( 16 )
..........
إن القول بهذه الفريه والضلاله فيها إتهام لله والعياذُ بالله " بأنه يعتريه والعياذُ بالله التغيير والتبديل والتقلب " ، وينسخ كلامه بعضه بعضاً ، اليوم يُنزل شيء وغداً ينسخه ، يُنزل اليوم أو غداً قُرآن ثُم يُنسيه لنبيه ولصحابته ، ثُم يُنزل قُرآن ثُم يرفعه أو يُسقطه وهكذا ، بدون سبب أو مُبرر ، وعدم الثبات فيما يُنزل أو بهذا ومثله والعياذُ بالله ، حتى بلغ ببعضهم بالقول إن هُناك نسخ تم في نفس الآيه ، بأن آخر الآيه نسخ أولها ، وآيه وسطها مُحكم فقط وآخرها نسخ أولها دون وسطها .
............
وبقولهم إن وسط الآيه فقط هو المُحكم إتهام بأن الناسخ والمنسوخ غير مُحكم ، أو على الأقل بأن المنسوخ غير مُحكم ، وفي هذا إعتراض على قول الله .
...........
199{الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1
.........
وهذه هي الآيه التي قالوا بها
.......
{خُذِ الْعَفْوَوَأْمُرْ بِالْعُرْفِوَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف
...........
وأيضاً قد أحتج غالبيتهم وحُجتهم باطله من وقتها ، ومن أبطل ما أحتجوا به كبُطلان فريتهم وضلالتهم ، وهو بان القُرآن يتغير بالنسخ بتغير الواقع والأحوال في عهد رسول الله ، وكأن تغير الأحوال لم يحدث أو يكُن موجوداً او مقصوراً إلا في عهد رسول الله ، ولا يحدث بعد وفاة رسول الله وفي كُل وقت وهو مُستمر ما كانت هُناك حياه على الأرض .
.........
فهل يُعني ذلك أن يستمر النسخ في كتاب الله مع تغير الواقع والأحوال إلى قيام الساعه .
..........
أم أن هذا القُرآن صالح لكُل زمانٍ ومكان ، ودينٌ ودوله إلى قيام الساعه ، وملا فُسر سابقاً يُفسر الآن ، وما لا يُفسر الآن يُفسر مُستقبلاً ....إلخ
**************************************************
( 17 )
.......
والناسخ والمنسوخ يُشكك في كتاب الله ، وأن هذا القُرآن ليس من عند الله ، وأنه ليس من الله أو ليس من وحي الله " لوجود الإختلاف فيه أو التناقض أو الغير موجود...إلخ" ، ويجعل ذلك سلاحاً بيد أعداء هذا الدين ، وخاصةً بقول بعضهم بأختفاء آيات قُرآنيه عديده ، وبعضهم قال بسور من القُرآن كالسيوطي وغيره ، وهذا ما رقص وغنى عليه زكريا بطرس وغيره . .....
أن من يقول بالناسخ والمنسوخ وبأنواعه التي أوجدوها وتوابعها من رفع ونسيانٍ وإسقاط والعياذُ بالله ، وبالتالي القول باتهام الله بأن ما بين ايدينا غير الذي أنزله الله ، والتشكيك في كُلية القُرآن وجمعه ، وهو القائل{إِنَّ عَلَيْنَاجَمْعَهُوَقُرْآنَهُ} (17) سورة القيامة.
************************************************** *
( 18 )
..........
إختلاف من قالوا بالناسخ والمنسوخ ، وعدم إتفاقهم على عدد الآيات المنسوخه وكذلك الناسخه ، وهو أقل تعدي قالوا به ، وتفنيد بعضهم لبعض حول الكثير من الآيات ، بعضهم زادها على 200 آيه وبعضهم يقول إنها 66 آيه ، واختلفوا على كثير من الآيات هل هي منسوخه أم لا وهكذا ، فأخذت فريتهم بالتلاشي إلى أن وصلت عند أحد القائلين بالناسخ والمنسوخ إلى 4 آيات فقط ، والإختلاف دليل على بُطلان الموضوع ، ولا يدل على الإجماع .
