القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :12 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() 16 - المعاملة باحسان ويقول الشيخ الشعراوى رحمه الله عن فضيلة المعامله بالإحسان المعاملة بالإحسان الحق سبحانه وتعالى أمرنا بمعاملة الوالدين بالاحسان، لأنهما السبب المباشر في وجودنا، وكما ربى الله عباده على النعم، فالوالدان مكلفان من الحق أن يربيا الابن صغيرا.
والاحسان للوالدين هو الأمر الذي يجب أن تزيد فيه الرعاية عن المطلوب، فليست رعاية الوالدين مجرد نفقة مادية يؤديها الانسان على كره منه، انماهي القيام برعايتهما بما يرتفع ويزيد من حدود الرعاية التقليدية، واذا كان الله تعالى فرض على كل مؤمن أن يعامل اخوانه بالحسنى الا انه سبحانه خص وأكد على ثلاث طوائف هي: الطائفة الأولى: الوالدان: ان رعاية الوالدين أمر لا يستحب فيه القيام بالواجب في أقل الحدود، وانما يجب أن يكون أعلى بأكثر من المطلوب، وحتى نفهم معنى الاحسان فلنا أن نعرف أن الذي يصلي الفروض الخمسة هو انسان أدى ما عليه، ولكن اذا جاء في الليل وصلى عشر ركعات أو عشرين ركعة طلبا في زيادة في المثوبة والأجر من الله تعالى، فذلك ارتقاء من مرتبة الأداء الى مقام الاحسان، وهو الذي يفتح للانسان المؤمن الود مع الرحمن سبحانه وتعالى. ولذلك نجد الله سبحانه وتعالى يقول عن أصحاب مقام الاحسان:{ ان المتقين في جنات وعيون آخذين ما أتاهم ربهم، انهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} الذاريات 15ـ19. الله تبارك وتعالى يوضح مرتبة الاحسان فيصف سبحانه أهلها بأنهم لا يقومون فقط بما فرض عليهم من فرائض، بل يزيدون عليها فيدخلون بأنفسهم مقام الايمان، ثم يترقون بكثرة الطاعات وعمل الخيرات ومراقبة الله تعالى في كل أمر فيدخلون الى مقام الاحسان. انهم لا يقومون الى الصلاة في ميقاتها فقط، ولكن يزيدون عليها بالنوافل، ولا يقومون بالفرائض فقط، ولكن يزيدون عليها بالاستغفار والذكر والتضرع الى الله تعالى في السحر، ولا يؤدون الزكاة فقط، ولكنهم يعتبرون أن أي مال لهم هم مستخلفون فيه، ويعتبرون أن للسائل والمحروم حقا فيه، وهكذا يكون الاحسان. ان الله أمر بالاحسان للوالدين وهو أن يقوم الابن بما يتجاوز ما هو مفروض لهم خشية لوم الناس، بل هو الارتفاع بمعاملة الأب والأم الى مقام الاحسان ومرضاة الله تعالى، ووفاء حقهم عليه. الطائفة الثانية: ذوو القربة. ان الحق سبحانه وتعالى يحرض على السعي في طلب الرزق ويرغب فيه، ليعود بالنفع على المجتمع كله، فعندما يعمل الانسان عليه أن يجدّ في عمله ليعود ثمرة عمله عليه ويفيض منه ما ينفق على والديه وأقاربه، وليس هنا فحسب فكل ضعاف المسلمين، وأبناء السبيل يجب أن يكونوا في باله حينما يسعى للرزق وعندما يعمل كل انسان بهذا الفكر فلا بدّ للمجتمع كله أن يرتقي، ولسوف نجد دوائر الأقارب ترقى في مستوى انساني لا يسمح بفوارق شاسعة في مستويات الحياة، وعندما تترقى دوائر القربى وتزدهر العلاقات الانسانية فانه ينقي النفوس من جشع