
10.11.2010, 12:56
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
19.08.2010 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
200 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
25.07.2013
(18:56) |
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
|
|
|
|
|
(8) ابن حزم الأندلسي
وقد نصّ الحافظ ابن حزم الأندلسي، المتوفى سنة 475 هـ، على بطلان هذا الحديث وعدم جواز الاحتجاج به... فإنه قال في رأي الشيخين ما نصّه: «أمّا الرواية: اقتدوا باللذين من بعدي. فحديث لا يصح. لأنّه مروي عن مولى لربعيّ مجهول، وعن المفضّل الضبّي وليس بحجّة.
كما حدّثنا أحمد بن محمد بن الجسور، نا محمد بن كثير الملاّئي، نا المفضل الضبّي، عن ضرار بن مرة، عن عبد الله بن أبي الهذيل العنزي، عن جدته، عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلّم، قال: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمّار، وتمسكوا بعهد ابن اُم عبد.
وكما حّدثناه أحمد بن قاسم، قال: نا أبي قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ، قال: حدّثني قاسم بن أصبغ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا محمد بن
كثير، أنا سفيان الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي، عن ربعي، عن حذيفة....
وأخذناه أيضاً عن بعض أصحابنا، عن القاضي أبي الوليد ابن الفرضي، عن ابن الدخيل، عن العقيلي، نا محمد بن إسماعيل، نا محمد بن فضيل، نا وكيع، نا سالم المرادي، عن عمرو بن هرم، عن ربعي بن حراش وأبي عبدالله ـ رجل من أصحاب حذيفة ـ عن حذيفة.
قال أبو محمد: سالم ضعيف. وقد سمى بعضهم المولى فقال: هلال مولى ربعيّ، وهو مجهول لا يعرف من هو أصلاً. ولو صحّ لكان عليهم لا لهم، لأنهم ـ نعني أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي ـ أترك الناس لأبي بكر وعمر. وقد بيّنا أن أصحاب مالك خالفوا أبا بكر مّما رووا في الموطّأ خاصة في خمسة مواضع، وخالفوا عمر في نحو ثلاثين قضية مّما رووا في الموطّأ خاصة. وقد ذكرنا أيضاً أن عمر وأبا بكر اختلفا، وأن اتّباعهم فيما اختلفا فيه متعذّر ممتنع لا يعذر عليه أحد». وقال في الفصل:
«قال أبو محمد: ولو أننا نستجيز التدليس والأمر الذي لو ظفر به خصومنا طاروا به فرحاً أو أبلسوا أسفاً ـ لاحتججنا بما روي: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.
قال أبو محمد: ولكنه لم يصحّ، ويعيدنا الله من الاحتجاج بما لا يصحّ).
ترجمته: وأبو محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي، حافظ، فقيه، ثقة، له تراجم حسنة في كتبهم، وإن كانوا ينتقدون عليه صراحته وشدته في عباراته....
قال الحافظ ابن حجر: «الفقيه الحافظ الظاهري، صاحب التصانيف، كان واسع الحفظ جداً، إلاّ أنه لثقة حافظته كان يهجم، كالقول في التعديل والتجريح
وتبيين أسماء الرواة، فيقع له من ذلك أوهام شنيعة.
قال صاعد بن أحمد الربعي: كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس كلهم لعلوم الإسلام وأشبعهم معرفة، وله مع ذلك توسّع في علم البيان، وحظ من البلاغة، ومعرفة بالسير والأنساب.
قال الحميدي: كان حافظاً للحديث، مستنبطاً للأحكام من الكتاب والسنة، متفننا في علوم جمة، عاملاً بعلمه، ما رأينا مثله فيما اجتمع له من الذكاء وسرعة الحفظ والتدّين وكرم النفس، وكان له في الأثر باع واسع.
قال مؤرخ الأندلس أبو مروان ابن حبّان: كان ابن حزم حامل فنون من حديث وفقه ونسب وأدب، مع المشاركة في أنواع التعاليم القديمة، وكان لا يخلو في فنونه من غلط، لجرأته في السؤال على كل فن»(75).
