آخر 20 مشاركات
سلسة حلم المسيحى جرجس(لماذا أخفى بولس نسبه وانتسب لبنيامين) (الكاتـب : النسر المصرى - )           »          جدول عملي ليوم عرفة (الكاتـب : د/مسلمة - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          فضائل يوم عرفة (الكاتـب : نور عمر - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          Mecca the forbiden city (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأضحية هي قربان لله أم للأوثان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          حقوق الأجراء و الخدم في الإسلام (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          The Heritage Of Abraham PBUH (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة عشائية ساحرة بصوت خالد الرياعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الفيلم الوثائقي : كسوة الكعبة المشرفة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مكّة المكرّمة : أورشليم - مدينة السلام الموعودة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مسيحية تمزق على الهواء كتابها المقدس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          من الذبيح ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القطف الجني لتلاوات الشيخ عبدالله الجهني : شهر شوال 1445هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          نص خروج 33 : 11 يسقط الهولي بايبل في التناقض (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لمحات مكية : كثرة أسماء الكعبة المشرّفة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لمحات مكية : ماء زمزم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          حنين الجذع للنبي حقيقة أم خرافة ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          فإلهكم إلهٌ واحد (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل يشمل العهد الإبراهيمي إسماعيل و نسله ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ملة أبيكم إبراهيم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

خلف خطى يسوع (قراءة نفسيّة)

القسم النصراني العام


 
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 09.07.2010, 16:47

MALCOMX

عضو

______________

MALCOMX غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 09.07.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 206  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
14.08.2012 (23:08)
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
سهم خلف خطى يسوع (قراءة نفسيّة)


من هو يسوع؟ هل وُجد حقّا؟ و متى عاش؟ و ما علاقته بالدين المسيحيّ؟ و ما وجاهة تعاليمه.هذا ما سنطرحه في هذا المقال.

الجزء الأوّل: عرض و قراءة كلّ الشهادات القديمة التي ذكرت يسوع في القرن الأوّل ميلادي.
الجزء الثاني: قراءة في الأناجيل القانونيّة و نشأة المسيحيّة.

يتبع...................

و قبل ذلك نترككم مع مقطع ليسوع: [كي تدخلوا في الطقس يسوع (قراءة نفسيّة) ]




-------------------------------------------------------------

هل وجد شخص اسمه يسوع حقّا؟ و كان هو المسيح؟

ينقسم الباحثون المختصّون في تاريخ المسيحيّة إلى خمسة نظريّات، و كلّ نظريّة لها ما يدعّمها من الأدلّة:

1-النظرة التقليديّة: يسوع هو المسيح و هو ابن الله، و كتب سيرته أشخاص كانوا شهود عيان بإلهام من الروح القدس.
2-النظرة العلمانيّة: يسوع الموجود في الأناجيل يتشابه مع يسوع الحقيقيّ الذي عاش في بداية القرن الأوّل ميلادي، إلاّ من بعض الإضافات الأسطوريّة التي أدخلتها الأناجيل عليه، كولادته من عذراء و مشيه على الماء إلخ...
3-النظرة التأويليّة: يسوع وُجد فعلا، لكنّه ليس مطلقا الشخص الذي ذكرته لنا الأناجيل، بل كان يهوديّا ثائرا.
4-النظرة المتسامحة: يسوع وُجد فعلا، لكنّنا لا نستطيع أبدا معرفة ماذا فعل، حيث أنّ الأناجيل قدّمت لنا شخصا أسطوريّا.
5-النظرة الماديّة: يسوع لم يوجد، و كلّ الدلائل التاريخيّة التي تشير إلى وجوده ما هي إلاّ تأويلات خارج النصّ تزيد الأمر تعقيدا بدل حلّه.

قراءة و تحليل الشهادات التاريخيّة:

سنتعرّض للقصّة التي في الأناجيل في الفصل القادم، و سنركّز على الشهادات التي خارج الأناجيل.

