
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باللـه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .
من يهده اللـه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله
وصف دقيق للدجال وفتنته
وصف النبى
الدجال فقال :
والحديث رواه البخارى ومسلم وأبو داود والترمذى من حديث ابن عمر رضى اللـه عنهما قال :
قام رسول اللـه
فى الناس خطيبا فحمد اللـه وأثنى على اللـه بما هو أهله .... فذكر الدجال فقال : (( إنى لأنذركموه ، وما من نبى إلا وقد أنذر قومه الدجال ، ولقد أنذر نوح قومه ، ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبى لقومه ألا فاعلموا أنه أعور وأن اللـه ليس بأعور )).
وفى رواية أعور العين اليمنى ، وفى رواية أخرى صحيحة أعور العين اليسرى ، اعلموا أنه أعور وأن اللـه ليس بأعور جل جلاله ، جل ربنا عن الشبيه .. وعن النظير .. وعن المثيل .. لا كفء له ، ولا ضد له ، ولا ند له ولا شبيه له ، ولا زوج له ولا ولد له
( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ،
( لَيسَ كَمثْلِهِ شَىءُُ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) .
ثم قال المصطفى عليه الصلاة والسلام : (( الدجال ممسوح العين ، مكتوب بين عينيه كافر ، يقرؤه كل مسلم )).
ماذا تريد بعد ذلك من الرحمة المهداه والنعمة المسداة من الذى قال ربه فى حقه ..( بالمُؤمِنِينَ رَؤوفُُ رَحِيمُُ )
يبين لك لتتعرف على الدجال إن خرج بين أظهرنا ، يقول لك ممسوح العين ... مكتوب بين عينيه كافر... يقرؤه كل مسلم .
وفى رواية حذيفة فى صحيح مسلم قال
:
(( الدجال ، مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب)).
لا ينبغى أن نصرف لفظ النبى
على غير ظاهره ، الكتابة على جبين الدجال كتابة حقيقية لدرجة أنه وردت فى رواية فى صحيح مسلم قال
: (( الدجال ممسوح العين ، مكتوب بين عينيه (ك ف ر) أى كافر )) .
وصف عجيب للدجال من رسول اللـه عليه الصلاة والسلام !
أستحلفك باللـه أن تتدبر معى هذا المطلع العجيب الذى رواه مسلم فى كتاب الفتن وأشراط الساعة من حديث حذيفة بن اليمان رضى اللـه عنه قال الذى لا ينطق عن الهوى
:
(( لأنا أعلم بما مع الدجال من الدجال ، معه نهران يجريان أحدهما رأى العين ماء أبيض ، والأخر رأى العين نار تأجج ، فإما أدركن أحد فليأت النهـر الذى يراه ناراً ، وليغمض ، ثم ليطأطىء رأسه فليشرب منه فإنه ماء بارد))
يقول لنا الصادق المصدوق
لا تخشى نار الدجال فهو دجال يغطى الحق بالكذب والباطل ، إن رأيت ناره فاعلم بأنها ماء عذب بارد طيب .
وفى رواية أخرى فى صحيح مسلم لحذيفة رضى اللـه عنه أن النبى
قال : (( يخرج الدجال وإن معه ماء ونار ، فما يراه الناس ماء فهى نار تحرق وما يراه الناس نارا فهو ماء بارد عذب )) .
فى حديث النواس بن سمعان رضى اللـه عنه أنه قال : سأل الصحابة رسول اللـه
عن المدة التى سيمكثها الدجال فى الأرض ، فقال الحبيب
: (( أربعون يوما ، يوم كسنة ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كسائر أيامكم )) ، قلنا : يا رسول اللـه اليوم الذى كسنة تكفينا فيه صلاة يوم وليلة ؟ قال : (( لا ، اقدروا له قدره ))يعنى صلوا الفجر وعدوا الساعات التى كانت قبل ذلك بين الفجر والظهر ، وصلوا الظهر ، وعدوا الساعات التى كانت بين الظهر والعصر وهكذا .
فسأل الصحابة رسول اللـه
وما زلنا فى حديث النواس ابن سمعان ، وما سرعته فى الأرض ؟! (( يمكث فى الأرض أربعين ليلة فيمر على الأرض كلها ؟ سرعته كالغيث " أى المطر " استدبرته الريح )) ... يعنى يمر فى كل أرجاء وأنحاء الأرض .