وراجع: وفيات الأعيان 3|13، نفح الطيب 1|364، العبر في خبر من غبر 3|239.
(9) برهان الدين العبري الفرغاني
وقد نصّ العلاّمة عبيد الله بن محمد العبري الفرغاني الحنفي -المتوفى سنة 743 هـ- على أنه حديث موضوع لا يجوز الاستدلال به والاستناد إليه، وهذا نص كلامه: «وقيل: إجماع الشيخين حجّة لقوله صلى الله عليه [وآله] وسلّم: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. فالرسول أمرنا بالاقتداء بهما، والأمر للوجوب وحينئذ يكون مخالفتهما حراماً. ولا نعني بحجّيّة إجماعهما سوى ذلك.
الجواب: إن الحديث موضوع لما بينا في شرح الطوالع».
ترجمته: والعبري من كبار أئمة القوم في علم الكلام والمعقول، وشرحه على «المنهاج» وعلى «الطوالع» للقاضي البيضاوي من أشهر كتبهم في الكلام والأصول.... وقد ترجموا له وأثنوا عليه واعترفوا بفضله.
قال الحافظ ابن حجر: «كان عارفاً بالأصلين، وشرح مصنفات ناصر الدين البيضاوي... ذكره الذهبي في المشتبه ـ في العبري ـ فقال: عالم كبير في وقتنا وتصانيفه سائرة. ومات في شهر رجب سنة 743. قلت: رأيت بخطّ بعض فضلاء العجم أنه مات في غرّة ذي الحجة منها وهو أثبت، ووصفه فقال: هو الشريف المرتضى قاضي القضاة، كان مطاعاً عند السلاطين، مشهوراً في الآفاق، مشاراً إليه في جميع الفنون، ملاذ الضعفاء، كثير التواضع والإنصاف».
وقال الأسنوي: «كان أحد الأعلام في علم الكلام والمعقولات، ذا حظّ وافر من باقي العلوم، وله التصانيف المشهورة».
وقال اليافعي: «الإمام العلاّمة، قاضي القضاة، عبيد الله بن محمد العبري الفرغاني الحنفي، البارع العلاّمة المناظر، يضرب بذكائه ومناظرته المثل، كان إماماً بارعاً، متفنناً، تخرج به الأصحاب، يعرف المذهبين الحنفي والشافعي. وأقرأهما وصنف فيهما. وأمّا الأصول والمعقول فتفرّد فيها بالإمامة، وله تصانيف... وكان أستاذ الأستاذين في وقته».
(10) شمس الدين الذهبي
وأبطل الحافظ الكبير الذهبي -المتوفى سنة 748 هـ- هذا الحديث مرّة بعد أخرى، واستشهد بكلمات جهابذة فنّ الحديث والرجال... وإليك ذلك:
قال: «أحمد بن صليح، عن ذي النون المصري، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر بحديث: اقتدوا باللذين من بعدي.
وهذا غلط، وأحمد لا يعتمد عليه».
وقال: «أحمد بن محمد بن غالب الباهلي غلام خليل، عن إسماعيل بن أبي اُويس وشيبان وقرّة بن حبيب. وعنه: ابن كامل وابن السماك وطائفة.
وكان من كبار الزهاد ببغداد. قال ابن عديّ: سمعت أبا عبدالله النهاوندي يقول: قلت لغلام خليل: ما هذه الرقائق التي تحدّث بها؟ قال: وضعناها لنرفّق بها قلوب العامة.
وقال أبو داود: أخشى أن يكون دجّال بغداد.
وقال الدارقطني: متروك
ومن مصائبه: قال: حدّثنا محمد بن عبد الله العمري، حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.
فهذا ملصق بمالك. وقال أبو بكر النقاش «وهو واهٍ....».
وقال: «محمد بن عبدالله بن عمر بن القاسم بن عبدالله بن عبيدالله بن عاصم ابن عمر بن الخطاب العدوي، العمري.
