[إيمان 1]

إن إرهاصات التغيير قد بدأت و العد العكسي لإقامة المغرب الإسلامي يتسارع، و انقلب السحر على الساحر يوم قامت إسبانيا القوطية بإذكاء العداوة بين قطبي المغرب الإسلامي المغرب و الجزائر بخلق جعجعة ما يسمى البوليزاريو، و الذين يسيرون وفق أجندة إيزابيلا و فيرديناند، كانت منطقة المغرب الإسلامي دائما تحت تأثير القوى الإستعمارية بقيادة فرنسا و إسبانيا و أمريكا، و ذلك نابع من رخص المواد الخام من جهة و الموقع الجغرافي القريب من القارة العجوز و ما تختزنها من طاقات أهمها الشمسية التي أضحت الهدف الإستراتيجي لما بعد ٢٠٥٠ حيث سينفذ البترول، و أزمة البحث عن الطاقة البديلة.

الشعب المغربي أضحى لا يطيق تحمل احتلال سبتة و مليلية، كما أن نية الشعب الإسباني المبيتة تستخدم في استذرار الأصوات لليمين المتطرف، لقد اشتعلت الأزمة بعد أن قامت صحراوية تدعى ميناتو حيدر باستفزاز السلطات المغربية حيث تم منعها دخول التراب المغربي فقامت بجانبها الجمعيات الإسبانية متناسية حقوق الباسك و الكاتالان في تحيز مفضوح، فقامت ترغي و تزبد لتزيد من أزمات المغرب و الذي يصرف ملايير الدولارات في قضية تكلف المغرب و الجزائر أمولا طائلة، ابتداء من صفقات شراء الأسلحة إلى الرشاوى الديبلوماسية التي تذهب إلى جيوب الأعداء الصهيوصليبيين، شعوب المغرب الإسلامي غافلة عن المؤامرات التي تحاك ضدها بل غافلة عن تاريخها و أمجادها و بطولاتها، بل يكفي لواحد منا أن يلقي نظرة على كتاب يحكي تاريخ هذه المنطقة حتى يصاب بالتوثر و الحزن العميق و كأنه شرخ كبير مازال ألمه عالقا في النفوس.

