أهمية هذا الشرح
ترجع أهمية هذا الشرح , لكونه أول شرح وضع على الورقات , فيما نعلم , فقد ألفه صاحبه فى القرن السابع للهجره , وباقى الشروح الأخرى - الموجوده فعلا أو المذكورة فى الكتب - تبدأ من القرن التاسع للهجره فصاعدا , وإنما الفضل للمتقدم .
كما تتضح أهمية هذا الكتاب فى أستفادة أغلب من شرح الورقات بعده منه , كالإمام العبادى فى شرحه الكبير , فهو فى مواضيع كثيره يستشهد بعباراته , كالموضع الذى ذكرناه آنفا , وكقوله فى (2/526) : قال التاج الفزارى : (( من أقوال الصحابه والتابعين ومن بعدهم )) .
وأحيانا يورد - أى العبادى - اعتراضات ابن الفركاح , ويرد عليها , فقد اعترض ابن الفركاح فى شرحه (ص 288) على تعريف امام الحرمين لحديث الآحاد , ورد عليه العبادى فى شرحه (2/411) . كما أعترض التاج الفزارى على تعريف المستفتى (سأضعها بعد ذلك وسوف أرجع أكتب رقم المشاركه بأذن الله) بأن هذا تعريف دائر ونقل العبادى اعتراضه فى شرحه (2/547) وأجاب عليه .
فهذا مثال على استفادة الشارحين بعده من كتابه مما يوضح أهمية هذا الكتاب وأن العلماء أخذوه بعين التقدير والأعتبار .
وأيضا تتضح أهمية هذا الكتاب , فى أسلوب الشارح الذى جمع بين غزارة المعلومات وسهولة فهمها , فكان كما قال (سأضعها بعد ذلك وسوف أرجع أكتب رقم المشاركه بأذن الله) : " مبسوطا بضرب الأمثله والأشاره الى الأدله , وإيضاح المشكل وتقييد المهمل والمغفل " . انتهى . دون دخول فى تعقيدات منطقيه , ولا مجادلات كلاميه , كما هو حال كثير من كتب الأصول , فكان كتابا مفهما للطالب , مذكرا للمعلم .
منهج الشارح فى كتابه
من خلال قراءتى لشرح الورقات فإننى أستطيع أن ألخص منهج التاج ابن الفركاح فى النقاط التاليه :-
1- بدأ شرحه بذكر ترجمه موجزه لإمام الحرمي .
2 - يذكر الجزئيه المراد شرحها من متن الورقات , أحيانا بعد قوله : ( قال ) أو ( قوله ) أو ( وذلك قوله ) , وأحيانا بدون ذلك , ثم يبدأ الشرح .
3 - يبدأ شرحه بتعريف المفردات الأصوليه لغه وأصطلاحا .
4 - يبين المسأله الأصوليه المراد الحديث عنها , ثم يقرر مذهب إمام الحرمين فى ذلك , ويعلله له ويوضح وجهة نظره , ثم يذكر الأعتراضات عليه إن وجدت , ويجيب على هذه الأعتراضات , وذلك بأسلوب واضح .
5 - يذكر المذاهب الأخرى فى المسأله , ولكن لا يكثر من تعداد المذاهب , فأحيانا يكتفى بمذهب واحد أو أثنين , ثم إنه أحيانا يذكرها دون ذكر أصحابها , بأن يقول : ( قيل ) أو ( قال قوم ) أو ( ذهب آخرون ) , وأحيانا يذكر أصحاب المذهب , بأن يقول : ( والمنقول عن الشافعى ) ( وقال أهل الظاهر ) , وهكذا , وهو على كل حال دقيق فى نقله عن العلماء وتقريره لمذاهبهم .
6 - أحيانا يعزو مذهب العالم لكتابه , كقوله : ( وهذا مال اليه إمام الحرمين وأشار فى كتابه البرهان ) , وقوله : ( وقطع الشيخ أبو إسحاق فى لمعه ) . وهو دقيق فى عزوه .
7 - يعارض أحيانا إمام الحرمين , كما فى قوله فى رسم المكروه : ( وفى هذا الرسم نظر ) , وقوله فى رسم الظن ( هو رسم مدخول ) , مع توضيحه لسبب اعتراضه .
8 - يستشهد رحمه الله كثيرا بالآيات القرآنيه والأحاديث النبويه مع اكتفائه منهما بموضع الشاهد فقط .
9 - يستدل أحيانا فى المعانى اللغويه بالأبيات الشعريه .
10- كثيرا ما يستخدم الأمثله الفقهيه , كتطبيقات على المسائل الأصوليه , وذلك كمسألة وجوب الزكاه فى الحلى غير المباح , وقتل الوالد بولده .
11 - يستخدم الأمثله العقليه المنطقيه لتوضيح مراده , وذلك كقوله : الجزء لا يكون أعظم من الكل .
12 - يذكر بعض القضايا النحويه ويناقشها بإسهاب , ويذكر آراء النحويين فيها , مما يدل على تبحره فى النحو .
13 - يذكر بعض المسائل الكلاميه , عرضا , أو للتمثيل , دون دخول فى تفصيلات وتعقيدات , كمسألة التحسين والتقبيح .