1-يذكر Jules l'africain في بدايات القرن الثالث ميلادي أنّ Thalus كتب حوالي 52 ميلادي:[يوليوس الإفريقي يذكر هذه الشهادة اعتمادا على الكتاب الثالث في التاريخ لطاليس الذي لم يصلنا]

طاليس ذكر في كتابه الثالث في التاريخ أنّ الظلمة التي حدثت كانت بسبب كسوف الشمس.

النقد: لا شيء في هذه الشهادة يشير إلى يسوع و لا إلى حياته و لا إلى أيّ شيء، و إنّما هذه الشهادة تشير إلى حدوث ظلمة اعتبرها طاليس كسوفا للشمس، و إذ تذكر الأناجيل حدوث هذه الظلمة إثر صلب يسوع، و بسببه، فهذا ليس دليلا تاريخيّا على وجود يسوع فلا شيء يمنع أن يكون قد حدث كسوف في ذلك الوقت و قام كتبة الإنجيل بتركيبه على حياة يسوع و اعتبروه معجزة تدعّم كلامهم. تماما كأن أقول: لقد كان في أمريكا نبيّ في القرن العشرين و قام البعض بقتله فأرسل الله عليهم إعصار ’’كاترينا’’ ، ثمّ نجد مؤرّخا يحدّثنا أنّه حدث في إمريكا إعصار اسمه كاترينا منذ سنوات، فهل يحقّ لمن يعتقد في وجود هذا النبيّ أن يدعّم رأيه بأن يقول لنا: الدليل على وجوده هو حدوث هذا الإعصار؟
الشهادة هي: لقد حدث إعصار اسمه كاترينا.
و شهادة طاليس: لقد حدث كسوف للشمس. فقط لا غير.

2-Suétone عاش 69-125 ميلادي، كتب في ’’حياة كلود’’ : [ Suetone.Vie de Claude, XXV.11 ]

بما أنّ اليهود لم يتوقّفوا عن إثارة الفوضى بسبب تحريض من يُسمّى Chrestus فقد قام [أي كلود] بطردهم من روما.

النقد: ’’سيوتان’’ يتكلّم عن حادثة وقعت حوالي سنة 49 ميلادي، بينما يسوع مات حوالي سنة 30 ميلادي، لكن الأهمّ هو التالي: هناك فرق بين Chrestos و Christos فالأولى تعني المسيح أو ’’الممسوح’’ بينما الثانية [و التي يذكرها سيوتان هنا] تعني ’’الطيّب’’ بل و هناك من كان اسمه كذلك أيضا مثل نائب المحافظ Ulpien الذي كان اسمه Chrestus و هم اسم مشهور نراه بكثرة في النقوش الإغريقيّة، فلا شيء يمكّننا من استخلاص شيء عن يسوع من هذه الشهادة، و هي قابلة للتأويل.
كما أنّ سيوتان نفسه يذكر في ’’حياة نيرون’’ : [ Suetone. Vie de Néron, XVI.3]

قام [أي نيرون] بتعذيب المسيحيّين christiani و ذلك أنّهم جاؤوا بخرافة جديدة و خطيرة.

انظروا هنا كيف يذكر Christiani و ليس Chrestiani بعكس النصّ السابق و نفهم أنّه يقصد ’’المسيحيّين’’ لكن ما الذي يثبت أنّه يقصد المسيحيّين الذين يؤمنون بأنّ المسيح هو ابن الله و الله، و أنّه صلب على الصليب إلخ..؟ بل يمكننا أيضا أن نقول أنّه يقصد المسيحيّين بمعنى ’’المسيانيّين’’ و هم اليهود [كلّ اليهود] الذين ينتظرون المسيح و انبثقت منهم حركة مسيانيّة تتحدّث عن المسيح المحارب ملك اليهود و الذي سيعيد مجدهم، و هم ينتظرونه منذ فترة، لذلك هذه الحركة هي حركة ’’خطيرة’’ كما وصفها سيوتان.و على كلّ حال [و مهما تعدّد التأويل] فلا شيء نستخلصه عن يسوع المسيح و قصّة حياته و هي التي تهمّنا في هذا البحث، و كان يمكن لسيوتان مثلا أن يذكره لنا إن كان فعلا كما روته الأناجيل.

