ومن الأدلة على حصول الحساب بسؤال التقريع والتوبيخ للكافرين ليخزيهم بذنوبهم وكون ذلك بوقوفهم أمام الله ولقائهم به سبحانه دون ذهابٍ إلى النار مباشرةً دون حسابٍ كما توهمه البعض ما رواه مسلم في صحيحه عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وواستدل به العلامة العثيمين في شرحه للعقيدة الواسطية وهو في النقطة رقم ثلاثة من تعليقه على كلام شيخ الإسلام فما ذهبنا له ذهب له شيخ الإسلام والعلامة العثيمين وأنقل كلامه هنا للفائدة وألون موضع الشاهد لنفاسته:
قال العلامة العثيمين في شرح العقيدة الواسطية ج2 ص 156: قوله (يعني قول شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية) : (ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه (1) كما وصف ذلك في الكتاب والسنة (2) وأما الكفار؛ فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته؛ فإنهم لا حسنات لهم، ولكن تعد أعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويخزون بها (3) )
ثم قال العثيمين معلقاً على موضوع الأرقام في الكلام:
(2) هكذا جاء معناه في حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حينما ذكر حساب الله تعالى لعبده المؤمن، وأنه يخلو به، ويقرره بذنوبه. قال " وأما الكفار والمنافقون ؛ فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين". متفق عليه رواه البخاري/ كتاب التفسير/ سورة هود ، أية 18 ، ومسلم / كتاب التوبة.
(3) وفي "صحيح مسلم" ، فَيَلْقَى الْعَبْدَ فَيَقُولُ أَىْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالإِبِلَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ فَيَقُولُ بَلَى. قَالَ فَيَقُولُ أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاَقِىَّ فَيَقُولُ لاَ. فَيَقُولُ فَإِنِّى أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِى. ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِىَ فَيَقُولُ أَىْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالإِبِلَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ فَيَقُولُ بَلَى أَىْ رَبِّ.
فَيَقُولُ أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاَقِىَّ فَيَقُولُ لاَ. فَيَقُولُ فَإِنِّى أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِى. ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ آمَنْتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرُسُلِكَ وَصَلَّيْتُ وَصُمْتُ وَتَصَدَّقْتُ. وَيُثْنِى بِخَيْرٍ مَا اسْتَطَاعَ فَيَقُولُ هَا هُنَا إِذًا - قَالَ - ثُمَّ يُقَالُ لَهُ الآنَ نَبْعَثُ شَاهِدَنَا عَلَيْكَ. وَيَتَفَكَّرُ فِى نَفْسِهِ مَنْ ذَا الَّذِى يَشْهَدُ عَلَىَّ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وَعِظَامِهِ انْطِقِى فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بِعَمَلِهِ وَذَلِكَ لِيُعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ.
وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ وَذَلِكَ الَّذِى يَسْخَطُ اللَّهُ عَلَيْهِ ». صحيح مسلم / كتاب الزهد (2968)
تنبيه:
في قول المؤلف رحمه الله محاسبة من توزن حسناته وسيئاته... إلخ، إشارة إلى أن المراد بالمحاسبة المنفية عنهم هي محاسبة الموازنة بين الحسنات و
والسيئات، وأما محاسبة التقرير والتقريع فثابتة كما يدل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (إنتهى)
قلت (انا بن عراق) قلت ومن الأدلة على أن الكافر لا حسنات له يوم القيامة لأنه يجزى بعمله الصالح في الدنيا حتى لا تبقى له حسنات في الآخرة ما رواه مسلم وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله لا يظلم مؤمنا حسنته يعطى بها ( و في رواية : يثاب عليها الرزق في الدينا ) و يجزى بها في الآخرة و أما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 82 ح53 : أخرجه مسلم ( 8 / 135 ) ، و أحمد ( 3 / 125 ) ، و لتمام في " الفوائد " ( 879 ) الشطر الأول .
تلك هي القاعدة في هذه المسألة : أن الكافر يجازى على عمله الصالح شرعا في الدنيا ، فلا تنفعه حسناته في الآخرة ، و لا يخفف عنه العذاب بسببها فضلا عن أن ينجو منه . (إنتهى كلامه رحمه الله)
آخر تعديل بواسطة الراوى بتاريخ
02.06.2009 الساعة 12:04 . و السبب : تعديل بعض الحروف