ففي محاضرة للبابا شنودة يتهدد فيها ويتوعد دار الكتاب المقدس بأنه لن يوقع على النسخ التي تطبعها إذا لم تنفذ طلباته في النسخ ، إحدى أهم مطالباته هي أن لا تُذكر ملاحظات التحريف في تلك النسخ ، فيكون العلم بوجود تلك التحريفات مختص بالعلماء المسيحيين فقط (أو دارسي كليات اللاهوت المسيحي)! (يمكنك مشاهدة مقطع من هذه المحاضرة صوت وصورة على هذا الموقع:
ففي الدقيقة 2 : 56 إلى الدقيقة 4 : 26 من هذا المقطع يقول البابا شنودة:
"ولكن أرجوا من دار الكتاب المقدس وأرجوا ملحاً بالملاحظة الآتية: طلّعتوا طبعة جديدة للكتاب المقدس في أولها ملاحظات تقول دي مزيدة ودي ناقصة في بعض النسخ ، مهو دا الكلام يكفَّر يا جماعة! غير المسيحيين يقولوا علينا إيه؟ "أنتو بتزودوا في الكتاب وبتنقصوا؟" "ده مش موجودة في نسخ وده موجودة في حاجة تانية" ياريت ياريت إن القائمين على طبع الكتاب المقدس يُفرّقون تماماً بين ما يقال في كليات اللاهوت وما يُعطى للمؤمن العادي ليقرأه ، المؤمن العادي يتعبه إنك تقول له "ده مزيدة وده ناقصة وده موجودة في نسخ ومش موجودة في نسخ" ، الكتاب أيضا أبو الشواهد فيه الحاجات ده ، ليس من نفع المؤمنين أن يُقال لهم هذا ، إنما هذا من نوع التشكيك ، لما بيجيني كتاب مقدس من هذا النوع برضه مش حمضي عليه."
ثم في الدقائق 4 : 35 – 4 : 57 يتهدد دار الكتاب المقدس فيقول:
"إحنا بنتعاون مع بعض في مسألة الكتاب المقدس . . . ما تلجؤوناش أننا نطبع كتاب لوحدينا وما نتعاملش مع دار الكتاب."
إن مطالبة البابا بإخفاء الحقائق عن أعين الأتباع المسيحيين ذكرتني بقوله تعالى في القرآن الكريم: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (آل عمران 71) ، وقوله تعالى: {وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (البقرة 146) ، وسواءاً أعلن البابا عن التحريفات للعوام أم أراد كتمها وإخفاءها عنهم فالحقيقة يجب أن تُعلن ، وقد أعلنها الله لنا في كتابه العزيز القرآن الكريم حيث قال جل وعلا: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران 78) ، وقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} (البقرة79)