آخر 20 مشاركات
تلاوة من سورة الحجر : القارئ عمر سليمان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          من أين أتى هذا الإجرام ؟؟؟!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          من أين أتى هذا الإجرام ؟؟؟!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورة الرعد : الشيخ القارئ أحمد خضيرة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Koran auf deutsch mit Erklärung Sura 19 - Maria (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة مؤثرة تهز القلوب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إثبات تحريف كتابهم المقدس من الكتب المسيحية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كاهن مسيحي يسخر من القرآن في صفحته (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          قصة آدم عليه السلام كما خلدها القرآن الكريم في سوره الأعراف (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة خاشعة من سورة القصص : الشيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Islam and Gary Miller story (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القطف الجني لتلاوات الشيخ عبدالله الجهني : شهر صفر 1447 هـ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل يشمل العهد الإبراهيمي إسماعيل و نسله ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مسيحية حاولت تدافع عن يسوع والمسيحية ولكن ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة ماتعة من سورة البقرة للشيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورة الأعراف للشيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          روائع العشائين : بلبل الحرم المكي الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Un oiseau se pose en toute sécurité et paisiblement sur un Coran à côté de la Kaaba (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الترجمة المشتركة تحت نيران صديقة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مومِسات في سلسلة نسب يسوع ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

ضع هنا سيرة صحابي !!!

التاريخ والبلدان


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :31  (رابط المشاركة)
قديم 20.12.2009, 20:25
صور الزبير بن العوام الرمزية

الزبير بن العوام

عضو

______________

الزبير بن العوام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 24.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 622  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
20.04.2022 (21:19)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي


ما شاء الله تبارك الله ما كل هذا ؟؟؟

موضوع راائع و شامل و قيم جداً

تمَّ تقييم الموضوع وكاتبه








آخر تعديل بواسطة الزبير بن العوام بتاريخ 22.12.2009 الساعة 08:17 .
رد باقتباس
قديم 20.12.2009, 20:37
الزبير بن العوام
هذه الرسالة حذفها الزبير بن العوام. السبب: حذفت لتنسيق الموضوع
قديم 20.12.2009, 20:43
مهندس محمد
هذه الرسالة حذفها الزبير بن العوام. السبب: حذفت لتنسيق الموضوع
قديم 20.12.2009, 21:06
الزبير بن العوام
هذه الرسالة حذفها الزبير بن العوام. السبب: حذفت لتنسيق الموضوع
   
  رقم المشاركة :32  (رابط المشاركة)
قديم 22.12.2009, 01:11
صور خادم المسلمين الرمزية

خادم المسلمين

عضو

______________

خادم المسلمين غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 30.03.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 471  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
30.04.2011 (12:04)
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
ممتاز سَعْدٌ بنُ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ


السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتـُه
بسمِ الله ، والحمدُ لله ، والصلاةُ والسّلامُ علىٰ رسولِ الله
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُه
حَيَّاكُمُ اللهُ جميعـًا يا طيّبين ، وبوّأكُمُ الجنّة
أمّا بعد ،


الصَّحابِيُّ الجَلِيلُ


سَعْدٌ بنُ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ


« هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ
وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ
وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ»


اسْمُهُ ونَسَبُه :
هُوَ أَبُوعَمْرٍو سَعْدٌ بنُ مُعَاذٍ بنِ النُّعْمَانِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ الأَنْصَارِيُّ بنِ زَيْدِ بنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ .
السَّيِّدُ الكَبِيْرُ الشَّهِيْدُ ، الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ الأَشْهَلِيُّ البَدْرِيُّ ، سيِّدُ الأَوْسِ ، أُمُّهُ كَبْشَةُ بنتُ رافِع ، لها صُحبة ، وزوجتُهُ هِنْدُ بنتُ سَماك ، وهو ابن خالة الصحابي الجليل أسعد بن زرارة رضي الله عنه .

قصَّةُ إِسلامِه :
بعد بيعة العقبة الأولى التي بايع فيها الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعث مع هؤلاء المبايعين أول سفير في الإسلام ليعلم الناس ويدعوهم ، واختير لذلك شاب من شباب الإسلام من السابقين الأولين هو مصعب بن عمير رضي الله عنه ، فنزل مصعب على أبي أمامة أسعد بن زرارة ، وبدآ في الدعوة إلى الله عزوجل داخل يثرب .
فسمع بهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير سيدا قومهما من بني عبد الأشهل ، وهما يومئذ على الشرك ، فقال سعد لأسيد : اذهب إلى هذين الذين قد أتيا ليسفها ضعفاءنا ، فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا ، فإن أسعد بن زرارة ابن خالتي ، ولولا ذلك لكفيتك هذا ، فأخذ أسيد حربته وأقبل إليهما .
فلما رآه أسعد قال لمصعب : هذا سيد قومه قد جاءك ، فاصدق الله فيه ، قال مصعب : إن يجلس أكلمه ، قال : فوقف عليهما متشتما فقال : ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة . فقال له مصعب : أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره؟ قال : أنصفت .
ثم ركز حربته وجلس إليهما فكلمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن فقالا : فيما يذكر عنهما : والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتسهله ثم قال : ما أحسن هذا الكلام وأجمله ، كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟ قالا له : تغتسل فتطهر وتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي .
فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق ثم قام فركع ركعتين ثم قال لهما : إن ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما الآن .
ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلا قال : أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم ، فلما وقف على النادي قال له سعد : ما فعلت؟ قال : كلمت الرجلين فوالله ما رأيت بهما بأسا وقد نهيتهما فقالا نفعل ما أحببت ، وقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك .
فقام سعد مغضبا مبادرا تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة فأخذ الحربة من يده ثم قال : والله ما أراك أغنيت شيئا ثم خرج إليهما فلما رآهما سعد مطمئنين عرف سعد أن أسيدا إنما أراد منه أن يسمع منهما فوقف عليهما متشتما ثم قال لأسعد بن زرارة : يا أبا أمامة أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني أتغشانا في دارينا بما نكره -وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير : أي مصعب جاءك والله سيد من وراءه من قومه ، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان- فقال له مصعب : أوتقعد فتسمع فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره؟ قال سعد : أنصفت .
ثم ركز الحربة وجلس فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن قالا : فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهله ، ثم قال لهما :كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا: تغتسل فتطهر و تطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي ركعتين .
فقام فاغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق ثم ركع ركعتين ثم أخذ حربته فأقبل عامدا إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير .
فلما رآه قومه مقبلا قالوا : نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم فلما وقف عليهم قال : يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا : سيدنا وأوصلنا وأفضلنا رأيا وأيمننا نقيبة ، قال : فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وبرسوله ، فما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما ومسلمة -إلا واحدا أسلم يوم أحد- ، فلله در سعد بن معاذ فقد كان إسلامه فتحا على الأوس والأنصار .

دعوته إلى الله عز وجل :
أخرج بنو النجار مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة ، فانتقل مصعب بن عمير إلى سعد بن معاذ فلم يزل يدعو إلى الله ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة ، وأسلم أشرافهم ، وكسرت أصنامهم ، فكان المسلمون أعز أهلها ، وصلح أمرهم .
إن الدعوة إلى الله عزوجل وظيفة جليلة وقربة عظيمة ، لها منزلة سامية في الشريعة ، ويكفيها فضلا وشرفا كونها وظيفة الرسل وأتباعهم إلى يوم القيامة ، وهي واجب المؤمنين عامة وأهل العلم منهم خاصة .

آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سعد معاذ رضي الله عنه وبين أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ، وقيل إنه آخى بين سعد بن معاذ وبين سعد بن أبي وقاص ، رضي الله عن الصحابة أجمعين ، وصلى الله وسلم على النبي وآله .



موقفه رضي الله عنه في غزوة بدر :
شاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأمر تطييبا لقلوبهم ليكون أنشط لهم فيما يفعلونه في عير قريش التي أتت من الشام مارة بالمدينة المنورة في طريقها إلى مكة المكرمة ، فتكلم أبو بكر رضي الله عنه فأحسن ، وتكلم المقداد رضي الله عنه فأحسن ، وتكلم عمر رضي الله عنه فأحسن ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يريد رأي الأنصار ، ذلك أنهم عدد الناس ، وأنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا يا رسول الله إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا نمنعنك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم ، وفهم سعد رضي الله عنه مقصد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ، قال أجل ، قال فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله .
وفي رواية : لعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره فانظر الذي أحدث الله إليك فامض فصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت وسالم من شئت وعاد من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت .
فسر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك سرورا شديدا ، وقال : سيروا وابشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم .
وعندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بدر بادرهم إلى الماء حتى جاء أدنى ماء من بدر فنزل به ، فقال سعد بن معاذ رضي الله عنه يا رسول الله ألا نبني لك عريشا تكون فيه وندع عندك ركائبك ثم نلقى عدونا فإن أعزنا الله وأظهرنا كان ذلك ما أحببنا وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا ، فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد لك حبا منهم ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك يمنعكم الله بهم يناصحوك ويجاهدون معك .
فأثنى عليه صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير وقال يقضى الله خيرا من ذلك يا سعد . ثم بني له ذلك العريش فوق تل مشرف على المعركة فدخله النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وقام سعد بن معاذ متوشحا بالسيف ؛ وكان بناء العريس للنبي صلى الله عليه وسلم من حكمة سعد بن معاذ رضي الله عنه .
فلما وضع القوم أيديهم يأسرون ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش وسعد بن معاذ قائم على باب العريش الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشح السيف في نفر من الأنصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم يخافون عليه كرة العدو ، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم قال : أجل والله يا رسول الله كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك فكان الإثخان في القتل بأهل الشرك أحب إلي من استبقاء الرجال .

ثباته رضي الله عنه يوم أحد واعترافه بالفضل لأنس بن النضر رضي الله عنه :
ثبت سعد رضي الله عنه في غزوة أحد مع من ثبت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين وغيرهما عن أنس رضي الله عنه قال : غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ، يعني أصحابه ، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ، يعني المشركين . ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ ، الجنة ورب النضر ، إني أجد ريحها من دون أحد ؛ قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع ..... الحديث .. صحيح البخاري .

ومن الأمور المهمة في هذه القصة الاعتراف بالفضل لأهله وذويه وشكرهم على أعمالهم الطيبة والإقرار بالحقيقة ، فهذا لا ينقص من قيمة الإنسان بل يزيده رفعة ومكانة بين الناس .
وكما قيل : لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل .
ومن الجدير بالذكر في هذه الغزوة أنه قد استشهد من بني عبد الأشهل -قوم سعد- اثنا عشر رجلا ، فرضي الله عنهم أجمعين .
هذا اللون من البطولة مدفون تحت جدران التاريخ الإسلامي القائم إلى اليوم، وما يقوم للإسلام صرح ولا ينكسف عنه طغيان إلا بهذه القوى المذخورة المضغوطة في أفئدة الصديقين والشهداء.
من سر هذا الإلهام؟ من مشرق هذا الضياء؟ من مبعث هذا الاقتدار؟ إنه محمد صلى الله عليه وسلم ، إنه هو الذي ربى ذلكم الجيل الفذ ، ومن قلبه الكبير أترعت هذه القلوب ، تفانيا في الله وإيثارا لما عنده .