قامت إسبانيا القوطية ببعث جمعويين من جزر الخالدات المحتلة لمدينة العيون في رحلة سياحة كما هو معلوم فقامت هذه المجموعة بإثارة مظاهرة لذر الرماد عن العيون بسبب الإعتداءات الوحشية من البوليس القشتالي بأبواب مليلية حيث تم ضرب شباب مغاربة و اعتقالهم في مشهد مخزي و يفضح النفاق الفاضح لجمعيات القامبيطور، كان مجموعة من جماهير الرجاء البيضاوي في رحلة لمدينة العيون، حيث وافق وصولها وصول هذه الجمعيات المأجورة، فنست الكرة و طريق الملعب فهبت قاطبة و هجمت على هذه المجموعة التي أحرجت المفكرين الأسبان أنه كيف سيكون موقفها لو قام المغاربة بذلك عند الإسبان، كما قلت هبت الجماهير عن بكرة أبيها و لقنت هذه الجمعيات درسا في الحقوق و الواجبات، كرد نفسي عما تعرض له إخوانهم عند أبواب مليلية، فلم تسكن جمعيات المجتمع المدني ببني أنصار معقل عبد الكريم الخطابي الذي لولا تردده الخاطئ في استرجاع سبتة و مليلية لكسرة أسطور هنري الملاح يوم دخل إلى سبتة و رفع عليها الصليب فكانت ضجة مدوية في كل أنحاء أوربا، و كسبت فيها البرتغال تزكية البابا الذي لم يصدق نهاية المارد المشاكس، المتمثل في قوة إسلامية باتت شبه منهارة، و مغرب مقسم بين حفصيين و بني زيان و صراع محموم بين المرينيين و الوطاسيين على السلطة فسلط الله عليهم الوباء الذي قتل منهم أعداد غفيرة زادت من ضعف هذا القطر، الجمعيات المدنية في عملية نوعية قامت بمنع دخول الخضار و الفواكه و الأسماك إلى مليلية التي أصيبت بشلل اقتصادي مزمن عجل بظهور الفارس القوطي المقدام أثنار صاحب فضيحة العراق و الذي غمرت وجهه المقاومة العراقية في التراب بضربات مسترسلة بمدريد بخض النظر عن مشروعيتها أم لا، لتقوم الجماهير و الرأي العام بسحب الجنود الإسبان من العراق و طرد أثنار شر طردة، ليخرج غير مأسوف عليه، حيث زاد حنقه على الإسلام و المسلمين ليشارك في مؤتمر لدعم الصهيونية العالمية، و في هذه الأجواء المتوثرة يقوم بزيارة لمليلية المحتلة، في استعراض مخزي للقوة، بعد أن نسي ملايين الدولارات التي دفعتها حكومته للقاعدة بالمغرب الإسلامي ليتم الإفراج عن المختطفين، الذين لم يكونوا سواحا عاديين بل جواسيس أرسلتهم إسبانيا لفهم التطور في منطقة الصحراء و الساحل مما جعلهم يسقطون في حيص بيص، لتواجههم فرنسا بكبريائها أنها لن تدفع سنتا واحدا لهذه الشرذمة، فأرسلت فرقة عسكرية لمهاجمة القاعدة شرق موريتانيا حتى شمال مالي لتمنى بهزيمة تكتيكية عسكرية بعدم إنقاذ المعتقلين، لكن من عجيب الزمن أن التصريح الفرنسي مستهزأ بالموقف الإسباني جاء قبل فترة وجيزة من قيام القاعدة باختطاف ٥ فرنسيين يعملون في شركة من شركات الإستنزاف للخيرات الإفريقية، الإسبان المفلسون ليس لهم المصاريف اللازمة بالدخول في هذه الدوامة، لأنها تعلم أن سياستها البلهاء في خلق البلبلة بين الجارين المغرب و الجزائر، جاءت عكسية لطموحاتها، و أن قوة جديدة بدأت تتبلور و تتشكل في المنطقة كرد منطقي على حالة ترك خيرات المنطقة تتصرف بها القوى الإستعمارية كما تريد، لكنها لا تريد أن تدخل في حرب استنزاف مع عدو مبهم غير ظاهر و تريد أن تدخل في نفقات دول المنطقة، لأن ملف الصحراء لازال عالقا مما يعطي مساحة منورات في كل الجبهات، المغرب و الجزائر و بسبب الأزمة الإقتصادية الخانقة، يجعل العمل المشترك بين الجارين مستحيلا، و الذي تتجرعه فرنسا الآن بسبب ضربة مخابراتها لفندق آسني بمراكش حتى لا تتطور العلاقة بين البلدين و لا تنتقل الأزمة السياسية المحتقنة في الجزائر إلى المغرب الذي ظروفه السياسية تبقى مختلفة، المنطقة الآن تشهد حالة جذب و شد و معقدة بشكل عميق، قد تخلق تغيرات في مصالح القوة، و قد تكون بؤرة جديدة في عودة الإسلام من جديد وسط الإحتقان الذي تعيشه المنطقة، فلم يبقى من داع لتركها منهوبة من الفرنسيين و لا عبور للأفارقة من منطقة البوغاز، الذي يشكل تحديا خطيرا للأسبان الذين كشفوا عن عنصريتهم اتجاه الأفارقة باصطيادهم بالأعيرة النارية و إلقاءهم في البحر مما زاد احتقان الأفارقة اتنضافة أزمة أخرى و أخطاء متكررة من الماتادور الذي يترنح في كل اتجاه عوض أن يحل مشكلة صغيرة كسبتة و مليلية يدفع بنفسه للهلاك، فمثلهم كمثل من هو غارق في مستنقع إن تحرك زاد غرقا
بارك الله فيكم اخانا الفاضل
اللهم حرر الاقصى و سبتة ومليلية وسائر بلاد المسلمين المحتلة في كل مكان
اللهم آآآآآآآآآآآآمييين

المزيد من مواضيعي

أَلَم يَعْلَم بِأن الله يَرَى

رحلة الى مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء

انت ريحانة

كيف تكون... انسان رائع؟؟

ليس الغريب غريب الشام واليمن

عباد الرحمن

سنة جديدة وعمر جديد

مليكة الطهر

توقيع إيمان 1

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ربي اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات