اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 08.08.2010, 08:41

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي منكروا (السنة النبوية ) ونكرانهم لآية القرآن (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ)





منكروا (السنة النبوية ونكرانهم لآية القرآن (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ)
صورة للكعبة المشرفة في بيت الله الحرام في مكة

بقلم وديعة عمراني
باحثة إسلامية ـ كلية العلوم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
أما بعد، في هذا الحديث، سنحاول أن نعالج قضية – ذات نوع من الأهمية والخطورة– على مسار عقيدتنا وفكر العامة، حيث تنهض أحياناً بعض النداءات والشعارات الضالة لجماعات تنادي بمحاربة (السنة النبوية )، وهجرها وتطليقها نهائياً والاكتفاء فقط ( بالقرآن الكريم )، والجماعة يطلق عليها جماعة ( القرآنيون ).
تتكئ أفكار وحجج تلك ( الجماعة ) على عدد منالآيات في القران الكريم التي تبين (على حسب تفسيرهم)، أنَّ القرآن حمل معه (بيانكل شيء)، مصداقاً لقوله تعالى،(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًالِكُلِّ شَيْءٍ) [ النحل :89]، ومن ثَمَّ يدعون أنْ لا داعي إطلاقاً والرجوع إلى السنةالنبوية!!
وطبعانحن نؤمن ونسلم أنَّ القران الكريم – الكتاب المبين- فيه بيان كل شيء، وأنَّ الآيةالكريمة (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ) أمر الهيحق من الله تعالى..
ولكن العجيب !!.. أنَّ تلك الجماعة ( القرآنيون ) منكرواالسنة النبوية، هم أول من أنكروا بيان تلك الآية( التي يعتمدون عليها كحجة قويةفي حواراتهم )، وأنكروا ما حملت من أمر الهي عظيم وخطير!!

سيسألني الآن سائل، ويقول : ولكن كيف ؟! وتكون الإجابة بعرض بعض الأمثلة لتقريبالفهم على تلك الجماعة ( لعل الله تعالى ينير بصيرتهم ويهديهم للحق).
المثال :
خدمثلاً- أبا أراد السفر في غياب مؤقت عن أسرته وأولاده، فنادى الأولاد ليلقِّنهم بعضالنصائح قبل السفر يلتزمون بها.
ونأخذ -مثلاً - من ضمن تلك الإرشادات والنصائحالتي بيَّنها ووجهها لأولاده هي
:
-
عدم التأخير خارج البيت فوق صلاةالعشاء.

-
الالتزامبمواعيد دراستكم وتحصيلكم العلمي.
-
اهتمامكم بزيارة جدتكم وتلبية طلباتها إناحتاجت لشيء.

-
مساعدة أمكم في قضاء الحوائج خارج البيت.
-
لا تنسوا وقت تسديد فاتورة الكهرباء وباقيالفاتورات الشهرية للمنزل، وحافظوا على المال لا تبذروه في مصاريف فائضة.
- وأخيرا..استمعوا إلى كل توجيهات والدتكم عندغيابي، فهي أمكم لها خبرة تربيتكم والخوف على مصالحكم والحرص عليكم رحمة ورأفة بكم.
ماسطرنايعتبر في مفهوم- العقل والمنطق - مجموعة منالبياناتالتي صدرت على شكلنصائح وأوامرلا بد أن تُتبع، لقَّنها الأب لأبنائه.
ولعل – يتضح لنا مفهوم وصيغة ذلك (الأمر) جيدا في آخر (بيان) وضعه الأب على طاولة الأبناء حين أمرهمبالامتثال لكل نصيحة وأمر من (والدتهم).

فهل سيكون الأبناء امتثلوا لـ ( بيان)والدهم إذا طبقوا كل نصائحه،ولكنهم لم يمتثلوا للأمر الأخير ( المتعلقبإتباع توجيهات والدتهم ) !! طبعا.. الجواب هو..
لا!!
فلن يكون الامتثال امتثالا ( كاملاً ).. إلا بإتباع كل أوامر الأب.
أظن أنَّ هذا المثال، مثال سهل ميسر وواضح لكل ذي عقل وفهم.