دروس وعبر من مواقف الأم الطيبة أم سعد :
جاءت أم سعد بن معاذ رضي الله عنهما يوم أحد تعدو عندما وضعت الحرب أوزارها نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على فرسه ، وسعد بن معاذ رضي الله عنه آخذ بعنان فرسه ، فقال سعد : يا رسول الله أمي . فقال رسول الله : مرحبا بها . فدنت حتى تأملت رسول الله فقالت : أما وإذ رأيتك سالما فقد أشوت المصيبة -أي صارت خفيفة هينة- ، وكان ابنها عمرو بن معاذ رضي الله عنه من الشهداء في تلك الغزوة ، فعزاها الرسول صلى الله عليه وسلم .
لا إله إلا الله ، هذه امرأة فقدت ابنها وفلذة فما اكترثت لذلك ولا حزنت ، وهي تتفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسأل عنه ، قمة في الحب ، وقمة في التضحية ، وقمة في نسيان الذات والأحباب .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين » .. رواه البخاري .
كبشة أم سعد بن معاذ ، هذه المرأة التي كان لها الأثر الكبير في تاريخ نساء الإسلام، وقد أثرت التاريخ بمواقف رائعة وبطولات ساطعة جعلتها من الأوائل في عالم نساء الصحابة .
هكذا كانت الأم في عصور الإسلام الزاهرة وأيامه الخالية ، مهبط الشرف الحر والعز الموثل والمجد المكين ، فأغلقوا أفواهكم الحاقدة يا أعداء الإسلام ، واخسئوا ولا تتكلموا .

تأمير النبي صلى الله عليه وسلم سعدا رضي الله عنه في قتل كعب بن الأشرف :
عن عبد الله بن كعب بن مالك عن عمه أن كعب بن الأشرف كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث إليه خمسة نفر ، وقصة قتل كعب بن الأشرف مذكورة في الصحيحين وغيرهما .

دفاعه رضي الله عنه عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم :
في قصة الإفك التي وقعت بعد غزوة بني المصطلق أو المريسيع وقف رضي الله عنه موقفا بطوليا عندما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال : من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي .
فقام سعد بن معاذ فقال يا رسول الله أنا والله أعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك ..... الحديث .. صحيح البخاري .

إصابته رضي الله عنه يوم الخندق :
في غزوة الخندق التي كانت سنة خمس من الهجرة ، أقام المشركون محاصرين رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين شهرا أو نحو شهر . فلما اشتد على الناس البلاء وطال هذا الحال أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصالح عيينة بن حصن والحارث بن عوف رئيسي غطفان على ثلث ثمار المدينة و ينصرفا بقومهما ، فجرى بينه وبينهما الصلح حتى كتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح إلا المراوضة في ذلك . فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل بعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فذكر ذلك لهما واستشارهما فيه فقالا له : يا رسول الله أمرا تحبه فنصنعه أم شيئا أمرك الله به لا بد لنا من العمل به أم شيئا تصنعه لنا؟ قال : بل شيء أصنعه لكم والله ما أصنع ذلك إلا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كل جانب فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما .
فقال له سعد بن معاذ : يا رسول الله قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان ، لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها تمرة إلا قرى ضيافة أو بيعا ، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا! ، والله ما لنا بهذا من حاجة والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأنت وذاك . فتناول سعد بن معاذ الصحيفة فمحا ما فيها من الكتاب ثم قال : ليجهدوا علينا .

وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والأحزاب فلم يكن بينهم قتال . ووقعت مراماة بين المسلمين والمشركين أصيب على إثرها سعد رضي الله عنه في أكحله -الأكحل عرق في اليد ينزف بشدة إذا أصيب- ، رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة ، فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم -حسمه أي كواه ليقطع دمه- ، ثم ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجت يوم الخندق أقفوا آثار الناس ومعي أم سعد بن معاذ ، فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنة ، فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع من حديد قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد ، وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم ، فمر وهو يرتجز ويقول : ليت قليلا يدرك الهيجا حمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل .
قالت : ويرمي رجل من المشركين من قريش يقال له ابن العرقة سعدا بن معاذ بسهم له وهو يقول له : خذها وأنا ابن العرقة ، فأصاب أكحله فقطعه ، فقال له سعد : عرقك الله في نار جهنم ، ثم دعا سعد الله عز وجل فقال : اللهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني أجاهدهم فيك ، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتي فيها ، اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة . قالت : فرقي كلمه -أي فبرئ جرحه- ، وبعث الله عز وجل الريح على المشركين فكفى الله عز وجل المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ، فلحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .

حكمه رضي الله عنه في بني قريظة :
جاءت غزوة بني قريظة حينما غدر بنو قريظة ونقضوا العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومالئوا الأحزاب عليه .
قال تعالى : { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) } .. سورة الأحزاب .
ملحوظة : هذه الغزوة ظهر فيها بجلاء غدر اليهود وخيانتهم ، وكيف أنهم كانوا السبب في تجميع الأحزاب حول المدينة ، ثم في خيانة يهود بني قريظة في أشد الأوقات وأعظمها محنة ، وهذه طبيعة اليهود التي لا ينفكون عنها ولا يستطيعون التخلص منها ، طال الزمان أم قصر . وهذا هو موقف اليهود من الإسلام والمسلمين بالأمس ، وهو أيضا موقفهم اليوم ، لم ولن يتغير .
عندما هربت القبائل دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فجاءه جبريل عليه السلام وقد وضع السلاح فقال : أو قد وضعت السلاح؟ فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم ، فانهض بمن معك إلى بني قريظة ، فوثب عليه الصلاة والسلام فزعا فعزم على الناس أن لا يصلوا صلاة العصر إلا في بني قريظة .
خرج عليه الصلاة والسلام مع موكبه من المهاجرين والأنصار حتى نزلوا حصون بني قريظة وفرضوا عليه الحصار ، فدام خمسا وعشرين ليلة ، حتى جهدهم وقذف الله في قلوبهم الرعب ، وأخيرا نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أسند الحكم لسعد بن معاذ . وكانت بنو قريظة حلفاء الأوس في الجاهلية .
جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قريبا منه فجاء على حمار ، فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا إلى سيدكم . فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : إن هؤلاء نزلوا على حكمتك . فقال : فإني أحكم أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد حكمت فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات .
فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقتل من أنبت منهم -بلغ الحلم- ومن لم يكن أنبت ترك ، فضربت أعناقهم في خنادق حفرت في سوق المدينة وكانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة وقيل : ما بين السبعمائة إلى الثمانمائة ، ولم يقتل من النساء سوى امرأة واحدة وهي بنانة امرأة الحكم القرظي لأنها كانت طرحت على رأس خلاد بن سويد رحى فقتلته ، وقسم النبي صلى الله عليه وسلم أموال بني قريظة على المسلمين للراجل سهم وللفارس ثلاثة أسهم ، وكان في المسلمين يومئذ ستة وثلاثون فارسا .
وكان حكم سعد رضي الله عنه في غاية العدل و الإنصاف ، كيف لا وهو حكم الله عز وجل .

وفاته رضي الله عنه :
لما قضي أمر بني قريظة أجاب الله دعاء العبد الصالح سعد بن معاذ رضي الله عنه ، فانتفضت جراحته فلم يرعهم إلا والدم يسيل إليهم ، فمات منها رضي الله عنه .
عن عبد الله بن شداد قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذ وهو يكيد بنفسه فقال جزاك الله خيرا من سيد قوم فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك الله ما وعدك .
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : دخل أبو بكر وعمر على رسول الله صلى الله عليه سلم وهو يسند سعد بن معاذ إلى حجره ، فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وإني لفي حجرتي ، وكانوا كما قال الله رحماء بينهم .
وسئلت عن رسول الله ماذا كان يصنع في هذه المواقف فقالت : كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو أخذ بلحيته .
وكانت وفاته رضي الله عنه بعد انصراف الأحزاب بنحو من خمس وعشرين ليلة ، إذ كان قدوم الأحزاب في شوال سنة خمس ، فأقاموا قريبا من شهر ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم لحصار بني قريظة ، فأقام عليهم خمسا و عشرين ليلة ، ثم نزلوا على حكم سعد فمات بعد حكمه بقليل ، فيكون ذلك في أواخر ذي القعدة أو أوائل ذي الحجة من سنة خمس .. والله أعلم .

اهتزاز عرش الرحمن لموته رضي الله عنه :
في الصحيحين وغيرهما عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ » .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه سلم : « اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل » .. صححه الألباني .

مشاركة الملائكة في حمله رضي الله عنه :
عن أنس قال : لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون : ما أخف جنازته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الملائكة كانت تحمله . وقد كان سعد بن معاذ رضي الله عنه رجلا بادنا -ممتلئا- .

ضمة القبر له رضي الله عنه :
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نزل لموت سعد بن معاذ سبعون ألف ملك ما وطئوا الأرض قبلها ، وقال صلى الله عليه وسلم بعد دفنه : سبحان الله ، لو انفلت أحد من ضغطة القبر لانفلت منها سعد ، ولقد ضم ضمة ثم فرج عنه .. صححه اللألباني .
قال الذهبي رحمه الله : هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء ، بل هو أمر يجده المؤمن ، كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا ، وكما يجد من ألم مرضه ، وألم خروج نفسه ، وألم سؤاله في قبره وامتحانه ، وألم تأثره ببكاء أهله عليه ، وألم قيامه من قبره ، وألم الموقف وهوله ، وألم الورود على النار ، ونحو ذلك ، فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد ، وما هي من عذاب القبر ، ولا من عذاب جهنم قط ، ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله ، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه .


فتح أبواب السماء لوفاته :
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه » .. صححه الألباني .

حاله رضي الله عنه في الجنة :
عن البراء بن عازب قال : أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة من حرير فجعل أصحابه يلمسونها ويعجبون من لينها فقال : أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين .
قال القرطبي رحمه الله : هذه إشارة إلى أدنى ثياب سعد ، لأن المناديل إنما هي ممتهنة متخذة لمسح الأيدي بها ، وإذا كان هذا حال المنديل فما ظنك بالعمامة والحلة؟ ، ولا يظن أن طعام الجنة وشرابها فيهما ما يدنس يد المتناول حتى يحتاج إلى منديل ، إذ قد نزه الله الجنة عن ذلك كله ، وإنما ذلك إخبار بأن الله أعد في الجنة كل ما كان يحتاج إليه في الدنيا ، لكن هي على حالة هي أعلى وأشرف ، فأعد فيها أمشاطا ومجامر وألوة ومناديل وأسواقا وغير ذلك مما تعارفناه في الدنيا ، وإن لم نحتج له في الجنة إتماما للنعمة وإكمالا للمنة .

فضله رضي الله عنه ومكانته :
قال ابن القيم رحمه الله : ولا يخفى ما في ذكر سعد بن معاذ بخصوصه ههنا ، فإنه كان في الأنصار بمنزلة الصديق في المهاجرين ، واهتز لموته العرش ، وكان لا يأخذه في الله لومة لائم ، وختم الله له بالشهادة ، وآثر رضا الله ورسوله ، ووافق حكمه الذي حكم به حكم الله فوق سبع سموات ، ونعاه جبريل إلى النبي يوم موته ، فحق له أن تكون مناديله التي يمسح بها يديه في الجنة أحسن من حلل الملوك .

الخاتمة :
مات الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه ليرحل عن دنيا الناس ، ولكن سيرته لم ولن ترحل وستظل سيرته نورًا على الدرب لكل سالك إلى الله عز وجل .
اللهم ارض عن سعد وعن جميع الصحابة . اللهم ارزقنا حسن الخاتمة .







