أليس فيه إذًا عداءٌ لليهود والنَّصارى ؟!
أبدًا ! فهذا الكتاب مُوَجَّه إلى غير المسلمين عامَّة , وإلى اليهود والنَّصارى خاصَّة , لِدَعوتهم إلى الإسلام . وبما أنَّ هؤلاء (أي اليهود والنَّصارى) يعبدون اللَّهَ الذي يعبده المسلمون , كان لا بُدَّ من تنبيههم إلى ما يقوله هذا الإله بخصوص عقائدهم حتَّى يُعيدوا النَّظر فيها .
ربَّما تقول سيِّدي : وما شأنُك بهم ؟! دَعْهُم يعبدون ربَّهم كما يشاءون واعبدْ أنت ربَّك كما تشاء ؟!
أقول : وهل تقبل أنت أن تقف مكتوف اليدين وأنت ترى إنسانًا يَمشي في طريق , هو يعتقد أنَّ فيها سعادته , وأنت على يقين أنَّها ستؤدِّي به إلى السُّقوط في النَّار ؟!
طبعًا لا تقبل ! فكيف تريد إذًا من المسلم أن يدرس أو يشتغل مع يَهودي مثلاً أو يسكُن بجواره , ثمَّ لا يدعوه إلى الإسلام , وهو يعلم يقينًا أنَّ جاره هذا أو زميله في الشُّغل لو مات على يَهوديَّته فإنَّه سيُحرَم من دخول الجنَّة ويكون مصيره إلى النَّار ؟!
واللَّهِ الذي لا إله غيرُه , إنَّ هذا الجار اليَهودي سيحتجُّ أمام اللَّه يوم القيامة أنَّ جاره المسلم لم يَدْعُهُ إلى الدِّين الحقِّ , وسيَسألُ اللَّهُ تعالى المسلِمَ عن ذلك !
فالدَّعوةُ إلى الإسلام إذًا هي واجبٌ إنساني وأخلاقي على المسلم . لكن للأسف كما ذكَرْنا سابقًا , كثيرٌ من النَّاس يتعاملون بحساسيَّة مُفرطة مع كلِّ ما يتعلَّق بالدِّين ! وهذا الأمر جعلَ العديد من المسلمين يتجنَّبون دعوةَ اليهود والنَّصارى إلى الإسلام , حتَّى لا يُتَّهمُوا بإثارة الفِتَن في المجتمعات !