3- Mara Bar-Serapion مخطوط سرياني 73 ميلادي [ Manuscrit Syriaque n° 14658 du British Muséum ]

مالذي ربحه اليهود من قتل ملكهم الحكيم؟ و مملكتهم دُمّرتْ بعد فترة قليلة...

النقد: لا شيء عن يسوع و لا عن المسيح، و إنّما يتحدّث عن ملك اليهود الحكيم الذي قتلوه، و لا شيء ينفي أنّه يتحدّث عن أحداث وقعت قبل يسوع بعشرات أو مئات السنين، و أوّلها قتل Le maitre de justice الذي ذكرته لنا مخطوطات قمران عن الأسينيّين، كما أنّ المخطوط يشكو من تواريخ عديدة خاطئة، و لا أفهم كيف يستشهد به المسيحيون لإثبات وجود يسوع.

4-Cornélius Tacite كتب حوالي 115 ميلادي : [ Annales, 15.44 ]

لقد تمّ اشتقاق اسم المسيحيّين من المسيح Christos الذي حوكم أثناء حكم تيبريوس قيصر، بأمر من الحامي [النائب] بيلاطس.

النقد: لقد وضّح الباحثون أنّ هذا النصّ تمّ تدليسه و ليس أصليّا، و يرون أنّ كاتبه هو Pogge سنة 1429 ميلادي، و هذا الشخص معروف بأنّه من أكبر المدلّسين في المسيحيّة، كما أنّ النصّ فيه خطأ تاريخيّ و هو ذكره لبيلاطس بأنّه ’’الحامي’’ أو ’’النائب’’ procurateur بينما رتبة بيلاطس الحقيقيّة هي ’’المحافظ’’ كما أثبته النقش الذي نقشه على المعبد الذي بناه لشرف تيبريوس و كان فيه: [praef]ectus Juda[eae] أي محافظ منطقة اليهوديّة.كما أنّ هذا النصّ لم يقع اقتباسه من أيّ شخص من رجال الكنيسة قبل Pogge

5- كتب حوالي 112 ميلادي Pline le Jeune: [ Lettres et Panégyrique de Trajan : X/97 ]

النصّ طويل و يذكر أنّ بلين يطلب النصيحة من الإمبراطور كيفيّة معاملة المسيحيّين، و يذكر أنّهم يتّبعون المسيح و لكن ما نفهمه من هذا النصّ هو وجود أشخاص مسيحيّين يعتقدون في هذا الـ Khristo و لا توجد إشارة لا إلى ألوهيّته و لا حتّى إلى إسم يسوع و لا إلى صلبه و لا إلى أيّ شيء ممّا ترويه الأناجيل، كما أنّ بعض الباحثين شكّكوا في اصالة هذه الرسالة و لكنّنا لا نشكّك فيها، و سنشير فيما بعد لماذا نعتبر هذه الشهادة غير مهمّة إطلاقا في إثبات وجود يسوع من عدمه. و من يريد أن يقرأ النصّ كاملا
http://agoraclass.fltr.ucl.ac.be/con...lecture/10.htm



6- كتب Lucien de Samosate حوالي النصف الثاني من القرن الثاني ميلادي: [ Mort de Pérégrinus, paragraphe 11-13 ]

يذكر المسيحيّين و عبادتهم لشخص تمّ صلبه و أنّهم إخوة و مستعدّون للشهادة و أنّهم يتّبعون تعاليم هذا الحكيم إلخ...

النقد: هذا نصّ واضح و مباشر و يشير إلى المسيحيّة و الصليب لكنّه متأخّر في الزمن [بعد 150 ميلادي] و لا يصحّ الاستشهاد به [مثله مثل Celse الذي ذكره origene ] حيث أنّ المسيحيّة كانت قد تكوّنت كما سنشير فيما بعد.