توقيع خادم المسلمين
نحن -المسلمين-
بفضل الله تعالى بنينا مجدَ الأكارم
وبكتابه الكريم أضأنا وجهَ العوالم
وبسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم أقَمنا عهدَ الحواسم
وكلّ من تُسوّلُ له نفسُه التطاولَ سُقناه سوقَ السوائم
وليصبر -إنِ استطاع- على
حَزّ الغلاصِم وقطع الحلاقِم ونكز الأراقِم ونهش الضراغِم والبلاء المتراكم المتلاطم ومتون الطوارِم



آخر تعديل بواسطة الزبير بن العوام بتاريخ 22.12.2009 الساعة 08:16 .
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :33  (رابط المشاركة)
قديم 28.02.2010, 14:29
صور نوران الرمزية

نوران

مديرة المنتدى

______________

نوران غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 13.04.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 4.608  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
30.06.2014 (14:52)
تم شكره 92 مرة في 54 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتباس
فضله رضي الله عنه ومكانته :
قال ابن القيم رحمه الله : ولا يخفى ما في ذكر سعد بن معاذ بخصوصه ههنا ، فإنه كان في الأنصار بمنزلة الصديق في المهاجرين ، واهتز لموته العرش ، وكان لا يأخذه في الله لومة لائم ، وختم الله له بالشهادة ، وآثر رضا الله ورسوله ، ووافق حكمه الذي حكم به حكم الله فوق سبع سموات ، ونعاه جبريل إلى النبي يوم موته ، فحق له أن تكون مناديله التي يمسح بها يديه في الجنة أحسن من حلل الملوك .

أسأل الله أن يمنَّ على المسلمين بحاكم يجمعهم على البر والتقوى ويكون لهم أمام عدل ورحمة هم ومن والاهم

وعزة وقوة على أعداءهم

آمين

اقتباس

الخاتمة :
مات الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه ليرحل عن دنيا الناس ، ولكن سيرته لم ولن ترحل وستظل سيرته نورًا على الدرب لكل سالك إلى الله عز وجل .
اللهم ارض عن سعد وعن جميع الصحابة . اللهم ارزقنا حسن الخاتمة .

آمين

لقد رضي الله تعالى عن أصحاب البيعة وعن السابقين الأولين وعن سعد بن معاذ فعلا

فنحن نقول رضي الله عنهم تقريرا

ونسأل الله تعالى أن يمن علينا بمرافقتهم في الجنة مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

سلمت يمينك سيد القوم ( أبا مريم )







توقيع نوران






رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :34  (رابط المشاركة)
قديم 28.02.2010, 15:14
صور نوران الرمزية

نوران

مديرة المنتدى

______________

نوران غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 13.04.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 4.608  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
30.06.2014 (14:52)
تم شكره 92 مرة في 54 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبد الله بن مسعود


اسمه وكنيته ونسبه:

هو الصحابي الجليل الكبير العالم العَلم عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار . الإمام الحبر, فقيه الأمة, أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري , حليف بني زهرة .


إسلامه ومشاهده:

كان من السابقين الأولين , ومن النجباء العالمين , شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهاجر الهجرتين , وكان يوم اليرموك على النفل.
وعن زيد بن وهب قال : قال عبد الله : إن أول شيء علمته من أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : قدمت مكة مع عمومة لي أو أناس من قومي , نبتاع منها متاعا , وكان في بغيتنا شراء عطر , فأرشدونا على العباس , فانتهينا إليه , وهو جالس إلى زمزم , فجلسنا إليه , فبينا نحن عنده , إذ أقبل رجل من باب الصفا , أبيض , تعلوه حمرة , له وفرة جعدة , إلى أنصاف أذنيه , أشم , أقنى , أذلف , أدعج العينين , براق الثنايا , دقيق المسربة , شثن الكفين والقدمين , كث اللحية , عليه ثوبان أبيضان , كأنه القمر ليلة البدر , يمشي على يمينه غلام حسن الوجه , مراهق أو محتلم , تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها , حتى قصد نحو الحجر , فاستلم , ثم استلم الغلام , واستلمت المرأة , ثم طاف بالبيت سبعا , وهما يطوفان معه , ثم استقبل الركن , فرفع يده وكبر , وقام ثم ركع , ثم سجد ثم قام . فرأينا شيئا أنكرناه , لم نكن نعرفه بمكة .

فأقبلنا على العباس , فقلنا : يا أبا الفضل ، إن هذا الدين حدث فيكم , أو أمر لم نكن نعرفه ؟ قال : أجل والله ما تعرفون هذا , هذا ابن أخي محمد بن عبد الله , والغلام علي بن أبي طالب , والمرأة خديجة بنت خويلد امرأته , أما والله ما على وجه الأرض أحد نعلمه يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة .

وقال ابن إسحاق : أسلم ابن مسعود بعد اثنين وعشرين نفسا , وعن يزيد بن رومان قال : أسلم عبد الله قبل دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم .

وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن ابن مسعود قال:" كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط , فمر بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر , فقال : يا غلام ، هل من لبن ؟ قلت : نعم , ولكني مؤتمن , قال : فهل من شاة لم ينز عليها الفحل ؟ فأتيته بشاة , فمسح ضرعها , فنزل لبن , فحلب في إناء , فشرب , وسقى أبا بكر , ثم قال للضرع : اقلص , فقلص . زاد أحمد قال : ثم أتيته بعد هذا , ثم اتفقا - فقلت : يا رسول الله ، علمني من هذا القول , فمسح رأسي , وقال : يرحمك الله إنك غُلَيِّمٌ مُعلَّم "

وعن عكرمة عن ابن عباس قال: ما بقي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد إلا أربعة , أحدهم ابن مسعود .

وقال عبد الله ابن مسعود: انتهيت إلى أبي جهل وهو صريع , وهو يذب الناس بسيفه , فقلت : الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله . قال : هل هو إلا رجل قتله قومه , فجعلت أتناوله بسيف لي , فأصبت يده , فنذر سيفه , فأخذته ، فضربته به حتى برد , ثم خرجت حتى أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وكأنما أقل من الأرض , فأخبرته , فقال : الله الذي لا إله إلا هو . قال : فقام معي حتى خرج يمشي معي حتى قام عليه , فقال : الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله , هذا كان فرعون هذه الأمة .
قال عبد الله : فنفلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفه .


علمه وتعليمه

كان من كبار القرّاء للقرآن ورواة العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين منهم أبو موسى , وأبو هريرة , وابن عباس , وابن عمر , وعمران بن حصين , وجابر , وأنس , وأبو أمامة , في طائفة من الصحابة , وعلقمة , والأسود , ومسروق , وعبيدة , وأبو وائلة , وقيس بن أبي حازم , وزر بن حبيش , والربيع , بن خثيم , وطارق بن شهاب , وزيد بن وهب , وولداه أبو عبيدة وعبد الرحمن , وأبو الأحوص عوف بن مالك , وأبو عمرو الشيباني , وخلق كثير من التابعين .
وروى عنه القراءة أبو عبد الرحمن السلمي , وعبيد بن نضيلة , وطائفة .
أخرج له أهل الكتب العشرة والمسانيد والمصنفات وكان من العلماء المعدودين والمجتهدين المشهورين والمعلمين والدعاة الموفقين.وكان معدودا في أذكياء العلماء والفقهاء.

فضائله

كان من المستضعفين الذين طلبت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم طردهم كما رواه المقدام بن شريح عن أبيه , عن سعد قال : كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن ستة , فقال المشركون : اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا , وكنت أنا , وابن مسعود , ورجل من هذيل , ورجلان نسيت اسمهما , لوقع في نفس النبي -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله , وحدث به نفسه , فأنزل الله تعالى: (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ) .
وكان ابن مسعود أول من إخترق حظر قريش على قراءة القرآن:

كانت قريش قد إئتمرت واتفقت على منع قراءة القرآن حول الكعبة من المسلمين حتى لا يسمعه كفار قريش فقام عبدالله بن مسعود وتوجه إلى الكعبة متحديا الحظر وقرء القرآن وتحمل ما نزل به في سبيل الله قال ابن اسحاق: حدثني يحيى بن عروة بن الزبير , عن أبيه قال : أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود .

و عن أبي الأحوص سمعت أبا مسعود وأبا موسى حين مات عبد الله بن مسعود , وأحدهما يقول لصاحبه : أتراه ترك بعده مثله ؟ قال : لئن قلت ذاك , لقد كان يؤذن له إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا .

وأخرج البخاري والنسائي من حديث أبي موسى قال : قدمت أنا وأخي من اليمن , فمكثنا حينا , وما نحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- لكثرة دخولهم وخروجهم عليه .

وفي رواية عنه قال: والله لقد رأيت عبدالله وما أراه إلا عبد آل محمد صلى الله عليه وسلم.

و عن عبد الله ابن مسعود ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يا عبد الله , إذنك علي أن ترفع الحجاب , وتسمع سوادي حتى أنهاك .
وفي لفظ : أن ترفع الستر , وأن تستمع سوادي .
والسواد : السرار , وقيل : المحادثة .

وكان ابن مسعود صاحب سواد رسول الله -يعني سره- ووساده -يعني فراشه- , وسواكه , ونعليه , وطهوره . وهذا يكون في السفر .

وعن القاسم بن عبد الرحمن قال : كان عبد الله يلبس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نعليه , ثم يمشي أمامه بالعصا , حتى إذا أتى مجلسه , نزع نعليه , فأدخلهما في ذراعه , وأعطاه العصا , وكان يدخل الحجرة أمامه بالعصا .

وعن عبد الله بن شداد قال : كان عبد الله صاحب الوساد والسواك والنعلين .
وعن عبد الله ، قال : لما نزلت (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ)
الآية , قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : قيل لي : أنت منهم رواه مسلم .

وكان هديه هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال حذيفة : إن أشبه الناس هديا ودلا وقضاء وخطبة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حين يخرج من بيته , إلى أن يرجع , لا أدري ما يصنع في أهله لعبد الله بن مسعود , ولقد علم المتهجدون من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أن عبد الله من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة .


هجرته

هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى ثم هاجر إلى المدينة مع السابقين الأولين وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بين الزبير ابن العوام رضي الله عنه كما أخرجه أبوداود من حديث أنس.
وقال موسى بن عقبة : وممن قدم من مهاجرة الحبشة , الهجرة الأولى إلى مكة , على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود , ثم هاجر إلى المدينة .


إهتمامه بالعلم والتعليم وحكمته في الدعوة إلى الله

عن علقمة قال : كنا عند عبد الله , فجاء خباب بن الأرت حتى قام علينا , في يده خاتم من ذهب , فقال : أكل هؤلاء يقرؤون كما تقرأ ؟ فقال عبد الله : إن شئت أمرت بعضهم يقرأ , قال : أجل , فقال : اقرأ يا علقمة ، فقال فلان : أتأمره أن يقرأ وليس بأقرئنا ؟ قال عبد الله : إن شئت حدثتك بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قومه وقومك . قال علقمة : فقرأت خمسين آية من سورة مريم , فقال عبد الله : ما قرأ إلا كما أقرأ . ثم قال عبد الله : ألم يأن لهذا الخاتم أن يطرح ؟ فنزعه , ورمى به , وقال : والله لا تراه علي أبدا .
وقد شهد له الصحابة بذلك واعترفوا له بالعلم

فعن أبي الأحوص قال : أتيت أبا موسى وعنده عبد الله وأبو مسعود الأنصاري وهم ينظرون إلى مصحف , فتحدثنا ساعة , ثم خرج عبد الله , وذهب , فقال أبو مسعود : والله ما أعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك أحدا أعلم بكتاب الله من هذا القائم .

وعن مسروق قال عبد الله : والذي لا إله غيره لقد قرأت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضعا وسبعين سورة , ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغنيه الإبل لأتيته .

وقال عبد الله بن مرداس : كان عبد الله يخطبنا كل خمس على رجليه , فنشتهي أن يزيد .

وعن شقيق , قال عبد الله : لقد قرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعين سورة , ولقد علم أصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله , ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني , لرحلت إليه .

قال شقيق : فجلست في حلق من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ، فما سمعت أحدا منهم يعيب عليه شيئا مما قال ولا يرد عليه .

وعن زر ابن حبيش , عن عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بين أبي بكر وعمر , وعبد الله قائم يصلي , فافتتح سورة النساء يسجلها ,
فقال -صلى الله عليه وسلم- : من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد .

