القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :17 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() اعلم أن أسعد الخلق حالاً في الآخرة
أقواهم حباً لله تعالى.. فإن الآخرة معناها القدوم على الله تعالى ودرك سعادة لقائ ، وما أعظم نعيم المحب إذا قدم على محبوبه بعد طول شوقه! وتمكن من دوام مشاهدته أبد الآباد من غير منغص ومكدر ومن غير رقيب ومزاحم ومن غير خوف انقطاع! إلا أن هذا النعيم على قدر قوة الحب وإنما يكتسب العبد حب الله تعالى في الدنيا قبل الآخرة .. وأصل الحب لا ينفك عنه مؤمن لأنه لا ينفك عن أصل المعرف وإنما يحصل ذلك بسببين: أحدهما قطع علائق الدنيا وإخراج حب غير الله من القلب فإن القلب مثل الإناء لا يتسع للخل مثلاً ما لم يخرج منه الماء " ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه " وكمال الحب في أن يحب الله عز وجل بكل قلبه وما دام يلتفت إلى غيره فزاوية من قلبه مشغولة بغيره فبقدر ما يشغل بغير الله ينقص منه حب الله وبقدر ما يبقى من الماء في الإناء ينقص من الخل المصبوب فيه.. وإلى هذا التفريد والتجريد الإشارة بقوله تعالى: " قل الله ثم ذرهم في خوضهم" وبقوله تعالى: " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " بل هو معنى قولك " لا إله إلا الله " أي معبود ولا محبوب سواه فكل محبوب فإنه معبود فإن العبد هو المقيد والمعبود هو المقيد به وكل محب مقيد بما يحبه.. ولذلك قال الله تعالى: " أرأيت من اتخذ إلهه هواه " وقال (صلى الله عليه وسلم): " أبغض إله عبد في الأرض الهوى " ولذلك قال عليه السلام: " من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة" ومعنى الإخلاص أن يخلص قلبه لله فلا يبقى فيه شرك لغير الله فيكون الله محبوب قلبه ومعبود قلبه ومقصود قلبه فقط ومن هذا حاله فالدنيا سجنه لأنها مانعة من مشاهدة محبوبه وموته خلاص من السجن وقدوم على المحبوب.. فما حال من ليس له إلا محبوب واحد وقد طال إليه شوقه وتمادى عنه حبسه فخلى من السجن ومكن من المحبوب وروح بالأمن أبد الآباد فأحد أسباب ضعف حب الله في القلوب قوة حب الدنيا ومنه حب الأهل والمال والولد والأقارب والعقار والدواب والبساتين والمنتزهات حتى إن المنفرح بطيب أصوات الطيور وروح نسم الأسحار ملتفت إلى نعيم الدنيا و متعرض لنقصان حب الله تعالى بسببه فبقدر ما أنس بالدنيا فينقص أنسه بالله ولا يؤتى أحد من الدنيا شيئاً بقدره من الآخرة بالضرورة.. كما أنه لا يقرب الإنسان من المشرق إلا ويبعد بالضرورة من المغرب بقدره فالدنيا والآخرة ضرتان وهما كالمشرق والمغرب وقد انكشف ذلك لذوي القلوب انكشافاً أوضح من الإبصار بالعين وسبيل قلع حب الدنيا من القلب سلوك طريق الزهد وملازمة الصبر والانقياد إليهما بزمام الخوف والرجاء... |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
لأهل, ويحبونه, يحبهم |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
وصايا طفل لأمه | بن الإسلام | روضة الطفل المسلم | 1 | 31.10.2015 13:57 |
ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب يعتاده | طائر السنونو | الحديث و السيرة | 5 | 15.09.2013 22:31 |
هيا بنا نؤمن ساعة | د/ عبد الرحمن | الحج و العشر من ذى الحجة و عيد الأضحى | 41 | 28.10.2011 14:23 |
أين نحن منهم | carolina | القسم الإسلامي العام | 9 | 30.10.2010 12:25 |
كم هو مؤلم ؟ | نوران | القسم الإسلامي العام | 3 | 15.04.2010 13:28 |