آخر 20 مشاركات
حنين الأفئدة : زمزم البئر المعجزة الخالدة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معالم الحرمين : مقام إبراهيم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لمحات مكيّة : الحجر الأسود (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          حدود مقدسة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أنا الفريدة لا تضرب بي المثل ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مكّة المكرّمة : أورشليم - مدينة السلام الموعودة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          حمى الرحمن مكة المكرمة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          من هو هذا العطشان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القس روفائيل حبيب يشهد بنبوة الرسول الخاتم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الحجر الأسود و عين زمزم في كتابات مفسري التوراة من اليهود (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يهوه كان دائماً و أبداً مع إسماعيل و نسله (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يهوه يبارك رسول الإسلام محمد (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأدفنتيست يبشّرون بالإسلام (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Prières sur le Mont Arafat :moment fort du hajj (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يعظم المسلمون الكعبة المشرفة ؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كذبوا فقالوا : بعد أيام سيحلّ يوم أكبر مذبحة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Arrêtez le génocide ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Arafat : el monte de la misericordia (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل يشمل العهد الإبراهيمي إسماعيل و نسله ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

الكلام المفيد في شبهة التجسيد

رد الشبـهـات الـعـامـــة


 
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 14.09.2009, 05:35
صور Just asking الرمزية

Just asking

عضو

______________

Just asking غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 09.04.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 418  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.02.2010 (17:51)
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
ممتاز الكلام المفيد في شبهة التجسيد الجزء الثاني





الكلام المفيد في شبهةالتجسيد
د. هشامعزمي

و يواصل النصراني
وأعطى القرآن لله يدين
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِمَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُمَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ,,, * سورة المائدة 5: 64

واليدان صفةٌ ذاتيةٌ خبرِيَّةٌ لله عَزَّ وجَلَّ ، نثبتها كما نثبت باقي صفاته تعالى؛ من غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ ، ومن غير تكييفٍ ولا تمثيلٍ ، وهي ثابتةٌ بالكتابوالسنة .

يقول العلامة عبد الرحمن عبد الخالق :
ومن الصفات التي جحدتها قلوب النفاة ، وأنكرها الزنادقة قديماً ، وصف الله نفسه سبحانه بأن له يدين وهذا ما قد مدح الله به نفسه في آيات كثيرة منكتابه وقد مدحه به النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة فمن الآيات قولهتعالى: { تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير } وقوله تعالى: { وما قدرواالله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانهوتعالى عما يشركون } وقوله تعالى مادحاً نفسه مبيناً فضله وتفضله على بني آدم إذخلقه بيديه قال تعالى لإبليس { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } وكذلك لما اتهماليهود الله سبحانه وتعالى بأنه بخيل وأنه لا ينفق فقالوا { يد الله مغلولة } ردالله سبحانه وتعالى عليهم قائلاً: { بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء }.

وقدجاءت الأحاديث الكثيرة التي تمدح الله بهذه الصفة وتبين كثرة عطاء الله وقدرتهوعظمته من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عنأبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك ) ،وقال صلى الله عليه وسلم: ( يد الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار )وقال صلى الله عليه وسلم: ( أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنها لم تغض مافي يده وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع ) متفق عليه .

وكلهذا بيان لعظيم عطاء الله وسعة فضله وأن يده الكريمة جل وعلا دائمة العطاء والإنفاق ، ويشبه هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً: ( ما تصدق أحد بصدقة من طيب، ولايقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت ثمرة فتربو في كف الرحمن حتىتكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله ) مسلم .

وفي هذا الحديثإثبات الكف ، وبيان عظيم فضل الله سبحانه وتعالى وإحسانه وأنه يتقبل من العبادصدقاتهم وينميها لهم ويحاسبهم على النماء وينميها ولا شك أن هذا له تأثيره في قلبالمؤمن من محبة الله ورضوانه .

