة ، ولا يسيطر على تفكيرهم غير هزيمة الأعداء وتحقيق النصر بأي ثمن وبأي أسلوب . هذه سمة ظاهرة فى كل قتال تتلاقى فيه فئتان متحاربتان . ولكنّنا نتيه عجباً وفخراً بتصرف أبطال المسلمين فى ميادين القتال ، حينما تكون أمامهم فرصة النيل من عدوهم فيتركونها حرصاً على مكارم الأخلاق التي أخذهم الله ورسوله به ، فهم لا يضحّون بهذه المبادئ مهما كان الثمن ، ومهما كان الموقف دقيقاً عصيباً . ونقدم فى حديثنا هذا صورةً حية لهذا السلوك الإنساني الكريم : ففي الحرب التي أشعلها مشركوا مكة ضد المسلمين فى أحد ، والتي أعدوا فيها العدة والخيل والسلاح للانتقام من المسلمين والثأر مما أصاب المشركين فى بدر – جاء جيش قريش في ثلاثة آلاف مقاتل وثلاثمائة فارس وجاء معهم النساء يشجعن المقاتلين تتزعمهنّ هند بنت عتبة زوج أبى سفيان بن حرب قائد هذا الجيش ، وكانت هند شاعرة قد نظمت الأهازيج يتغنى بها النساء تحريضاً على قتل المسلمين والانتقام منهم ، وكانت مقاتلة فارسة فشاركت فى الحرب مع جيش قومها . وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيف بتّار رفعه ونادى فى أصحابه قائلاً : من يأخذ هذا السيف بحقه ، فقام إليه نفر من أصحابه يريد كل منهم أن يأخذ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل به ولا يهزم ، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل عرفت العرب شجاعته وبسالته فى الحروب وهو ( أبو دُجانة ) سماك بن خرشة ، فأخذ أبو دُجانة السيف يختال به بين الصفوف وعصب رأسه بعصابة حمراء وكان إذا إعتصب بها علم الناس أنه سيقاتل حتى الموت ، ورآه الرسول صلى الله عليه وسلم يتبختر فى مشيته فقال صلى الله عليه وسلم : ( إنها لمشية يبغضها الله ورسوله إلا فى مثل هذا الموطن ) . انطلق أبو دُجانة بعصابته الحمراء وفى يده سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يهدّ به صفوف المشركين هدّاً فكان أبو دُجانة لا يجد فارساً من المشركين إلا قصد إليه ونازله وقتله ، وبينما المعركة فى أشد اشتعالها رأى أبو دُجانة فارساً من الأعداء يخمش الناس خمشاً شديداً – حسب تعبيره – فحمل عليه بالسيف فلما أدرك أنه هالك ولول وصرخ فإذا به امرأة عرفها أبو دُجانة أنها هند قائدة نسوة قريش فعدل عنها بعد أن كان السيف على مفرق رأسها – قال أبو دُجانة : فأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضرب به امرأة . إنّها مكارم الأخلاق التي تمسّك بها المسلمون فى أحرج المواقف ، ولن تجد هذا السموّ الخلقي إلا عند المسلمين . |
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
مواقف ، اسلامية ، العدوى |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
مواقف جد صعبة.....صور | النصر آت..آت.. | قسم الحوار العام | 4 | 29.07.2010 17:27 |
مواقف ومشاكل والحلول!! | زهراء | القسم النصراني العام | 27 | 08.02.2010 23:39 |
برامج اسلامية مهمة جدا | IiI sabra IiI | منتدى الحاسوب و البرامج | 4 | 30.12.2009 02:04 |
خلفيات اسلامية رائعة لسطح المكتب | نوران | قسم الحوار العام | 9 | 23.11.2009 08:48 |