مأساة المسلمين فى الفلبيين

[أبو السائب أكرم المصري]

مأساة المسلمين فى الفلبيين

الفلبين عبارة عن مجموعة من الجزر يزيد عددها عن 1700 جزيرة، تقرب مساحتها من 300 الف كيلو متر مربع و يصل عدد سكانها اليوم الى 91 مليون منهم 12,5 مليون مسلم يتركز معظمهم فى المناطق الجنوبية

وصل الإسلام الى الفليبين عن طريق التجارة في أواخر القرن الثالث الهجري (270 هـ )، ولكن بقي عدد المسلمين قليلاً، ثم بني أول مسجد في جزر (صولوا) عام 679 هـ، ومن ثم بدأ الإقبال على الإسلام يزداد، وفي نهاية القرن التاسع كان المسلمون يؤسسون سلطنات في تلك الأرجاء، وكان من أشهر السلاطين (راجا سليمان ) الذي كان يحكم مانيلا (امان الله) وما حولها في مطلع القرن العاشر.

وفي عام 927هـ (1521 م ) وصلت طلائع الصليبيين الى تلك الجزر قادمة من الشرق بإمرة ماجلان مبعوث الملك الاسباني فيليب لأغراض دينية و اقتصادية و سياسية و في محاولة لتطويق المسلمين بعد أن أخرجوهم من الأندلس عام (897هـ ) وانطلقوا يلاحقونهم ، وشده ماجلان عندما رأى المسلمين يحكمون تلك الجهات وقد عرف المسلمين باسم (المورو) وهو الاسم الذي لا يزال يحملونه الى اليوم وفي مناطق أخرى من العالم مثل مدغشقر، وسيلان و غيرهما.

شهدت البلاد بعد الاستقلال (1946 م ) نهضة إسلامية يرعاها اتحاد مسلمي الفليبين وقد نظم ثلاثة مؤتمرات لبحث شؤون المسلمين في الفليبين وحضرها ممثلون عن أكثر الدول الإسلامية، وبدأت هذه النهضة تثمر فحركت الحقد الصليبي

بدأ العمل ضد المسلمين واتخذ وسيلة شق صفوف المسلمين، وأصبح بالفعل لهم منظمتان بعد أن كانوا كتلة واحدة، ثم بدأ التخطيط للاستيلاء على أراضي المسلمين فتشكلت عصابة نصرانية أطلق عليها اسم عصابة الفئران أسسهاوإشرف عليها رئيس الجمهورية بذاته ومهمتها اتخاذ الارهاب بالهجوم على المسلمين والتنكيل بهم، وقتل ما تستطيع قتله منهم كي يغادروا أرضهم فيستولي عليها النصارى، وخاصة اذا علمنا أن الأرض غير مسجلة بعد بصورة نظامية كما وجدت منظمة (الأخطبوط ) ولها المهمة نفسها.

أوجد النصارى أسباباً للهجوم على المسلمين إذ طالبوا بتطبيق القانون المدني على المسلمين إذ به يمكن للنصارى أن يتزوجوا من المسلمات، وقد رفض المسلمون تطبيق هذا القانون ، وهذا مادعا الى مصادرة أراضيهم والاستيلاء عليها، وبالتالي جر المسلمين الى قتال وهم غير مستعدين له .

بدأ الزحف النصراني من الشمال وبدأ الاستيلاء على الأراضي بمساحات محددة و منتقاه، وبدأت الدولة فى تسجيل هذه الأراضي المستولى عليها بأسماء مغتصبيها على حين رفضت من قبل تسجيلها لأصحابها المسلمين.
وبدا الارهاب مع الاستيلاء على الأراضي: اغتيالات ، حرق مزارع ، اختطاف ، إلقاء السم بآبار مياه الشرب ، قتل الحيوانات ، هتك أعراض. وبذا شرد ستون ألف أسرة مسلمة ألتجأت الى الغابات والجبال .

وبدأت حرب الإبادة تارة بجمع الشباب في معسكرات باسم التدريب ثم إبادتهم، وتارة بنفس المساجد اثناء تأدية صلاة الجمعة، وثالثة بالإغارة على المدن والعمل بإبادة الموجودين في ألاسواق و أماكن تجمع السكان .

وتسلح المسلمون أمام هذه الحوادث للدفاع عن النفس فعد الحكم هذا تمرداً، وهذا حجة للقضاء على المسلمين وتحرك الجيش النظامي نحو الجنوب .

رفع المسلمون شعار الوحدة الإسلامية وطالبوا بفصل المناطق الإسلامية وبدأت المعارك بين الطرفين ، وتمكن المسلمون من الصمود والمقاومة و اضطرت الحكومة للتفاوض وقد تم ذلك في طرابلس عاصمة ليبيا التي شاركت في المفاوضات، كما شاركت كل من السنغال، والصومال ، والمملكة العربية السعودية
وتقرر بهذه المفاوضات إعطاء المسلمين الحكم الذاتى في جنوب الفليبين وكان ذلك في مطلع عام 1397 هـ (1977 م )، الا أن هذه المفاوضات والاتفاقية لم تكن الا لتتيح الفرصة أمام (ماركوس ) لتنظيم قواته من جديد والاستعداد للدخول ثانية في معركة حاسمة تقضي على المسلمين، اضافة الى استغلال الدول الاسلامية للحصول على النفط و الدعم المادي و قد تم هذا و بعد أربعة أشهر من توقيع الاتفاقية أعلنت الحكومة تخليها عن جميع التزاماتها السابقة و عادت العمليات العسكرية من جديد

يتــــــبع

للمزيد من مواضيعي