************************************************** *
( 19 )
ثُم إن كثير من الآيات التي قيل إنها نُسخت تتحدث عن أكثر من موضوع من ضمنها موضوع ما قالوا إنه نُسخ ، فكيف تُنسخ الآيه بباقي مواضيعها الأُخرى ، وكذلك الأمر للآيات التي قيل إنها ناسخه تحمل بقية مواضيعها التي تطرقت لها ، وتنسخ الآيه التي قيل إنها نسختها ، بمواضيعها الأُخرى هي الأُخرى.
.....
فهذه الآيه التاليه تتحدث عن شروط القيام بالصلاه
.......
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباًإِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِأَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً }النساء43
........
والآيه التاليه تتحدث عن تحريم 4 أمور من هذه الأُمور الأربعه الخمر ، كيف تنسخ هذه الآيه بمواضيعها الأربعه ، الآيه السابقه التي تتحدث عن عدة شروط للصلاه ، منها عدم الصلاه في حالة السُكر الذي يؤدي بالشخص أن لا يعلم ماذا يقول .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُوَالْمَيْسِرُوَالأَنصَابُوَالأَزْلاَمُرِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة90
...........
وهل يجوز لمن أُبتلي بشرب الخمر ولكنه يُصلي ويدعوا الله ليل نهار أن يُخلصه من هذه المعصيه ، ويعلم بتحريم الخمر ، أن يُصلي وهو سكران لأن الآيه السابقه منسوخه ونسختها الآيه التاليه ، أم أنهُ يلتزم بها وبما ورد فيها من حُكم بعدم القُرب والإقتراب من الصلاه وهو سكران ولا يعلم ماذا يقول .
أو أنه يمتنع عن الصلاه ويتركها لأنه يُعاقر الخمر ويشربها ، فيقول لنفسه بما أن الآيه الأُولى منسوخه ، والناسخه لها تُحرم علي الخمر ، وأنا لا أستطيع الإمتناع عنها الآن ، وأنا دائم الدُعاء أن يُريحني الله من هذه المعصيه ، فبالتالي لا أُصلي حتى أترك الخمر ويُيسر الله لي الهداية لتركه .
*****************************************
(20)
.........
والقول بالناسخ والمنسوخ وتوابعه إتهام صريح لكتاب الله بالباطل ، أي أن آيات تُبطل آيات وتُلغي أحكامها ، والله مُنزله قال عنهُ ، فقالوا عن آية سيفهم بأنها أبطلت وألغت أحكام 124 آيه
{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت42
************************************************** ***
( 21 )
..........
وكذلك إتهام القُرآن بعدم البيان ، وهو الذي آياته مُبينات وبينات وواضحات
...........
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ }البقرة99
.......
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْآيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }النور34
......
فهل الآيه البينه والمُبينه تُنسخ ، وهل الناسخه أكثر بياناً منها ، والله لم يُفرق بين آياته بقوة البيان ، بل أعطاها نفس الدرجه .
************************************************** *
( 22 )
.........
والذين قالوا بالناسخ والمنسوخ أكدوا على التعارض واختلاف في آيات الله ، وبالتالي رأوا أنهُ لا بُد من النسخ لإزالة هذا التعارض وهذا الإختلاف ، وبالتالي يؤكدون وجود إختلاف وتناقض بين الآيات بل إختلافات ، وكأن هذا القُرآن ليس من عند الله ، ومُعارضين قول الله تعالى : -
..........
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82
************************************************
( 23 )
..........
من يقرأ كُتبهم وأقوالهم يتأكد من قولهم بأن هذا القُرآن الذي بين أيدينا ليس القُرآن الذي أنزلهُ الله ، وبالتالي ليس هو الذي أنزله الله في تلك الليله المُباركه " ليلة القدر " ، وإن هُناك الكثير تم نسيانه أو أُنسي ، أو رُفع أو....أو....آياتٌ كثيره بل سور من القُرآن
..........
قال أبو عُبيد " حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن ايوب ، عن نافع عن إبن عُمر ، قال : -
" لا يقولَّنَ أحدكم: قد أخذتُ القُرآن كُلهُ ،وما يُدريه ما كُلهُ ! قد ذهب منهُ قُرآنٌ كثير ، ولكن ليقُل: قد أخذتُ منهُ ما ظهر "
.........