7- التلمود:

يذكر يسوع و تعليقه ليلة الفصح، كما أنّ قصّة يسوع ابن ’’الزانية’’ اليهوديّة مريم من الجنديّ الرومانيّ Panthera ما هي إلاّ صورة كاريكاتوريّة من اليهود للسخريّة من الإنجيل، و على كلّ حال لا أدري كيف نعتبر كتابا من أواخر القرن الرابع ميلادي دليلا على وجود يسوع التاريخيّ الذي انتشرت قصّته فيما بعد بفضل الأناجيل فأخذها اليهود بطريقة ساخرة؟

8- Flavius Josèphe [تاريخ اليهود / الكتاب 18/ الفقرة 63 و 64 ] نهاية القرن الأوّل ميلادي:

في ذلك الوقت ظهر يسوع، رجل حكيم، إن كان يحقّ لنا أن ندعوه رجلا، لأنه كان يصنع العجائب وكان معلماً لمن كانوا يتقبلون الحق بسعادة. وجذب إليه الكثيرين من اليهود واليونانيّين على حد سواء. وكان هو المسيح.
وعندما أصدر بيلاطس الحكم عليه بالصلب، بإيعاز من رؤسائنا، لم يتركه أتباعه الذين أحبوه من البداية، إذ أنه ظهر لهم حياً مرة أخرى في اليوم الثالث، كما تنبأ أنبياء الله عن هذه الأشياء وعن آلاف الأشياء العجيبة بشأنه. وجماعة المسيحيين، الذين تسمّوا باسمه، مازالوا موجودين حتى هذا اليوم.


هذا النصّ هو الشهادة الحقيقيّة الوحيدة الواضحة ضمن كلّ ما سبق والتي تستحقّ التوقّف عندها.

انقسم الباحثون إلى ثلاثة أقسام:
1-النصّ أصلي و قاله جوزيف.
2-النصّ أصلي لكن فيه مقاطع مزيّفة تمّت إضافتها فيما بعد.
3-النصّ مزيّف كلّه.

أغلب الباحثين اليوم يرجّحون الاحتمال الثاني و هو أنّ النصّ مزيّف في بعض الكلمات فقط، و سأضعها بالأزرق: [هناك بعض الاختلافات حول الكلمات الأخرى أيضا و لكن سنورد المتّفق عليه]

في ذلك الوقت ظهر يسوع، رجل حكيم، إن كان يحقّ لنا أن ندعوه رجلا، لأنه كان يصنع العجائب وكان معلماً لمن كانوا يتقبلون الحق بسعادة. وجذب إليه الكثيرين من اليهود واليونانيّين على حد سواء. وكان هو المسيح.
وعندما أصدر بيلاطس الحكم عليه بالصلب، بإيعاز من رؤسائنا، لم يتركه أتباعه الذين أحبوه من البداية، إذ أنه ظهر لهم حياً مرة أخرى في اليوم الثالث، كما تنبأ أنبياء الله عن هذه الأشياء وعن آلاف الأشياء العجيبة بشأنه. وجماعة المسيحيين، الذين تسمّوا باسمه، مازالوا موجودين حتى هذا اليوم.

الذين يميلون إلى فكرة التزييف الجزئي يعتمدون على مخطوطات جوزيف الأخرى و التي لا توجد فيها هذه الكلمات المُختلف حولها مثل تاريخ Georges Kédrénos [قرن 11 ميلادي] و تاريخ Agapios de Menbidj
حوالي [القرن 10 ميلادي باللغة العربيّة] حيث يقول:

في ذلك الوقت ظهر رجل حكيم اسمه يسوع، و كان صالحا، و عُرف بتقواه ، وجذب إليه الكثير من اليهود والأمم على حد سواء.وأصدر بيلاطس الحكم عليه بالصلب و الموت، لم يتركه أتباعه الذين أحبوه من البداية و قاموا بنشر دعوته، و يقولون أنّه ظهر لهم حيّاً مرة أخرى في اليوم الثالث، و كانوا [الذين اتّبعوه] يعتبرونه المسيح كما تنبأ أنبياء الله عن هذه الأشياء العجيبة بشأنه.

