رابعاً : رواية على بن الحسين عن أبيه .
أخرجها الحاكم فى مستدركه (3 / 116/ح4574) حدثني بكير بن محمد الحداد الصوفي بمكة ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة الباهلي ثنا أبي عن الزبير بن سعيد القرشي قال : كنا جلوسا عند سعيد بن المسيب فمر بنا علي بن الحسين و لم أر هاشميا قط كان أعبد لله منه فقام إليه سعيد بن المسيب و قمنا معه فسلمنا عليه فرد علينا فقال له سعيد : يا أبا محمد أخبرنا عن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال : نعم حدثني أبي قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم كفنها رسول الله صلى الله عليه و سلم في قميصه و صلى عليها و كبر عليها سبعين : تكبيرة و نزل في قبرها فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه و يسوي عليها و خرج من قبرها و عيناه تذرفان و حثا في قبرها فلما ذهب قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يارسول الله رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا لم تفعله على أحد فقال : يا عمر إن هذه المرأة كانت أمي التي ولدتني إن أبا طالب كان يصنع الصنيع و تكون له المأدبة و كان يجمعنا على طعامه فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبا فأعود فيه و إن جبريل عليه السلام أخبرني عن ربي عز و جل أنها من أهل الجنة و أخبرني جبريل عليه السلام أن الله تعالى أمر سبعين ألفا من الملائكة يصلون عليها
قلت : هذا إسناد ضعيف جداً ، سكت عنه الحاكم ، ولم يورده الذهبى فى التلخيص بل حذفه لضعفه
وفيه ............
عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة الباهلي ، اتفق الأئمة على تضعيفه واتهموه بالوضع والكذب وتركه بعضهم ، قال أبو حاتم كتبت عنه بالبصرة وكان يكذب فضربت على حديثه قال عبدالرحمن ، إن فإن ابن مسلم يحدث عنه قال ، الله المستعان على ذلك 1-([1]) ، وقال أبو زرعة يحدث بأحاديث أباطيل عن سلام بن أبى مطيع ([2]) ، وقال الدارقطنى متروك يضع الحديث([3]) ، وقال البغوى([4]) ضعيف الحديث جدا ، وقال المزى وهو أحد الضعفاء المتروكين ([5]) وقال ابن القيسى الدمشقى متروك([6]) ، وقال الذهبى([7]) كذبه غير واحد ، وقال الزيلعى([8]) متروك يضع الحديث ، وقال الهيثمى([9]) متروك وقال الحافظ ابن حجر اتفق الأئمة على تضعيفه ، بل اتهمه بعضهم بالوضع([10]) وفى موضع آخر قال أحد المتروكين([11]) ، وفى موضع غيره هو أحد الضعفاء([12]) ، وقال مرة واهٍ ([13]) .
الزبير بن سعيد القرشي هو الزبير بن سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي أبو القاسم ويقال أبو هاشم المديني نزل المدائن 2-([14]) قال صالح بن محمد البغدادى مجهول([15]) !.
قلت : فيه نظر ، فجهالة العين وجهالة الحال عنه مرفوعة ، فهو ضعيف وترجم له العديد من الأئمة ، وقال يحى بن معين ليس بشئ([16]) ، وفى موضع أخر قال كان ينزل المدائن ، كان ضعيفاً([17]) حكى المروذى عن أحمد تلينه له([18]) وضعفه ابن المدينى وقال ابن أبى خيثمة يروى عن ابن المنكدر المناكير وقال الحاكم ليس بالقوى عندهم ، وقال ابن طاهر المقدسى منكر الرواية([19]) وقال الشوكانى([20]) ضعفه غير واحد وقيل إنه متروك ، وقال الذهبى لين([21]) ، وقال أبوداود بلغنى عن يحى أنه ضعيف([22]) وفى–رواية الآجرى– فى حديثه نكارة لا أعلم إلا أنى سمعت ابن معين يقول هو ضعيف([23]) ، ونُقِلَ عن ابن معين توثيقه له مرة ([24]) وقد أورده ابن حبان([25]) فى الثقات ! وقال الحاكم وقال النسائى و الساجى ضعيف([26]) ، وقال الدارقطنى يعتبر بما رواه عن ابن ركانة فأما مايرويه عن ابن المنكدر فإنه يترك هذا الذى ورد فى كتابه الضعفاء والمتروكون ([27])، وأما فى سؤالات السلمى فقد زاد قوله " فإنه مناكير " ([28])، وأما عن أبى زرعة فقد قال فيه " شيخ "
قلت : وهذا ليس بتوثيق ، فاصطلاح شيخ عند أبى حاتم وأبى زرعة الرازيين تعنى أنه " ليس من أهل العلم وإنما هو صاحب رواية " وهذا هو ماحكاه ابن القطان الفاسي([29])ونقله عنه الزيلعي([30])في نصب الراية ، وقال ابن أبي حاتم في مقدمة الجرح والتعديل (1/1/37) :" إذا قيل في الراوي شيخ ، فهو بالمنزلة الثالثة يُكتب حديثه وينظر فيه " هذا ، وقد كان رجلا قليل الحديث كما حكاه ابن سعد([31]) وقد اتضح حاله مما سبق بيانه .