فأخذ عبد الله في الدعاء ، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : سل تعط.
فكان فيما سأل : اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد , ونعيما لا ينفد , ومرافقة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- في أعلى جنان الخلد .
فأتى عمر عبد الله يبشره , فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه , فقال : إنك لسباق بالخير .

وعن قيس بن مروان أنه أتى عمر ، فقال : جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة , وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلب , فغضب عمر , وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل , فقال : ومن هو ويحك ؟
فقال : ابن مسعود . فما زال يطفئ غضبه , ويتسرى عنه حتى عاد إلى حاله ,
ثم قال : ويحك ! والله ما أعلم بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه ,
وسأحدثك :
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك في الأمر من أمر المسلمين , وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه , فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- , وخرجنا معه , فإذا رجل قائم يصلي في المسجد , فقام رسول الله يسمع قراءته , فلما كدنا أن نعرفه , قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد . قال : ثم جلس يدعو , فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول له : سل تعطه . فقلت : والله لأغدون إليه فلأبشره , قال : فغدوت فوجدت أبا بكر قد سبقني .رواه أحمد في "مسنده"

وعن الحارث عن علي , قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لو كنت مؤمراً أحدا عن غير مشورة لأمرت عليهم ابن أم عبد .

وعن علي رضي الله عنه قال : أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود , فصعد شجرة يأتيه منها بشيء , فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله , فضحكوا من حموشة ساقيه , فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ما تضحكون ؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد .

وعن حذيفة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر , واهتدوا بهدي عمار , وتمسكوا بعهد ابن أم عبد .

وعن زيد بن وهب , عن عبد الله ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد .

وعن جعفر بن عمرو بن حريث : عن أبيه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : قد رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد .

وهذا يدل على عمق علم عبدالله ابن مسعود بمسائل العلم والقضاء والسياسة الشرعية.

وعن عبد الله ، قال : قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : اقرأ علي القرآن . قلت : يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : إني أشتهي أن أسمعه من غيري .
فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت : (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) فغمزني برجله , فإذا عيناه تذرفان .

وفي لفظ قال : استقرأني النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم على المنبر سورة النساء , فقرأت حتى بلغت : (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) فاغرورقت عينا النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: : من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد .

وكان ممن يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجله :
قال عمرو بن العاص: أشهد على رجلين أنه مات-يعني النبي صلى الله عليه وسلم- وهو يحبهما : ابن أم عبد وابن سمية.
وعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إنه لم يكن نبي إلا وقد أعطى سبعة نجباء رفقاء وزراء , وإني أعطيت أربعة عشر : حمزة , وأبو بكر , وعمر , وعلي , وجعفر , وحسن , وحسين , وابن مسعود , وأبو ذر , والمقداد وحذيفة , وعمار , وسلمان .

وكان خطيبا مفوَّها يهتدي بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن أبي الدرداء قال : خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبة خفيفة , فلما فرغ من خطبته قال: يا أبا بكر ، قم فاخطب . فقام أبو بكر , فخطب , فقصر دون النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال : يا عمر ، قم فاخطب . فقام عمر , فقصر دون أبي بكر , ثم قال : يا فلان ، قم فاخطب , فشقق القول ,

فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : اسكت أو اجلس , فإن التشقيق من الشيطان , وإن البيان من السحر .

وقال : يا ابن أم عبد ، قم فاخطب , فقام , فحمد الله وأثنى عليه , ثم قال : أيها الناس , إن الله -عز وجل- ربنا , وإن الإسلام ديننا , وإن القرآن إمامنا , وإن البيت قبلتنا , وإن هذا نبينا - وأومأ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- رضينا ما رضي الله لنا ورسوله , وكرهنا ما كره الله لنا ورسوله ، والسلام عليكم .

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أصاب ابن أم عبد وصدق , رضيت بما رضي الله لأمتي وابن أم عبد , وكرهت ما كره الله لأمتي وابن أم عبد .

وعن عبد الرحمن بن يزيد قال : قلنا لحذيفة : أخبرنا برجل قريب السمت والدل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى نلزمه ,

قال : ما أعلم أحدا أقرب سمتا ولا هديا ولا دلا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يواريه جدار بيته من ابن أم عبد . ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفة .

وعن علقمة قال : كان عبد الله يشبه النبي -صلى الله عليه وسلم- في هديه ودله وسمته , وكان علقمة يشّبه بعبد الله .

وكتب عمر بن الخطاب إلى أهل الكوفة : إنني قد بعثت إليكم عمارا أميرا، وابن مسعود معلما ووزيرا , وهما من النجباء من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- من أهل بدر , فاسمعوا لهما واقتدوا بهما , وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي .

وعن خيثمة قال : كنت جالسا عند عبد الله بن عمرو , فذكر ابن مسعود , فقال : لا أزال أحبه بعد إذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :
استقرئوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود , فبدأ به , وأبي بن كعب , ومعاذ بن جبل , وسالم مولى أبي حذيفة .

توجيهات عبد الله اب مسعود رضي الله عنه لطلابه وأصحابه

لما أراد عبد الله أن يأتي المدينة , جمع أصحابه , فقال : والله إني لأرجو أن يكون قد أصبح اليوم فيكم من أفضل ما أصبح في أجناد المسلمين من الدين والعلم بالقرآن والفقه , إن هذا القرآن أنزل على حروف ,

والله إن كان الرجلان ليختصمان أشد ما اختصما في شيء قط , فإذا قال القارئ : هذا أقرأني , قال : أحسنت . وإنما هو كقول أحدكم لصاحبه : أعجل وحي هلا .


ولما بعث عثمان إلى ابن مسعود يأمره بالمجيء إلى المدينة , اجتمع إليه الناس , فقالوا : أقم فلا تخرج , ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه . فقال : إن له علي طاعة , وإنها ستكون أمور وفتن لا أحب أن أكون أول من فتحها . فرد الناس وخرج إليه .


منزلته عند الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم

عن زيد بن وهب قال : إني لجالس مع عمر بن الخطاب , إذ جاء ابن مسعود , فكاد الجلوس يوارونه من قصره , فضحك عمر حين رآه , فجعل عمر يكلمه , ويتهلل وجهه , ويضاحكه , وهو قائم عليه , ثم ولى , فأتبعه عمر بصره حتى توارى , فقال : كُنَيْف مُلِئ علما .

وذكر عمر ابن مسعود ، فقال : كنيف ملئ علما آثرت به أهل القادسية .

وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل الكوفة: إني والله الذي لا إله إلا هو آثرتكم به على نفسي , فخذوا منه .

وأرسل عثمان إلى عبد الله بن مسعود يسأله عن رجل طلق امرأته , ثم راجعها حين دخلت في الحيضة الثالثة , فقال ابن مسعود : وكيف يفتي منافق ؟ فقال عثمان : نعيذك بالله أن تكون هكذا , قال : هو أحق بها ما لم تغتسل من الحيضة الثالثة .

و لما عليٌّ قدم الكوفة , أتاه نفر من أصحاب عبد الله , فسألهم عنه حتى رأوا أنه يمتحنهم , فقال : وأنا أقول فيه مثل الذي قالوا وأفضل , قرأ القرآن , وأحل حلاله , وحرم حرامه , فقيه في الدين , عالم بالسنة .


وعن أبي البختري , عن علي وقيل له : أخبرنا عن عبد الله , فقال : علم الكتاب والسنة , ثم انتهى .
واستفتي أبو موسى في شيء من الفرائض , فغلط , وخالفه ابن مسعود , فقال أبو موسى : لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم .

وعن أبي موسى قال : مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة .
وعندما جاء نعي عبد الله إلى أبي الدرداء , قال : ما ترك بعده مثله .

منزلته العلمية عند علماء التابعين

عن مسروق قال : شاممت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فوجدت علمهم انتهى إلى ستة : علي , وعمر , وعبد الله , وزيد , وأبي الدرداء , وأبي . ثم شاممت الستة , فوجدت علمهم انتهى إلى علي , وعبد الله .
وقال أبو وائل : ما أعدل بابن مسعود أحدا .
وقال الشعبي : ما دخل الكوفة أحد من الصحابة أنفع علما ولا أفقه صاحبا من عبد الله .

تحريه وصدقه وأمانته العلمية

عن مسروق قال : حدثنا عبد الله يوما ، فقال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرعد حتى رعدت ثيابه , ثم قال نحو ذا أو شبيها بذا .

وعن عمرو بن ميمون قال : صحبت عبد الله ثمانية عشر شهرا فما سمعته يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثا واحدا . فرأيته يفرق , ثم غشيه بهر , ثم قال نحوه أو شبهه .


عبادته وخشيته لله

كان من الأوابين الخاشعين

عن عبيد الله ابن عبدالله قال : كان عبد الله إذا هدأت العيون , قام فسمعت له دويا كدوي النحل .
وكان ابن مسعود حسن الصوت بالقرآن .

وعن زيد بن وهب قال : رأيت بعيني عبد الله أثرين أسودين من البكاء .
عن القاسم بن عبد الرحمن أن ابن مسعود كان يقول في دعائه : خائف مستجير , تائب , مستغفر , راغب , راهب.


من أقواله ووصاياه رضي الله تعالى عنه

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لو سخرت من كلب , لخشيت أن أكون كلبا , وإني لأكره أن أرى الرجل فارغا ليس في عمل آخرة ولا دنيا.

وقال: من أراد الآخرة أضر بالدنيا , ومن أراد الدنيا , أضر بالآخرة , يا قوم فأضروا بالفاني للباقي .
وكان يقول : إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة , وأعمال محفوظة , والموت يأتي بغتة , من زرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة , ومن زرع شرا يوشك أن يحصد ندامة , ولكل زارع مثل ما زرع , لا يسبق بطيء بحظه , ولا يدرك حريص ما لم يقدر له , فمن أعطي خيرا , فالله أعطاه , ومن وقي شرا , فالله وقاه , المتقون سادة , والفقهاء قادة , ومجالستهم زيادة .
وعن أبي وائل , عن عبد الله ، قال : ارض بما قسم الله تكن من أغنى الناس , واجتنب المحارم تكن من أورع الناس , وأد ما افترض عليك تكن من أعبد الناس .
و عن عمرو بن جندب , عن ابن مسعود قال : جاهدوا المنافقين بأيديكم , فإن لم تستطيعوا , فبألسنتكم , فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهروا في وجوههم فافعلوا .