يرى الباحثون أنّ جوزيف يقول في هذه النسخة العربيّة : يقولون أنّه ظهر حيّا، و يعتبرون أتباعه أنّه المسيح، و ليس كما يبدو لنا في النصّ المزيّف حين يقول: إذ أنه ظهر لهم حياً مرة أخرى في اليوم الثالث، وكان هو المسيح، فجوزيف كيهوديّ ينتظر المسيح لا يمكن أن يعتبر يسوع هو المسيح دون أن يتّبعه. و لكن رغم ذلك فإنّ هذا الاختلاف في التعبير بين المخطوطات يؤكّد التزييف، و هذا لا يستثني النسخة العربيّة أيضا التي ذكرناها لأنّ كاتبها مسيحيّ أيضا، و لكن نلاحظ أنّ ما تتّفق فيه كلّ المخطوطات هو: في ذلك الوقت ظهر رجل حكيم اسمه يسوع، و كان صالحا، و عُرف بتقواه.و أنّه صُلب. أمّا البقيّة ففيها نظر.

تجدر الإشارة إلى أنّ أوّل اقتباس لهذا النصّ لجوزيف في كتابات رجال الكنيسة كان من طرف Eusèbe de Césarée في القرن الرابع ميلادي، و تمّ تجاهله تماما من كلّ رجال الكنيسة الأسبقين لمدّة ثلاثة قرون، و هو أمر يؤيّد قصّة التزييف.
و يشير الباحثون إلى أنّ Origène [توفّي في القرن الثالث ميلادي] في Contre Celse الكتاب الرابع، الفصل العاشر يستشهد بجوزيف حين يتحدّث عن يسوع لكنّه لا يستشهد بهذا النصّ بل بنصّ عن موسى، و كذلك و في موضع آخر لا يستشهد بهذا النصّ و كانّه لا يعرفه ممّا يزيد تأييد فكرة التزييف التي وقعت بعده.

و على كلّ حال و مهما كان النصّ أصيلا أم لا فهو مكتوب أواخر القرن الأوّل ميلادي، و لا شيء ينفي أنّ الفكرة المسيحيّة بدأت تتكوّن قبل ذلك الوقت [و هو ما سنطرحه في الفصل القادم]

قد يقول قائل [مسيحيّ] : لماذا لا نأخذ إلاّ الجانب المتشائم من النصوص، أي لماذا نذهب مباشرة إلى النفي و الشكّ و اعتبار النصوص مزوّرة ؟ لماذا لا نأخذ بعض النصوص السابقة التي تحتمل التأويل في صالح يسوع بدل أن نختار الرأي الآخر؟

و هذا سؤال وجيه، و لكن لنا وجاهتنا في الطرح و هي التالية:

لنفرض أنّه كان يوجد في زمن محمّد ثلاثة مؤرّخين معاصرين له، واحد في مكّة و واحد في المدينة و واحد في اليمامة مثلا، و قام هؤلاء المؤرّخون برواية كلّ الأحداث التي وقعت في تلك الفترة بوصفهم شهود عيان، لكن لم يذكر احد منهم اسم محمّد و لا غزواته و لا أيّ شيء عنه، رغم أنّه وصفوا لنا كلّ الذي كان يحدث.
ثمّ و بعدهم بسبعين سنة جاء مؤرّخ آخر و روى لنا أنّه كان يوجد شخص في تلك الفترة اسمه محمّد و أنّه كان نبيّا و قام بغزو القبائل و اتّبعه العديد من الناس.
ألن يصيبنا التعجّب و نتساءل لماذا لم يذكره المؤرّخون المعاصرون الثلاثة رغم اختلاف أماكنهم؟ ألن نذهب مباشرة إلى أنّ هذا المؤرّخ المتأخّر إمّا أنّه يدلّس أو أنّه صدّق قصّة خياليّة رواها له أحدهم أو أنّه ينوي إنشاء ديانة جديدة اعتمادا على تاريخ وهميّ أو أيّ شيء آخر؟ هذا ما سنفعله منطقيّا.

