زعمك بان بقاء الاسلام الى اليوم هو في حد ذاته دليل على انه لم يستطع احد ان يأتي بمثل القران!!
و هذا زعم فيه من المشاكل الكثير،
اولا، ان بقاء الدين ليس له علاقة بقدرته على اثبات نفسه او اثبات صحته. لو كان الامر كذلك لكان العالم كله بلا دين، او، لما كان هناك سوى دين واحد في العالم.
على سبيل المثال، المذهب الشيعي لا يزال موجودا منذ 14 قرنا.
الديني المسيحي رغم انه انهزم امام العلم في اوروبا و الغرب الا انه لا يزال موجودا ولا يزال هناك حتى بعض العلماء (علماء الطبيعة) يدافعون عنه (نسبتهم ضئيلة .. و لكنهم ما زالوا موجودين).
يمكننا ايضا ان نسأل: لو كان حقا معجزا لماذا لم يؤمن اي من العرب للنبي طيلة 13 عشر عاما في مكة؟ ليس فقط قريش بل الكثير من القبائل الاخرى.
ان الاسلام لم ينتشر الا بعد الانتصار السياسي للنبي و فتحه لمكة، و هنا فجأة اسلمت كل مكة!!! فهل من الصدفة ان اسلام مكة حدث تماما بعد فتح مكة؟ لا اعني انه اجبرهم عليه، و لكنهم اصبحوا تحت امر واقع و اصبح النبي هو القوة السياسية الاقوى في المنطقة فانضموا اليه.
لاحظ ان الاسلام فيه حد الردة، مما يعني ان من يخرج على الاسلام يعرض حياته للخطر، و هذا احد الاسباب اللتي ادت الى بقاء الاسلام الى هذا اليوم برغم كل التناقضات و الاخطاء الواضحة في القران.
انحسار الدين في اوروبا ليس عائدا فقط لمعارضة الدين للعلم، بل لانحسار قوة الدين بحيث لم يعد للمؤسسات الدينية اي قوة تستطيع من خلالها ان تقمع المعارضين او المرتدين عن الدين.
في الدول الاسلامية هناك علاقة طردية بين اللبرالية و اللادينية: كلما كانت الدولة مدنية اكثر، كلما زاد احتمال خروج الناس على الدين. في مصر و لبنان و سوريا هناك الكثير من اللادينيين، بينما في السعودية مثلا من شبه المستحيل على اللادينين ان يظهروا للعلن. طبعا هذا لا يعني ان مصر و سوريا دول ديمقراطية او عادلة او جيدة .. انما يعني فقط ان السلطة ليست بيد المؤسسة الدينية و بالتالي هناك مساحة من الحرية لمن يريد الخروج على الدين.