ولكنه ما علاقته – بموضوعنا- وقضيتنا..؟!
سنجيبونقول(ولله المثل الأعلى) فان هذا المثال يشرح شرحاَ وافياً مستفيضاً ما يقوم بهالقرآنيون بالضبط، فهم كأولئك الأبناء ( ولله المثل الأعلى ) الذين امتثلوا لبعضأوامر الله تعالى ولكنهم رفضوا (لب ) الامتثال لأهم وأعظم (أمر) لا يقوم إيمان إلا به ومعه، لأنه (لا اله إلا الله محمد رسول الله)
.
فهم شهدوا أن (لا اله الا الله ).. ولكنهم وتركواالامتثال لشهادة ( الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام) بعيداً عن مجال(تطبيقاتهم )..وإسلامهم
.
فحين يقول رب العزة (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًالِكُلِّ شَيْءٍ) [ النحل :89]، فتلك الآية- يا إخوتي في الله - ما معناها؟! أليس معناها أنَّ الحق تعالى أنزل في هذا القران الكريم
:
- بيان كل آية.

- وتفصيل كل أمر ( نضع ألفسطر أحمر تحت هذا المعنى : تفصيل كل أمر).
فلماذا – إذن - لم يمتثل( القرآنيون ) لقول الحقتعالى
(وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) [الحشر:7]؟!
أم أنَّ الآية الكريمة المستشهد بها – الآن– ليست من أوامرالله تعالى وليست من(تبيان كل شيء) وشرح كل واجب و تفصيل كل أمر.

أم يعتقدأولائك القرآنيون أنَّ(التبيان ) خاص فقط ببعض الآيات الكونية والعقائدية، وانَّ الأوامرالإلهية المنصوص عليها في بيان ( الذكر الحكيم ) لا تدخل إطلاقاً في نص ( كل شيء).
وبذلكيكونون هم أول من أنكروا الآية الكريمة (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَتِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ)،التي يعتمدون عليها كحجة في إثبات أقوالهم الضالة!! بنكرانهم نص أمر الله تعالى في بيان آيته الكريمة (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) [الحشر:7].

وبنكرانهم أيضاً قوله عز وجل ( قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَفإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )[ آل عمران : 32]. وقوله(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) [الأحزاب : 36 ].
فطاعة الرسول هي من طاعة الله تعالى، فمن يشاق ( الله ورسوله ) فلقد شاق ( الله تعالى ) مصداقاً لقول عز وجل (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
[ الحشر :4].
وبالنتيجة إن المنادين بشطب (السنة النبوية )، والاعتماد كلياً على القرءان إنما يشطبون بذلك الوظيفة التخصصية للنبوة ويبقون على الوظيفة التخصصية للرسالة، وفي تلك الصفة عبث خطير بالإسلام، وبأركان الإسلام، وبمنظومة الإسلام.
والغريب والعجيب فيالأمر أنَّ كل الآيات الكريمات التي ذكرت(أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَمُفَصَّلاً) و (تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) (قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ)و (فَصَّلْنَاهُتَفْصِيلا) تشير كلها إلى مغبة عدم الامتثاللأوامر الله تعالى فكيف لا يمتثل القرآنيون لتلك الأوامر، ويرفضون الآيةالكريمة (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) [الحشر:7].
ندرج في نهاية – هته التذكرة– نص تلك الآيات للبينة :
- يقول الحق تعالى ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّاشَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَالْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَايَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَبِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِيحَكَمًاوَهُوَ الَّذِيأَنْزَلَإِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًاوَالَّذِينَآَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّفَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًاوَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْتُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْيَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَهُوَأَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُبِالْمُهْتَدِينَ ( [الأنعام : 112- 117].
- يقول الحق تعالى ( الَّذِينَكَفَرُوا وَصَدُّواعَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًافَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّأُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَابِكَشَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِوَنَزَّلْنَا عَلَيْكَالْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىلِلْمُسْلِمِينَ) [سورة النحل : 88-89].

يقول الحقتعالى ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِوَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْصَدْرَهُ ضَيِّقًاحَرَجًاكَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُالرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125) وَهَذَاصِرَاطُرَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِلِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوايَعْمَلُونَ) [الأنعام : 125 – 127].
- يقول الحق تعالى (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَوَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَالنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَالسِّنِينَ وَالْحِسَابَوَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُتَفْصِيلًا (12) وَكُلَّ إِنْسَانٍأَلْزَمْنَاهُطَائِرَهُفِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًايَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَحَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِوَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَاوَلَا تَزِرُوَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا[الإسراء : 12-14].

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله.
تستقبل الباحثة
وديعة عمراني آرائكم واستفساراتكم حول المقالة على الإيميل
fajrealimane@yahoo.fr
ــــــــــــــ
مراجع :
-
ظهر منكروا السنة (القرآنيون) وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (بقلم فراس نور الحق)
http://quran-m.com/container.php?fun=artview&id=983

- تفسير القرآن الكريم ( موقع الإسلام )
http://quran.al-islam.com/arb/
للمزيد من مواضيعي