اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :18  (رابط المشاركة)
قديم 26.11.2010, 16:32

تنوير

عضو

______________

تنوير غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 09.11.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإلحاد
المشاركات: 11  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
29.11.2010 (22:35)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي


أنا لا أركب رأسي و هذا سبب ما أنا عليه الآن، و أتعجب من حصيلة الكتب الهائلة التي تأتون بها ناقدة للتطور بينما لا يبدو لي أن أحدكم قرأ كتاباً واحداً ينقد هذه الكتب. هذا طبعاً بالإضافة إلى السحلية التي ذكرتها كمثال و يحاول واحد تفسير ظهور المصران الأعور كما تنمو العضلات و يحاول الباقي عدم رؤية المثال من الأساس. على كل حال لست هنا لمناقشة التطور، فبه أو بدونه لا يختلف الأمر كثيراً.
عندما قلت في بداية الحوار أن الكون لا يعرف إلا من خلال العلوم الطبيعية، كان هذا لأني توقعت ذهابكم إلى ما تقولون الآن. عندما أقول أن كل النظريات خاضعة للشك مهما زادت قوتها، فهذه حقيقة مؤسفة فعلاً لأننا قد لا نقع على معرفة حق أبداً، و لكن للأسف فلا يوجد بديل للمعرفة غير العلم. فأنا هنا لا أضع الدين مقابل العلم، فيجوز لكم عندها القول بأن الدين معرفة يقينية فهو لذلك أفضل، لأن الدين ليس معرفة أصلاً و إنما اعتقاد بالمعرفة، فإن أوهمتم أنفسكم بأنكم قد وقعتم على حق يقين فهذا ليس إلا تحايل لتحقيق الراحة التي تأتي من اليقين. فمعظم الاعتقادات الدينية تتناول قضايا معرفية تخص الكون، و هي لذلك تخضع للمنهج العلمي كما تخضع أي قضية علمية أخرى، و وجود الله عندها ليس إلا نظرية كأي نظرية علمية أخرى. و سوء فهم شائع أنني أراهن على العلم الذي قد لا يأتي بحلول بعض المشاكل أبداً، ففعلاً قد لا يأتي العلم بحلول بعض المشاكل أبداً، و لكن لا يعني هذا أن غير العلم سيأتي بتلك الحلول، لأنه لا يوجد أصلاً غير العلم لمعرفة العالم. فالقضية ليست أنني أعتنق شيئاً غير مؤكد و تعتنقون أنتم شيئاً مؤكداً، القضية هي أنه لا شيء مؤكد بينما يخيل لكم أنكم تعتنقون شيئاً مؤكداً.

و قضية الإرادة مرة أخرى:
- هل يفعل الإنسان أي فعل بسبب أم من دون سبب؟
- لو كان يفعل فعلاً من دون سبب لما استحق أحد ثواباً أو عقاباً لأنه لا فرق بين فعلين كليهما من غير سبب، فهما عندها فعلين عشوائيين تماماً. مثلاً أن أسرق بدون سبب يماثل تماماً ألا أسرق بدون سبب، فحتى في العقيدة الإسلامية يجب ألا يسرق الإنسان مخافة لله مثلاً أو رغبة في ثوابه، فهذه أسباب للفعل لا معنى له بدونها. فلو تصدق الإنسان مثلاً لكن بلا سبب، لا يريد ثواب الله و لا يخاف عقابه و لا شفقة على الفقراء و لا تباهياً أمام الناس و لا غير ذلك من الأسباب، فهذا فعل عشوائي لا معنى له و لا يستحق الجزاء.
- أما لو كان لسبب فهل هذا السبب: فعل، أم صدفة، أم طبيعة في الفاعل؟
- إن كان فعلاً (مثلاً لأن الإنسان يحب كذا، يرغب في كذا، يريد كذا) عد لأول سؤال.
- إن كان صدفة أو طبيعة فما استحق عندها أحد ثواباً أو عقاباً أيضاً، حيث لا يد للفاعل فيما فعل.





رد باقتباس