وفاته رضي الله عنه

مات ابن مسعود بالمدينة , ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين. أرخه فيها جماعة .
وعاش بضعا وستين سنة .رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

وألحقنا به وبرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في عليين
آمين







رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :35  (رابط المشاركة)
قديم 28.02.2010, 22:25

نضال 3

عضو

______________

نضال 3 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 15.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.149  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
21.01.2019 (14:04)
تم شكره 17 مرة في 16 مشاركة
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أترككم مع قصة مقابلة الصحابي [ تميم بن أوس الداري ] رضي الله عنه مع المسيح الدجال ، يرويها النبي صلى الله عليه وسلم ، إليكم الحديث :
عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت :
( سَمِعْتُ نِدَاءَ الْمُنَادِي ، مُنَادِى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، يُنَادِي ( الصَّلاَةَ جَامِعَةً ). فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَكُنْتُ فِى صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِى تَلِى ظُهُورَ الْقَوْمِ ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ ، فَقَالَ « لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلاَّهُ » . ثُمَّ قَالَ « أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ » ؟
قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ :
« إِنِّى وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلاَ لِرَهْبَةٍ ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأَنَّ تَمِيماً الدَّارِىَّ كَانَ رَجُلاً نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ ، وَحَدَّثَنِى حَدِيثاً وَافَقَ الَّذِى كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ ، حَدَّثَنِى أَنَّهُ رَكِبَ فِى سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلاَثِينَ رَجُلاً مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ ، فَلَعِبَ بِهِمُ الْمَوْجُ شَهْراً فِى الْبَحْرِ ، ثُمَّ أَرْفَئُوا ( أي : التجؤوا ) إِلَى جَزِيرَةٍ فِى الْبَحْرِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ ، فَجَلَسُوا فِى أَقْرُبِ السَّفِينَةِ ( وهي سفينة صغيرة تكون مع الكبيرة كالجنيبة يتصرف فيها ركاب السفينة لقضاء حوائجهم ، الجمع قوارب والواحد قارب ) فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ ( أي : غليظ الشعر ) كَثِيرُ الشَّعَرِ ، لاَ يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ ، فَقَالُوا : وَيْلَكِ مَا أَنْتِ ؟ فَقَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ ( قيل سميت بذلك لتجسسها الأخبار للدجال ) . قَالُوا : وَمَا الْجَسَّاسَةُ ؟ قَالَتْ : أَيُّهَا الْقَوْمُ ! انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِى الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ . قَالَ لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلاً فَرِقْنَا ( أي خفنا ) مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً ، قَالَ فَانْطَلَقْنَا سِرَاعاً حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ ، فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقاً ، وَأَشَدُّهُ وِثَاقاً ، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ ، قُلْنَا : وَيْلَكَ مَا أَنْتَ ؟ قَالَ : قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي ، فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ ، رَكِبْنَا فِى سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ ، فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ ( أي هاج ) ، فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْراً ، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ ، فَجَلَسْنَا فِى أَقْرُبِهَا ، فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ لاَ يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ ، فَقُلْنَا : وَيْلَكِ مَا أَنْتِ ؟ فَقَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ . قُلْنَا : وَمَا الْجَسَّاسَةُ ؟ قَالَتِ : اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِى الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِاْلأَشْوَاقِ . فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعاً ، وَفَزِعْنَا مِنْهَا وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً ، فَقَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ . قُلْنَا : عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ قَالَ : أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ ؟ قُلْنَا لَهُ : نَعَمْ . قَالَ : أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لاَ تُثْمِرَ . قَالَ : أَخْبِرُونِى عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ ؟ قُلْنَا : عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ قَالَ : هَلْ فِيهَا مَاءٌ ؟ قَالُوا : هِىَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ . قَالَ : أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ . قَالَ : أَخْبِرُونِى عَنْ عَيْنِ زُغَرَ ؟ ( وهي بلدة تقع في الجانب القبلي من الشام ) قَالُوا : عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ قَالَ : هَلْ فِى الْعَيْنِ مَاءٌ ؟ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ ؟ قُلْنَا لَهُ : نَعَمْ ، هِىَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا . قَالَ : أَخْبِرُونِى عَنْ نَبِىِّ الأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ ؟ قَالُوا : قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ . قَالَ : أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ : كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ ، قَالَ لَهُمْ : قَدْ كَانَ ذَلِكَ ؟ قُلْنَا نَعَمْ . قَالَ : أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ ، وَإِنِّى مُخْبِرُكُمْ عَنِّي ، إِنِّى أَنَا الْمَسِيحُ ، وَإِنِّى أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِى فِى الْخُرُوجِ ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِى الأَرْضِ فَلاَ أَدَعَ قَرْيَةً إِلاَّ هَبَطْتُهَا فِى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا ، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِداً مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِى مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتاً يَصُدُّنِى عَنْهَا ، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلاَئِكَةً يَحْرُسُونَهَا . قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِى الْمِنْبَرِ - : « هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ » . يَعْنِى الْمَدِينَةَ « أَلاَ هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ ؟ » . فَقَالَ النَّاسُ :نَعَمْ .
« فَإِنَّهُ أَعْجَبنِى حَدِيثُ تَمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِى كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ وَعَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ ، أَلاَ إِنَّهُ فِى بَحْرِ الشَّامِ أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ ، لاَ بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ما هُوَ ، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ ، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ » ( قال القاضي : لفظة ( ما هو ) زائدة ، صلة للكلام ، ليست بنافية ، والمراد إثبات أنه فى جهات المشرق ) وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ . قَالَتْ فَحَفِظْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم )
رواه مسلم في صحيحه برقم (2942) ، فهو حديث صحيح







توقيع نضال 3
تـــوقيع نضال 3
تحيـــا مصـــر


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :36  (رابط المشاركة)
قديم 01.03.2010, 03:31
صور أم جهاد الرمزية

أم جهاد

عضو

______________

أم جهاد غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 15.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 456  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
24.07.2013 (01:47)
تم شكره 7 مرة في 6 مشاركة
افتراضي


الصـــــــحابة

ابن الإسلام
سلمان الفارسي
إنه الصحابي الجليل سلمان الفارسي، أو سلمان الخير، أو الباحث عن الحقيقة، وكان -رضي الله عنه- إذا سئل مَنْ أنت؟ قال: أنا ابن الإسلام، من بني آدم، وقد اشتهر بكثرة العبادة، وكثرة مجالسته للنبي (، فلم يفارقه إلا لحاجة، وكان النبي ( يحبه حبًّا شديدًا، وسماه أبو هريرة صاحب الكتابين (يعني الإنجيل والفرقان)، وسمَّاه علي بن أبي طالب لقمان الحكيم، وقد آخى النبي ( بينه وبين أبي الدرداء.
يقول سلمان -رضي الله عنه- عن نفسه: (كنت رجلاً من أهل أصبهان من قرية يقال لها جيّ، وكان أبي دُهْقانها (رئيسها)، وكنت من أحب عباد الله إليه، وقد اجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار (ملازمها)
الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.
وكان لأبي ضَيْعَة (أرض)، أرسلني إليها يومًا فخرجت فمررت بكنيسة للنصارى، فسمعتهم يصلُّون، فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون، فأعجبني ما رأيت من صلاتهم، وقلت لنفسي: هذا خير من ديننا الذي نحن عليه فما برحتهم (تركتهم) حتى غابت الشمس، ولا ذهبت إلى ضيعة أبي، ولا رجعت إليه حتى بعث في أثري من يبحث عني، وسألت النصارى حين أعجبني أمرهم وصلاتهم عن أصل دينهم، فقالوا: في الشام، وقلت لأبي حين عُدت إليه: إني مررت على قوم يُصلّون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم، ورأيت أن دينهم خير من ديننا، فحاورني وحاورته، ثم جعل في رجلي حديدًا وحبسني.
وأرسلت إلى النصارى أخبرهم أني دخلت في دينهم، وسألتهم إذا قدم عليهم ركب من الشام أن يخبروني قبل عودتهم إليها؛ لأرحل معهم، وقد فعلوا فحطمت الحديد، وخرجت، وانطلقت معهم إلى الشام، وهناك سألت عن عالمهم فقيل لي: هو الأسقف (رئيس من رؤساء النصارى) صاحب الكنيسة، فأتيته وأخبرته خبري، فأقمت معه أخدم وأصلي وأتعلم، وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه، إذ كان يجمع الصدقات من الناس ليوزعها على الفقراء، ولكنه كان يكتنـزها لنفسه.
فلما مات جاءوا بآخر فجعلوه مكانه، فما رأيت رجلاً على دينهم خيرًا منه، ولا أعظم رغبة في الآخرة وزهدًا في الدنيا، ودأبًا على العبادة، فأحببته حبًّا ما علمت أنني أحببت أحدًا مثله قبله، فلما حضره قدره (الموت)، قلت له: إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى، فبم تأمرني؟
وإلى مَنْ توصى بي؟ قال: أي بني، ما أعرف من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلاً بالموصل.
فلما توفي أتيت صاحب الموصل، فأخبرته الخبر، وأقمت معه ما شاء الله أن أقيم، ثم حضرته الوفاة، فسألته فدلني على عابد في نصيبين، فأتيته وأخبرته خبري، ثم أقمت معه ما شاء الله أن أقيم،
فلما حضرته الوفاة سألته، فأمرني أن ألحق برجل في عمورية من بلاد الروم، فرحلت إليه وأقمت معه، واصطنعت لمعاشي بقرات وغنيمات، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إلى من توصي بي؟
فقال لي: يا بني ما أعرف أحدًا على مثل ما كنا عليه، آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك (أتى عليك) زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفًا، يهاجر إلى أرض ذات نخل بين حرتين، فإن استطعت أن تخلص (تذهب) إليه فافعل، وإن له آيات لا تخفى، فهو لا يأكل الصدقة، ويقبل الهدية، وإن بين كتفيه خاتم النبوة، إذا رأيته عرفته.
ومرَّ بي ركب ذات يوم، فسألتهم عن بلادهم فعلمت أنهم من جزيرة العرب، فقلت لهم: أعطيكم بقراتي هذه وغنمي على أن تحملوني معكم إلى أرضكم؟ قالوا: نعم. واصطحبوني معهم حتى قدموا بي وادي القرى، وهناك ظلموني وباعوني إلى رجل من يهود، وأقمت عنده حتى قدم عليه يومًا رجل من يهود بني قريظة،
فابتاعني منه، ثم خرج بي حتى قدمت المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها حتى أيقنت أنها البلد التي وُصِفَتْ لي.
وأقمت معه أعمل له في نخله، وإني لفي رأس نخلة يومًا، وصاحبي جالس تحتها، إذ أقبل رجل من بني عمه فقال يخاطبه: قاتل الله بني قيلة (الأوس والخزرج)، إنهم ليقاصفون (يجتمعون) على رجل بقباء قادم من مكة يزعمون أنه نبي، فوالله ما هو إلا أن قالها حتى أخذتني العُرَوَاءُ (ريح باردة)، فرجفت النخلة حتى كدت أسقط فوق صاحبي، ثم نزلت سريعًا أقول ما هذا الخبر؟ فرفع سيدي يده ولكزني لكزة شديدة، ثم قال: مالك ولهذا؟ أقبل على عملك، فأقبلت على عملي.
ولما أمسيت جمعت ما كان عندي ثم خرجت حتى جئت رسول الله ( بقُباء، فدخلت عليه ومعه نفر من أصحابه،
فقلت له:
إنكم أهل حاجة وغربة، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة، فلما ذُكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به، ثم وضعته، فقال الرسول ( لأصحابه: كلوا باسم الله، وأمسك هو فلم يبسط إليه يدًا، فقلت في نفسي: هذه والله واحدة، إنه لا يأكل الصدقة.
ثم رجعت، وعدت إلى الرسول ( في الغداة أحمل طعامًا، وقلت له عليه السلام: إني رأيتك لا تأكل الصدقة، وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية،
ووضعته بين يده، فقال لأصحابه: كلوا باسم الله، وأكل معهم، قلت لنفسي: هذه والله الثانية، إنه يأكل الهدية، ثم رجعت فمكثت ما شاء الله، ثم أتيته فوجدته في البقيع قد تبع جنازة، وحوله أصحابه وعليه شملتان (الشملة: كساء من الصوف) مؤتزرًا بواحدة، ومرتديًا الأخرى، فسلّمت عليه، ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره، فعرف أني أريد ذلك، فألقى بردته عن كاهله، فإذا العلامة بين كتفيه خاتم النبوة، كما وصفه لي صاحبي،
فأكببت عليه أقبله وأبكي.
ثم دعاني عليه الصلاة والسلام فجلست بين يديه، وحدثته كما أحدثكم الآن، ثم أسلمت، وحال الرقُّ بيني وبين شهود (حضور) بدر وأحد، وفي ذات يوم قال الرسول (: (كاتب سيدك حتى يعتقك)، فكاتبته،
وأمر الرسول ( الصحابة كي يعاونوني وحرر الله رقبتي، وعشت حُرًّا مسلمًا، وشهدت مع رسول الله ( غزوة الخندق والمشاهد كلها. [أحمد والطبراني].
وكان سلمان هو الذي أشار بحفر الخندق حول المدينة عندما أرادت الأحزاب الهجوم على المدينة، وعندما وصل أهل مكة المدينة، ووجدوا الخندق، قال أبو سفيان: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها. ووقف الأنصار يومها يقولون: سلمان منا، ووقف المهاجرون يقولون: بل سلمان منا، وعندها ناداهم الرسول ( قائلاً: (سلمان منا آل البيت) [ابن سعد].
ومما يحكى عن زهده أنه كان أميرًا على المدائن في خلافة الفاروق عمر، وكان عطاؤه من بيت المال خمسة آلاف دينار، لا ينال منه درهمًا واحدًا، ويتصدق به على الفقراء والمحتاجين، ويقول: (أشتري خوصًا بدرهم فأعمله، ثم أبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهمًا فيه، وأنفق درهمًا على عيالي، وأتصدق بالثالث، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيتُ) [أبو نعيم].
ويروى أنه كان أميرًا على سرية، فمرَّ عليه فتية من الأعداء وهو يركب حمارًا، ورجلاه تتدليان من عليه، وعليه ثياب بسيطة مهلهلة، فسخروا منه، وقالوا للمسلمين في سخرية وازدراء: هذا أميركم؟ فقيل لسلمان: يا أبا عبد الله ألا ترى هؤلاء وما يقولون؟ فقال سلمان: دعهم فإن الخير والشر فيما بعد اليوم.
[ابن سعد].
ومما رُوي في تواضعه أنه كان سائرًا في طريق، فناداه رجل قادم من الشام ليحمل عن متاعه، فحمل سلمان متاع الرجل، وفي الطريق قابل جماعة من الناس فسلم عليهم، فأجابوا واقفين: وعلى الأمير السلام، وأسرع أحدهم نحوه ليحمل عنه قائلا: عنك أيها الأمير، فعلم الشامي أنه سلمان الفارسي أمير المدائن،
فأَسْقَطَ ما كان في يديه، واقترب ينتزع الحمل، ولكن سلمان هزَّ رأسه رافضًا وهو يقول: لا، حتى أبلغك منزلك. [ابن سعد].
ودخل صاحب له بيته، فإذا هو يعجن فسأله: أين الخادم؟ فقال سلمان: لقد بعثناها في حاجة، فكرهنا أن نجمع عليها عملين.
وحين أراد سلمان بناء بيت له سأل البنَّاء: كيف ستبنيه؟ وكان البنَّاء ذكيًّا يعرف زهد سلمان وورعه، فأجابه قائلاً: لا تخف، إنها بناية تستظل بها من الحر، وتسكن فيها من البرد، إذا وقفت فيها أصابت رأسك، وإذا اضطجعت (نمت) فيها أصابت رجلك. فقال له سلمان: نعم، هكذا فاصنع. وتوفي -رضي الله عنه- في خلافة عثمان بن عفان سنة (35هـ).







توقيع أم جهاد



رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :37  (رابط المشاركة)
قديم 01.03.2010, 03:44
صور أم جهاد الرمزية

أم جهاد

عضو

______________

أم جهاد غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 15.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 456  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
24.07.2013 (01:47)
تم شكره 7 مرة في 6 مشاركة
افتراضي


شبيه إبراهيم
معاذ بن جبل
إنه أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، أحد السبعين رجلا الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية من الأنصار، وقد أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وقد تفقه معاذ في دين الله، فوصفه الرسول ( بأنه (أعلم الناس بالحلال والحرام) [الترمذى].
وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يجتمعون حوله ليتعلموا منه أمور الحلال والحرام، وقال عنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: عجزت النساء أن يلدن مثله، ولولاه لهلك عمر. ومدحه عبد الله بن مسعود فقال عنه: كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين، حتى ظن السامع أنه يقصد إبراهيم عليه السلام،

فقال له ابن مسعود: مانسيت، هل تدرى ما الأمَّة؟ وما القانت؟ فقال: الله أعلم، فقال الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله وللرسول) [أبو نعيم والحاكم].
وكان معاذ أحد الذين يفتون على عهد رسول الله (، وهم: عمر، وعثمان، وعلي من المهاجرين، وأبي بن كعب ومعاذ، وزيد من الأنصار.

بل قدمه عمر في الفقه، فقال: من أراد الفقه؛ فليأت معاذ بن جبل. وكان أصحاب رسول الله ( إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له واحتراما [أبو نعيم].
وقال عمر بن الخطاب يومًا لأصحابه: لو استخلفت معاذَا -رضي الله عنه- فسألني ربى عز وجل ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك ( يقول: (يأتي معاذ بن جبل بين يدي العلماء برتوة (مسافة كبيرة))
[أحمد].
وقد بعثه رسول الله ( إلى اليمن قاضيًا، وقال له: (كيف تقضي إذا عرض لك قضاء)، قــال: أقضـي بكتاب الله. قال: (فإن لم تجد في كتاب الله)، قال: فبسنة رسول الله (، قال: (فإن لم تجد في سنة رسول الله ( ولا في كتاب الله؟) قال: اجتهد رأيي،

فضرب رسول الله ( صدره، وقال: (الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله) [الترمذي وأبو داود وأحمد].
وقابله النبي ( ذات يوم، وقال له: (يا معاذ، إني لأحبك في الله) قال معاذ: وأنا والله يا رسول الله، أحبك في الله. فقال (: (أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة:

رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). [أبو داود والنسائي والحاكم].
وكان -رضي الله عنه- أحد الصحابة الذين يحفظون القرآن، وممن جمعوا القرآن على عهد رسول الله (، حتى قال عنه النبي (: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) [متفق عليه].
يقول أبو مسلم الخولاني: دخلت مسجد حمص فإذا فيه ما يقرب من ثلاثين شيخًا من أصحاب رسول الله (، وإذا فيهم شاب أجحل العينين (من الاكتحال)، براق الثنايا، ساكت لا يتكلم،

فإذا اختلف القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليسي: من هذا؟ قال: معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، فوقع في نفسي حبه، فكنت معهم حتى تفرقوا.
وكان معاذ يحث أصحابه دائما على طلب العلم فيقول: تعلموا العلم فإن تعلمه لله تعالى خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلم صدقه، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام.
وكان معاذ حريصا على تمام سنة المصطفى (، متمسكًا بها، وكان يقول: من سره أن يأتي الله عز وجل آمنا فليأت هذه الصلوات الخمس؛ حيث ينادي بهن، فإنهن من سنن الهدى، ومما سنه لكم نبيكم (، ولا يقل إن لي مصلى في بيتي فأصلى فيه، فإنكم إن فعلتم ذلك تركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم ( (لضللتم).
وكان كريمًا، كثير الإنفاق، فيروى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعث إليه بأربعمائة دينار مع غلامه، وقال للغلام، انتظر حتى ترى ما يصنع؟ فذهب بها الغلام وقال لمعاذ: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال معاذ: رحم الله وصله، تعالى يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، واذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأة معاذ وقالت:

نحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الصرة إلا ديناران فأعطاهما إياها، ورجع الغلام إلى عمر فأخبره بما حدث، فسر عمر بذلك. [ابن سعد وأبو نعيم].
وكان كثير التهجد يصلي بالليل والناس نيام، وكان يقول في تهجده: اللهم نامت العيون وغارت النجوم، وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطىء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلى يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.


ولما حضرته الوفاة قال لمن حوله من أهله: أنظروا أأصبحنا أم لا؟ فقالوا: لا ثم كرر ذلك، وهم يقولون: لا. حتى قيل له أصبحنا فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، مرحبًا بالموت مرحبًا، زائر مغب (أي خير) وحبيب جاء على فاقة (حاجة)، اللهم إني قد كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا، وطول البقاء فيها لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر (يقصد الصوم)، ومكابدة الساعات
(أي قيام الليل)، ومزاحمة العلماء بالركب عن حلق الذكر. ومات معاذ سنة (18هـ) على الأصح وعمره (38) سنة.







رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :38  (رابط المشاركة)
قديم 26.08.2010, 06:27
صور إيمان 1 الرمزية

إيمان 1

عضو

______________

إيمان 1 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 03.07.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.163  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.02.2013 (23:03)
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي


بارك الله فيكم

جزاكم الله الجنة

لي عودة ان شاء الله في المشاركة







توقيع إيمان 1
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
ربي اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :39  (رابط المشاركة)
قديم 26.08.2010, 07:08
صور إيمان 1 الرمزية

إيمان 1

عضو

______________

إيمان 1 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 03.07.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.163  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.02.2013 (23:03)
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي


ابو بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه
الصديق
نسبه رضي الله عنه

هو عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عَمْرو بن كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة بن كعب بن لؤيّ القرشيّ التيميّ يلتقي مع رسول اللّه في مُرَّة بن كعب أبو بكر الصديق بن أبي قُحَافة وأمه أم الخير سَلْمَى بنت صخر وهي ابنة عم أبي قحافة أسلم أبو بكر ثم أسلمت أمه بعده، وصحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

أبو بكر العتيق الصديق رضي الله عنه

لقب عَتِيقاً لعتقه من النار وعن عائشة رضي اللّه عنها أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "أبو بكر عتيق اللّه من النار" فمن يومئذ سمي عتيقاً

قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: "إن اللّه تعالى هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صدِّيقاً" وسبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولازم الصدق فلم تقع منه هِنات ولا كذبة في حال من الأحوال
وعن عائشة أنها قالت: لما أسري بالنبي صلى اللّه عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يحدِّث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا به. فقال أبو بكر: إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبا بكر الصديق
إسلامه و مواقفه فى بداية الدعوة

ولد أبو بكر سنة 573 م بعد الفيل بثلاث سنين تقريباً، وكان رضي اللّه عنه صديقاً لرسول اللّه قبل البعث وهو أصغر منه سناً بثلاث سنوات وكان يكثر غشيانه في منزله ومحادثته


وعندما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم ووصل النبأ لأبي بكر رضي الله عنه وكان وقتها خارج في تجارته الى الطائف مع شريكه حكيم بن حزام -ابن أخي السيدة خديجة- فذهب الى بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ما هذا الذي سمعته من خبرك أوتظن قومك يقرونك على ما تقول ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا أبا بكر ألا أذكر شيئاً إن رضيته قبلته و إن كرهته كتمته ؟

قال أبو بكر : هذا أدنى ما لك عندي

فقرأ النبي صلى الله عليه و سلم عليه القرآن وقص عليه خبر الوحي الذي نزل عليه وما كان من شأنه في غار حراء و كانت نفس أبي بكر مهيأة للتصديق بما يسره الله له من طول الصحبة و صدق المعرفة فلم يتردد أبو بكر وقال : أشهد إنك صادق و أن ما دعوت له الحق و أن هذا كلام الله
ثم رجع الى صاحبه حكيم بن حزام فقال : يا أبا خالد رد علي مالي فقد وجدت مع محمد بن عبد الله أربح من تجارتك وأخذ ماله و مضى فآزر النبي صلى اللّه عليه وسلم في نصر دين اللّه تعالى بنفسه وماله
وكان أعلم العرب بأنساب قريش وما كان فيها من خير وشر وكان تاجراً ذا ثروة طائلة، حسن المجالسة، عالماً بتعبير الرؤيا، وقد حرم الخمر على نفسه في الجاهلية هو وعثمان بن عفان ولما أسلم جعل يدعو الناس إلى الإسلام
كان أبو بكر رضي اللّه عنه من رؤساء قريش في الجاهلية محبباً فيهم مُؤلفاً لهم، وكان إذا عمل شيئاً صدقته قريش فلما جاء الإسلام سبق إليه، وأسلم من الصحابة على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزُّبَير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد اللّه
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كَبْوَة ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر رضي اللّه عنه ما عَلَمَ عنه حين ذكرته له" أي أنه بادر به
ودفع أبو بكر عقبة بن أبي معيط عن رسول اللّه لما خنق رسول اللّه وهو يصلي عند الكعبة خنقاً شديداً وقال:أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله و قد جاءكم بالبينات من ربكم ؟
أول خطيب فى الاسلام

وقد أصاب أبا بكر من إيذاء قريش شيء كثير. فمن ذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما دخل دار الأرقم ليعبد اللّه ومن معه من أصحابه سراً ألح أبو بكر رضي اللّه عنه في الظهور،

فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: يا أبا بكر إنا قليل فلم يزل به حتى خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومن معه من الصحابة رضي اللّه عنهم وقام أبو بكر في الناس خطيباً ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالس ودعا إلى الله و الى رسول اللّه، فهو أول خطيب دعا إلى اللّه تعالى
فثار المشركون على أبي بكر رضي اللّه عنه وعلى المسلمين يضربونهم فضربوهم ضرباً شديداً ووُطئ أبو بكر بالأرجل وضرب ضرباً شديداً وصار عُتْبة بن ربيعة يضرب أبا بكر بنعلين مخصوفتين ويحرفهما إلى وجهه حتى صار لا يعرف أنفه من وجهه،

فجاءت بنو تيم يتعادَون فأجْلت المشركين عن أبي بكر إلى أن أدخلوه منزله ولا يشكُّون في موته، ثم رجعوا فدخلوا المسجد فقالوا: واللّه لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة، ثم رجعوا إلى أبي بكر وصار والده أبو قحافة وبنو تيم يكلمونه فلا يجيب حتى آخر النهار،
ثم تكلم وقال: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ فلاموه فصار يكرر ذلك

فقالت أمه: واللّه ما لي علم بصاحبك
فقال: اذهبي إلى أم جميل فاسأليها عنه وخرجت إليها وسألتها عن محمد بن عبد اللّه،
فقالت: لا أعرف محمداً ولا أبا بكر ثم قالت: تريدين أن أخرج معك؟
قالت: نعم فخرجت معها إلى أن جاءت أبا بكر فوجدته صريعاً
فصاحت وقالت: إن قوماً نالوا هذا منك لأهل فسق وإني لأرجو أن ينتقم اللّه منهم،
فقال لها أبو بكر رضي اللّه عنه: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟
فقالت: هذه أمك،
قال: فلا عَيْنَ عليك منها أي أنها لا تفشي سرك
قالت: سالم هو في دار الأرقم
فقال: واللّه لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
قالت أمه: فأمهلناه

حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس خرجنا به يتكئ عليَّ حتى دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فرقَّ له رقة شديدة وأكب عليه يقبله وأكب عليه المسلمون كذلك
فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه ما بي من بأس إلا ما نال الناس من وجهي، وهذه أمي برة بولدها فعسى اللّه أن يستنقذها من النار، فدعا لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ودعاها إلى الإسلام فأسلمت
ولما اشتد أذى كفار قريش لم يهاجر أبو بكر إلى الحبشة مع المسلمين بل بقي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تاركاً عياله وأولاده
هجرته مع رسول الله صلى الله عليه و سلم

أقام مع رسول الله في الغار ثلاثة أيام؛ قال اللّه تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}
ولما كانت الهجرة جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه إلى أبي بكر وهو نائم فأيقظه،
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: قد أذن لي في الخروج
قالت عائشة: فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح،



ثم خرجا حتى دخلا الغار فأقاما فيه ثلاثة أيام وأن رسول اللّه لولا ثقته التامة بأبي بكر لما صاحبه في هجرته فاستخلصه لنفسه وكل من سوى أبي بكر فارق رسول اللّه، وإن اللّه تعالى سماه {ثاني اثنين}
قال رسول صلى اللّه عليه وسلم لحسان بن ثابت: هل قلت في أبي بكر شيئاً؟

فقال: نعم
فقال: قل وأنا أسمع
فقال

طاف العدوّ به إذ صعَّد الجبلاوثاني اثنين في الغار المنيف وقدمن البرية لم يعدل به رجلاًوكان حِبِّ رسول اللّه قد علموا
فضحك رسول اللّه حتى بدت نواجذه، ثم قال: صدقت يا حسان هو كما قلت


جهاده بنفسه و ماله

كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يكرمه ويجله ويثني عليه في وجهه واستخلفه في الصلاة، وشهد مع رسول اللّه بدراً وأُحداً والخندق وبيعة الرضوان بالحُدَيبية وخيبر وفتح مكة وحُنَيناً والطائف وتَبوك وحَجة الوداع ودفع رسول اللّه رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر وكانت سوداء، وكان فيمن ثبت معه يوم أُحد وحين ولَّى الناس يوم حنين وهو من كبار الصحابة الذين حفظوا القرآن كله

وأعتق أبو بكر سبعة ممن كانوا يعذبون في اللّه تعالى وهم: بلال، وعامر بن فهيرة، وزِنِّيرة، والنَّهديَّة، وابنتها، وجارية بني مؤمّل، وأم عُبيس

وكان أبو بكر إذا مُدح قال: اللّهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم اللّهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون
قال عمر رضي اللّه عنه: أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي

فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته، فجئت بنصف مالي
فقال: ما أبقيت لأهلك؟
قلت: مثله
وجاء أبو بكر بكل ما عنده فقال: يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟
قال: أبقيت لهم اللّه ورسوله
قلت: لا أسبقه إلى شيء أبداً

وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ما نفعني مال أحد قطُّ ما نفعني مال أبي بكر فبكى أبو بكر وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول اللّه
ونزل فيه وفي عمر: {وَشَاوِرْهم في الأمر} فكان أبو بكر بمنزلة الوزير من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكان يشاوره في أموره كلها
مكانته عند رسول الله صلى الله عليه و سلم

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً - رواه البخاري ومسلم
عن عمرو بن العاص: أن النبي عليه السلام بعثه على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟
فقال: عائشة
فقلت: من الرجال؟
فقال: أبوها
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : ‏كنت جالسا عند النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏إذ أقبل ‏‏أبو بكر‏ ‏آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-: ‏‏أما صاحبكم فقد ‏‏غامر ‏‏
فسلم وقال : إني كان بيني وبين ‏‏ابن الخطاب ‏ ‏شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي ، فأبى علي فأقبلت إليك
فقال :يغفر الله لك يا ‏أبا بكر ثلاثا ،
ثم إن ‏عمر ‏ندم ، فأتى منزل ‏أبي بكر ‏، ‏فسأل : أثم ‏أبو بكر ‏
فقالوا : لا
فأتى إلى النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏‏فسلم ، فجعل وجه النبي‏ -‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يتمعر ، حتى أشفق ‏‏ أبو بكر ،‏ ‏فجثا ‏‏على ركبتيه فقال : يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم مرتين
فقال النبي ‏صلى الله عليه وسلم : ‏إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال ‏ أبو بكر‏ ‏صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها

فضائله رضى الله عنه

وعن أبي هريرة: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: من أصبح منكم اليوم صائماً؟
قال أبو بكر: أنا
قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر: أنا
قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً ؟
قال أبو بكر: أنا
قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً ؟
قال أبو بكر: أنا
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه : صعد النبي صلى اللّه عليه وسلم أحداً وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم فقال النبي عليه السلام: اثبت أحد فإن عليك نبي وصديق وشهيدان
وعن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: إقتدوا باللذَين من بعدي أبي بكر وعمر- رواه الترمذي

وعن ابن عمر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لأبي بكر: أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار - رواه الترمذي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أنفق زوجين من شئ من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب -يعني الجنة- يا عبد الله هذا خيرٌ فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد و من كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام و باب الريان

فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة وقال : هل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟
قال : نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر

وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن أهل الدرجات العلى ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء و ان أبا بكر و عمر منهم و أنعما
خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس و قال : إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا و بين ما عند الله فاختار ذلك العبد ما عند الله فبكى أبو بكر فعجب المسلمون لبكائه فلقد علم أبو بكر ان العبد الذي يقصده رسول الله صلى الله عليه و سلم هو نفسه فبكى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أمن الناس على في صحبته و ماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لأتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام و مودته لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر
أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل فيستقي لها ويقوم بأمرها فكان إذا جاء وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها فرصده عمر فإذا الذي يأتيها هو أبو بكر الصديق، وهو خليفة فقال عمر: أنت هو لعمري
الله عز و جل أنزل فيه قرآناً رضي اللّه عنه

في حديث الإفك قال الله عز و جل : وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ سورة النور - الآية 22
ونزلت حينما أراد الصديق رضي الله ان يمنع ما ينفقه على مسطح بن أثاثة بعد الذي قاله في السيدة عائشة رضي الله عنها
قال اللّه تعالى: إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ سورة التوبة الآية 40
ونزلت عندما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الى المدينة
كما نزل فيه رضي الله عنه قوله تعالى : وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى سورة الليل الآيات 17 الى 21

ورعه رضي اللّه عنه

قالت عائشة رضي الله عنها : كان لابي غلام يخرج له الخراج و كان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوماً
بشئ فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام : أتدري ما هذا
قال أبو بكر : و ما هو ؟
قال : تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فأعطاني بذلك فذا هو الذي أكلت منه
فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شئ في بطنه

تواضعه رضي اللّه عنه

قال الصديق : وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن
قال هذا وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المسند من وجهين عن النبي صلى الله عليه و سلم أن النبي صلى الله عليه و سلم وُزن بالامة فرجح ثم وُزن أبو بكر بالأمة فرجح ثم وُزن عمر بلأمة فرجح
حياؤه رضي اللّه عنه

خطب الصديق في الناس يوماً فقال : أيها الناس استحيوا من الله فوالله ما خرجت لحاجة منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم أريد الغائط إلا و أنا مقنع رأسي حياء من الله

أدبه رضي اللّه عنه مع رسول الله صلى الله عليه و سلم

لما مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم وأم أبو بكر الناس في الصلاة فلما أحس بقدوم النبي صلى الله عليه و سلم ما استطاع ان يتقدم بين يديه أدباً منه و قال : ما كان ينبغي لإبن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم

ثباته عند موت النبي صلى الله عليه و سلم

ولأبي بكر رضي الله عنه موقف تاريخي لا يُنسى عند وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما قال سيدنا عمر رضي الله عنه : إن رجالاً من المنافقين يزعمون ان رسول الله مات و انه والله ما مات ولكنه ذهب الى ربه كما ذهب موسى بن عمران والله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه و سلم فليقطعن أيدي رجال زعموا انه مات
وأقبل أبو بكر و دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجى في ناحية البيت عليه برد حبرة فكشف عن وجهه ثم قبله و قال : بأبي أنت وأمي طبت حياً و ميتاً ان الموته التي قد كتبها الله عليك قدمتها ثم رد الثوب على وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم خرج و أقبل على الناس يكلمهم فأقبلوا عليه منصتين فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآية وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ آل عمران الآية 144

خلافته رضي الله عنه

وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها ، وبعد أن تمت بيعة أبي بكر بيعة عامة، صعد المنبر

وقال بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه: أيها الناس قد وُلِّيت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكَذِب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء اللّه تعالى، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم اللّه بالذل، أطيعوني ما أطعت اللّه ورسوله فإذا عصيت اللّه ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم رحمكم اللّه

فيا لها من كلمات جامعة حوت الصراحة والعدل، مع التواضع والفضل، والحث على الجهاد لنصرة الدين، وإعلاء شأن المسلمين.
دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له : يا عمر لا حاجة لي في امارتكم

فرد عليه عمر : أين المفر ؟
والله لا نقيلك ولا نستقيلك

جيش أسامة

وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا : يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟
فقال : والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله
فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا : لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم
فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام

حروب الردة

بعد وفـاة الرسـول صلى الله عليه وسلم أرتدت العرب ومنعت الزكاة ، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد ، قال عمر بن الخطاب : كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله ؟
فقال أبو بكر : الزكاة حقُّ المال
وقال : والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عَقالاً كانوا يُؤدّونه الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعه
ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ، وانتهى أمر المرتدين