وفي مجال قوة الله سبحانه وتعالى وجبروتهوبطشه يقول صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السمواتبيمينه ثم يقول: أنا الملك ) رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وفي روايةأخرى ( فيجعلهما في كفة ثم يرمي بهما كما يرمي الغلام بالكرة ) .
وفي هذا بيانلعظمة الله وكمال قدرته وأن السموات والأرض يوم القيامة تكون بيمينه .

وكذلكجاء في حديث عبد الله بن مسعود عن البخاري ومسلم أن يهودياً جاء إلى النبي صلى اللهعليه وسلم فقال: يا محمد إن الله يمسك السموات على إصبع ، والأرض على إصبع ،والجبال على إصبع ، والشجر على إصبع ، والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك . فضحكرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه . ثم قرأ: { وما قدروا الله حق قدرهوالأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون }.

ولا شك أن أثر الإيمان بهذه الصفة في قلب المؤمن عظيم لأنها تورث القلبالمهابة لله والخوف منه وتعظيم أمره وشأنه ، وأنه الملك الذي قهر الملوك ، وأنه لامفر من قبضته ، ولا ملجأ منه إلا إليه .

(
عبد الرحمن عبد الخالق ، الردعلى من أنكر توحيد الأسماء و الصفات ، ص11-12 )

قال الإمام أبو حنيفة :
يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه .

(
أبو حنيفة ، الفقه الأبسط ص56 )

قال إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد :
باب : ذكر إثبات اليد للخالق الباريء جلَّ وعلا ،والبيان أنَّ الله تعالى له يدان كما أعلمنا في محكم تَنْزيله 000

(
ابنخزيمة ، التوحيد و إثبات صفات الرب ، ج1 ص118 )

و سرد جملة من الآيات تدلعلى ذلك ، ثم قال :
باب ذكر البيان من سنة النبي صلىالله عليه وسلم على إثبات يد الله جل وعلا موافقاً لما تلونا من تَنْزيل ربنا لامخالفاً ، قد نَزَّه الله نبيه وأعلى درجته ورفع قدره عن أن يقول إلا ما هو موافقلما أنزل الله عليه من وحيه .
(
المصدر السابق )

و قال أبو الحسنالأشعري المتكلم السلفي :
وأجمعوا على أنه عَزَّوجَلَّ يسمع ويرى ، وأنَّ له تعالى يدين مبسوطتين .
(
أبو الحسن الأشعري ، رسالة إلى أهل الثغر ص225 )

و قال أبو بكر الإسماعيلي :
وخلق آدم عليه السلام بيده ، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ،بلا اعتقاد كيف يداه ، إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف .
ولا يعتقد فيهالأعضاء ، والجوارح ، ولا الطول والعرض ، والغلظ ، والدقة ، ونحو هذا مما يكون مثلهفي الخلق ، وأنه ليس كمثله شيء تبارك وجه ربنا ذو الجلال والإكرام .
(
أبو بكر الإسماعيلي ، اعتقاد أئمة الحديث ص51 )

و قال شيخ الإسلام والمسلمين أحمد ابن تيمية :
إنَّ لله تعالى يدينمختصتان به ذاتيتان له كما يليق بجلاله .
(
ابن تيمية ، مجموع الفتاوى ج2ص263 )


و يتابع النصراني :
وأعطى القرآن لله عينين
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىقَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُأَفَلاَ تَتَّقُونَ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ فَأَوْحَيْنَاإِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا و َوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَأَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِوَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِيالذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَعَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِالظَّالِمِينَ * سورة المؤمنون 23: 23 و26 و27 و28

عجبًا ! هل كان مناللازم الاستشهاد بكل هذه الفقرة الطويلة – مع حذف آيتين من المنتصف - لإثبات صفةالعين ؟!

لا علينا !

