ركن الفتاوي وضع الفتاوى الموثوقة المصدر فالمنتدى ليس جهة فتوى |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ![]() هل يجوز لنا الاجتماع ليلة رأس السنة للذِّكر والدعاء وقراءة القرآن ؟ السؤال هذه الرسالة رأيتها كثيراً على الإنترنت ، ولكن في الحقيقة لم أرسلها لشكِّي في كونها من البدعة ، فهل يجوز نشرها ، ونثاب عليها ، أم إنه لا يجوز هذا لأنه بدعة ؟ " إن شاء الله كلنا سنقوم الساعة 12 ليلة رأس السنة ، ونصلي ركعتين ، أو نقرأ قرآناً ، أو نذكر ربنا ، أو ندعو، لأنه لو نظر ربنا للأرض في الوقت الذي معظم العالم يعصيه : يجد المسلمين لا زالوا على طاعتهم ، بالله عليك ابعث الرسالة هذه لكل الذين عندك، لأنه كلما كثر عددنا : كلما ربنا سيرضى أكثر " . أفيدوني ، أفادكم الله . الجواب الحمد لله قد أحسنتِ غاية الإحسان في عدم نشر تلك الرسالة ، والتي انتشرت في كثير من المواقع الإلكترونية التي يغلب عليها طابع العامية والجهل . والذين نشروا تلك الرسالة وأرادوا من المسلمين القيام بالصلاة والذِّكر : لا نشك أن نياتهم طيبة ، وعظيمة ، وخاصة أنهم أرادوا أن تقوم طاعات وقت قيام المعاصي ، لكن هذه النية الطيبة الصالحة لا تجعل العمل شرعيّاً صحيحاً مقبولاً ، بل لا بدَّ من كون العمل موافقاً للشرع في سببه ، وجنسه ، وكمَِّه ، وكيفه ، وزمانه ، ومكانه ، - وانظر تفصيلاً لهذه الأصناف الستة في جواب السؤال رقم : ( 21519 ) - وبمثل هذا يميِّز المسلم العمل الشرعي من البدعي . ويمكن حصر أسباب المنع من نشر تلك الرسالة بنقاط ، منها : 1. أنه وُجدت مناسبات جاهلية ، ومناسبات لأهل الكفر والضلال ، منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا ، ولم نر نصّاً نبويّاً يحثنا على إنشاء طاعة وقت فعل غيرنا لمعصية ، ولا بعمل مشروع وقت فعل عمل بدعي ، كما لم يُنقل قول لأحدٍ من الأئمة المشهورين باستحباب فعل هذا . وهذا من علاج المعصية ببدعة ، كما حصل من علاج بدعة الحزن واللطم في " عاشوراء " من الرافضة ببدعة التوسع في النفقة وإظهار الفرح والسرور . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : وأما اتخاذ أمثال أيام المصائب مأتماً : فليس هذا من دين المسلمين ، بل هو إلى دين الجاهلية أقرب ، ثم هم قد فوتوا بذلك ما في صوم هذا اليوم من الفضل ، وأحدث بعض الناس فيه أشياء مستندة إلى أحاديث موضوعة لا أصل لها ، مثل فضل الاغتسال فيه ، أو التكحل أو المصافحة وهذه الأشياء ونحوها من الأمور المبتدعة كلها مكروهة وإنما المستحب صومه ، وقد روي في التوسع فيه على العيال آثار معروفة أعلى ما فيها حديث إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه ، قال : بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته رواه ابن عيينة وهذا بلاغ منقطع لا يعرف قائله ، والأشبه أن هذا وضع لما ظهرت للعصبية بين الناصبة والرافضة ؛ فإن هؤلاء أعدوا يوم عاشوراء مأتماً : فوضع أولئك فيه آثاراً تقتضي التوسع فيه ، واتخاذه عيداً ، وكلاهما باطل ... لكن لا يجوز لأحد أن يغيِّر شيئا من الشريعة لأجل أحد ، وإظهار الفرح والسرور يوم عاشوراء ، وتوسيع النفقات فيه هو من البدع المحدثة ، المقابلة للرافضة ... . " اقتضاء الصراط المستقيم " ( ص 300 ، 301 ) . وقد نقلنا كلاماً نفيساً آخر لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فانظره في جواب السؤال رقم : (4033).