ذكره العقيلي وقال: لأ يصح حديثه، ولا يعرف بنقل الحديث، حدّثنا أحمد بن
الخليل، حدّثنا إبراهيم بن محمد الحلبي، حدّتني محمد بن عبدالله بن عمر بن القاسم، أنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: اقتدوا باللذين من بعدي.
فهذا لا أصل له من حديث مالك، بل هو معروف من حديث حذيفة بن اليمان.
وقال الدارقطني: العمري هذا يحدّت عن مالك بأباطيل.
وقال ابن منده: له مناكير».
وقال: «عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود مرفوعاً: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمّار، وتمسّكوا بعهد ابن مسعود.
قلت: سنده واهٍ جداً».
ترجمته: والذهبي أعرف من أن يعرف، فهو إمام المتأخرين في التواريخ والسير، والحجّة عندهم في الجرح والتعديل.... وإليك بعض مصادر ترجمته: الدرر الكامنة 3|336، الوافي بالوفيات 2|163، طبقات الشافعية 5|216، فوات الوفيات 2|370، البدر الطالع 2|110، شذرات الذهب 6|153، النجوم الزاهرة 10|183، طبقات القرّاء 2|71.
(11) نور الدّين الهيثمي
ونص الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ـ المتوفى سنة 807 هـ ـ على سقوط الحديث عن أبي الدرداء حيث قال: «وعن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلّم: إقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. فإنهما حبل الله الممدود، ومن تمسّك بهما ففد تمسّك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.
رواه الطبراني. وفيه «من لم أعرفهم».
وكذا عن ابن مسعود. وقد تقدّمت عبارته.
ترجمته: والحافظ الهيثمي من أكابر حفاظ القوم وأئمتهم.
قال الحافظ السخاوي بعد وصفه بالحفظ: «وكان عجباً في الدين والتقوى والزهد والإقبال على العلم والعبادة والأوراد وخدمة الشيخ...
قال شيخنا في معجمه: كان خيراً ساكناً ليّنا سليم الفطرة، شديد ألإنكار للمنكر، كثير الاحتمال لشيخنا ولأولاده، محباً في الحديث وأهله....
وقال البرهان الحلبي: إنه كان من محاسن القاهرة.
وقال التقي الفاسي: كان كثير الحفظ للمتون والآثار، صالحاً خيراً.
وقال الأفقهسي: كان إماماً عالماً حافظاً زاهداً...
والثناء على دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جداً»(85).
وراجع أيضاً: حسن المحاضرة 1|362، طبقات الحفّاظ: 541، البدر الطالع 1|44.
(12) ابن حجر العسقلاني
واقتفى الحافظ ابن حجر العسقلاني -المتوفى سنة 852 هـ- أثر الحافظ
الذهبي، فأبطل الحديث في غير موضع. فقال بترجمة أحمد بن صليح:
«أحمد بن صليح، عن ذي النون المصري، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما بحديث: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. وهذا غلط. وأحمد لا يعتمد عليه».
وقال بترجمة غلام خليل بعد كلام الذهبي: «وقال الحاكم: سمعت الشيخ أبا بكر ابن إسحاق يقول: أحمد بن محمد بن غالب مّمن لا أشك في كذبه.
وقال أبو أحمد الحاكم: أحاديثه كثيرة لا تحصى كثرة، وهو بين الأمر في الضعف.
وقال أبو داود: قد عرض عليّ من حديثه فنظرت في أربعمائة حديث أسانيدها ومتونها كذب كلّها. وروى عن جماعة من الثقات أحاديث موضوعة على ما ذكره لنا القاضي أحمد بن كامل، مع زهده وورعه. ونعوذ بالله من ورع يقيم صاحبه ذلك المقام».
وأضاف إلى كلام الذهبي بترجمة محمد العمري: «وقال العقيلي بعد تخريجه: هذا حديث منكر لا أصل له. وأخرجه الدارقطني من رواية أحمد الخليلي البصري بسنده وساق بسند كذلك ثم قال: لا يثبت، والعمري هذا ضعيف».
ترجمته: وابن حجر العسقلاني حافظهم على الإطلاق، وشيخ الإسلام عندهم في جميع الآفاق، إليه المرجع في التاريخ والحديث والرجال، وعلى كتبه المعوّل في جميع العلوم.... قال الحافظ السيوطي: «الإمام الحافظ في زمانه، قاضي القضاة، انتهت إليه الرحلة والرياسة في الحديث في الدنيا بأسرها، لم يكن في عصره حافظ سواه. وألف كتباً كثيرة كشرح البخاري، وتغليق التعليق، وتهذيب التهذيب، وتقريب التهذيب، ولسان الميزان، والإصابة في الصحابة، ونكت ابن الصلاح، ورجال الأربعة وشرحها، والألقاب....».
وهكذا وُصف في كل كتاب توجد فيه ترجمة له....فراجع: البدر الطالع 1|87، الضوء اللامع 2|36، شذرات الذهب 8|270، ذيل رفع الإصر: 89، ذيل تذكرة الحفّاظ: 380.
(13) شيخ الإسلام الهروي
وقال الشيخ أحمد بن يحيى الهروي الشافعي -المتوفى سنة 916 هـ- ما نصّه: «من موضوعات أحمد الجرجاني: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. الإيمان يزيد وينقص. ليس الخبر كالمعاينة. الباذنجان شفاء من كل داء. دانق من حرام أفضل عند الله من سبعين حجة مبرورة. موضوع. اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. باطل.
إن الله يتجلّى للخلائق يوم القيامة ويتجلى لأبي بكر خاصّة. باطل».
ترجمته: وهذا الشيخ من فقهاء الشافعية، وكان شيخ الإسلام بمدينة هراة، وهو حفيد السعد التفتازاني.
قال الزركلي: «أحمد بن يحيى بن محمد بن سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني الهروي، شيخ الإسلام، من فقهاء الشافعية، يكنى سيف الدين ويعرف بـ «حفيد السعد» التفتازاني. كان قاضي هراة مدة ثلاثين عاماً، ولمّا دخل الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي كان الحفيد مّمن جلسوا لاستقباله في دار الإمارة، ولكن الوشاة اتهموه عند الشاه بالتعصّب، فامر بقتله مع جماعة من علماء هراة، ولم يعرف له ذنب، ونعت بالشهيد. له كتب منها: مجموعة سمّيت: الدّر النضيد من مجموعة الحفيد ط. في العلوم الشرعية والعربيّة...».
(14) عبد الرؤوف المناوي
وطعن العلاّمة عبدالرؤوف بن تاج العارفين المناوي المصري -المتوفى سنة 1029 هـ- في سند الحديث عن حذيفة، وتعقبه عن ابن مسعود بكلمة الذهبي. وهذا نصّ عبارته: «(اقتدوا باللذين) بفتح الذال.أي الخليفتين اللذين يقومان (من بعدي: أبو بكر وعمر) أمره بمطاوعتهما يتضمن الثناء عليهما، ليكونا أهلاً لأن يطاعا فيما يأمران به وينهيان عنه، المؤذن بحسن سيرتهما وصدق سريرتهما، وإيماء لكونهما الخليفتين بعده. وسبب الحث على الاقتداء بالسابقين الأولين ما فطروا عليه من الأخلاق المرضية والطبيعة القابلة للخيور السنية، فكأنهم كانوا قبل الإسلام كأرض طيّبة في نفسها، لكنها معطّلة عن الحرث بنحو عوسج وشجر عضاة. فلما اُزيل ذلك منها بظهور دولة الهدى أنبتت نباتاً حسناً، فلذلك كانوا افضل الناس بعد الأنبياء، وصار أفضل الخلق بعدهم من اتبعهم بإحسان إلى يوم الصراط والميزان.
فإن قلت: حيث أمر باتباعهما فكيف تخلف علي رضي الله عنه عن البيعة؟
قلت: كان لعذر ثم بايع. وقد ثبت عنه الانقياد لأوامرهما ونواهيهما وإقامة الجمع والأعياد معهما والثناء عليهما حيّين وميّتين.