أما العين فهي صفةٌ ذاتيةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ للهعَزَّ وجلَّ بالكتاب والسنة ، وأهل السنة والجماعة يعتقدون أن الله عَزَّ وجلَّ لهعينان تليقان به . قال أبو الحسن الأشعري المتكلم السلفي :
وأن له سبحانه عينين بلا كيف، كما قال سبحانه: (تجري بأعيننا) .
(
أبو الحسن الشعري ، الإبانة عن أصول الديانة ص6 )

قال الشيخابن العثيمين – رحمه الله – في شرح السفارينية :
قوله : ( وعينه ) : يعني : ونؤمن أيضاً بما جاء في الدليل من ثبوت العين لله عزوجل .
(
محمد بن صالح بن العثيمين ، شرح العقيدة السفارينية ص232 )

ثم قال :

البحث الثاني :هلالعين تماثل أعين الخلق بحيث يكون فيها بياض وسواد أو سواد وصفراء أو ما أشبه ذلكمن أعين الخلق ؟
الجواب :لا ، لا نقول بهذا ، بل نقول : هذا ممتنع ، لأنالله يقول : { ليس كمثله شيء } ( الشورى 11 )

وإن كان أهل التحريف والتعطيليشنعون على الذين يثبتون لله العين حقيقة ،ويقول : إذا أثبتها فلا بد أن تقول : هلهي مستديرة أو مستطيلة ؟ هل هي بيضاء أو سوداء ؟ هل فيها بياض وسواد أم ليس فيها؟

الجواب :نقول : هذا لا يلزمنا نحن نثبت لله العين ، ولكن لا نقول : إن لها مثيلاً حتى تلزمونا بذلك ، وأنتم إذا ألزمتمونا بذلك ألزمناكم أيضاً بذاتالله ، وقلنا : ذات الله هل هو طويل أو قصير أسود أو أبيض سمين أو هزيل أو ما أشبهذلك ، فإذا ألزمتمونا بأن نقول في العين ما تدعون ، إذن نلزمكم بأن تقولوا في الذاتمثل ما تقولوا في العين ، إذن لا نعلم حقيقة هذه العين ولا كيفية هذه العين ، لكننعلم أنها حقيقة إلا أنها لاتماثل أي حقيقة من حقائق المخلوقات ، لأن الله تعالىمباين للخلق غاية المباينة في ذاته وصفاته عز وجل .
(
المصدر السابق ص233 )

قال إمام الأئمة ابن خزيمة بعد ذكر الآيات التي تثبت صفة العين :

فواجب على كل مؤمن أن يثبت لخالقه وبارئه ما ثبَّت الخالقالبارئ لنفسه من العين ، وغير مؤمن من ينفي عن الله تبارك وتعالى ما قد ثبَّته اللهفي محكم تَنْزيله ببيان النبي صلى الله عليه الذي جعله الله مبيِّناً عنه عَزَّوجلَّ في قولـه : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَانُزِّلَ إِلَيْهِمْ) ، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن لله عينين فكان بيانهموافقاً لبيان محكم التَنْزيل ، الذي هو مسطور بين الدفتين ، مقروء في المحاريبوالكتاتيب .
(
ابن خزيمة ، التوحيد و إثبات صفات الرب ج1 ص97 )

وقال في موضع آخر :
نحن نقول : لربنا الخالق عينان يبصربهما ما تحت الثرى وتحت الأرض السابعة السفلى ، وما في السماوات العلى 000
(
المصدر السابق ج1 ص114 )

و بوب الَّلالَكَائي في أصولالاعتقاد بعنوان :
سياق ما دل من كتاب الله عَزَّوجلَّ وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أن صفات الله عَزَّ وجلَّ الوجه والعينينواليدين .
(
الَّلالَكَائي ، اعتقاد أهل السنة و الجماعة ج3 ص412 )

و قال الشيخ عبد الله الغنيمان في شرحه :

قولـه :((إن الله ليس بأعور)) : هذه الجملة هي المقصودةمن الحديث في هذا الباب ؛ فهذا يدل على أن لله عينين حقيقة ؛ لأن العور فقدُ أحدالعينين أو ذهاب نورها .
(
عبد الله الغنيمان ، شرح كتاب التوحيد من صحيحالبخاري ج1 ص285 )

و قال الشيخ ابن العثيمين – رحمه الله – في عقيدته :
وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان ، ويؤيده قولالنبي صلى الله عليه وسلم في الدجَّال : ( إنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور ) .

