اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 04.08.2009, 03:05
صور خادم المسلمين الرمزية

خادم المسلمين

عضو

______________

خادم المسلمين غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 30.03.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 471  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
30.04.2011 (12:04)
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
ورقة تابع: حَتَّىٰ لا نَكُونَ فَوْضَوِيِّين



ثالثًا : أسبابُ الفوضويّة :-
للفوضويّةِ في حياتِنا أسبابٌ عدة ، منها :

1-التهاونُ في استغلالِ الوقتِ وتضييعُهُ في توافِهِ الأمور :
فليس أرخصَ من الأوقاتِ في حياةِ الفوضويّين .

2-انعدامُ فقهِ الأولويّات :
فالفوضويُّ يشتغل بالكمالياتِ عن الضروريّات ، وبالثّانويّاتِ عن الكليّات ، ولا يُفَرِّقُ بين الأهمِّ والأقلِّ أهمية .
·فائدة :
إنَّ عدمَ إدراكِ فقهِ الأولويّاتِ يجعلُ المرءَ في حيرةٍ من أمرِه ، حيث تتزاحمُ أمامَهُ مجموعةٌ من المصالِحِ والأهدافِ يصعب القيامُ بها جميعَها ، فيُقدّمُ هذا ويُؤخّرُ ذاك دون ضابطٍ أو قيد ، ومن ثَمَّ تنشأُ مجموعةٌ من المشكلاتِ ينوءُ بحَمْلِها ، من أعظمِها الفوضويّة ، بسبب تقديم المهمِّ على الأهم .

3-عدمُ وضوحُ الهدف :
حيث يسيرُ في الحياةِ دون هدفٍ واضحٍ محدّد ، فخطواتُهُ غيرُ مدروسة ، وتحرُّكاتُهُ غيرُ معلومةِ الهدف ، وأعمالُهُ ردودُ أفعال ، فهو لا يعرفُ لماذا يسير ، ولا كيف يسير ، والجهلُ بهذين الأمرينِ مصيبة ، قال الشاعر :
إن كنتَ لا تدري فتلكَ مصيبةٌ
وإن كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ

4-تنفيذُ الأعمالِ بصورةٍ ارتجاليةٍ بدونِ تخطيطٍ مسبق :
إذ بدونِ التخطيطِ يسيرُ الإنسانُ في ظلامٍ لا تُعرَفُ نهايَتُه ، ويكون نصيبُهُ الاضطرابُ والفشل .

5-عدم ترتيبِ الأعمالِ عند تنفيذِها :
فلا تُنْجَزُ بترتيبٍ منطقِيٍّ منظم .

6-وجودُ الإنسانِ في وسطٍ فوضوِي :
فقد ينشأُ الإنسانُ في أسرةٍ فوضويّةٍ لا تراعي للوقت حرمة ، وقد يبتَلَىٰ بصُحبَةٍ سيّئَةٍ دأبُها وديدَنُها تضييعُ الأوقات .

7-الذنوب والمعاصي :
وهذا سببٌ عام ، يشملُ كلَّ ما مضىٰ ، حيث إنَّ العبدَ إذا أعرضَ عن اللهِ تعالىٰ واشتغلَ بالذنوبِ والمعاصي ، ضاعَ عليْهِ عُمرُهُ كُلُّه ، وذهبت حياتُهُ باطلا ، قال تعالى : { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) } [ الزخرف ] .


رابعًا : آثارُ الفوضويّة :-
للفوضويّةِ آثارٌ مُهلِكَة ، وعواقِبَ خطيرة ، منها :

1-ضياعُ العمرِ بلا فائدة :
وهذا هو الغبنُ الذي نَبَّهَ عليه المصطفىٰ صلى الله عليه وسلم في قولِهِ : « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » [ رواه البخاري ] .

2-الحسرةُ والنّدامة :
قال تعالىٰ : { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) } [ الزمر ] ، ويتمنّى العودةَ إلى الدنيا ليتدارَكَ أمرَهُ ويُصلِحَ ما أفسدَه ، قال تعالىٰ : { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } [ المؤمنون ] ، ولكن دونَ جدوىٰ فقد انتهىٰ وقتُ العمل .

3-التَّشَتُّتُ الذِّهنيُّ والقلقُ والاضطِرابُ النّفسِي :
ذلك أنَّ الفوضويَّ ليست لديه القدرةُ على اتخاذِ قرارٍ صحيحٍ لحلِّ المشكلاتِ التي تواجِهُه ، كما أنَّهُ ينسىٰ نفسَهُ من التّزكيةِ أو يُزَكّيها بما لا يُشبِعُها ولا يَشفيِها ، فيَمرَضُ قلبُهُ أو يموت ؛ الله المستعان .

4-فقدانُ الحِكْمَةِ في التعامُلِ مع الأمور :
فالفوضويُّ آنِيُّ التفكيرِ موسِمِيُّ العمل ، لا يُحدّدُ أهدافَهُ ولا يُنظّمُ وقتَهُ ، ينظُرُ إلى الأمورِ نظرةً سطحِيّة ، ويقِفُ عندَ ظواهِرِ الأحداثِ دون النّظَرِ في أسبابِها وآثارِها ونتائِجِها ، فيتّخِذُ قراراتٍ لا تتّفِقُ مع طبيعةِ الحدثِ ولا تُناسِبُه ، وهذا خلافُ الحكمة ، فالحِكْمَةُ هيَ : وضعُ كُلِّ شيْءٍ في موضِعِهِ الصحيح .

5-الفشلُ والضّياع :
فالفوضويُّ واقفٌ في مَكانِهِ أو يتحرّكُ حركةً بطيئةً لا تُسمِنُ ولا تُغني من جوع ، وبالتّالي لا يُمكِنُ أن يُحَقّقَ نجاحًا أو يَحدُثَ لَهُ تطوّرٌ ورُقِي ، فالعملُ المنظَّمُ يتطوَّرُ ويرتقي ، والعملُ الفوضويُّ يُخفِقُ ويتدهور .









توقيع خادم المسلمين
نحن -المسلمين-
بفضل الله تعالى بنينا مجدَ الأكارم
وبكتابه الكريم أضأنا وجهَ العوالم
وبسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم أقَمنا عهدَ الحواسم
وكلّ من تُسوّلُ له نفسُه التطاولَ سُقناه سوقَ السوائم
وليصبر -إنِ استطاع- على
حَزّ الغلاصِم وقطع الحلاقِم ونكز الأراقِم ونهش الضراغِم والبلاء المتراكم المتلاطم ومتون الطوارِم


رد باقتباس