- ومنه تبين أن الروايات الواردة فى اضطجاعه عليه السلام فى قبرها لا تصح ، وهذا ما أعلم والله تعالى أعلى وأعلم وإيكال العلم إليه أولى وأسلم ، وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
تمت بفضل الله
وكتبه
أبو إسحق السِّلَفىّْ
أحمد بن عبد المولى آل عثمان القِطْعاني.
[1] الجرح والتعديل (5/267/ت 1260)
[2] سؤالات البرذعى لأبى زرعة (2/399)
[3] لسان الميزان (3/424/ ت1665)
[4] معجم الصحابة لأبى القاسم البغوى (5/441)
[5] تهذيب الكمال (35/237/ت 7887ترجمة عائشة بنت سعد)
[6] توضيح المشتبه لشمس الدين القيسى الدمشقى (2/107)
[7] المغنى فى الضعفاء (1/50/3607)
[8] نصب الراية (1/73)
[9] مجمع الزوائد (10/52/11522) ، ونقلها عنه السيوطى فى الجامع الكبير (1/45)
[10] التلخيص الحبير (1/43)
[11] الإصابة (1/94) ، وعنه المتقى الهندى فى كنز العمال (13/263/36827)
[12] الإصابة (1/489)
[13] المرجع السابق (6/195)
[14] تهذيب الكمال (9/304/ ت1963)
[15] بغداد (8/464/4583)
[16] تاريخ ابن معين ، رواية الدورى (4/143/3603) ، الجرح والتعديل (3/582/2643)
[17] تاريخ ابن معين ، رواية الدورى (4/381/4888) ، تاريخ بغداد ، رواية الجنيد عنه (8/464/4583) وقال معاوية ابن صالح عنه هو ضعيف ، وفى سؤالاه له (صـ307/142)وابن شاهين فى تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين (1/94/221) وقال –ابن شاهين-ليس بشئ .
[18] علل أحمد رواية المروذى (صـ100/157) ، تاريخ بغداد (8/464/4583) رواية ابنه عبدالله ، وتهذيب التهذيب (13/14/5841)
[19] معرفة التذكرة (1/232/883)
[20] نيل الأوطار (7/5)
[21] المغنى (1/112/2169).
[22] تهذيب التهذيب (13/14/5841) ، تهذيب الكمال (9/304/1963)
[23] سؤالات الآجرى (صـ360/446)
[24] كما فى تهذيب الكمال ، وتهذيب التهذيب ، والمغنى
[25] الثقات لابن حبان (6/333/ت 7980)
[26] ميزان الإعتدال (/67/2836) ، تهذيب الكمال ، تهذيب التهذيب
[27] الضعفاء والمتروكون (صـ221/242)
[28] سؤالات السلمى (صـ12/140)
[29] بيان الوهم والإيهام (4/627):" فَأَما قَول أبي حَاتِم فِيهِ : " شيخ " فَلَيْسَ بتعريف بِشَيْء من حَاله ، إِلَّا أَنه مقل لَيْسَ من أهل الْعلم ، وَإنما وَقعت لَهُ رِوَايَة أخذت عَنهُ
[30] (4/300)
[31] تهذيب الكمال
آخر تعديل بواسطة Moustafa بتاريخ
08.08.2010 الساعة 18:39 . و السبب : تكبير الخط