(
محمد بن صالح بن العثيمين ، عقيدة أهل السنة و الجماعة ص12 )

و لتوفير الوقت و المجهود سنكتفي بهذاالقدر في إثبات الصفات و نفس الكلام يسري على صفات الاستواء على العرش و الكلام وغيرها .

ينقل الذهبي عن الشافعي قوله :
نثبتهذه الصفات التي جاء بها القرآن ووردت بها السُّنة وننفي التشبيه عنه كما نفى عننفسه فقال ( ليس كَمِثْلِه شيء ) .
(
الذهبي ، سير أعلام النبلاء ج20ص341 )

و يقول العلامة صديق حسن خان :
فمذهبنامذهب السلف إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل وهو مذهب أئمة الإسلام كمالك والشافعيوالثوري وابن المبارك والإمام أحمد ... وغيرهم فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة نزاع فيأصول الدين وكذلك أبو حنيفة رضي الله عنه فإن الاعتقاد الثابت عنه موافق لاعتقادهؤلاء وهو الذي نطق به الكتاب والسنة .
(
صديق حسن خان ، قطف الثمر فيعقيدة أهل الأثر ص47-48 )

و ننتقل الآن لنقل ردود العلماء على هذه الشبهةحتى يكون هو الكلام المفيد في شبهة التجسيد : و أبدأ بكلامالعلامة ابن العثيمين - رحمه الله - لأن شرحهأكثر تنسيقًا و ترتيبًا و تركيزًا ، ثم يليها ردشيخالإسلام و المسلمين أحمد بن تيمية .

و ما نحن إلا عالة علىعلمائنا .


يقول الشيخ ابن العثيمين

واعلم أنالاشتراك في الأسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات، كما دل على ذلكالسمع، والعقل، والحس.

أما السمع:فقد قال الله عن نفسه: (إِنَّاللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء: 58). وقال عن الإنسان: (إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍنَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (الإنسان:2). ونفي أن يكون السميعكالسميع والبصير كالبصير فقال: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُالْبَصِيرُ) (الشورى:11). وأثبت لنفسه علماً وللإنسان علماً، فقال عن نفسه: (عَلِمَاللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنّ) (البقرة: 235) وقال عن الإنسان: (فَإِنْعَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّحِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنّ) (الممتحنة: 10). وليس علم الإنسان كعلمالله تعالى، فقد قال الله عن علمه: (وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً) (طـه: 98). وقال: (إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) (آلعمران:5). وقال عن علم الإنسان: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (الإسراء: 85).

وأما العقل:فمن المعلوم بالعقل أن المعاني والأوصافتتقيد وتتميز بحسب ما تضاف إليه، فكما أن الأشياء مختلفة في ذواتها فإنها كذلكمختلفة في صفاتها وفي المعاني المضافة إليها، فإن صفة كل موصوف تناسبه لا يفهم منهاما يقصر عن موصوفها أو يتجاوزه، ولهذا نصف الإنسان باللين، والحديد المنصهر باللين،ونعلم أن اللين متفاوت المعنى بحسب ما أضيف إليه.

وأما الحس:فإننانشاهد للفيل جسماً وقدماً وقوة، وللبعوضة جسماً وقدماً وقوة، ونعلم الفرق بينجسميهما، وقدميهما، وقوتيهما.

