الركن الثالث: إيتاء الزكاة .
قال الله تعالى: ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) .
والزكاة: هي مقدار من المال يخرجه الغني منماله الذي زاد عن حاجته ومر عليه وهو عنده عام ..
وقد فرض الله سبحانه وتعالى الزكاة على المسلمين حتى يكفل الغني منهم الفقير , فهذه الأموال تؤخذ من أغنياء المسلمين وتُعطى لفقرائهم .
وبذلك يسود الود و المحبة و التكافل و التعاون بين المسلمين فلا ينسى الغني الفقير ولا يحسد الفقير الغني على ماله .
وكل هذا يقوي الصلة بين المسلمين ويجعلهم كالجسد الواحد .
وكذلك ففي إخراج الزكاة تطهيرٌ لمال الغني وزرعٌ للبركة والنماء فيه ولا يجوز للمسلم أن يمتنع عن إخراج الزكاة , لأنها واجبة على كل مسلم , فإذا امتنع عن إخراجها طمعاً فيها كان بذلك قد أخل بهذا الركن .
وقد امتنع بعض الناس عن إخراجالزكاة بعد موت الرسول (صلى الله عليه وسلم) , فقاتلهم خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وقاتلهم معه الصحابة - رضوان الله عليهم -
.. وهذا كله يدلنا على أهمية أداء الزكاة
شروط وجوب الزكاة
وتجبالزكاةعلى المال إذا تحققت الشروط التالية:
أن يكون المال قد بلغ النصاب .
والنصاب هو: المقدار الذي إذا بلغه المال وَجَبَت فيه الزكاة .
ومقداره: ما يساوي (84.72) جرام من الذهب , أو (595) جرام من الفضة .
أن يكون هذا المال فائضاً عن حاجة الإنسان الضرورية .
فإذا كان محتاجاً لهذا المال في أموره الأساسية كالطعام أو الشراب أو الكسوة أو أداء الدين أو للزواج , فلا يجب عليه فيه آنذاكالزكاة .
أن يحول عليه حول هجري أي يمر على ماله بعد أن بلغ النصاب
عام هجري لم ينقص فيه المال عن النصاب المقَدَّر
أن يكون المال مما اكتسبه الإنسان من الحلال
فإذا تحققت الشروط السابقة كان واجباً على الإنسان أن يخرج زكاته ومقدارها ربع العشر من ماله .
جزاء مانع الزكاة
هذا وأعلم أن لمانع الزكاة في الآخرة عذاب شديد وعقاب أليم
قال تعالى: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُون ) التوبة:35,34
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتَطَؤُهُ بأظلافِهَا - أي حوافرها - كلما نفدت أخراها - أي إذا انتهت آخرها - عادت عليه أولاها حتى يُقْضَى بين الناس "
فلا يجوز لأحد وجبت عليه الزكاة أن يمنعها , وإلا كان له عقاب شديد في الآخرة ..
.. يُتبع بعون الله بالركن الرابع من أركان الإسلام
آخر تعديل بواسطة أمــة الله بتاريخ
27.06.2009 الساعة 01:50 .