اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 11.07.2010, 10:57
صور أبوحمزة السيوطي الرمزية

أبوحمزة السيوطي

عضو شرف المنتدى

______________

أبوحمزة السيوطي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.544  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
20.06.2023 (12:40)
تم شكره 36 مرة في 25 مشاركة
افتراضي


جزاك الله خيراً أختنا الكريمة كلمة سواء على فتح الموضوع

الموضوع قرأته اليوم ودخلت في جدال مع أحد الزملاء وعليه هممت لعمل موضوع أبين فيه ما الحق الذي لا ريب فيه إلا أنني ترددت ولكن ما وضعت الفتوى فالواجب إظهار الحق وبيان تفاهت هذه الفتوى وتجني أصحابها لا أقول على من قال بأن والدا النبي صلى الله عليه وسلم في النار بل تعدوا على النبي صلى الله عليه وسلم وكأنهم أعلم منه بحال والديه .
غير ان اتهامهم أيضاً بمن خالف ما قرروه في هذه الفتوى أنه ملعون !
وكيف لهم أن يلعنوا الناس وفيهم أكابر العلماء بل على رأسهم قول النبي صلى الله عليه وسلم ..

فأقول حامداً الله ربي

روى مسلم وغيره من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
" أن رجلا قال : يا رسول الله ! أين أبي ؟ قال " في النار " فلما قفى دعاه فقال " إن أبي وأباك في النار " .

وروى مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي . واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي "

وروى البخاري في صحيحه :
" لما حضرت أبا طالب الوفاة ، جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال : ( أي عم ، قل لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله ) . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : أترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ، ويعيدانه بتلك المقالة ، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول : لا إله إلا الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ) . فأنزل الله : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } . وأنزل الله في أبي طالب ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } "

فهذا دليل قاطع صريح في أن أبا النبي صلى الله عليه وسلم وأمه وعمه وجده في النار وما هذا الفتوى إلا تكذيب لهذه النصوص الصريحه الصحيحة والعجب أنهم لم يتعرضوا لهذه النصوص ولو بالنقد لأنهم علموا أنه لا مفر منها إلا بتكذيبها ولا طاقة لهم بذلك .

وما الضير من هذا وقد علمنا أن أبا أبراهيم عليه السلام في النار وابن نوح في النار وزوجة لوط في النار والله أحكم الحاكمين ..

أما قولهم أنهم من أهل الفترة ولم يبلغهم دعوة عيسى فهذا تجاهل مبين فماذا كان يفعل أحبار اليهود والنصارى في جزيرة العرب وقد كان منهم بقايا موحدين مؤمنين كما سيأتي ومع ذلك فإن الحنيفية ملة إبراهيم كانت معروفة عند العرب وكان عليها بعض الناس أمثال أبي ذر الغفاري رضي الله عنه فقد كان موحداً بالله مصلياً على ملة إبراهيم فدل ذلك على بلوغ دعوة التوحيد جزيرة العرب كافة وكانوا يعرفون أن الكعبة بيت الله الذي بناه إبراهيم ..

ونموذج آخر من الموحدين وهو زيد بن عمرو بن نفيل فقد روى البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال :
" أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشأم ، يسأل عن الدين ويتبعه ، فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم ، فقال : إني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني ، فقال : لا تكون على ديننا ، حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله ، قال زيد : ما أفر إلا من غضب الله ، ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا ، وأنى أستطيعه ؟ فهل تدلني على غيره ؟ قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا ، قال زيد : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم ، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله . فخرج زيد فلقي عالما من النصارى فذكر مثله ، فقال : لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله ، قال : ما أفر إلا من لعنة الله ، ولا أحمل من لعنة الله ، ولا من غضبه شيئا أبدا ، وأنى أستطيع ؟ فهل تدلني على غيره ؟ قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا ، قال : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ، ولا يعبد إلا الله . فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج ، فلما برز رفع يديه ، فقال : اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم "

وقد أقام زيد بن عمرو بن نفيل الحجة على قريش كلها كما رواه البخاري من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت :
" رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما ، مسندا ظهره إلى الكعبة ، يقول : يا معاشر قريش ، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري . وكان يحيي الموءودة ، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : لا تقتلها ، أنا أكفيكها مؤونتها ، فيأخذها ، فإذا ترعرعت ، قال لأبيها : إن شئت دفعتها إليك ، وإن شئت كفيتك مؤونتها "

وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال :
" زيد بن عمرو بن نفيل يبعث يوم القيامة أمة وحده "
ذكره ابن حزم في الإحكام وقال في غاية الصحة منقول نقل التواتر وصححه أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير وغيرهم

فهذا يدل على بلوغ قريش الحجة وبلوغهم الدعوة وأنهم كفروا فمقتهم الله عز وجل إلا بقايا الموحدين من أهل الكتاب كما رواه مسلم وغيره من حديث عياض بن حمار المجاشعي :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ، ذات يوم في خطبته " ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني ، يومي هذا . كل مال نحلته عبدا حلال . وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم . وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم . وحرمت عليهم ما أحللت لهم . وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا . وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم ، عربهم وعجمهم ، إلا بقايا من أهل الكتاب "

وروى مسلم من حديث عائشة قالت :
" يا رسول الله ! ابن جدعان . كان في الجاهلية يصل الرحم . ويطعم المسكين . فهل ذاك نافعه ؟ قال " لا ينفعه . إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين "

فدل ذلك على أن هناك من يدخل النار في الجاهلية لا نفعه إلا التوحيد مثل زيد ابن عمرو بن نفيل وأن أهل الفترة هم فئة من الناس لم يبلغها الدعوة قط ولم يبلغها أي رسول أو رسالة لذلك تم تسويتهم بالصبي الذي لم يعقل والمجنون ومصيرهم أنهم يمتحنون كما قال ابن تيمية :
" ومن لم تقم عليه الحجة في الدنيا بالرسالة؛ كالأطفال، والمجانين، وأهل الفترات، فهؤلاء فيهم أقوال، أظهرها ماجاءت به الآثار: أنهم يمتحنون يوم القيامة، فيبعث إليهم من يأمرهم بطاعته، فإن أطاعوه استحقوا الثواب، وإن عصوه استحقوا العذاب " انتهى

وفيه ما رواه أحمد وصححه الألباني :
أحمد من حديث الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ :رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ : فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا، وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ، وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا، وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ، فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا"

وليس بين ما روي عن أهل الفترة وما روي عن من يدخل النار قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام تعارض وحل هذا التعارض من وجهين وهما :

الأول : كما قلنا أن بلوغهم الدعوة ببقايا الموحدين من أهل الكتاب وبقاء ملة إبراهيم فيهم فمن بلغه ذلك بلغته الحجة ومن لم تبلغه أي دعوة قط فهو من أهل الفترة .
قال البيهقي في الدلائل :
" وكيف لا يكون أبواه وجدُّه بهذه الصفة في الآخرة - أي من أهل النار- وكانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا ، ولم يدينوا دين عيسى ابن مريم عليه السلام "

قال النووي رحمه الله في شرحه على مسلم حديث " أبي واباك في النار " :
" وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو في النار ، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة ؛ فإن الدعوة كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم "

الثاني ما قاله ابن كثير رحمه الله في السيرة :
" وإخبارهصلى الله عليه وسلم عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ينافي الحديث الوارد من طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة. لأنه سيكون منهم من يجيب، ومنهم من لا يجيب، فيكون هؤلاء-أي الذين أخبر عنهم النبي- من جملة من لا يجيب، فلا منافاة، ولله الحمد والمنة "

وهل بكل هذه الأدلة وهؤلاء العلماء ملعونون لأنهم أقروا بما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن أبواه وعمه وجده في النار .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد سيد المرسلين







توقيع أبوحمزة السيوطي
إذا كُنت تشعر انك لاتعيش جيـداً ...فاعلم أنك لاتصلي جيداً



آخر تعديل بواسطة أبوحمزة السيوطي بتاريخ 11.07.2010 الساعة 11:59 .