فإذا علم أن الاشتراك في الاسم والصفة فيالمخلوقات لا يستلزم التماثل في الحقيقة مع كون كل منها مخلوقاً ممكناً، فانتفاءالتلازم في ذلك بين الخالق والمخلوق أولى وأجلى، بل التماثل في ذلك بين الخالقوالمخلوق ممتنع غاية الامتناع.

(
محمد بن صالح بن العثيمين ،تقريب التدمرية ص12 )


قال شيخ الإسلام و المسلمين في الجواب الصحيح

الوجه الرابع :قولهم : ( فيوهمون السامعين أن الله ذوجسم وأعضاء وجوارح ) كلام باطل ، و ذلك أن الله سمى نفسه وصفاته بأسماء ، وسمى بعضعباده وصفات عباده بأسماء ، هي - في حقهم - نظير تلك الأسماء في حقه سبحانه وتعالى :
فسمى نفسه حيا كقوله { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } الآية ( البقرة : 255
)
{
وتوكل على الحي الذي لا يموت } ( الفرقان : 58 ) ، وسمى بعض عباده حيا كقوله { يخرج الحي من الميت } ( الروم : 19 ) ، مع العلم بأنه ليس الحي كالحي
.

وسمى نفسه عليما كقوله { إن ربك حكيم عليم } ( الأنعام : 83 ) ، وسمى بعضعباده عليما كقوله { وبشروه بغلام عليم } ( الذاريات : 28 ) ، مع العلم بأنه ليسالعليم كالعليم .


وسمى نفسه حليما بقوله { والله غني حليم } ( البقرة : 263 ) ، وسمى بعض عباده حليما بقوله { فبشرناه بغلام حليم } ( الصافات : 101 ) . وسمىنفسه رؤوفا رحيما بقوله { إن الله بالناس لرءوف رحيم } ، وسمى بعض عباده رؤوفارحيما بقوله { بالمؤمنين رءوف رحيم } ( التوبة : 128 ) ، وليس الرؤوف كالرؤف ولاالرحيم كالرحيم .

وكذلك سمى نفسه ملكا جبارا متكبرا عزيزا وسمى بعض عبادهملكا وبعضهم عزيزا وبعضهم جبارا متكبرا وليس هو في ذلك مماثلا لخلقه .

وكذلكسمى بعض صفاته علما وقوة وأيدا وقدرة ورحمة وغضبا ورضى ويدا وغير ذلك وسمى بعض صفاتعباده بذلك وليس علمه كعلمهم ولا قدرته كقدرتهم ولا رحمته وغضبه كرحمتهم وغضبهم ولايده كأيديهم .

وكذلك ما أخبر به عن نفسه من استوائه على العرش ومجيئه في ظللمن الغمام وغير ذلك من هذا الباب ليس استواؤه كاستوائهم ولا مجيئه كمجيئهم .

وهذه المعاني التي تضاف إلى الخالق تارة وإلى المخلوق أخرى تذكر على ثلاثةأوجه :


تارة تقيد بالإضافة إلى الخالق أو بإضافته إليها كقوله تعالى { ولايحيطون بشيء من علمه } ( البقرة : 255 ) ، { إن الله هو الرزاق ذو القوة } (الذاريات 58 ) .

وتارة تتقيد بالمخلوق كقوله { شهد الله أنه لا إله إلا هووالملائكة وأولوا العلم } ( آل عمران : 18 ) .

وتارة تطلق مجردة.

فإذا قيدت بالخالق لم تدل على شيء من خصائص المخلوقين .


فإذا قيل :علم الله وقدرته واستواؤه ومجيئه ويده ونحو ذلك ، كانت هذه الإضافة توجب ما يختص بهالرب الخالق ، وتمنع أن يدخل فيها ما يختص به المخلوق .

وكذلك إذا قيل {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك } ( المؤمنون : 28 ) ، كانت هذه الإضافة توجب مايختص بالعبد وتمنع أن يدخل في ذلك ما يختص بالرب عز وجل .