وقال حدثنا إبن أبى مريم ، عن " إبن " لَهيعه ، عن أبي الأسود ، عن عروه بن الزُبير ، عن عائشه .
.........
المُهم عن عائشه
......
" قالت كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمن النبي صلى اللهُ عليه وسلم 200 آيه ، فلما كتبَ عُثمان المصاحف لم يقدر منها إلا كما هو الآن "
..........
وقال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن المُبارك بنُ فضاله ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زرُ بنُ حُبيش ، قال : قال لي أُبيُ بنُ كعب
..........
" كأين تعدُ سورة الأحزاب ؟ قُلتُ إثنين وسبعون آيه ، أو ثلاثةٌ وسبعين آيه ، قال : إن كانت لتعدلُ سورة البقره ، وإن كُنا لنقرأ فيها آية الرجم"
.........
وقال أبو عبيد : حدثنا حجّاج ، عن حماده بن سلمه ، عن على بن يزيد ، عن أبي حرب ابن أبى الأسود ، عن أبى موسى الأشعري ، قال : -
" نزلت سورة نحو براءه ، ثُم رُفعت "
وفي المستدرك عن حذيفة
.........
و قال : ما تقرءون ؟ ربعها ؟ يعني براءة
........
قال : الحسين بن المنادى فى كتابه
...........
" الناسخ والمنسوخ "
_........
" ومما رفع رسمه من القرآنولم يرفع من القلوب خفظه ، سورتا القنوت في الوِتْر ، وتسمى سورتَىِ الخَلْع والحفد "
.........
هل هُناك إفتراء على كتاب الله أشد من هذا الإفتراء ، ومجنون من يلوم زكريا بطرس وغيره إذا غنوا ورقصوا ، ولذلك لا نجد أحد ممن يؤمن بالناسخ والمنسوخ لديه القُدره على مواجهة زكريا بطرس أو غيره ، بل عليه الإختباء ودس رأسه بالرمال كالنعامه ، بما أنهُ قبل ذلك على هذا القُرآن العظيم الذي تحسدنا عليه الأُمم ، دُعاء القنوت يُصبح سور من القُرآن ، ولم يتم الإكتفاء بالقول بسوره بل لا بل سورتين ، خلع وحفد ، إذاً القُرآن ليس 114 سوره فقط " لا حول ولا قوة إلا بالله " . ************************************************** *
( 24 )
.........
الإتهام بأن الله لم يجمع ما أنزله ، وأن القُرآن ضاع منهُ الكثير ، وبالتالي إتهام رسول الله والحفظه ، ومن قاموا على جمع وتدوين كتاب الله ، ويُعاندون الله القائل .
........
{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }القيامة17
.........
قال أبو عُبيد " حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن ايوب ، عن نافع عن إبن عُمر ، قال : -
............
" لا يقولَّنَ أحدكم: قد أخذتُ القُرآن كُلهُ ،وما يُدريه ما كُلهُ ! قد ذهب منهُ قُرآنٌ كثير ،ولكن ليقُل: قد أخذتُ منهُ ما ظهر "
............
ذهب منهُ قُرآن كثير حسبُنا الله ونعم الوكيل على هذا القول
*************************************************
( 25 )
.........
لو كان الذي يقول به النُساخ وما ورد في كتب من قالوا بالناسخ والمنسوخ صحيحاً ، عن آيات نسخت بعضها وعن قُرآنٍ أُنسي أو قُرآن رُفع وقُرآن أُسقط وقُرآن لم يُدون ، لوجد المُشركون وكُفار قُريش واليهود في ذلك سلاحاً ما بعده سلاح ، لمُهاجمة هذا الدين الجديد وهذا القُرآن ونبيه ولأقاموا الدُنيا ولم يُقعدوها حول ذلك .
.........
ولحرضوا القبائل ومن قبلوا الإسلام بالإرتداد عنه وعندهم ما يُقنعون به هؤلاء ، لو كان هذا الذي نتحدث عنهُ صحيحاً .
.........
ولكن لم يرد في كُل التُهم التي وجهوها لهذا النبي ، ولهذا القُرآن أي تُهمه من هذا القبيل ، فقالوا عنهُ ساحر ، وقالوا أساطير الأولين أكتتبها ، وقالوا وقالوا....إلخ
............
{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }الفرقان5
*******************************************
يتبع ما بعده