اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :46  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 14:31
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


إنَّ اللَّه لا يغفر أن يُشرَك به



ربَّما تقول سيِّدي الفاضل : ولكنَّ النَّصارى واليهود يعبدون اللَّه , فلماذا يكون مصيرُهم إلى النَّار خالدين فيها مثل الملحدين والظَّالمين والقَتَلَة ؟!
استمعْ إذًا لِمَا يلي : يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا 48 } (4- النّساء 48) .
فأعظمُ الذُّنوب عند اللَّه : أن يُشرَك في عبادته شيءٌ آخر .
والنَّصارى أشركُوا مع عبادة اللَّه : عبادتَهُم للمسيح عليه السَّلام , وادِّعاءَهم أنَّه ابنُ اللَّه . بينما اليهود ادَّعَوْا مِن قبلُ أنَّ العُزَيرَ ابنُ اللَّه , ثمَّ نسبُوا إلى اللَّه سبحانه نَقائص لا تليقُ بكَمَاله , ونَسبُوا لأنبيائه أيضًا نقائص لا تليق بهم , وقد عَرَضْنا أمثلةً لذلك . فأيُّ ظُلم أكبر من هذا ؟! يقول اللَّه تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 30 اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 31 } (9- التّوبة 30-31) .
فهل تقبلُ أنتَ أن تُنفِق على أطفالكَ حتَّى يكبروا , وتُوَفِّر لهم كلّ ما يحتاجوه من مأكل وملبس ورعاية , ثمَّ بعد ذلك يَشْتموك , أو يَنْسبُوا الفضلَ في ما وصلُوا إليه إلى شخص آخر غيرك ؟!
طبعًا لا تَقْبل ! فكيف تريدُ إذًا من الخالق سُبحانه أن يقبل أن ينتقص اليهودُ مِن صفاته بعد أن عَرفوها , وأن يستهزئُوا بأنبيائه ويُحرِّفُوا توراته ؟! وكيف تريده أن يقبل أن ينسب إليه النَّصارى ابنًا , ثمَّ يعبُدوا الابنَ المزعوم وينسبُوا إليه كلَّ الفضل , ويتركُوا الخالق ؟! أليس هذا مُنتهى الظُّلم ؟!
وقد روى الطَّبراني في مسند الشَّاميِّين عن أبي الدَّرداء رضي اللَّه عنه , أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : قال اللَّه عزَّ وجلَّ : إنِّي والجِنَّ والإنسَ في نَبَأ عظيم , أخلُقُ ويُعْبَدُ غَيْري , وأرزُقُ ويُشْكَرُ غَيْري ! (مسند الشّاميّين – الجزء 2 – ص 93 – رقم الحديث 974) .

ومِثْلُ هؤلاء في الظُّلم : مَنْ يَدْعُو إلى فصل الدِّين والخالق عن الحياة , ويحتجُّ قائلاً : ما ضرورةُ الدِّين , إذا كنتُ أسعَى لِنَشْر المحبَّة والسِّلْم بين النَّاس ؟!
فهل تقبلُ أنت أن يترُكَك أطفالُكَ جانبًا ويعزلوك عن حياتهم ولا يذكُرونَك مُطلَقًا , بدَعوى أنَّهم على كلِّ حال يَعملُون لإحلال السِّلْم في هذا العالَم ؟‍!
واللَّهِ الذي لا إله غيرُه , لو حصل أطفالُك على عشرات الأَوْسمة من المنظَّمات الإنسانيَّة , ولو أجمعَ كلُّ النَّاس على أنَّهم أفرادٌ يَستحقُّون التَّقدير والإعجاب , لَمَا أطفأ ذلكَ غضبكَ الشَّديد عليهم بسبب تَنَكُّرهم لكَ ! بل لو علِمَ النَّاسُ بِجُحود أطفالك لك , لأنكَرُوا عليهم ذلك , ولَرُبَّما جرَّدُوهم من كُلِّ الأَوْسمة التي حصلُوا عليها .
فما بالُكَ بِمَنْ يُنعِمُ عليه اللَّهُ تعالى بأرضٍ يعيشُ فوقها , وهواء يتنفَّسُه , وشمس تُدفئُه , وعَقْل يُفكِّر به , وحواسّ , وجوارح , وغير ذلك , ثمَّ يَتَنكَّرُ لِخالقه ولا يعبدُه , بدَعْوى أنَّه على كلِّ حال يَسْعَى لِنَشر المحبَّة بين النَّاس ؟!

واجبٌ إذًا على كلِّ إنسان يَملكُ ذرَّةً مِن أخلاق أن يَنسب الفَضْلَ لِصاحبه , فيعترف بنِعَم اللَّه التي لا تُحصَى عليه , ويعبُده وحده ولا يُشرك به شيئًا , ويتَّبع دينَه الذي ارتضاه له , ويؤمن بجميع أنبيائه , ويمتثل لأوامره . باختصار : واجبٌ على كلِّ إنسان أن يكون مسلِمًا لِيُحقِّقَ هذه الأمور .







توقيع كلمة سواء


رد باقتباس