جيوش العراق والشام

ولمّا فرغ أبو بكر رضي الله عنه من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق ، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتاً على الإسلام

استخلاف عمر

عقد أبو بكر في مرضه الذي توفي فيه لعمر بن الخطاب عقد الخلافة من بعده، ولما أراد العقد له دعا عبد الرحمن بن عوف
فقال: أخبرني عن عمر
فقال: يا خليفة رسول اللّه هو واللّه أفضل من رأيك فيه من رجل، ولكن فيه غلظة
فقال أبو بكر: ذلك لأنه يراني رقيقاً ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيراً مما هو عليه ويا أبا محمد قد رمقته فرأيتني إذا غضبت على الرجل في الشيء، أراني الرضا عنه، وإذا لنت أراني الشدة عليه، لا تذكر يا أبا محمد مما قلت لك شيئاً
قال: نعم
ودخل على أبي بكر طلحة بن عبيد اللّه
فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بهم، وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك ؟
فقال أبو بكر وكان مضطجعاً: أجلسوني فأجلسوه فقال لطلحة: أباللّه تفرقني أو باللّه تخوفني، إذا لقيت اللّه ربي فساءلني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك ؟
وأشرف أبو بكر على الناس من حظيرته وأسماء بنت عميس ممسكته موشومة اليدين وهو يقول: أترضون بمن أستخلف عليكم فإني واللّه ما ألوت من جهد الرأي، ولا وليت ذا قرابة، وإني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا
فقالوا: سمعنا وأطعنا
دعا أبو بكر عثمان خالياً
فقال له: اكتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم. هذا ما عهد به أبو بكر ابن أبي قحافة إلى المسلمين أما بعد ثم أغمي عليه فذهب عنه
فكتب عثمان: أما بعد فإني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيراً
ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ عليَّ فقرأ عليه فكبَّر أبو بكر وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي
قال: نعم
قال: جزاك اللّه خيراً عن الإسلام وأهله


وأقرها أبو بكر رضي اللّه عنه من هذا الموضع فأبو بكر كان يرى ويعتقد أن عمر بن الخطاب خير من يتولى الخلافة بعده مع شدته والحقيقة أنه كان كذلك‏
وفاته رضي الله عنه

قيل: إنه اغتسل وكان يوماً بارداً فاصابته الحمى خمسة عشر يوماً لا يخرج إلى الصلاة فأمر عمر أن يصلي بالناس ولما مرض قال له الناس: ألا ندعو الطبيب؟
فقال: أتاني وقال لي: أنا فاعل ما أريد، فعلموا مراده وسكتوا عنه ثم مات

وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال، وأوصى أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس وابنه عبد الرحمن وأن يكفن في ثوبيه ويشتري معهما ثوب ثالث وقال: الحي أحوج إلى الجديد من الميت إنما هو للمهلة والصَّديد
قال ابن أسحاق : توفي أبو بكر يوم رضي الله عنه يوم الجمعة لسبع ليال بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة و صلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أقوال الصحابة فيه رضي اللّه عنه و عنهم أجمعين

قال عمر رضي الله عنه : أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا يعني بلالاً
وقال رضي الله عنه ايضاً : لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أتقدم قوماً فيهم أبو بكر
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : كنا نخير بين الناس في زمن النبي رضي الله عنه فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان رضي الله عنهم

و عن محمد بن الحنيفة قلت لأبي -علي بن أبي طالب- : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال : أبو بكر
قلت : ثم من ؟
قال : ثم عمر


من كلماته رضي اللّه عنه

طوبى لك يا طير تأكل الشجر و تستظل بالشجر و تصير الى غير حساب يا ليت أبا بكر مثلك
اللهم أنت أعلم مني بنفسي وأنا أعلم بنفسي منهم -يقصد من يمدحونه- اللهم أجعلني خيراً مما يظنون وأغفر لي ما لا يعلمون و لا تؤاخذني بما يقولون
رحم الله سيدنا أبا بكر و جمعه بحبيبه و صاحبه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى من الجنة إن شاء الله تعالى





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :40  (رابط المشاركة)
قديم 26.08.2010, 07:15
صور إيمان 1 الرمزية

إيمان 1

عضو

______________

إيمان 1 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 03.07.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.163  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.02.2013 (23:03)
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي


بلال بن رباح
مؤذن رسول الله صلى الله عليه و سلم


كان (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه ، إذا ذكر (أبو بكر) قال : أبو بكر سيدنا ، وأعتق سيدنا - يعني ( بلالاً) - وإن رجلاً يلقبه عمر بـ (سيدنا) لهو رجل عظيم ومحظوظ إنه حبشي من أمة السود...جعلته مقاديره عبداً لاناس من بني جمح بمكة ، حيث كانت أمة إحدى إمائهم وجواريهم
وذات يوم يبصر (بلال بن رباح) نور الله ، ويسمع في أعماق روحه الخيرة رنينه ، فيذهب إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ويسلم

ولا يلبث خبر إسلامه أن يذيع..وتدور الأرض برؤوس أسياده من بني جمح .. تلك الرؤوس التي نفخها الكبر واثقلها الغرور .. !!! وتجثم شياطين الأرض فوق صدر (أمية بن خلف) الذي رأى في إسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم جميعاً بالخزي والعار
عبدهم الحبشي يسلم ، ويتبع محمداً....لقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة فيطرحونه علي حصاها الملتهب وهو عريان ، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ، ويلقون به فوق جسده وصدره يصيح به جلادوه ، بل ويتوسلون إليه قائلين: أذكر اللات والعزى

فيجيبهم : أحد ... أحد
يقولون له : قل كما نقول
فيجيبهم في تهكم عجيب وسخرية كاوية : إن لساني لا يحسنه
ويظل ( بلال ) في ذوب الحميم وصخرة ، حتي إذا حان الأصيل أقاموه ، ويجعلوا في عنقه حبلاً ، ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وشورعها وبلال لا يلهج لسانه بغير نشيده المقدس : أحد ... أحد ويلكزه أمية بن خلف وينفجر غماً وغيظا ، ويصيح: أي شؤم رمانا بك يا عبد السوء...؟ واللات والعزي لأجعلنك للعبيد والسادة مثلاً
ويجيب بلال في يقين المؤمن وعظمة القديس : أحد .. أحد
ويذهب إليهم ابو بكر الصديق وهم يعذبونه ، ويصيح بهم : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله
ثم يصيح في أمية بن خلف : خذ أكثر من ثمنه واتركه حراً
وكأنما كان أمية يغرق وأدركه زورق النجاة لقد طابت نفسه وسعدت حين سمع أبا بكر يعرض ثمن تحريره إذا كان اليأس من تطويع بلال قد بلغ في نفوسهم أشدة ، ولأنهم كانوا من التجار ، فقد أدركوا أن بيعه أربح لهم من موته بأعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره ، وأخذ بلال مكانه بين الرجال الأحرار

وحين كان الصديق يتأبط ذراع بلال منطلقاً به إلي الحرية قال له أمية: خذه ، فواللات والعزى ، لو أبيت إلا ان تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها وفطن (أبو بكر) لما في هذه الكلمات من مرارة اليأس وخيبة الأمر وكان حرياً ألا يجيبه ولكن لأن فيها مساساً بكرامة هذا الذي قد صار أخاً له ، ونداً ، أجاب أمية قائلاً: والله لو أبيتم أنتم إلا مائة اوقية لدفعتها وأنطلق بصاحبه إلا رسول الله يبشره بتحريره .. وكان عيدا عظيماً
وبعد هجرة الرسول والمسلمين إلي المدينة ، واستقرارهم بها ، يشرع الرسول للصلاة آذانها..فمن يكون المؤذن للصلاة خمس مرات كل يوم...؟ وتصدح عبر الأفق تكبيراته وتهليلاته...؟ أنه بلال الذي صاح منذ ثلاث عشرة سنة والعذاب يهده ويشويه أن الله أحد....أحد لقد وقع أختيار الرسول عليه اليوم ليكون اول مؤذن للإسلام
وعاش بلال مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، يشهد معه المشاهد كلها ، ويؤذن للصلاة ، ويحيي ويحمي شعائر هذا الدين العظيم الذي أخرجه من الظلمات إلي النور ، ومن الرق إلي الحرية
ذهب يوماً يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما: أنا بلال ، وهذا أخي ، عبدان من الحبشة كنا ضالين فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله إن تزوجونا ، فالحمد لله وإن تمنعونا ، فالله أكبر

لقد كان بلال يزداد كل يوم قرباً من قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كان يصفه انه رجلٌ من أهل الجنة
وذهب الرسول إلي الرفيق الأعلي راضياً مرضياً ، ونهض بأمر المسلمين من بعده خليفته أبو بكر الصديق وذهب بلال الي خليفة رسول الله يقول له : يا خليفة رسول الله .. إلي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم : أفضل عمل المؤمن ، الجهاد في سبيل الله

قال له أبو بكر : فما تشاء يا بلال ... ؟
قال : أردت أن أرابط في سبيل الله حتي أموت
قال ابو بكر : ومن يؤذن لنا ..؟
قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع : إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله
قال أبو بكر : بل أبق وأذن لنا يا بلال
قال بلال : إن كنت اعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد ، وإن كنت أعتقني لله فدعني وما أعتقني له
قال أبو بكر : بل أعتقتك لله يا بلال
ويختلف الرواة ، فيروي بعضهم أنه سافر إلي الشام حيث بقي بها مجاهداً ومرابطاً

ويروي بعضهم الأخر ، أنه قبل رجاء أبي بكر في أن يبقي معه بالمدينة، فلما قبض وولي الخلافة عمر ، أستاذنه وخرج الي الشام علي أية حال ، فقد نذر بلال بقية حياته وعمره للمرابطة في ثغور الإسلام، مصمماً على أن يلقى الله ورسوله وهو علي خير عمل يحبانه
لم يعد يصدح بالأذان صواته الشجي الحفي المهيب ، ذلك انه لم يكن ينطق في أذنه: أشهد أن محمدا رسول الله حتى تجيش به الذكريات فيختفي صوته تحت وقع أساه ، وتصيح بالكلمات دموعة وعبراته وكان أخر آذان لله، أيام زار الشام أمير المؤمنين عمر، وتوسل المسلمون إليه أن يحمل بلالاً على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ودعا أمير المؤمنين بلالاً، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها وصعد بلال وأذن...فبكى الصحابة الذين كانوا ادركوا رسول الله وبلال يؤذن له...بكوا كما لم يبكوا من قبل أبداً..وكان (عمر) أشدهم بكاء
وقد أختلف اهل السير أين مات ؟ فقال بعضهم : مات بدمشق وقال بعضهم : مات بحلب سنة عشرين و قيل سنة ثمان عشرة وهو ابن بضع و ستين سنة رحمه الله وهكذا مات بلال مرابطاً في سبيل الله كما أراد
فضائله رضي الله عنه

عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بلال سابق الحبشة


وعن ابن بريدة عن ابيه قال ك دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بلالاً فقال : يا بلال بم سبقتني الى الجنة ؟ إني دخلت الجنة البارحة فسمعت خشخشتك -أي صوت نعله-أمامي فقال بلال : يا رسول الله ما أذنت قط الا صليت ركعتين وما أصابني حدث قط الا توضئت عندها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بهذا
وقد كان ممن نزل فيه قول الله تعالى : وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ فكانت شهادة من الله تعالى انه ممن يريدون وجه الله تعالى





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
معاً, الله, المنتصر, الوليد.., العاص, دومًا, حواري, خالد, رسول, صحابي, سيرة, عمرو, فاتح


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
شجرة النسب الشريف وشجرة الأنبياء والرسل نوران الحديث و السيرة 5 29.07.2009 19:23



لوّن صفحتك :