[موحد لله]

عمر رضي الله عنه و شبهة التراويح وامضاء الطلاق بلفظ واحد

بسم الله الرحمن الرحيم


اول من جمع الناس على صلاة التراويح هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكتب بذلك الى البلدان ،
وسبب ذلك : ان الفاروق خرج في ليلة من ليالي رمضان الى المسجد فاذا الناس اوزاع "1" متفرقون يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل بصلاته الرهط ، فقال عمر : اني أرى لو جمعت هؤلاء الرهط على قاريء واحد لكان امثل ، ثم عزم فجمعهم على ابي بن كعب ، قال الراوي : عبد الرحمن بن عبد القاري : ثم خرجت معه ليلة اخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم ، قال عمر : نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها افضل من التي يقومون - يريد آخر اليل - وكان الناس يقومون اوله "2" .

ولا يتوهم متوهم ان التراويح من وضع عمر ، ولا انه اول من وضعها ، بل كانت موضوعة من زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن عمر رضي الله عنه اول من جمع الناس على قاريء واحد فيها ، فانهم كانوا يصلون لانفسهم فجمعهم على قاريء واحد "3" ،


واما دليل اصلها من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان عليه الصلاة والسلام يحث الناس على قيام شهر رمضان فقد قال :(من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) "4" ،
وعن عروة ابن الزبير ان عائشة رضي الله عنها اخبرته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل ، فصلى في المسجد ، وصلى رجال بصلاته ، فاصبح الناس يتحدثون ، فاجتمع اكثر منهم ، فصلوا معه ، فاصبح الناس فتحدثوا فكثر اهل المسجد من الليلة الثالثة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى الناس بصلاته ، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن اهله حتى خرج لصلاة الصبح ، فلما قضى الفجر اقبل على الناس فتشهد ثم قال :( اما بعد فانه لم يخف علي مكانكم ، ولكني خشيت ان تفرض عليكم فتعجزوا عنها ) فتوفي رسول الله صلى الله عيه وسلم والامر على ذلك " 5"


واما قول عمر بن الخطاب : نعم البدعة هذه ، فانما سماها بدعة لانها بدعة في اللغة ، اذ كل امر فعل على غير مثال متقدم يسمى في اللغة بدعة "6"
وما فعله الفاروق من جمع الناس على امام في صلاة التراويح وتعميم ذلك في الولايات يدل على ولعه بالنظام .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

1-اوزاع : جماعات ، لا واحد من لفظه .
2-البخاري رقم 2010
3-محض الصواب (1/349)
4-البخاري رقم 2009
5-البخاري 2012
6-الفتاوى (31/23)

للمزيد من مواضيعي