نعم لا شك أن طرح التفاصيل أمام عوام الناس وخاصة جهلة النصارى في العقائد بل وبعض الفقه فما بالك بالعقائد لأن هذا يحتاج إلى تدرج في التعلم في دروس مخصصة للعقيدة الإسلامية الصحيحة بفهم سلف الأمة وأيضا هذا الأفضل طرحه كما ذكرتم بين طلاب العلم لأن الحكمة عدم ذكر ما قد يقتتن العوام بسماعه كما ورد عن بعض الصحابة قوله:(لا تدحثوا الناس بما لا يعقلون أتريدون أن يُكَذَّبَ الله ورسوله)
قولك: و لذلك فإن العوام عند ذكر ألفاظ "الجهة و المكان" يتجه عقلهم مباشرة إلى التحيز فى المكان المخلوق
و معهم الحق فى ذلك لأن هذا هو أصل المعنى اللغوى الحقيقى للفظ و أى معنى آخر هو معنى مجازى محدث
فأقول: ليس بصيحيح فلا مجاز البتة في تفسير المكان بالمعنى العدمي اذا اضيف لله عز وجل بدليل القرآن وسالنة وفهم السلف فكل عربي يعلم أن ما أضيف لله ليس كالذي اضيف لمخلوقاته فحين نقول مكان وجهة الله فهذا بداهة عند العرب ليس كمكان وجهة المخلوق.
ولكن هذا لا ينفي ذلك وجود بعض الإشتراك في المعنى الذي يحوي كمالا لا نقص فيه
فالمكان دلالة على وجود الله فوق العرش وكذا المخلوق مكانه دلالة على وجوده في حيز يحده من كل جهة لكن مكان الله كان له معنى الكمال المطلق لأنه لا يحده لأنه مكان عدمي غير مخلوق ولا وجودي بينما مكان المخلوق يحده ووجودي ومخلوق
وكذا الجهة يُقال فيها ما قيل في المكان ويُزَادُ على ذاك أن الجهة إذا أضيفت إلى الله تشير إلى العلو فوق الخلق بالإشارة الحسية كما قال السلف والعلماء مستدلين بأحاديث اشارته صلى الله عليه وسلم في بعض خطبه بسببابته لله قائلاً اللهم فاشهد أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم وكذا المخلوق اذا كان في جهة علو في الأفق أشرنا له باليد ولكن علوه هذا نسبي يحده المكان فمهما كان عاليا فهو دون الله فبقي معنى الكمال المطلق في العلو لله وحده عز وجل فهو فوق كل شيء لا يحده شيء من خلقه.
آخر تعديل بواسطة حارس العقيدة بتاريخ
25.06.2009 الساعة 16:51 . و السبب : تكبير الخط