الثراء ولو على حساب الأقربين، أو جشع تدمير الآخرين، ومثال على ذلك تلك السلسلة من العمارات السكنية التي تنهار من وقت لآخر أقامها الطمع الجاهل، واستبد بأصحابها الجشع القاتل فأصاب المجتمع بكوارث، ان تمّ علاجها ماديا فسوف تأخذ وقتا لعلاج آثارها النفسية، وذلك لغيبة الايمان في قلب من أقامها، وضاع الضمير في سبيل الحرص على سرعة الثراء مما أودى بحياة ساكني هذه المباني الى الهلاك. ان الاحسان في معاملة ذوي القربى يجعل من المجتمع الانساني مجتمعا متكافلا متآزرا فلن نجد فقيرا يعاني من العوز، ولن نجد مسكينا الا في أقل القليل، ولذلك علينا أن نلحظ أن الحق سبحانه وتعالى لم يشرع نظام الزواج وعلانيته الا ليضمن سعادة الأفراد والمحافظة على الأنساب وضرورة التكافل الاجتماعي، فيجعل من الانسان مسؤولية ايمانية هي رعاية والديه وأقاربه، فلن نجد في دائرة القربى لرجل أعطاه الله المال الكثير وهو حسن الايمان من يشكو العوز، لأن الارتفاع الى مقام الاحسان يتطلب من الغني أن يرعى حق الله في ذوي قرباه. الطائفة الثالثة: اليتامى الانسان اليتيم هو الذي فقد الأب المسؤول عن الرعاية ماديا ومعنويا بينما نجد في الحيوان اليتيم هو من فقد الأم، ذلك أن الابن عند الحيوان يعتمد في نموه وطعامه وتدريبه على الأم، كما أن نسب الأبناء في الانسان يكون لآبائهم، أما في الحيوانات فيصعب أن نجد هذا النسب، ذلك لأن الحيوانات لا تعرف نظام الزواج الذي كرّم الله به الانسان. والأم في المجتمع الانساني ترعى وتعطي حنانا وقيما، والأب يعطي قدوة في السعي والحصول على الرزق الحلال، ونحن نرى في هذا العصر الكثير من النساء متخليات عن الأبناء، ونرى الكثير من الآباء مشغولين عن أبنائهم، كل ذلك جريا وراء نهج الحضارة الغربية التي يأخذون منها بأسباب العلم الذي يمكن أن يرتفع بمجتمعاتنا الى مستوى المجتمعات المتقدمة تكنولوجيا. ان مهمة الأم في الحياة شاقة فهي: حمل ورضاعة ورعاية لمدة ثلاثين شهرا، لقد حملته كرها ووضعته ألما ثم تعهدته في مهده بالعناية والرعاية واحتضنته حتى يبلغ سن النضج التي يصبح فيها قادرا على الأخذ عن أبيه، وهي في ذلك كله تعطي بحنان وحب ورقة مشاعر. كذلك مهمة الأب في الحياة شاقة انه قدوة سلوكية للابن، ورعاية كاملة عاطفيا وعقليا لذلك، فالرحمة واجب ايماني من الابن لأبويه. المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
مسلم, الاسلام, يتجلى, شعاع, فضائل |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
مشروع بستان السنة / من شعاع الاسلام بقلم فاطمة الزهراء | بن الإسلام | الحديث و السيرة | 9 | 21.04.2012 12:05 |
من منتديات شعاع الاسلام إلى الأمة الاسلامية | شذى الإسلام | الحج و العشر من ذى الحجة و عيد الأضحى | 0 | 02.11.2011 02:06 |
نزهة فى رياض شعاع الاسلام .. متجدد يومياً | بن الإسلام | رمضان و عيد الفطر | 36 | 29.08.2011 17:14 |
دروس التجويد بمنتديات شعاع الاسلام | شذى الإسلام | القرآن الكـريــم و علـومـه | 4 | 13.02.2011 13:53 |