مناقشة حقيقة تمثال مريم والمسيح فى الكعبة

[عُبَيّدُ الّلهِ]

فأولاالثابت الصحيح المشهور(المشهور اصطلاحا عند جمهور علماء الحديث هو الحديث أو الخبر الذى رواه ثلاثة فأكثر من الصحابة وجاء من خلال ثلاثة طرق فأكثر بواقع طريق على الاقل لكل صحابى) أن الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم عندما دخل الكعبة للمرة الثانية أو لنقل فى المرحلة الثانية لم يعجبه بقاء أثار الصور فيهاوسعى لمحو الصور كلها بلا استثناء بل قام بذلك بنفسه هو صلى الله عليه و اله وسلم[35].
ثانيا الثابت أن صورة مريم ليست وحدها التى ظلت بعد المرحلة الاولى فى صحن الكعبة[36]وقد حدثت مرحلتين لمحو الصور فالأرجح من جميع المرويات أن سبب عدم ازالة هذا التمثال بالذات سبب يتعلق بالواقع لا بالديانة بمعنى أن الصحابة لم يستطيعوا فى المرحلتين الاولى والثانية محو صورة مريم وقلة من الصور الاخرى فأقتنع النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعدم قدرة الصحابة على محو هذه الصور فأمرهم بترك هيكل التمثال والاكتفاء بطمس المعالم الشكلية وهذا هو تفسير قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم"امحو الا ما تحت يدى"ولهذا نفهم لماذا أستخدم النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم سائل القطران ولم يستخدم الفئوس مثلا فى هدم الصور اما صورة مريم فالارجح باذن الله جل وعلا من الاثار أنها كانت مثبتة فى العمود [37]فالارجح باذن الله جل وعلا من عدم هدم التمثال من جانب الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ومن جانب النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعدم هدمه بعد ذلك من الخلفاء الراشدين هو الخشية من حدوث مشكلة فى هذا العمود فيؤثر على بنيان البيت حيث ان البيت كله فى زمن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان مؤسسا على ستة اعمدة فقط [38]فماذا لو حدث انهيارلواحد؟يضاف الى ذلك أنه لاخطورة عقائدية من هذه التماثيل لأن أحدا لن يعبدها أو يقدسها كما هو الحال مع غيرهافضررها معدوم.
_________
[35]أخرج محمد بن يوسف الصالحى فى مصنفه"سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد"وفى المجلد الخامس-باب امر الرسول صلى الله عليه وسلم ازالة الصور قبل دخول الكعبة فيقول"وروى أبو داود وابن سعد ومحمد بن عمر واللفظ له، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخلها حتى مُحيت الصور، وكان عمر قد ترك صورة إبراهيم، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى صورة إبراهيم، فقال: "يا عمر: ألم آمرك ألا تدع فيها صورة؟ قاتلهم الله، جعلوه شيخاً يستقسم بالأزلام" ثم رأى صورة مريم، فقال: "امسحوا ما فيها من الصور، قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون""أ.ت.
أما ماذكرته بأعلى من اقدام الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم من تلطيخ الصور بنفسه فقدروى ذلك الحدث عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم صفية بنت شيبة وشيبة بن عثمان واسامة بن زيد رضى الله تبارك وتعالى عليهم اجمعين
http://www.islamweb.net/hadith/displ...311&pid=590777
http://www.islamweb.net/hadith/displ...221&pid=615231
http://www.islamweb.net/hadith/displ...02475&hid=5179
[36]أرجع لرقم[34]و[35]وهناك متابعات على هذا الاثر عن ابن شهاب الزهرى وعكرمة وصفية بنت شيبة وغيرهم
http://www.islamweb.net/hadith/displ...=14117&hid=170
http://www.islamweb.net/hadith/displ...=14117&hid=174
http://www.islamweb.net/hadith/displ...007&pid=133527
[37]يتضح هذا من الخبر الذى رواه الازرقى وابن حجر فى فتح البارى عن عطاء بن ابى رباح فمن توصيف عطاء لتمثال مريم يتضح ارتباطه بعمود الكعبة المشرفة فقال ابن حجر" وقد أطنب عمر بن شبة في " كتاب مكة " في تخريج طريق هذا الحديث فذكر ما تقدم وقال : " حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج سأل سليمان بن موسى عطاء : أدركت في الكعبة تماثيل ؟ قال : نعم ، أدركت تماثيل مريم في حجرها ابنها عيسى مزوقا ، وكان ذلك في العمود الأوسط الذي يلي الباب . قال : فمتى ذهب ذلك ؟ قال : في الحريق "
ولعل البعض يسئل هذا الاسناد فيه ابن جريج وقد تكلم فيه اهل العلم والاجابة بأن هذا الاثر لبعض متنه شواهد فقد شهد عمرو بن دينار ايضا برؤية تمثال مريم فى صحن الكعبة كما أن الاثر يوافق حقائق تاريخية مثل حريق الكعبة زمن ابن الزبير كما أن هذا وقع بحضور ابن جريج
نفسه وقد روى عن الامام احمد انه قال جريج اثبت الناس فى عطاء فيكون الاثر حسنا باذن الله جل وعلا
http://www.islamweb.net/newlibrary/d...d=52&startno=7
http://www.islamweb.net/hadith/displ...=14117&hid=164
[38]خبر صحيح رواه الامام مسلم واحمد والطبرانى وغيرهم وصحة هذا الخبر تقوى الاثر السابق عن ابن جريج ايضا
http://www.islamweb.net/hadith/displ...2373&pid=41176

المزيد من مواضيعي

القرأن الكريم يكشف جهل وإساءة كتبة الأسفار فى صفات الإله

الجزء الثانى من رد الشبهات حول السماء فى القرأن

مناقشة الشبهات حول فتور الوحى

اتساع الكون فى القرأن والسنة

الثالوث الرافدى فى القرأن من الشبهة للاعجاز

الرد على سيد القمنى

ورقة بن نوفل

الظهورات المريمية