\ 2. الدعاء والصلاة لها أوقات في الشرع فاضلة ، قد رغبنا النبي صلى الله عليه وسلم بفعلها فيه ، كالثلث الأخير من الليل ، وهو وقت نزول الرب سبحانه وتعالى للسماء الدنيا ، والحث على فعل ذلك في وقت لم يرد فيه النص الصحيح إنما هو تشريع في " السبب " و " الزمن " والمخالفة في أحدهما كافية للحكم على الفعل بأنه بدعة منكرة ، فكيف بأمرين اثنين ؟! . وفي جواب السؤال رقم : ( 8375 ) سئلنا عن التصدق على العائلات الفقيرة في رأس السنة الميلادية ، فأجبنا عنه بالمنع ، وكان مما قلناه هناك : ونحن المسلمين إذا أردنا الصّدقة : فإننا نبذلها للمستحقّين الحقيقيين ، ولا نتعمد جعْل ذلك في أيام أعياد الكفار ، بل نقوم به كلما دعت الحاجة ، وننتهز مواسم الخير العظيمة ، كرمضان ، والعشر الأوائل من ذي الحجّة ، وغيرها من المواسم . انتهى والأصل في المسلم الاتباع لا الابتداع ، قال الله تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ . قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) آل عمران/ 31 ، 32 . قال ابن كثير – رحمه الله - : هذه الآية الكريمة حاكمة على كل مَن ادعى محبة الله ، وليس هو على الطريقة المحمدية : فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر ، حتى يتبع الشرع المحمدي ، والدين النبوي ، في جميع أقواله ، وأحواله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عليه أمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) . " تفسير ابن كثير " ( 2 / 32 ) . قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – أحبوا الرسول أكثر مما تحبون أنفسكم ، ولا يكمل إيمانكم إلا بذلك ، ولكن لا تُحدِثوا في دينه ما ليس منه ، فالواجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس ، وأن يقولوا لهم : اشتغلوا بالعبادات الشرعية الصحيحة ، واذكروا الله ، وصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقت ، وأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأحسنوا إلى المسلمين في كل وقت . " لقاءات الباب المفتوح " ( 35 / 5 ) . 3. أنكم تتركون ما هو واجب عليكم تجاه تلك المعاصي والمنكرات ، وهو الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والنصح للمخالفين ، وانشغالكم بعبادات فردية مع وجود معاصي ومنكرات جماعية لا يحسُن بكم فعله . فالذي نراه هو تحريم نشر مثل تلك النشرات ، وبدعية الالتزام بتلك الطاعات لمثل تلك المناسبات ، ويكفيكم التحذير من الاحتفالات المحرمة في المناسبات الشركية أو المبتدعة ، وأنتم بذلك مأجورون ، وتقومون بواجبكم تجاه فعل تلك المعاصي . وينظر جواب السؤال رقم : ( 60219 ) للوقوف على فوائد مهمة في النية الصالحة وأنها لا تشفع لصاحبها لجعل عمله المبتدع عملاً مأجوراً عليه ، وفيه تفصيل مهم . والله أعلم الإسلام سؤال وجواب http://www.islam-qa.com/ar/ref/113064 للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
حكم تخصيص ليلة رأس السنة بالعبادة
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
د/مسلمة
المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
ندمت, ليلة رأس السنة, السنة, العبادة, بالعبادة, تخصيص |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
فضل ليلة القدر | نور عمر | رمضان و عيد الفطر | 4 | 03.09.2010 05:42 |
حكم تخصيص رجب و شعبان بعمرة أو صيام | أخت الاسلام | القسم الإسلامي العام | 3 | 23.09.2009 21:19 |