اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 30.04.2010, 21:01

ابو علي الفلسطيني

مشرف عام

______________

ابو علي الفلسطيني غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.12.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 741  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
26.04.2015 (23:18)
تم شكره 12 مرة في 11 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على موضع الانتقاد:-

قال تعالى في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء : 1]

قرأ الجمهور (الأرحام) على النصب (منصوبة) باستثناء حمزة فقد قرأها على الخفض (أي مجرورة) ... وهذا هو موضع انتقاد النحاة ... وهذا ما نقله النصراني الجاهل في موضوعه ...

وللرد على التهافت والتشغيب :-

قال ابن مالك رحمه الله في الفيته:
وعود خافض لدى عطف على.....ضمير خفض لازما قد جُعلا
وليس عندي لازما إذ قد أتى..... في النظم والنثر الصحيح مثبتا

قال ابن عقيل رحمه الله:
أي جعل جمهور النحاة إعادة الخافض -إذا عطف على ضمير الخفض-لازما ولا أقول به
لورود السماع نثرا ونظما بالعطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض فمن النثر قراءة حمزة (واتقوا اللهَ الذي تساءلون به والأرحامِ) بجر الأرحام عطفا على الهاء المجرورة بالباء ومن النظم ما أنشده سيبويه رحمه الله تعالى:
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا ..... فاذهب فما بك والأيامِ من عجب
بجر الأيام عطفا على الكاف المجرورة بالباء ... قلت (ابو علي) يقصد فما بك وبالايام فحذف الباء تسهيلا ..وهو شاهد على صحة قراءة حمزة رحمه الله تعالى ..

ومن كتاب الحجة في القراءات السبع لابن خالويه :

قوله تعالى والأرحام يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن نصب أنه عطفه على الله تعالى وأراد واتقوا الأرحام لا تقطعوها فهذا وجه القراءة عند البصريين لأنهم أنكروا الخفض ولحنوا القارئ به وأبطلوه من وجوه أحدها أنه لا يعطف بالظاهر على مضمر المخفوض إلا بإعادة الخافض لأنه معه كشيء واحد لا ينفرد منه ولا يحال بينه وبينه ولا يعطف عليه إلا بإعادة الخافض والعلة في ذلك أنه لما كان العطف على المضمر المرفوع قبيحا حتى يؤكد لم يكن بعد القبح إلا الامتناع وأيضا فإن النبي صلى الله عليه و سلم نهانا أن نحلف بغير الله فكيف ننهى عن شيء ويؤتى به وإنما يجوز مثل ذلك في نظام الشعر ووزنه اضطرارا كما قال الشاعر

... فاليوم قد بت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والايام من عجب ...
وليس في القرآن بحمد الله موضع اضطرار . هذا احتجاج البصريين
فأما الكوفيون فأجازوا الخفض واحتجوا للقارئ بأنه أضمر الخافض واستدلوا بأن العجاج كان إذا قيل له كيف تجدك يقول خير عافاك الله يريد بخير
وقال بعضهم معناه واتقوه في الأرحام أن تقطعوها
وإذا كان البصريون لم يسمعوا الخفض في مثل هذا ولا عرفوا إضمار الخافض فقد عرفه غيرهم وأنشد ...
رسم دار وقفت في طلله ... كدت أقضي الحياة من خلله ...
أراد رب رسم دار إلا أنهم مع إجازتهم ذلك واحتجاجهم للقارئ به يختارون النصب في القراءة

وقال ابو حيان:-

ما ذهب اليه اهل البصرة من امتناع العطف على الضمير المجرور الا باعادة الجار ومن اعتلالهم لذلك غير صحيح بل الصحيح مذهب الكوفيين في ذلك .. ومن ادعى اللحن فيها او الغلط على حمزة فقد كذب .. وقد ورد من ذلك في اشعار العرب الكثير يخرج عن ان يجعل ذلك ضرورة ...
ولسنا متعبدين بقول نحاة البصرة ولا غيرهم ممن خالفهم فكم حكم ثبت بنقل الكوفيين من كلام العرب لم ينقله البصريون والعكس صحيح .. وانما يعرف ذلك من له استبحار في علم العربية

وقال ابن الجزري ايضا:-

أنّى يسعهم انكار انكار قراءة تواترت واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا نويس (تصغير ناس) لا اعتبار بهم ولا معرفة لهم بالقراءات ولا بالاثار ..

وقال الامام ابي نصر الشيرازي في رده على الزجاج وتعليقه على قراءة حمزة بالخفض:-

ومثل هذا الكلام مردود عند أئمة الدين لان القراءات التي قرأ بها أئمة القراء ثبتت عن النبي فمن رد ذلك فقد رد على النبي ما قرأ به ..

وقال الداني رحمه الله تعالى في (جامع البيان)

وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القران على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأثبت في الاثر والاصح في النقل والرواية اذا ثبتت عنهم لم يردها لا قياس العربية ولا فشو اللغة لان القراءة سنة متبعة ...

قلت:- قد ظهر لنا بعد كل هذه النقول من علماؤنا الاجلاء ان قراءة حمزة (والارحام) بالخفض هي قراءة صحيحة اسنادا ولغة .. ولا مجال لمن انكر عليه رحمه الله تعالى ... والله اعلم ...

يتبع بحول الله تعالى







توقيع ابو علي الفلسطيني
تتسامى أرواحُنا للمعالي = قد حَدَاها عزم كحد الظَّــباتِ


هَـمُّــنا بعد الموت عيشُ خلود = لا نرى الموتَ غاية للحياةِ


رد باقتباس