(
ابنتيمية ، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ج3 ص119-120 )
ثم أكمل قائلاً :


والمقصود هنا أن الله سبحانه وتعالى إذا أضاف إلى نفسه ما أضافهإضافة يختص بها ، وتمنع أن يدخل فيها شيء من خصائص المخلوقين ، وقد قال مع ذلك :إنه ليس كمثله شيء وإنه لم يكن له كفوا أحد وأنكر أن يكون له سمي كان من فهم من هذهما يختص به المخلوق ، قد أتي من سوء فهمه ونقص عقله ، لا من قصور في بيان اللهورسوله ، ولا فرق في ذلك بين صفة وصفة .

فمن فهم من علم الله ما يختص بهالمخلوق من أنه عرض محدث باضطرار ، أو اكتساب ، فمن نفسه أتي ، وليس في قولنا علمالله ما يدل على ذلك .

وكذلك من فهم من قوله { بل يداه مبسوطتان } الآية (المائدة : 64 ) ، و { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } ( ص : 75 ) ، ما يختص بهالمخلوق من جوارحه وأعضائه ، فمن نفسه أوتي ، فليس في ظاهر هذا اللفظ ما يدل على مايختص به المخلوق كما في سائر الصفات .

وكذلك إذا قال { ثم استوى على العرش } ( الفرقان : 59 ) ، من فهم من ذلك ما يختص بالمخلوق ، كما يفهم من قوله { فإذااستويت أنت ومن معك على الفلك } ( المؤمنون : 28 ) ، فمن نفسه أتي فإن ظاهر اللفظيدل على استواء يضاف إلى الله عز وجل كما يدل في تلك الآية على استواء يضاف إلىالعبد .

وإذا كان المستوي ليس مماثلا للمستوي لم يكن الاستواء مماثلاللاستواء .

فإذا كان العبد فقيرا إلى ما استوى عليه يحتاج إلى حمله .

وكان الرب عز وجل غنيا عن كل ما سواه والعرش وما سواه فقيرا إليه ، وهوالذي يحمل العرش وحملة العرش ، لم يلزم إذا كان الفقير محتاجا إلى ما استوى عليه أنيكون الغني عن كل شيء وكل شيء محتاج إليه ، محتاجا إلى ما استوى عليه .


وليسفي ظاهر كلام الله عز وجل ما يدل على ما يختص به المخلوق من حاجة إلى حامل وغير ذلك ، بل توهم هذا من سوء الفهم لا من دلالة اللفظ .

لكن إذا تخيل المتخيل فينفسه أن الله مثله تخيل أن يكون استواؤه كاستوائه ، وإذا عرف أن الله ليس كمثله شيء ، لا في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، علم أن استواءه ليس كاستوائهولامجيئه كمجيئه كما أن علمه وقدرته ورضاه وغضبه ، ليس كعلمه وقدرته ورضاه وغضبه .

وما بين الأسماء من المعنى العام الكلي كما بين قولنا ن حي وحي وعالموعالم .


وهذا المعنى العام الكلي المشترك لا يوجد عاما كليا مشتركا إلا فيالعلم والذهن ؛ وإلا فالذي في الخارج أمر يختص بالموصوف .

فصفات الرب عز وجلمختصة به ، وصفات المخلوق مختصة به ، ليس بينهما اشتراك ولا بين مخلوق ومخلوق .







رد باقتباس
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
المفيد, التجسيد, الكلام, شبهة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
نسف شبهة : مص الرسول صلى الله عليه وسلم لسان الحسن سيف الحتف إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة 10 16.11.2012 21:21
من روائع الكلام الزبير بن العوام قسم الحوار العام 12 15.09.2010 01:44
لهذه الاسباب هو خير البشر الجزء الاول Just asking إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة 1 14.05.2010 19:35
اسئلة الدرس الاول جكرررر miran dawod أقسام اللغة العربية و فنون الأدب 0 18.07.2009 08:07



لوّن صفحتك :