ثم قال الحبيب
:
(( يأتى الدجال على قوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم أطول ماكانت ذراً وأسبغه ضروعاً وأمده خواصر)).
فتنة رهيبة !!
فلو عقل هؤلاء لعلموا أن صفات النقص من أعظم الأدلة على كفره وبطلان إدعاءاته .
رب يبـول الثعلبـــان برأسه
لقد ذل من بالـت عليه الثعالب
لو كان ربــا كـان يمنع نفسه
فلا خير فى ربٍ نأته المطالـب
برئت من الأصنام فى الأرض كلها
و آمنـت باللـه الذى هو غالب
إن الذى يستحق أن يعبد هو المتصف بكل صفات الكمال والإجلال .
ثم ينطلق الدجال إلى قوم آخرين فيقول لهم ..أنا ربكم فيقولون :لا ويكذبونه .
يقول المصطفى r : (( ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجى كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل " أى جماعات النحل " ))
فتنة رهيبة !!
ثم تزداد الفتنة !!!
يقول النبى
ثم يدعوا رجلا ممتلئا شبابا ، فيضربه بالسيف ، فيقطعه جزلتين ، فيمشى الدجال بين القطعتين أمام الناس ويقول للشاب قم فيستوى الشاب حيا بين يديه !!.
فتنه رهيبه !!!
وفى رواية أبى سعيد الخدرى فى صحيح مسلم يقول المصطفى
: (( فيخرج إليه شاب فتلقاه المسالح ، مسالح الدجال ( أى أتباعه من اليهود الذين يحملون السلاح ) فيقولون له : أين تعمد ؟
فيقول : إلى هذا الذى خرج ( أى إلى الدجال ) فيقولون له أولا تؤمن بربنا ؟ … فيقول : ما بربنا خفاء ، أى لو نظرت إلى الدجال سأعرفه !
فيقولون : اقتلوه ، فيقولوا بعضهم لبعض : أو ليس قد نهانا ربنا أن نقتل أحداً دونه ، فينطلقون بهذا الرجل المؤمن إلى الدجال ، فإذا نظر المؤمن إليه قال : أيها الناس ! هذا المسيح الدجال الذى ذكره لنا رسول اللـه
يقول المصطفى: (( فيأمر الدجال به فيشبح ، فيقول : خذوه وشجوه ، فيوسع ظهره وبطنه ضربا ، قال : فيقول : أما تؤمن بى ؟ فيقول : أنت المسيح الكذاب ؟ قال : فيؤمر به فينشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه ، قال : ثم يمشى الدجال بين القطعتين ،: ثم يقول له: قم ، فيستوى قائما ، قال : ثم يقول له : أتؤمن بى ؟ فيقول : ما ازددت فيك إلا بصيرة ؟ قال : ثم يقول : يا أيها الناس : إنه لا يفعل بعدى بأحد من الناس ، قال : فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا ، فلا يستطيع إليه سبيلا ، قال : فيأخذ بيديـه ورجليه فيقذف به ، فيحسب الناس أنما قذفه فى النـار وإنما ألقى فى الجنة)) فقال رسول اللـه
: (( هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين ))
وسأختم حديثى عن فتنة الدجال بحديث عجيب رواه مسلم وأبو داود والترمذى وغيرهم من حديث تميم الدارى رضى اللـه عنه من حديث فاطمة بنت قيس عن تميم الدارى .
من حديث فاطمة بنت قيس رضى اللـه عنها قالت : سمعت منادى رسول اللـه
ينادى :
" الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول اللـه
، وكنت فى النساء التى تلى ظهور القوم فلما قضى الرسول
صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال:(( أيها الناس ليلزم كل إنسان مصلاه )) ثم قال (( أتدرون لم جمعتكم ؟ )) قالوا : اللـه ورسوله أعلم .
فقال رسول اللـه
:
(( أما إنى واللـه ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الدارى كان رجلا نصرانياً فجاء فبايع وأسلم وحدثنى حديثا وافق الذى كنت أحدثكم عن المسيح الدجال ، حدثنى أنه ركب فى سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجزام " قبيلتان عربيتان مشهورتان " فلعب بهم الموج شهرا فى البحر ثم أرفؤوا إلى جزيرة فى البحر حتى مغرب الشمس ، فجلسوا فى أقرب السفينة فدخلوا جزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره ، فقالوا : ويلك ، من أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، قالوا : وما الجساسة ، قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل فى الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق ، فلما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانه ، قال : فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير ، فإذا أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ، وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ، ما
بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبرى ، فأخبرونى : ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ، ركبنا فى سفينة بحرية ، فصادفنا البحر حين اغتلم ، فلعب بنا الموج شهرا ، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه ، فجلسنا فى أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا ندرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة ، قلنا : وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل الذى فى الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا ، وفــزعنا منها ، ولم نأمن أن تكون شيطانة ، فقال : أخبرونى عن بيسان قلنا : وعن أى شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا له: نعم ، قال : أما إنه يوشك أن لا يثمر ، قال : أخبرونى عن بحيرة طبرية، قلنا : عن أى شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قالوا هى كثيرة الماء ، قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب ، قال : أخبرونى عن عين زغر، قالوا : عن أى شأنها تستخبر ؟ قال : هل فى العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له : نعم ، هى كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من ماءها ، قال : أخبرونى عن نبى الأميين ، ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب ، قال : أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم ، قال : كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يلية من العرب وأطاعوه ، قال لهم : قد كان ذلك ؟ قلنا : نعم ، قال أما إن ذاك خيرا لهم أن يطيعوه ، وإنى مخبركم عنى ، أنا المسيح ، وإنى أوشك أن يؤذن لى فى الخروج ، فسأخرج فأسير فى الأرض ، فلا أدع قرية إلا هبطتها فى أربعين ليلة ، غير مكة وطيبة فهما محرمتان على كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحـدة ، أو واحدا منهما ، استقبلنى ملك بيده السيف صلتا يصدنى عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها )) قالت : قال رسول اللـه r : وطعن بمخصرته فى المنبر (( هذه طيبة .. هذه طيبة )) يعنى : المدينـة (( ألا هل كنت حدثتكم عن ذلك ؟ )) فقـال النـاس : نعم ، قال : (( فإنه أعجبنى حديث تميم لأنه وافق الذى كنت حدثتكم عنه وعن المدينة ومكة ، ألا إنه فى بحر الشام أو بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ، ما هو ؟ من قبل المشرق ما هو ؟ ، وأومأ بيده إلى المشرق )) قالت : فحفظت هذا من رسول اللـه r .
وهناك سؤال لابد أن يطرح فى هذا المجال ألا وهو :
هل سيقتل الدجال ؟! ومن الذى سيقتله ؟ !!!
نعم ... أبشروا سيقتل الدجال وسيقتله عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام .
روى ابن ماجة فى سننه والحاكم فى المستدرك وصحح الحديث الألبانى من حديث أبى أمامة الباهلى أنه r قال :
(( بينما إمام المسلمين يصلى بهم الصبح فى بيت المقدس إذا نزل عيسى بن مريم ، فإذا نظر إليه إمام المسلمين عرفه ، فيتقهقر إمام المسلمين لنبى اللـه عيسى ليصلى بالمؤمنين من أتباع سيد النبين محمد ، فيأتى عيسى عليه السلام ويضع يده فى كتف إمام المسلمين ويقول : لا بل تقدم أنت فصلى فالصلاة لك أقيمت ، وفى لفظ ...فإمامكم منكم يا أمة محمد ويصلى نبى اللـه عيسى خلف إمام المسلمين لله رب العالمين ، فإذا ما أنهى إمام المسلمين ، قام عيسى وقام خلفه المسلمون ، فإذا فتح عيسى باب بيت المقدس ، رأى المسيح الدجال معه سبعون ألف يهودى معهم السلاح ، فإذا نظر الدجال إلى نبى اللـه عيسى ذاب كما يذوب الملح فى الماء ، ثم يهرب فينطلق عيسى وراءه فيمسك به عند باب لد فى فلسطين ، فيقتله نبى اللـه عيسى ويستريح الخلق من شر الدجال )) .
ويبقى هنا سؤال ألا وهو :
ما السبيل إلى النجاة ؟
هذا ماسنعرفه ان شاء الله في القسم الثالث
ما السبيل الى النجاة
تابعونا
اسال الله ان ينجينا من فتنة المسيح الدجال
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
توقيع إيمان 1 |
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
ربي اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات |
آخر تعديل بواسطة طائر السنونو بتاريخ
24.08.2010 الساعة 15:07 . و السبب : إصلاح لفظ الصلاة على الرسول برجاء التنبه لهذا جزاكِ الله خيرًا