اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 21.10.2010, 14:01
صور طائر السنونو الرمزية

طائر السنونو

مشرف عام

______________

طائر السنونو غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.03.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.843  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
16.07.2024 (06:07)
تم شكره 64 مرة في 49 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
وهو المسْتعان وعليهِ التْكلان ؛ نَسألهُ أن يتقبلنا برِِضًا ورِضوانْ ؛ وروحٍ وريحانْ ؛ وأن يحشرُنا إليهِ غَيرَ مفْتونينْ ولا ضالينْ ..
آمين
آمين
وَ صَلاةً وسَلامًا على عالي الذِكرْ طَيبْ الشْأن وآلهِ وصحبهِ ومن تلا بإحسانٍ وبعدْ ..

نظرًا لكثرة الردودْ

فالشرح هو

الحديث الشريف يُعلمنا الحياة ..

ويُطلعْنا على صورةٍ للأدب النبوي ..

والمُزاحْ الشريف للرسول الكريم ..

والمعاتبة الرقيقة منهُ لصحابي قد أذنب ذنبًا ..

والتوجيه الخفي الرقيق قوي التأثير في إصلاح النفوس ..

ففيه يقول الصحابي الجليل خوات بن جبير



اقتباس
خوات بن جبير قال : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مر الظهران
قال : فخرجت من خبائي فإذا أنا بنسوة يتحدثن فأعجبنني فرجعت فاستخرجت عيبتي فاستخرجت منها حلة فلبستها وجئت فجلست معهن

ومر الظهران هو إسم المكان الذي نزلوه وأقاموا به

ولما خرج من الخباء { الخيمة خاصته}

سمع صوت النسوة { بعض من النساء الاتي جلسن أمام خيمتهُ يتحدثن }
فإفتتن بهُن وخرج وجالسهُنَ في صورةٍ من صور الإختلاط المُحرم بين الجنسين ..



اقتباس
وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من قبته فقال : أبا عبد الله ما يجلسك معهن ؟




فأبصرهُ الرسول الكريم حال خروجه من خيمته ..



وأبصرهُ على ما فيهِ من حالٍ وذنب



ونجدهُ مع هذا يلين القولَ له فلم يوبخهُ ولم يُسْمِعهُ ما لا يُحب من سيء الكلم والتوبيخ



بل كناه { فلم يقلل منه }

ولكن كان السؤال بالمعروف





أبا عبد الله ما يجلسك معهن ؟



اقتباس
فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم هبته واختلطت



اقتباس


قلت :يا رسول الله جمل لي شرد فأنا أبتغي له قيدا


والصحابي الجليل لما طالع رؤية الرسول له وهو من هو

إضّطرب و ذُعِر ..
من خشية الرسول وإحترامه ُ وهيبتهُ في قلبه ..





فلم يدرِ ماذا يقول غيرَ إختلاقِ عُذرٍ



يا رسول الله جمل لي شرد فأنا أبتغي له قيدا



وهُنا هو يعلم أنه الرسول المُؤيد بوحي رب العالمين ويعلم أن الرسول يعلم صِدقهُ بعِلمْ الله وتأييده ..



فما كان من الرسول إلا أن سار و كأنه لم يرى شيئًا


اقتباس

فمضى واتبعته فألقى إلي رداءه ودخل الأراك

كأني أنظر إلى بياض متنه في خضرة الأراك
فقضى حاجته وتوضأ فأقبل والماء يسيل من لحيته على صدره أو قال يقطر من لحيته على صدره فقال : أبا عبد الله ما فعل شراد جملك ؟
ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد ذلك الجمل ؟




فسار الصحابي وراء الرسول يتبعهُ



حتى أعطاه الرسول الرداء خاصته { بلا تعنيفٍ ولا توبيخٍ ولا زجرٍ ولا نهي }



حتى توضأ وخرجَ له

فقال له : أبا عبد الله ما فعل شراد جملك ؟





أي ماذا فعل جملك الشارد



وظل الرسول يقولها له كلما لحقهُ في الطريق



إلا قال السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد ذلك الجمل ؟



و في رقةِ النبي وطيب كلامهِ عبرة فهو يمازحه للتذكير بلا تعنيفٍ له ولا فضحٍ له أمام الصحابة المباركين ..


اقتباس

فلما رأيت ذلك تعجلت إلى المدينة واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي صلى الله عليه و سلم




فلما طال ذلك

تحينت ساعة خلوة المسجد فأتيت المسجد فقمت أصلي
وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من بعض حجره فجأة فصلى ركعتين خفيفتين وطولت رجاء أن يذهب ويدعني



فزاد خجل الصحابي من الرسول الكريم

حتى تعجل وأسرع بالذهاب والعودة للمدينة المنورة ..
وأجِتنبَ لقاء النبي من خجلهُ منه
فلما طال الأمر
تحين ساعةً يخلو بها المسجد من المصلين فذهبَ ليصلي
وجاء الرسول عندها فأطال الصحابي الصلاة حتى يمل الرسول ويترُكَهُ




اقتباس

فقال : طول أبا عبد الله ما شئت أن تطول فلست قائما حتى تنصرف




فقلت في نفسي : والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولأبرئن صدره




فقلت : والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلم




فقال : رحمك الله ثلاثا


فقال الرسول الكريم



طول أبا عبد الله ما شئت أن تطول فلست قائما حتى تنصرف



أي تمهل ما شئت وخذ ما تراه مُناسبًا لكَ من وقت فأني مُنتظرك ولن أغادر حتى تنصرف

{ في نوع من المُزاح الطيب والتنبيه الرقيق للصحابي }





وهُنا تفَكرَ الصحابي



فقلت في نفسي : والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولأبرئن صدره



أي أقسم ليخبر الرسول بالحق موضحًا مُقرًا بما فعل من خطأ ..




فقلت : والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلم






ويقصد الصحابي أني ما أذنبت مثل الذنب { أي مثل ما فعل } مُنذُ أسلمت



فلم يزد الرسول الكريم عن الدُعاءَ لهُ

قائلاً
فقال : رحمك الله ثلاثا





أي الدعاء لهُ بالرحمة ثلاثًا ولم يحدثه الرسول بعدها في الأمر ..



وهُنا نرى أن الرسول سَتر الصحابي ولم يفضحه ..

ولم يُغلظ لهُ في القول ..
ولم يُقاطعهُ في المعاملة ..
أو يجتنب مُجالستهُ ..
أو غيرها مما يفعلهُ الناس من أنواع الزجر والعقوبة في مثل هذه الأمور





فصلاةً وسلامًا على صاحب الخُلق الندي الطاهر الجلي

رباهُ ربهُ فُسُبحانَ مَنْ رَباهُ





سُبْحَنْ رَبُكَ رَبُ الْعِزَةِ عَما يَصِفونْ وَ سَلَامٌ عَلى الْمُرْسَلِينْ

وأخِرُ دَعْوانا أنْ الْحَمْدُ للهِ رَبْ الْعَالَمِينْ







توقيع طائر السنونو
أستغفِرُ اللهَ ما أسْتَغْفَرهُ الْمُستَغفِرونْ ؛ وأثْنى عليهِ المَادِحُونْ ؛ وعَبَدَهُ الْعَابِدُون ؛ ونَزَهَهُ الْمُوَحِدونْ ؛ ورجاهُ الْسَاجِدون ..
أسْتَغْفِرَهُ مابقي ؛ وما رضي رِضًا بِرِضاهْ ؛ وما يَلِيقُ بِعُلاه ..
سُبحانهُ الله ..

صدقوني و إن تغيبت أني أحبكم في الله
أحبكم الله



آخر تعديل بواسطة طائر السنونو بتاريخ 21.10.2010 الساعة 14:37 .
رد باقتباس