فإن قلت: هذا الحديث يعارض ما عليه أهل الاصول من أنه لم ينصّ على خلافة أحد.
قلت: مرادهم لم ينصّ نصاً صريحاً. وهذا كما يحتمل الخلافة يحتمل الاقتداء بهم في الرأي والمشورة والصلاة وغير ذلك.
(حم ت) في المناقب وحسنه من حديث عبدالملك بن عمير عن ربعي (عن حذيفة) بن اليمان.
قال ابن حجر: اختلف فيه على عبد الملك. وأعلّه أبو حاتم. وقال البزار كابن حزم: لا يصح. لأن عبدالملك لم يسمعه من ربعي، وربعي لم يسمعه من حذيفة. لكن له شاهد. وقد أحسن المصنف حيث عقبه بذكر شاهده فقال: (اقتدوا باللذين) بفتح الذال (من بعدي من أصحاب أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمّار) بن ياسر، أي سيروا بسيرته واسترشدوا بإرشاده فإنه ما عرض عليه أمران إلأ اختار أرشدهما، كما يأتي في حديث (وتمسكوا بعهد ابن مسعود) عبد الله، أي ما يوصيكم به.
قال التوربشتي: أشبه الأشياء بما يراد من عهده أمر الخلافة، فإنه أول من شهد بصحتها وأشارإلى استقامتها قائلاً: ألا نرضى لدنيانا من رضيه لديننا بيننا، كما يومىء إليه المناسبة بين مطلع الخبر وتمامه.
(ت) وحسنه (عن ابن مسعود. الروياني عن حذيفة) قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم إذ قال: لا أدري ما قدر بقائي فيكم، ثم ذكره. (عد عن أنس).
ورواه الحاكم عن ابن مسعود باللفظ المذكور قال الذهبي: وسنده واهٍ».
قال المناوي والمناويّ علاّمة محقق كبير، وكتابه «فيض القدير» من الكتب المفيدة وقد ترجم له وأثنى عليه العلاّمة المحبّي ووصفه بـ «الإمام الكبير الحجّة» وهذه عبارته: «عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين، الملقب بزين الدين، الحدادي ثم المناوي، القاهري، الشافعي.
الإمام الكبير الحجّة، الثبت القدوة، صاحب التصانيف السائرة، وأجل أهل عصره من غير ارتياب.
وكان إماماً فاضلاً، زاهداً، عابداً، قانتاً لله خاشعاً له، كثير النفع، وكان متقرّباً بحسن العمل، مثابراً على التسبيح والأذكار صابراً صادقاً، وكان يقتصر يومه وليلته على أكلة واحدة من الطعام.
وقد جمع من العلوم والمعارف -على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها- ما لم يجتمع في أحد مّمن عاصره.....».
(15) ابن درويش الحوت
وقال العلاّمة ابن درويش الحوت -المتوفى سنة 1097 هـ-:«خبر (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر).
رواه أحمد والترمذي وحسنه. وأعلّه أبو حاتم، وقال البزار كابن حزم: لا يصحّ. وفي رواية للترمذي وحسنّها: واهتدوا بهدي عمّار، وتمسكوا بعهد ابن مسعود. وقال الهيثمي: سندها واهٍ».
قال المنّاوي في شرح هذا الحديث في فيض القدير في شرح الجامع الصغير[1]: أعلّه أبو حاتم [أي قال: هذا الحديث عليل] وقال البزّار كابن حزم لا يصح[2].
فهؤلاء ثلاثة من أئمّتهم يردّون هذا الحديث: أبو حاتم، أبو بكر البزّار، وابن حزم الأندلسي.
[1]وقد ذكرت لكم من قبل إنّنا في فهم الأحاديث والدقّة في أسانيدها لابدّ وأن نرجع إلى ما قيل في شرحها والكتب المؤلّفة في شروح الأحاديث، من قبيل المرقاة وفيض القدير وشروح الشفاء للقاضي عياض، وأمثال ذلك.
[2]فيض القدير شرح الجامع الصغير 2/56.
يتبع إن شاء الله تعالى:............
|