نعود إلى يسوع، كم كان يوجد من مؤرّخ و كاتب في عصره كشاهد عيان أو بعده مباشرة:

1- Perse حوالي 34 ميلادي [صمت مطبق]
2-Martial حوالي 70 ميلادي [صمت مطبق]
3-Sénèque بين 4 قبل الميلاد و 65 بعد الميلاد، أي معاصر تماما [صمت مطبق، هناك رسائل مزوّرة تمّت نسبتها له مع القدّيس بولس]
4-Plutarque حولي 70 ميلادي [صمت مطبق]
5-Juvénal حوالي 90 ميلادي [صمت مطبق]
6-Juste de Tibériade حوالي 60 ميلادي [صمت مطبق]
7-Pline l'Ancien حوالي 60 ميلادي [صمت مطبق رغم أنّه زار فلسطين و روى احداثها حتّى أنّه ذكر الأسينيّين]
8-Valerius Maximus معاصر ليسوع [صمت مطبق]
9-Lucain حوالي 60 ميلادي [صمت مطبق]
10-Dion Chrysostone حوالي 70 ميلادي [صمت مطبق]
11-Stace حوالي 70 ميلادي [صمت مطبق]
12-Silius Italicius مولود 25 ميلادي [صمت مطبق]
13-Flaccus حوالي 90 ميلادي [صمت مطبق]
14-Pétrone معاصر ليسوع [صمت مطبق]
15-Quintillien حوالي 80 ميلادي [صمت مطبق]

إلخ .... فالقائمة ما زالت تطول، لكن و ما يعتبره البعض ’’الضربة القاضية’’ أو الدليل القاصم هو عدم ذكر فيلون الإسكندري [13 قبل الميلاد-54 بعد الميلاد] أيّ كلمة عن يسوع رغم معاصرته له، بل أنّه لم يترك شيئا إلاّ و ذكره في فلسطين و كتب ما يزيد عن 50 رسالة منها واحدة تتحدّث عن عهد بيلاطس، حتّى أنّه يُسمّى بأفلوطين اليهوديّة، و رغم ذلك لم يذكر كلمة واحدة عن يسوع، و ما يزيد التعجّب أكثر هو أنّ فلسفته عن اللوجو Logos قريبة فيما بعد من فلسفة المسيحيّين الأوائل.

إذن ماذا حدث في تلك الفترة؟

يتبع...........
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : خلف خطى يسوع (قراءة نفسيّة)     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : MALCOMX







توقيع MALCOMX
https://www.kalemasawaa.com/vb/search...&starteronly=1
https://www.ebnmaryam.com/vb/f4
http://www.almwsoaa.com/Forum/
http://www.ansaaar.net/vb/search.php...&starteronly=1
http://www.11emam.com/vb/search.php?...&starteronly=1


رد باقتباس
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
(قراءة, نفسيّة), يسوع


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
فضل قراءة القرآن أم حفصة القرآن الكـريــم و علـومـه 19 16.02.2011 11:51
هل يجوز قراءة القرآن بدون فهم معناه لا تسئلني من أنا القرآن الكـريــم و علـومـه 11 24.10.2010 21:06
قراءة آية أو تعلمها خير من امتلاك ناقة أم حفصة القرآن الكـريــم و علـومـه 10 30.08.2010 17:19
قراءة في كتاب : واقعنا المعاصر | محمد قطب أندلسيّة خلاصة الكتب 4 07.07.2010 06:11
قراءة في كتاب : المتقلبـــون أندلسيّة خلاصة الكتب 3 12.04.2010 18:40



لوّن صفحتك :